[حور العين]

من:الأخ / أحمد ماهر
الرد على إن المولد بدعة حسنة
الاحتفال بالمولد النبوي

الاختلاف في الفكر يكون وفقا للقدرة على الإدراك

وهذه المقدرة بأجيالنا أكبر بل وأضعاف مما كانت عليه

في أهل الأزمان الماضية .

فالاحتفال بالمولد النبوي لم يفعله الأوائل من الصحابة والتابعين

لأن خشونة عيشهم وثقافتهم لم تكن تسمح لهم باحتفالات

من أي نوع غير تلك التي الفوها وكان أغلبها احتفالات دينية

أو احتفالات بالمظاهر الكونية المتكررة .

فلما تطور الفكر وصار الناس يحتفلون بأعياد مولدهم الشخصي

كان الاحتفال بمولد النبي الأعظم أولى وأحق ،

لذلك نشأ الاحتفال بالمولد النبوي .

لكن هذا الاحتفال بالمولد النبوي والذي يحمل توقيرا للنبي

وذكراه العطرة اصطدم بعقول السلفية التي توقفت عندها عجلة الزمن

وتحجر بمفهومها التطور عند نقطة البدء لذلك قاموا بتأثيم

من يقوم بالاحتفال بالمولد النبوي وراحوا ينظمون

قصائد الهجاء فيمن قام به

وما ذلك إلا لتركيبة التجمد التي تشكلت منها عقولهم .

بل وأسندت السلفية لمن يحتفلون بالمولد النبوي جريمة الفسق

وإقامة البدعة ورعاية الضلال لأنهم يحتفلون بما لم يحتفل به الأولون .

والاحتفال بالمولد النبوي وارد بكتاب الله

من قوله تعالى :

{ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ

وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }

[ الفتح : 9 ]
فالتوقير يكون لله ولرسوله، وتوقير الرسول واجب علينا

حيًّا كان أو ميتا بلا منازع إلا من الكافرين .

وإن الاحتفال بتكثير الحلوى والتهادي بها يجعل الأطفال

ينشأون على حب النبي في نفوسهم منذ الصغر لارتباط الحلوى

والبهجة بتنمية السعادة لدى الأطفال .

لذلك فالاحتفال بالمولد النبوي من أصل الانصياع لكتاب الله

ومن أصل السوية وهو متوائم مع الحضارة التي نحياها

ونحتفل فيها بأعياد ميلادنا فكيف لا نحتفل بذكرى مولد سيد الخلق .

والسلفيون عقولهم غلف ويتطاولون بدعوى المساواة في الإنسانية

وحرية التعبير والرأي وتقليد السلف كما تفعل القرود حين تقوم بالتقليد

لكن يظل القرد قردا مهما فعل مثل الإنسان .

وإني لأتعجب جدا ممن يتذوقون الكلام ثم ينبرون بالنقد دون علم

ولا يعجبهم من أني أذكر بأن كلمة

{ وَتُوَقِّرُوهُ }

تعود على الله ورسوله بما يعني أن الاحتفال بيوم مولده

إنما هو نوع من التوقير لرسول الله

فقول الله عز وجل

{ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ

وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }

[ الفتح : 9 ]

فسرها تفسير الجلالين كما يلي:

{ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ }

بالياء والتاء فيه

وفي الثلاثة بعده

{ وَتُعَزِّرُوهُ }

وتنصروه وقرىء بزايين مع الفوقانية

{ وَتُوَقِّرُوهُ }

تعظموه وضميرهما لله أو لرسوله

{ وَتُسَبِّحُوهُ }

أي الله

{ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }

بالغداة والعشي

فهل لاحظتم معنى كلمة { وَتُوَقِّرُوهُ }

تعظموه وضميرهما لله أو لرسوله

وإذا كنا سنتصور أن معنى الإيمان ينصرف لله

ومعنى { وَتُعَزِّرُوهُ }

وهي تعني تنصروه تنصرف لله فقط

ومعنى { وَتُوَقِّرُوهُ }

تنصرف لله

فماذا أبقينا لرسوله ؟

ومن أراد أن تتم التثنية حتى ينصرف الكلام لرسول الله

مع الله إنما سيحمل الكلام فصلا للرسول عن الله وسيحمل إشراكا

وسيحمل معنى وجود شريعة لله وشريعة لرسوله كما هو حادث الآن

وإن ذكرنا الإيمان على أنه إيمان بالله ورسوله معا فأي عمل فيه تشريف

وتعظيم فهو يكون من بين عناصر الإيمان فيكون الاحتفال بالمولد النبوي

من بين وشائج الإيمان بالرسول

ومن جانب آخر جوانب الكلام فلابد ان تعلموا بأن التسبيح يعني التنزيه

والرفعة وهو يكون لله بينما يكون التوقير للبشر .