صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2022, 06:27 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,934
افتراضي درس اليوم 5516

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم



التَّوأمَان الصِّيام والتَّقوَى

اختتمت أول آية من آيات الصيام بالتقوى: {لعلكم تتقون} ،

وختم سياق الآيات كلها بالتقوى أيضاً:{لعلهم يتقون} ،

لتعطي إشارة أن من أعظم مقاصده تحقيق "التقوى".



فللتقوى تلازم واتصال بالصيام، ذاك أن العبادات منها ما هو جماعي ظاهر

كالصلاة والحج، ومنها ما هو خفي بين العبد وربه كالصيام، فجاءت هذه

الفريضة لتعمق في النفوس إحياء المراقبة الذاتية، لينصرف العبد

عن ملذاته باختياره وطوعه، ويجعل ضميره على نفسه رقيباً.



كم هي عظيمة حاجتنا لنربي أنفسنا على أن يكون حاديها عند فعل الطاعة

«يدع طعامه وشرابه من أجلي» متفق عليه، ورادعها عن فعل المعصية

«إنما تركها من جرَّاي» أخرجه مسلم، فلب العبودية استشعار هذا المعنى،

وهو خلوص القصد في طلب رضا الله سبحانه في الفعل والترك،

وانقطاع الطمع عن الخلق.



وعند تحقق التقوى يتحول اللص الفاتك إلى حمل ودِيع، وينقلب المجرم الفَظ

إلى سهل لين، وتهَدأ البيوت التي امتلأت بالصخَب والضجيج، وتمتلؤ

طمأنينة وسكينة، وهذا واقع ملموس، رأيناه ورآه غيرنا

وأخبار التأريخ تؤكده وتثبته.



وهذا يفسر لنا ختم سياق كثير من الآيات بهذه العبادة العظيمة، لأن تحققها

يصلح جميع شؤون الحياة، وتكون سائساً للنفس أكثر من تنظيم القانون

وصرامته، حتى ورد ذكر التقوى بتصاريفها في القرآن فيما ينيف

على المائتين وخمسين موضعاً.



ومما يعين على تحقيق التقوى في القلب أن يحوط الإنسان قلبه كما يحوط

ماله، ويغذيه بما ينفعه كما ينمي تجارته، ويحرسه عن لصوص الوقت

والخير فهم أخطر من قطاع الطريق، لأنهم يقطعون صلتك بالمنعم

الكريم سبحانه ويفسدون صلتك به.



والتقي دائم التذكر لقول الباري سبحانه:

{إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}



ومن كانت عنايته بعدم دخول مفطر إلى جوفه وتحرزه من ذلك أكثر

من عنايته باستشعار غاية الصوم ومعناه فما فقه حقيقة الصيام.



ولا أرى حاجة لذكر الأقوال في ماهية التقوى، فرَوعَة لفظها، وجمَال نغَمها

يعطي حساً في القلب عن المراد بها، ومن جميل ما ورد في التشبيه بحال

المتقي ما أثر عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لكَعب الأحبَار:

حدثني عن التقوى؟ فقال: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم.

قال فما عملت فيه؟ قال: حذرت وشمرت: قال كعب: ذلك التقوى. [تفسير البغوي (1 / 60)]

"فالتقوى .. حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة،

وحذر دائم، وتوق لأشواك الطريق .. طريق الحياة .. الذي تتجاذبه أشواك

الرغائب والشهوات، وأشواك المطامع والمطامح، وأشواك المخاوف

والهواجس، وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، والخوف

الكاذب ممن لا يملك نفعاً ولا ضراً". [في ظلال القرآن (1 / 39)].

التَّقْوَى تَضَاؤُلُ نِسْبَـةٍ -- وَمَا زَالَ ذُو التَّقْـوَى أَعَزُّ وَأَكْرَمَا

وَمَا زَالَتِ التَّقْوَى تَزِيدُ عَلَى الْغِنَى -- إِذَا مَحَّضَ التَّقْوَى مِنَ الْعِزِّ مَبْسَمَا

جعلنا الله من عباده المتقين، وأدخلنا برحمته في عباده الصالحين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات