سيدي الأخ العقيد / سامى عطا                    الياس
                                      
                                       أكلة المقادم في ذاكرة                    البراشي
                                                             تشكل وجبات الطعام الغذائية : عبر العصور تراثاً مهماً في تاريخ الشعوب                    ؛
                     لما فيها من ارتباطات أنثربولوجية تكشف الكثير من                    أسرار البشر
                     وحيواتهم الاجتماعية ، ويأخذ الطعام أبعاداً رمزية في                    خلق سلوك
                     ولغة تسبر سياقات ثقافية متعددة داخل المجتمع الواحد                    ،
                     ولما كانت مكة المكرمة قبلة الدنيا ومهوى الأفئدة                    ومجمع الأذواق ؛
                     أخذت الأطعمة الموروثة بها زخماً ثقافياَ زاخراً                    بالتنوّع والثراء المعرفي ،
                     ولعل تسليط الضوء على أكلة " المقادم "
                     كمكوّن رمزي وتراثي في الثقافة                    المكية
                     يعطي بعض المؤشرات الاجتماعية للحياة في مكة                    المكرمة .
                                         فقد كان مساء الأحد 22 /10/ 1433هـ عامراً والدسم فيه للركب  ؛
                     حيث تلقى موقع قبلة الدنيا دعوة من                    " مطعم البراشي " بمكة المكرمة ؛
                     للتعريف بالأكلة الشعبية " المقادم " في ذاكرة المكيين ،
                                         وتاريخ عائلة البراشي معها
                     وكان فريقنا الإعلامي ممثلاً في الإخوة                    : حسن مكاوي ، حسن شعيب ،
                     أسامة بالمعلم .. التقينا بصاحب " مطعم البراشي للمقادم "
                     العم فهد أحمد عبد الله براشي ومعه ابنه الأستاذ / هاني براشي ،
                     وكان لنا معه الحوار التالي  :
                                                                                                                         متى بدأتم في مهنة بيع المقادم ؟ وأين كان محلكم                    لبيعها ؟
                                         بدأ المعلّم / أحمد براشي في مهنة طبخ المقادم تقريبا عام 1380هـ ،
                     يعاونه أحد أبنائه الكبار ، وكان أكبرهم : فهد أحمد براشي ،
                     أما ( الأب )المعلم/  أحمد براشي                    :
                     فقد اشتهر ببيع المقادم في النقا بالحلقة وما جاورها                    ؛
                     حيث لم يكن أحدٌ غيره في النقا والمنطقة المحيطة بها                    يقدّم هذه الأكلة .
                                                             وما الجديد الذي تغيّر بهذه المهنة خلال السنين                    الماضية ؟
                                         لعائلة البراشي في مهنة بيع المقادم واشتغالها ما                    يقارب 53 عاماً ،
                     ابتداء من المعلم / أحمد ، مرورواً بابنه فهد وإخوته                    ،
                     وانتهاء بالأستاذ / هاني الآن .. وبالنسبة للمتغيرات التي حدثت على                    المهنة
                     ؛ وهو ما شجع أغلبية البائعين لامتهان بيع المقادم في                    الفترة الحالية ؛
                     هو تيسير وسهولة طبخ المقادم الآن مقارنة بها في                    الزمن القديم ؛
                     وبحكم توفّر العمالة التي سهّلت على                    الكثيريين
                     عمليات الطبخ والبيع والتقديم  .
                                                                                                                                             كيف تتم عملية طهو المقادم من                    التنظيف
                     وحتى تقديمها للزبون ( بالتفصيل )                    ؟
                     المقادم : هي الأرجل الأمامية للأنعام , الغنم ، البقر                    ، الجمال ،
                                                            وتأخذ عملية التنظيف والطهو عدة مراحل كالتالي                     :
                     1-تجميع المقادم من المجازر  ،
                     ومن ثم غسلها من الدم وما يتعلق بها من أوساخ ، ثم                    رصّها ، وترتيبها .
                                         2-توضع في برميل يكون تحته دافور جاز                    ( سابقا )
                     ويكون نصف البرميل مملوءاً بالماء ؛ حيث تُسلق                    المقادم في الماء
                     حتى تصل لدرجة الحرارة معينه لا تزيد ولا تنقص                    .
                                         3- بعد ذلك تبدأ عملية الحك بالسكين للشعر الذي ليّنه                    الماءُ الحار ؛
                     فيسهل خروجه ومن ثم انتزاع الحوافر في مكان معين                    بالسكين ؛
                     لتصبح المقادم في هذه المرحلة بيضاء دون شعر أو حافر                    ،
                     ولكن يتبقى القليل من الشعر لا يمكن إخراجه                    بالسكين .
                                         4- يأتي بعد ذلك دور النار بالدافور الجاز                    ( سابقا ) ؛
                     ليتم حرق الشعر المتبقي من عملية التنظيف بالسكين                    ؛
                     حيث يفحس بالنار جيداً ما بين الأظافر وببقية                    المناطق .
                                         5-وبعد ذلك تعرض المقادم للنقع في الماء الفاتر                    ،
                     ويُحكّ السوادُ الذي تركته النار جيداً بالسكين                    ،
                     ومن ثم يتم غسلها حبةً حبة                    .
                                         6- مرحلة الطهو وتأخذ في االعادة ما يقارب                    3 ساعات ،
                     ويختلف الزمن حسب نوع الذبائح : مابين السواكني وغيره                    من البهائم ..
                     وهنا يأتي دور إزالة بيت أو غدة الشعر في المقادم                    ؛
                     وهي عبارة عن كيس دهني فيه زغب ، هو منبت الشعر                    بالبهيمة ،
                     ويقع بين الحافرين ، ويُنتزع باليد بكل سهولة                    ؛
                     حيث إنه في غير الاستواء يصعُب انتزاعه                    ،
                     وبهذا تكون المقادم جاهزة للتقديم بالهناء                    والعافية .
                                                                                 من هم أبرز الذين كانوا يقدمون أكلة المقادم غيركم في                    مكة ؟
                                                             فيمن أدركتهم بتلك الحقبة الزمنية كانوا كالآتي                     :
                     ·                          المعلم / أحمد عبد الله براشي                    : في حارة النقا - الحلقة .
                     ·                          المعلم / سلمان دنونو : بحارة المسفلة .
                     ·                          وعلى أغلب الظن المعلم / عباس مقادمي                    : في سوق الليل- القشاشية