![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم خير الأيام اخـوتي في الله: ربما وصل الحال بكثير من الناس، أن تكون خطبة الجمعة هي فرصتهم الوحيدة لسماع العلم والموعظة، فكيف إذا لم يعطوها ما ينبغي لها من تفاعلٍ واهتمام.. وبالتالي فلا يكون لها الأثر المطلوب، ولا تتحقق منها الفائدة المرجوة.. وتخيلوا يا عباد الله: فهناك ما يزيد عن الخمسين خطبةً في العام، في كل أسبوع خطبةٌ وموعظة، فأين أثرها في القلوب؟.. أين تزكيتها للسلوك والأخلاق؟.. أين مردودها على تحسين العلاقة مع الخالق جل وعلا؟ ومع من حولنا؟ وحين تتأمل أحوال السلف الصالح رضوان الله عليهم، تلحظ بوضوحٍ سرعة استجابتهم للأوامر، وقوة تأثرهم بالمواعظ.. يقول قائلهم: (سمعت كلمةً فنفعني الله بها ثلاثين سنة).. وفي حديث العرباض بن سارية: قال رضي الله عنه: وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون.. بل إن يقول الله جل وعلا: عن عباده الصالحين، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون} [الأنفال:2].. ف ليسأل كل منا نفسه: كم من خطبةٍ حضرناها، وكم من موعظةٍ سمعناها، وكم من ذكرى ذُكّرنا بها، إنها جمعات.. تتلوها جمعات.. وفي كل جمعةٍ تمرُّ علينا الخطبة مرور الكرام، دون أن نُعيرها ما تستحقهُ من عناية واهتمام، رغم أنها قد مُلئت وعظاً وتّذكيرا، وإنذاراً وتبشيرا.. ولو لم يكن فيها إلا الآيات المحكمة، والأحاديث الشريفة.. يقول الصحابي الجليل عبدالله من مسعود رضي الله عنه: إذا سمعت الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، فأرعها سمعك فإنه خيرٌ تؤمر به أو شرٌ تنهى عنه، وقال ابن القيم رحمه الله: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه.. فيا أمّة الجمعة: عظموا هذا اليوم حقّ تعظيمه، واقدروه حقّ قدره، فإنّ تعظيمهُ من تعظيم الله.. {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32]، وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يعظم هذا اليوم تعظيماً خاصاً، ولا شك أن تعظيم الخطبة من تعظيم الجمعة.. وعليه فلنحرص على اصطحاب نية طلب العلم، وأن نعزم على الاستجابة لما نسمعه من أوامر الله ورسوله: قال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَاب} [الزمر:18].. وقال الله تعالى: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37]، أي وجّه سمعه وأصغى بقلبه، واستعد لامتثال أمره.. ويقول الإمام ابن حزم رحمه تعالى: (إذا حضرت مجلس علمٍ فلا يكن حضورك إلّا حضور مستزيدٍ علماً وأجراً لا حضور مستغنٍ بما عندك، فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصَّلت خيراً على كل حال).. وخير ما يستعين به العبد على الانتفاع بالذكرى التركيز وحُسن الاستماع والإنصات، فهذا هو شرط التأثرُ والانتفاعُ بالموعظة، قال تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [الأنعام:36].. وكم في كتاب الله من توجيهات مباشرة لحسن الانصات وإحضار العقل عند سماع الآيات والمواعظ ، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد} [ق:37]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَاب} [الزمر:21]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون} [النحل:12]، {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون} [الروم:28]، {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [يونس:24]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُون} [الروم:23].. وغيرها كثير.. وفي المقابل جاء التحذير الشديد مما يضادُّ ذلك، ويخل بحسن الاستماع، ولو كان بأقل قال صلى الله عليه وسلم: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت». فلنحرص يا عباد الله على الانتفاع بخطبة الجمعة وموعظتها، ولنجتهد في الاهتمام بها، بدأً بالتبكير، والتهيؤ لها بأحسن ما يستطيع الانسان، ثم الحرص على الانتباه والتركيز، وإحضِار القلب والعقل، واستحضار نية طلب العلم والتعلُّم والاتعاظ، وليستشعر كل سامعٍ أنّ الخطاب يخصه بشكلٍ مباشر، وأنّ الكلام موجهٌ له وحده دون سِواه، أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
![]() |
|
|
![]() |