الركيزة الثانية : تقوية الوازع الديني، والتخويف من                    سوء الأخلاق :
                     الوازع الديني يُلزِم الشخص بمعرفة حدود الحلال                    والحرام ،
                     وأن يكون لديه من الخوف والجزع من الله سبحانه                    وتعالى
                     ما يردعه من الوقوع في المخالفة والمحظور                    ،
                     ويبعده عن الانزلاق في مهاوي الفتن والشهوات                    ،
                     ويجعل لديه دافعاً كي يتعلم مسؤولياته ،                    ونستطيع أن نقول حقيقة :
                     إن الوازع الديني له دور كبير جداً في هذا الجانب                    ،
                     فإن الصلاة : وهي أجل العبادات
                     تؤدي المحافظة عليها إلى ابتعاد العبد عن الفواحش                    والنفرة من المعاصي
                                         { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ                    الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
                     وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا                    تَصْنَعُونَ }
                                                             الركيزة الثالثة : الخطاب الديني، وأثره في تعزيز                    الأخلاق :
                     ولعل من أبرز أنواع الخطاب الديني                    : خطبة الجمعة ،
                     والدروس المنهجية سواء في المدارس ، أو في المساجد                    ،
                     والمحاضرات العامة على تنوع موضوعاتها، والمواعظ                    ،
                     والمناسبات العامة، والاحتفالات ، والمؤتمرات                    ،
                     والبرامج الإذاعية والتلفازية وغيرها                    .
                                         ويقوم الوعظ والإرشاد                    الديني
                     بدور محوري في محاربة كل أنواع الانحلال الخلقي في                    المجتمع الإسلامي ،
                     حيث يقع على عاتق الدعاة في كل حين عبء التغيير                    للمنكر
                     مع الأمر بالمعروف كأصل من أصول الإسلام التي أمر                    بها
                                         يقول الحق سبحانه وتعالى :
                                         { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ                    بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ                    الْمُنْكَرِ
                     وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ                    عَزْمِ الْأُمُورِ }
                                                             وفي هذا المعنى نذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله                    عنه
                     أن النبي صلى الله عليه وسلم قال                    :
                                         ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده                    ،
                     فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه                    )
                                                             كما حذّر الإسلام من أن عدم تغيير المنكرات يعم بسببه                    العذاب كل المجتمع
                     إن لم يحاولوا تغييره، ويمثل الانحلال الخلقي شقين كبيرين يتمثل أحدهما                    :
                     في ترك المأمورات كالواجبات والمستحبات من الفضائل                    الأخلاقية ،
                     وأما الأخر فيكون في فعل المنهيات كالوقوع في                    المحرمات، وقبائح الأخلاق.
                                         الركيزة الرابعة : وسائل الإعلام ودورها في تعزيز                    الأخلاق :
                     أينما وجد إعلام هادف ، وجد مجتمع ذو فضيلة وأخلاق                    سامية ،
                     وعلى العكس تماماً فأي مجتمع له إعلام ساقط في                    محتواه
                     ورسالته التي يقدمها تجد مجتمعاً يغلب عليه الانحلال                    الخلقي، والبعد الديني،
                     والتأثر بالحضارة الزائفة ، ولما كان الإعلام بهذا                    الخطر الشديد ،
                     استغله أعداء الأمة الإسلامية في جعله سلاحاً يستخدمه                    القاصي والداني ،
                     بل جعلوه حاجة عصرية لا يستغني عنها الإنسان                    ،
                     والذي يشاهده الجميع من خلال هذه                    الوسائل
                     لا يجد إلا إعلاماً بعيداً عن كل خلق وفضيلة، لا يربي                    إلا على إثارة الشهوات،
                     وترك الفضائل ، وتعليم الجريمة إلا ما رحم ربك والله                    المستعان .
                                         الركيزة الخامسة : تجفيف منابع الفساد وما يدعو إلى                    الانحلال والرذيلة :
                     ولما كان الفساد والمنكر يظهر بصورة تشتهيها النفوس                    الضعيفة ،
                     وتستسيغها القلوب الفارغة ؛ فتنخدع بها                    ،
                                         وذلك مصداقاً لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال                    :
                     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم                    :
                                         ( حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات                    )
                                                             وأنجع علاج وأنفعه هو ما كان للمنكر والباطل صاداً                    ورادعاً ،
                     ولأهله داعياً وناصحاً ، وإن الله ليزع بالسلطان ما                    لا يزع بالقرآن .
                                         الركيزة السادسة : التعاون على البر والتقوى والتواصي                    بالحق :
                     النصيحة هي من أهم ركائز هذا الدين                    ،
                     فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله ،
                                         بقوله صلى الله عليه وسلم  :
                                                                                 لما لها من أثر في تقويم السلوك، وتهذيب الأخلاق                    ،
                     وتسوية المعوجين الذين يحيدون عن الحق والصراط                    المستقيم ،
                                                                                 [ بالنصيحة يحصل التحابب والائتلاف، وبضدها يكون                    التباغض والاختلاف ]
                                                                                                     [ وأقصى موجبات التحابب أن يرى الإنسان لأخيه ما يراه                    لنفسه ]
                                                             ما في مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من                    النصيحة .
                                         ولعل الجامع الرئيس لهذه الركائز كلها هو عملية                    التربية ،
                     فمن خلالها نستطيع غرس كل الركائز السابقة وغيرها                    .
                                         هذا والحمد لله رب العالمين                    ،
                     وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه                    .