صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-17-2013, 08:54 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي عيد الأضحى من المسجد الحرام : وصايا ربَّانية و نبويَّة عن الحج و عيد الأضحى

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبتي عيد الأضحى بعنوان:


وصايا ربَّانية ونبويَّة عن الحج وعيد الأضحى


والتي تحدَّث فيها بذِكر بعض الوصايا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

عن الحجِّ والأُضحية وما يمُنُّ الله به على عباده من عيد الأضحَى،

وذكَّرَ ببعض السنن والواجبات وحذَّر من بعض المنهيَّات.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونُثني عليه الخيرَ كلَّه،

دِقَّه وجِلَّه، ونُوفِيه - سبحانه - من التعظيم كلَّه وأجلَّه.


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.


اللهُ أكبرُ له الثناءُ مُؤرَّجًا وجميلاً،

الله أكبرُ ما هتفَت به مُهَجُ الحَجيج وسبَّحتْه طويلاً،

الله أكبرُ ما تطوَّفَ مُحرِمٌ بالبيت أو لبَّى صوبَه تبتيلاً،

الله أكبرُ إنه العيدُ الذي حُشِدت به أهدَى الجُموع سبيلاً،

الله أكبرُ ما أفاضَ المشعَر، الله أكبرُ ما تزاحَمَت الوفودُ وهي تستغفِر،

الله أكبرُ ما رمَى الحَجيجُ وكبَّرُوا،

الله أكبرُ ما حلَقَ الحَجيجُ وقصَّرُوا،

الله أكبرُ ما نحَرَ الحَجيجُ الأضاحِيَ واستبشَرُوا،

الله أكبرُ ما دموعُ الحَجيج على الوجَنَات تحدَّرُوا،

الله أكبرُ ورجاؤُهم الثوابُ العظيمُ الأوفَرُ،

الله أكبرُ والقلوبُ منهم ضارعةٌ لله تشكُرُ،

الله أكبرُ وكلُّ الخير والبرِّ في هذا اليوم يُنشَرُ،

الله أكبرُ إنه عيدُ الأضحَى المُبهِرُ،

الله أكبرُ ما أتمَّ الحَجيجُ مناسِكَهم وتطهَّروا.


اللهم ربَّنا ..

لـك الـحـمـدُ يــا مَــن شُـكـرُنــا لــه يـقـصُــرُ

وتــســمــعُ نــجــوانــا الــغـــداةَ وتُــبــصِـــرُ

لـك الـحـمـدُ مـا طـافَ الـمُـلـبُّـون أو سـعَـوا

ومــا هـلَّـلــوا فــي الـمـشـعَـرَيــن وكــبَّــرُوا

لـك الـحـمـدُ مـا تـرضَـى لـك الـحـمـدُ دائـمًـا

عـلـى الـنِّـعَــم الـكُـبــرى ومــا أنــت تـغـفِــرُ


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له - سبحانه -،

تفرَّد بالخلق علمًا وإيجادًا وإمدادًا وإسعادًا، شهادةً نزكُو بها دُنيا ونسمُو معادًا،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أبانَ شرائِعَ الدين

فعمَّ الحقُّ والنورُ وسادا، وأنجدَ الله به الأُممَ من الضلال إنجادًا،

اللهم فصلِّ وبارِك عليه وعلى آله الطيبين الطاهِرين قُدوة العالمين زكاءً ووِدادًا،

غَيبًا وإشهادًا، وصحبِه الخِيَرة البرَرَة المُنافِحين عن الهُدى والرَّشاد لُيوثًا وآسادًا،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ البالِغين من السُّؤدَد أطوادًا، ومن علياءِ المجد آمادًا،

ومن اقتفَى أثرَهم يرجُو من المنَّان توفيقًا وسدادًا، وسلَّم تسليمًا مُباركًا لا ينِي مُزدادًا.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا أيها المسلمون في مشارِق الأرض ومغارِبها :


إخوة الإيمان الكرام، حُجَّاج بيت الله الحرام !

خيرُ وصيَّة تُسدَى على الدَّوام تقوى الملكِ العلاَّم؛

فتقواه - سبحانه - بلسمُ النوائِبِ وتِرياقُها، ونورُ القلوبِ وائتِلاقُها


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

[ الحشر: 18 ]


مـن يـتَّـقِ اللهَ فـي الأعـمـاقِ مُـتَّـجِـهًـا إلـى الإلــهِ سـيـرقَــى عـالــيَ الـرُّتَــبِ

ويـنــهَــلَ الــحــقَّ شـــلاَّلاً بـخــافِــقِــه ويُـلـجِـمَ الـنـفـسَ إذعـانًـا لـمُـجـتـنَـبِ


معاشر المُسلمين، وفودَ الحَجيج المُبارَكين :


ها قد امتنَّ الله عليكم ببُلوغ هذا اليوم الأغرِّ الأطهر المُحجَّل الأزهر:

يوم الحجِّ الأكبَر، يومٌ تهُبُّ نسائمُ عِطره من كلِّ الأبواب، وتتحقَّقُ فيه الأمانِي والرِّغابُ،

فيه تُغفرُ السيئاتُ والذنوبُ، وتُمحَى الآثامُ والحُوبُ،

وتُشرِقُ السُّبُل والدُّرُوب، وتطمئنُّ الجوارِحُ وتبتَهِجُ القلوب.


في يومِكم هذا يومِ النَّحر تُسحُّ الدموعُ والعبَرات، وتُزخَرُ في النفوسِ أصدقُ العِبارات،

وتُجهَرُ الضَّراعات والدعوات، وتُقالُ الهفَوَاتُ والعثَرَات،

وتُرفعُ الدرجاتُ وتُنالُ الحسَنات،

وتتنزَّلُ نفحَاتُ الإكرام من الملكِ العلاَّم على الحَجيج الكرام.


فيا لَه من يومٍ عظيمِ القِرَى، أحاطَ بمواكِب أمِّ القُرَى، فطُوبَى لكم الحجُّ المبرور،

والذنبُ المغفور، والسعيُ المشكور. طُوبَى لكم مُباهاة الملائكة من الكريم الغَفور.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


أيها المسلمون :


ومن الشعائِر العُظمى والطاعات الكُبرى التي يُتقرَّبُ بها إلى المولَى - عز وجل

في هذا يوم الأغرِّ، ويستوِي فيها الحُجَّاجُ والمُقِيمُون: شعيرةُ ذَبح الأضاحِي،

وما فيها من الأجرِ العَميم، والاقتِداء بخَليل الله إبراهيم،

ونبيِّ الله وحبيبِه محمدٍ الكريم - عليهما أفضلُ الصلاة والتسليم -.


يقول - سبحانه -:


{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104)

قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }

[ الصافات: 103- 107 ]


وخُلِّدَت بذلك سُنَّةُ النَّحر في عيدِ الأضحَى،

لتبقَى شامَةً غرَّاء على عظيمِ الاستِسلامِ والإيمان،

وآيةً كُبرى في الإذعان لأوامرِ الواحدِ الديَّان


{ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ }

[ الحج: 37 ].


أيها المسلمون، أيها المُضحُّون :


ومن فِقه أحكام الأضاحي: كونُ ذبحها في الوقت المُحدَّد شرعًا؛

فلا يجوز ذبحُها قبل وقتِ صلاةِ العيد،

لما ورد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:


( إن أولَ ما نبدأُ في يومِنا هذا أن نُصلِّي، ثم نرجعُ فننحَر،

فمن فعل ذلك فقد أصابَ سُنَّتنَا،

ومن نَحَر قبل الصلاة فإنما هو لحمٌ قدَّمه لأهله ليس من النُّسُك في شيء )

أخرجه البخاري ومسلم، واللفظُ له.


وعن جُندب بن سفيان - رضي الله عنه - قال:

صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ثم خطبَ ثم ذبَح، وقال:


( من ذبح قبل أن يُصلِّي فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح فليذبَح باسمِ الله )

أخرجه الشيخان.





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-17-2013, 08:55 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وينتهي وقتُ ذبح الأضحية بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق،

لقوله - صلى الله عليه وسلم -:


( وكلُّ أيام التشريق ذبح )

أخرجه الإمام أحمد وغيره.

ولا يجوز التضحيةُ بالمَعِيبة عيوبًا بيِّنة،

لحديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


( أربعٌ لا تُجزِئُ في الأضاحي: العَوْراءُ البيِّن عوَرُها، والمريضةُ البيِّن مرضُها،

والعَرجاءُ البيِّن ظلَعها، والكبيرة التي لا تُنقي )

أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن.


ويُعتبرُ في سن الهدي والأضحية السنُّ المُعتبر شرعًا،

وهو: خمسُ سنوات في الإبل، وسنتان في البقر، وسنةٌ في المعز،

ونصفُ سنةٍ في الضأن.


وتُجزئُ الشاةُ الواحدةُ عن الرَّجُل وأهل بيته، كما في حديث أبي أيوب - رضي الله عنه -.


ومن سُنن الأضحية: أن يتولَّى المُضحِّي الذَّبحَ بنفسه؛

لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَحَر ثلاثًا وستين بدَنَة بيده الشريفة،

ثم أعطى عليًّا - رضي الله عنه - فنَحَر ما غبَر،

كما جاء في صحيح الخبَر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد ضحَّى - عليه الصلاة والسلام - بكبشَيْن أملَحَيْن أقرنَيْن، ذبحَهما بيده، وسمَّى وكبَّر.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


ومن السنة - يا عباد الله -:

ألا يُعطَى جازِرُها أُجرته منها.


ومن السنة:

أن يأكل منها ثُلُثًا، ويُهدِي ثُلُثًا، ويتصدَّق بثُلث، لقوله تعالى:


{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

[ الحج: 36 ].


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.


أمة الإسلام، أيها الحُجَّاج الكِرام:


ها أنتم أُولاء تنعَمون في أشرفِ الأزمِنة وأطهَر البِقاع والأمكِنة،

تنعَمون بأفيَاء التوحيد والإيمان، والأمن والأمان، وإفراد الواحِد الديَّان،

فاشكرُوا الله على هذه المنَّة الجليلة، والنِّعمة الجَزيلة.


وقد كانت أرجاءُ المعمورة قبل نُور الإسلام في ضلالاتٍ ووثنيَّة، وشركٍ وجاهليَّة،

إلى أن أشرقَت البِعثةُ المُحمديَّة - على صاحبِها أفضلُ الصلاة وأزكَى التحيَّة -،

فأنقَذَت العالمَ - بفضل الله - إلى مِهاد الحقِّ والتوحيد،

وحياة المُعتقَد الصحيح وإبطالِ التَّنديد.


وتلك الدعوةُ الربَّانيَّة قامَت على إفراد الله وحدَه بالعبادة دون سِواه تحقيقًا

وإذعانًا وتصديقًا


{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)

لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }

[ الأنعام: 162، 163 ]


{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

[ الذاريات: 56 ].


ولهذا المقصد الذي عمَّت فضائلُه وكثُرَت دلائلُه أُرسِلَت الرُّسل، وأُنزِلَت الكتب،


{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }

[ الأنبياء: 25 ].


ويُحذِّرُ المولَى - سبحانه - خاتمَ رُسُله وأنبيائِه من معرَّة الشركِ ومغبَّاته،

وآفاته وويلاتِه،


{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ

لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

[ الزمر: 65 ].


فالتوحيدُ - يا حُجَّاج بيت الله الحرام - أعظمُ نعمةٍ كمُلَت فضائِلُها وتمَّت،

وكثُرت بركاتُها وجمَّت، وأذهبَت الغياهِبَ عن الدنيا وجلَّت،


{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }

[ محمد: 19 ].

فنعمةُ التوحيدِ الخالِصِ من الشوائِبِ لا تُقدَّرُ بثمنٍ، وكلُّنا في حبِّها والدعوةِ لها مُرتهَن،

وما يُبدِئُ المُحبُّ ويُعيد في قضيَّة العقيدة والتوحيد إلا لأن التوحيدَ حقُّ الله على العَبيد،

وما كان حقًّا لله - جل وعلا - طابَ تردادُه في الأفواه وحلا،


{ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }

[ الحج: 31 ].


وتجلُّ المسؤوليَّةُ المُناطَةُ بأهل العقيدة، السائرين على المنهَج الربَّانيِّ الوضَّاح،

وكذا القادةُ والسَّاسة، والعلماءُ والدعاةُ ذوُو الكِياسَة،

أن ينتشِلُوا المُجتمعات والأجيال من أوهاقِ الافتِئات على العقيدة،

والمُزايَدة على مرامِيها العَتيدة، وأن يتَّخِذوا من التوحيد أطيبَ سقيٍ وغِراس،

وخيرَ مِنهاجٍ ونِبراس، لإصلاح أحوال الأمة وتوثيقِ اتِّحادِها،

ودَحر الأرزاءِ عنها وتحقيقِ أجلِّ مُرادِها.


أفـاضَ إلـيـك الـمُـسـلـمــون مـواكِـبًــا تـعُـجُّ بـهــا شـتَّــى الـفِـجــاج وتـجــأرُ

وقـد مـلأَ الـتـوحـيـدُ مـنـهـا شِـغـافَـهـا وحــلَّــقَـــت الأرواحُ وهـــــي تُــكــبِّـــرُ


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها الحَجيج الأخيار، أحبَّة الحبيب المُصطفى المُختار –

عليه صلاةُ ربِّي وسلامُه ما تعاقَبَ الليلُ والنهار -:


ومن القضايا المهمَّة الأكيدة، الراسِخة الوَطيدة بعد عظمة العقيدة،

والتي أوجبَت التوارُد عليها تمسُّكًا واستِباقًا، اقتِداءًا واستِحقاقًا:

اتِّباعُ هديِ خيرِ البريَّة - عليه الصلاة والسلام -، والتمسُّك بسُنَّته السنيَّة؛

لأن اتِّباع المُصطفى هو الحقُّ والاجتِبا، والنورُ والاصطِفا.

فهو منهجٌ شرعيٌّ مدَى الحياة، ومُعتقَدٌ ربَّانيٌّ حتى الوفاة،

وثباتٌ على هديِه - عليه الصلاة والسلام - من غير تبديل، ووفاءٌ لسُنَّته من غير تأويل.


وسنُلقَّى النتيجة البَهيجة، والحَصيلة الأرِيجَة إذا تجاوَزَت الأمةُ حيِّزَ الأقوالِ

والانفِعال إلى التحقُّق والنُّصرة والفِعال، امتِثالاً لقوله - سبحانه -:


{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }

[ الأحزاب: 21 ].


وقوله - عليه الصلاة والسلام -:


( عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدِي )

أخرَّجه أهلُ السُّنن من حديثِ العِرباضِ بن سارِيَة - رضي الله عنه -.


يقولُ القاضِي عِياضٌ - رحمه الله -:


[ ومن محبَّته - صلى الله عليه وسلم - نُصرةُ سُنَّته والذبُّ عن شريعتِه ]


مــن جــاء بـالـديــنِ الـحـنـيــفِ مُـخـلَّـصًــا فــلَـــنـــا بـــقَـــفْـــوِ ســبــيـــلِـــه إنــــجــــاحُ

هـذا الـكـتـابُ الـمُـسـتـبـيـنُ ومـثـلُـه سُـنـنٌ حِـــــســــــانٌ تُــــحــــتَــــذَى وصِـــــحــــــاحُ


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


معاشر المسلمين :


وفي هذا العصر الذي طوَت فيه الإنسانَ فتنُ الماديَّات والنظريَّات،

واختلَجَتْه عِللُ الأفكار والشُّبُهات، ظهرَت قضيَّةٌ مُستأنِفةً رواجَها، ماجَّةً مِلحَها وأُجاجَها،

ألا وهي: تحكيمُ العقل بين يدَي صحيحِ النَّقلِ.


وهذه القضيَّةُ التي تشبَّع بها كثيرٌ من المشارِب،

وانساقَ خلفَها فِئامٌ فأُركِسُوا في حمأَة الغياهِب،

قد جلاَّها أيَّما تجلية أساطينُ الإسلام وأفذاذُه الأعلام؛ بل قد حسَمَها الإسلام:


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }

[ الحجرات: 1 ]


{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ النساء: 65 ].

فعلى الأمة جمعَاء شدُّ رِكابِها صوبَ هذه الفاقِرة - فاقِرة التعقلُن –

حِيالَ النصوص الشرعيَّة، لصدِّ زخَّارِها وأتيِّها، ودحرِ عتيِّها وأبيِّها،

نُصرةً لدين الله، وحِفظًا لشرعهِ.


يـا لـيـتَ شِـعـريَ أيُّ عـقـلٍ يُــوزَنُ بــه الـكـتــابُ والـهُــدى والـسُّــنــنُ

فـكـلُّ مُـؤثِـرٍ عـلـى الـنـقـلِ الـهـوَى حــلَّ عـلـيــه غـضــبٌ فـقَــد هــوَى


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-17-2013, 08:57 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

إخوة الإسلام :


وينسلِكُ في قضيَّة تعظيم النُّصوص: قضيَّةُ غرسِ عظمة الله وصِفاتِه،

وقُدرتِه وآياتِه في نفوسِ المُسلمين لاسيَّما من الأجيال؛

كي تُبوِّئَهم تلك القداساتُ الربَّانيَّة، والمعانِي الكوثريَّة علاءات الرَّشاد والصلاح،

ومعارِج الحياة الطيبة والفلاح.


وما سِيقَ هذا التأكيدُ والتنبيهُ إلا لما تَنامَى في هذا العصرِ من بوادِرِ الإلحاد،

وطُفيليَّات الجُحود والعِناد، وموجَات التشكيكِ في دينِ الله - عز وجل -،

والنَّيْل من ذاتِه العليَّة، ورسالاته السماويَّة،

وسُوء الأدبِ في الحديثِ عن جلالِ الله - عز وجل -،

ومقامات الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -،

والتطاوُل على مكانَة خاتَمهم وأفضلِهم وسيِّدهم - عليه الصلاة والسلام .


وما تُذكِيه وسائلُ الإعلام، وتعُجُّ به أجهزةُ التواصُل الاجتماعيِّ.

كلُّ ذلك من عدم تعظيمِ الله - جل جلاله - وقدرِه حقَّ قدرِه،


( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )

[ نوح: 13 ]

ولخُطورة الأمرِ وفداحَته على عقيدة الأمة وقِيَمها؛

فإن الواجبَ المُسارعةُ في الوقوفِ ضدَّ تنامِي هذه الظاهِرة المَقِيتة

وسنِّ القرارات الدولية الرادِعة لها،

حتى لا يتجرَّأ المُتهوِّرون على انتِقاص الأُصول والثوابِت، والاستِخفافِ بالمبادِئ والقِيَم.


ولا شكَّ أن مسؤوليَّة الحُكومات والعلماء ووسائل الإعلام عظيمةٌ

في صدِّ وسائل استِنباتِه، والوقوف أمام ذرائِعِه وملكيَّاته، حمايةً للدين والمُقدَّسات،

وحفاظًا على أمن واستِقرار المُجتمعات.


الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.


إخوة الإيمان :


وفي هذا الأوان الذي شاعَت فيه أقوالٌ خاطِئاتٌ، وتصوُّراتٌ عن الصواب جانِحات،

وصفَت الإسلام بنَقيضِ حقائِقِه، ورنَّقَت لدَى أقوامٍ صفوَ رائِقِه، ولتكم:

هي ظاهرةُ الخوف من الإسلام، أو ما يُسمَّى اليوم بـ "الإسلامفوبيا"،

وما ذلك إلا لخَدش الإسلام، والتشكيك في عدلِه ورحمتِه وعفوِه وسماحتِه ورأفتِه،

والحَيلُولَة دون سُطُوع كوكَبِه السَّارِي، ونهرِه المُبارَك الجارِي،

الذي يحمِلُ للبشريَّة صلاحَها وفلاحَها، ورُشدَها ونجاحَها.


هـو الـبـلـسـمُ الـشـافِـي لـكـل عـويـصَـةٍ أعـيَــت مـخـاطِـرُهــا عـقــولَ أُسـاتِــهــا

اللهُ قـد فـطَـرَ الـنـفــوسَ عـلــى الـهُــدَى وأنــــــارَ بـــالإســــلام دربَ هُـــداتِـــهـــا


ولا يخفَى ما للإعلام المُؤدلَج المُتحيِّز الذي لا ينتصِفُ للمِصداقيَّة

ولا يُميِّز من امتِطاءِ صَهَوات التهويل والمُبالَغة والتضخيم، والتشهير والتعميم،

واستِغلال بعضِ الأخطاء والوقائِع المُعاصِرة النادَّة الشاذَّة التي لا تُمثِّلُ بهاءَ الإسلام

ولا جمالَه شرْوَ نَقير، بوصْمِ الإسلام والمُسلمين بالقَسوة والإرهاب والعُنجُهيَّة أجمعين.


وهنا، كلا ولا، وحاشاهُما على الوِلا؛

فالإسلامُ هو المِلَّة التي لا تقومُ الدنيا إلا على ضِيائِها، ولن ترشُدَ إلا بهديِها وسنائِها،

وتلك هي معارِجُ صناعة الوعيِ الحضاريِّ الرَّاشِد الذي لا تتمُّ إلا في مِهاد الأمل

المُدرِك للتحضُّر والرُّقيِّ والإبداع، والتميُّز الأنيق النفَّاع.


الوعي الحضاريّ الذي يحمِلُ نفَحَات الحقِّ في التغيير،

ونسائمَ الهُدى في التطوير بين الأصالة والمُعاصَرة،

ويمتشِقُ مشاعِلَ التُّقَى والإصلاح الفيَّاح، سعيًا لفهم الدينيِّ والحضاريِّ

في شتَّى المجالات الذي يترقَّى بالأمة المُصعِدَة المُسعِدَة في درجات الأولويات،

وفقهِ المُوازنات، واعتِبار المآلات، وتفتيقِ الأذهان،

وتشقيقِ التصوُّرات في اعتِزازٍ بالأصالة الدينية، والثوابت الشرعية،

والاعتِدال والوسطية، وفقهِ التيسير ورفع الحرَج؛

لئلا يقعَ الناسُ في العنَت والمشقَّة الأبديَّة.


أمة الإسلام :


لقد جاء هذا الدينُ الإسلاميُّ العظيمُ بأعظم القِيَم الإنسانية المُنِيفة،

والأخلاق الوَرِيفة، مُرِشدًا العالمَ إلى القِيَم المُزهِرة، والمكارِم المُبهِرة،

ومنها: حفظُ الحقوق، وصَونُ الكرامات، ورعايةُ الحريات،

وعصمةُ النفوس والأموال والمُمتلكات، والعنايةُ بالعُهود والمَواثيق،

ورعايةُ حقوق الإنسان، وحقنُ الدماء المعصومة، والمُساواةُ بين الأجناس،

والتراحُمُ بين الناس، وإغاثةُ المَلهُوفين، ونُصرةُ المَنكوبِين،

والبَذلُ والعطاءُ للمَحرومين، والقضاءُ على آفَة الفقرِ والخَصَاصَة والبَطَالَة،

وإقامةُ فُسطاطِ العدلِ بين الرَّعايا والشُّعوب.


العدلُ ذلك المَعينُ الرَّقراقُ الذي يُسعِدُ العباد، ويُخصِبُ البلاد،


{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }

[ النحل: 90 ].


أما دفعُ الظُّلم واجتِثاثُ أصوله، ودَحرُ جلاوِزَته وأُسطولِه فقيمةٌ أصَّلَتها الأديانُ،

وعزَّزَها الإسلامُ ونصرَها، وتوعَّدَ من خالَفَها وغمرَها،


{ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }

[ طه: 111 ]


{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }

[ إبراهيم: 42 ].


ولن يرسُوَ العالمُ المنكوبُ في مرافِئ العدل والسلام إلا بدَحر الظُّلم والعُدوان،

وإن شذَّ من شذَّ ومانَ دون حاجةٍ أو بُرهان،

وأن يكون الانتِصارُ للقِيَم طيَّ الأفكار والأرواح، لا الأدراج ومهبِّ الرِّياح،

إلا يكُن فعلى الدنيا العفَاء، وسطِّروا على أطلالِ الهَيئات والمُنظَّمات عبارات الفَناء.


لـيـس الـسـلامُ تـرنُّـمًـا يـحـلُـو لـمـن عـشِـقَ الـسـلامَ لـجَـرسِـه يـتـسـمَّـعُ

إن الـســلامَ مـواقــفٌ تُـبـنَــى عـلــى أُسـس الـعـدالَـة لا تُـخــانُ وتُـقـطــعُ


فيا إخوة الإسلام :


يا مَن بُوِّئتُم المسؤوليات الجِسام ! تجافَوا بعزائِمكم عن المعرَّات والإهمال،

واسمُوا بصِدقكم وإخلاصِكم عن التقاعُس والمِطال،

واستمجِدوا بهِمَمكم عظيمَ المقاصِد والطُّموحات الغَوَال.


أيها الأحبة الأكارِم :


ومما يتَّصِلُ بالقِيَم السنيَّة: حِرصُ الإسلام في مُعاملاتِه على الشفافيَة والنَّزاهَة

التي جمعَت من الخير أكملَه، ومن العفاف أجملَه،

ولاسيَّما في عالمٍ يمُوجُ بألوان الرِّشوة والفساد،

ويُعانِي العَوَزَ والبَطالَةَ والأمراضَ والكساد.


أمة الإسلام :


وهذا الواقعُ الأليمُ المُثخَنُ بالمثالِبِ والمزالِّ ليستصرِخُ المُجتمعات

جمعاء لتعزيز قِيَم الشفافية والمُراقَبَة، والنَّزاهَة والمُحاسَبة،

وتحصين الأمة بوازِع الدين، وقوة اليقين.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


أمة الاصطِفاء والخيريَّة :


لقد خصَّ الله - سبحانه - أمتَنا المُبارَكة بشعيرةٍ جليلةٍ، ذات منافِع جَزيلَة،

هي الطُّنُبُ الأعظمُ لهذا الدين، ومهمةُ الأنبياء والمُرسَلين،

إنها شعيرةُ

" الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر"

سفينةُ النجاة، ومِشعلُ الهداية في كل الأوقات،


{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }

[ آل عمران: 110 ]

والمُسلمُ المُبارَك كالغيثِ أينما وقع أفادَ ونفع.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-17-2013, 09:01 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

فيا عباد الله، يا حُجَّاج بيت الله الحرام:


حقِّقوا الخيريَّةَ بين الأنام بالأمر بالمعروف والنهيِ عن المُنكَر وفقَ الضوابِط الشرعيَّة،

والآدابِ المرعيَّة، كلٌّ حسبَ طوقِه واستِطاعتِه،


{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }

[ آل عمران: 104 ].


وإن الناظرَ في أحوال العالَم الإسلاميِّ ليُدرِك بجلاءٍ - ولله الحمدُ والمنَّة –

ما تنعَمُ به بلادُ الحرمين - حرسَها الله - في ظِلال تعزيزِها ورعايتِها

لهذه الشَّعيرة التي يقومُ عليها رجالٌ أكفاء، ودعاةٌ كرام، بُورِكَت جهودُهم،

وضاعفَ اللهُ مثوبتَهم، وسدَّد خُطاهم.


معاشر المؤمنين، أيها الحَجَجُ الميامين:


تنعَمون في هذا اليوم السَّعيد المُبارَك في نفَحَات الابتِهاج والسُّرور، والأُلفَة والحُبُور،

والتزاوُر والاغتِباط، والأُنس والنَّشاط، وذلك فضلُ الله عليكم ورحمتُه.


ولكن لا يحمِلُنا ذلك على تناسِي قضيَّتنا الكُبرى: قضيَّة القُدس والمسجِد الأقصى،

ومآسِي إخواننا المُضطهَدين وأحبَّتنا المكلُومين في فلسطين في الأرض المُبارَكة؛

حيث يُعانُون الحِصارَ والدَّمار، والتشريدَ والتَّقتيلَ، والطُّغيانَ والتَّنكيل،

وكذا إخواننا في سُوريا بلاد الشام الصَّامِدة التي سامَها الطُّغاةُ الظَّلَمة التَّبارَ والدَّمار؛

بل وبالأسلحة الكيماويَّة المُحرَّمة دوليًّا وقانونيًّا. وايْمُ الله ثم وايْمُ الله؛

ما مآلُ الظَّلَمة الطُّغاة إلا التَّبارُ والخسارُ؟!


وإنه لعُرَّةٌ وعارٌ على العالَم الإنسانيِّ والحضاريِّ الذي رادَ الفضاءَ والكواكِب،

وأرسَى فيه دقيقَ المراكِب أن يُدكَّ شعبٌ بريءٌ على مسمَعِه ومرآه،

ويتثاءَبَ حِيالَ من أبادَه وردَّاه، في مجازِرَ رهيبَة،

وكارِثةٍ إنسانيَّةٍ لم يشهَد لها التاريخُ المُعاصِر مثيلاً. الله المُستعان.


معاشِر الأحبَّة :


ولكَم تقتَضِينا أُخوَّتُنا القَعساء، وعقيدتُنا الشمَّاء مُؤازرَةُ أهالِينا في فلسطين الشمَّاء،

وسُوريا الفَيْحاء، وأراكَان الإباء؛ ليُحقِّقُوا الأمنَ والانتِصار، وحقنَ الدماء والاستِقرار.


ولو تجرَّعنا لأجل ذلك كُؤوسَ الصَّبِر المِرار، وأن نصطبِرَ على ما أصابَنا،

ولا نشكُو إلا لله أوصابَنا؛ فسُودُ النوائِب لطالَما أسفرَت عن نَيْل الأماني والرَّغائِب،


{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }

[ الشرح: 5، 6 ].


والخَطبُ الجليلُ بريدٌ لأزكَى الأمل،


{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

[ آل عمران: 139 ]


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ

مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ

مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }

[ البقرة: 214 ].


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحِكمة،

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولكافَّة المسلمين من مل خطيئةٍ وإثمٍ،

فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان توابًا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-17-2013, 09:01 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد.


الحمد لله خصَّ موسِمَ الحجِّ بمزيدٍ من الطاعات والقُرُبات،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماءُ الحُسنى وأجلُّ الصِّفات،

وأشهدُ أن نبيَّنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه المبعوثُ بالهُدى والبيِّنات،

وأحكام الحجِّ النيِّرات، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الهُداة التُّقاة،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ يرجُو الفوزَ بأعلى الجنَّات،

وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا عباد الله:


يا حُجَّاج بيت الله! اتَّقوا الله - سبحانه -، واغتنِموا هذه الأوقاتِ الشَّريفَة الفاضِلة،

واعمُروها بالأعمال المُباركة الصالِحة؛ تُفلِحوا وتفوزوا، وللخيرات والرَّحَمات تحُوزوا.


أمة الفضيلَة والعفَاف :


ومن القضايا المُهمَّة الأكيدة ولاسيَّما في هذه الآوِنَة الشديدة:

قضايا المرأة والأُسرة؛ فقد جاء الشرعُ الحنيفُ بتربية المُجتمع الأَنوفِ الأبيِّ،

العَفيف الحيِيِّ على الفضيلة والعَفاف،

ولكنَّ فِئامًا من الناسِ وبعضَ القنوات الفضائية المُتهتِّكة،

والشبَكات العنكبوتيَّة السَّافِرة عدُّوا حفظَ المكارِم،

وصونَ المحارِم من لدُن الأُباة تنكُّرًا لطبيعَة الرُّقِيِّ والتقدُّم في الحياة، ووأدٍ للطُّموحات،

والتأكيدُ على حِجاب المرأة وسِترِها رأوه هضمًا لحقِّها، وحُكمًا برِقِّها،

يُعزِّزُ أهواءَهم أقلامٌ مسمومة، تُروِّجُ لإبراز الوَضِيعات، ووصفِ الوَضاعات،

وتَأجيجِ الشَّهَوات والنَّزَوات التي تدُكُّ معاقِلَ النَّخوة والرُّجولَة والكرامات.


فيا أيتُها الأخوات الشريفَات، الحرائِر المصُونات :


تمسَّكن بالحِجابِ والعَفافِ والاحتِشام، اللهَ اللهَ في الحياءِ وعدمِ التبرُّج والسُّفُور.

احذَرن القنوات المشبُوهَة الخَليعَة، والمواقِع التواصُليَّة الوَضيعة،

التي تُدمدِمُ من الأُسرة أركانَها، ومن الفضيلَة شُمَّ بُنيانِها.


واعلَمنَ أن صحوةَ المرأة الحَصَان الرَّزَان المُنبثِقَة عن مِشكاة الشَّرع الحَنيفِ

ومقاصِده الكليَّة، وقوعِده المرعيَّة هي التي تقودُ من مسيرَة الفضيلَة مراكِبَها،

وتتصدَّرُ من الدعوة للطُّهر مواكِبَها، يقولُ - عزَّ من قائلٍ -:


{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }

[ الأحزاب: 33 ].


أمة الوحدة والاعتصام :


إن من دلائِل حضارة الأوطان وازدِهارِها، ونمائِها وإعمارِها:

الاعتِصامَ بالوَحدة الدينيَّة والوطنيَّة، يقول - سبحانه -:


{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }

[ آل عمران: 103 ]


{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }

[ الأنبياء: 92 ].


يقول الإمامُ البغويُّ - رحمه الله -:


[ بعثَ اللهُ الأنبياءَ كلَّهم بإقامَة الدين، والأُلفة والجَماعة، وتركِ الفُرقة والمُخالَفة ]


وإذا الـقـلـوبُ تـآلَـفَـت مـع بـعـضِـهـا لا بُــــدَّ أن يُــدرِكـــنَ كـــــلَّ مُـــــرادِي

ويـدُ الإلــهِ مــع الـجـمـاعــةِ رحـمــةٌ عـمِـلَــت بـهــا الآبـــا عـــن الأجـــدادِ


ولن يصُدَّ تيارَ التشتُّتِ وأتِيَّه، ولن يُقوِّمَ مُعوَجَّهُ وعصِيَّه إلا الوَحدةُ والاتِّحاد والتلاحُم،

والترابُط والتراحُم، وتقديمُ مصلَحة البلاد على هوَى النفوس؛

فمحبَّةُ الأوطان فِطرةُ الديَّان، مُؤسِّسين مُجتمعًا باسِقًا مُتعاضِدًا،

مُؤسَّسًا على أصلَب دعائِم الصِّدقِ والوفاء، وأمتَن أركان الجماعة، والسَّمع والطاعة.


ديدَنُنا وهِجِّيرانا: إن تدابَر الناسُ تعانَقنا، وإن تناثَرُوا ترافَقنا، وإن تخالَفُوا تناصَرنا،

وإن تقاطَعوا تواصَلنا، وإن ضنُّوا تآثَرنا.


فاحرِصُوا - رحمكم الله - على جمعِ الكلمة ووَحدة الصفِّ، واحذَروا الفتنَ والبلايا،

واجتنِبُوا مُضِلاَّت المِحَن والرَّزايا.


تـلـكُـم - لـعَـمـرِيَ - أنـمـاطٌ لـوحـدتـنـا فـهـل تُـرانـا لـصـوتِ الـعـقـل نـمـتـثِـلُ

فـنـكـتُـبُ الـيـوم لـلـتـأريــخِ مـلـحـمــةً تَـفــيــضُ حُــبًّــلا وتِـيــهًــا إنـــه أمـــلُ


فيا إخوة الإيمان في كل الأوطان:


إن المُسلمَ الصالحَ يقتَضِيه صلاحُه الوفاءَ لبلاده، وصونَها عن الفتن والمِحَن،

والصِّدق في السرِّ والعلَن، وأن يتحلَّى بثَقَافَة الحِوار والائتِلاف،

والترابُط والبُعد عن الانقِسام والاختِلاف، وتجنُّبِ مَقيتِ الحِزبيَّات، والتعصُّبِ للمذهبيَّات،

وبَغيضِ الطائِفيَّات، وآسِن العصبيَّات، وسائرِ النَّعَرات.


وإن من حقِّ أوطانِنا علينا: أن نكونَ بتحقيقِ مصالِحا سُعاة، ولدرءِ المفاسِد عنها دُعاة،

ولأمنِها ورخائِها واستِقرارِها حُماة، ولوَحدة شرائِحِها وأطيافِها رُعاة.


وهنا يأتي دورُ وسائل الإعلام ومواقع التواصُل الاجتماعيِّ

في تَعزيز هذه اللُحمة المُتماسِكة، وتحصين الأمة - لاسيَّما الأجيال والشباب –

من اختِراقِها ثم احتِراقِها، خاصَّةً بآفَة الإرهابِ والمُخدِّرات،

والتكفِير والغُلوِّ والانهِزاميَّة.


أيتُها الجُموع العَتيدَة:


التحدُّثُ بالنِّعَم من أداء واجِب شُكرِها، وفي آي التَّنزيل الجَليل الأمرُ بذِكرِها ونشرِها،

فهذه الدِّيارُ الآمنة المُطمئنَّة ذاتُ الوحدة الدينية والوطنيَّة والالتِفاف،

والرَّخاء المَديد الأطراف، بوَّأها الله - جلَّ جلالُه - في العالمين الفرادَة والخصوصيَّة،

والامتِيازَ والاستثنائيَّة بما سنَّمَها من المكانَة القُدسيَّة العليَّة،

وشرَّفَها بوُجودِ الحرمين الشريفين الأبِيَّة، وكرَّمَها بالوُلاة الميامِين، والعُلماء الربَّانيين.


حتى سمَت عن أدواءِ الخُلف والشِّقاق، ورسَت فيها ركائِزُ الولاء والوِفاق،

ومن بالسُّوءِ رامَها اجتثَّ البارِي أصلَه، وفلَّ نصلَه.

أليس لها في كل قلبٍ محبَّةٌ مُتجذِّرةٌ مسطورةٌ،

وفي كل صفحةٍ من التأريخ بُطولةٌ منشورة، وفي سائرِ أمجادِها أفنانٌ مُضوَّعةٌ منظورة.


ألا دامَت بلادُ الحرمين الشريفين رافِلَةً في سُبُوغ المِنَّة،

ولا تزالُ - بفضل الله - آمنةً مُطمئنَّة وسائر بلاد المُسلمين. فيها تأتلِفُ الدُّرُوب،

وتتوادَدُ القلوب، وتُدحَرُ الأراجِيف ولشائِعات، والأباطيلُ السَّافِرات،

والمُزايَدات والمُهاتَرات.


ولا تزالُ قيادتُها ورُعاتُها وعُلماؤُها ورعيَّتُها ورجالُ أمنِها بعنايَة الله

محفُوظِين مكلوئِين وسائر بلاد المُسلمين، اللهم آمين.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-17-2013, 09:04 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

أيها الحُجَّاج الكِرام :


ومن غُرَر المكارِم والخِلال المُكتنِزة برواجِح الفِعال:

ما تطرَّزَت به حضارةُ الإسلام في هذا الأوان، وإلى مَديد الأزمان بمناقِب الفضلِ

والجُود الهتَّان التي تحقَّقَت في إرساءِ أكبَر وأفخَمِ وأعظمِ توسِعَةٍ تأريخيَّة

لحرَم المكيِّ المُنيف، والمسجِد النبويِّ الشَّريف.


وإنها لرحمةٌ للحُجَّاج والعُمَّارِ والزُّوَّار من قاصِدي بيتِ الله الحرام،

ومسجِد رسولِ الهُدى - صلى الله عليه وسلم -؛ كي ينعَمُوا بأجواء إيمانيَّةٍ فريدَة

مِلؤُها السَّكينة والضَّراعةُ والأمنُ والطُّمأنينة، دون نصَبٍ وزِحام، ومشقَّةٍ والتِدام.


وها هُم المُسلِمون في مشارِق الأرض ومغارِبِها وقد أُثلِجَت صدورُهم،

وابتهَجَت قلوبُهم مسرَّةً وحُبُورًا، وتبريكًا وسُرورًا،

فيرفَعون أكُفَّ الضَّراعة للمولَى - سبحانه –

أن يجزِيَ من يقِفُ وراءِ هذه الإنجازات العَظيمة عن الإسلام وخِدمة قضايا الإسلام

والمُسلمين وخِدمة الحرمَين الشريفَين أعظمَ المثُوبَة والمِنَّة،

وأعالِيَ درجَات الجنَّة، دُعاءٌ لا يزالُ يتكرَّرُ ويتعدَّد، ويزكُو ويتجدَّد،

وأن يجزِيَه خيرَ الجزاء وأوفاه، وأعظمَه وأسنَاه، إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.


آمِينَ آمينَ لا أرضَى بواحِدةٍ حتى أُضيفَ لها ألفًا

فلعلَّه دعاءٌ أصابَ الإجابةَ وألفَى.


تـبـارَت وفـودُ الـحـجِّ تـشـكُـرُ سـعـيَـه مُـهــنِّــئــةً والله - لا شــــكَّ - أشــكـــرُ

أمـــانٌ وعـــدلٌ واجـتــمــاعٌ ونـعــمــةٌ وعـهـدٌ بـه نـزهُـو ونـشـدُو ونـفـخَــرُ

فــلا بــرِحَ الـتـوفـيــقُ طــوعَ بـنــانِــهِ وعـــاشَ بــنُــو الإســـلام واللهُ أكــبــرُ


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


كما نُزجِي الشُّكرَ الجَزيلَ للمُجتمعات الإسلاميَّة كِفاءَ تفهُّمِها التخفيفَ

من نِسَب الحَجيج هذا العام، بما كان له أطيبُ الأثَر في تحقيق المصالِح ودرءِ المفاسِد

عن الحَجيج الكِرام، والحمدُ لله على توفيقِه.


ضيوفَ الرحمن، حُجَّاج بيت الله الحرام :


أيها الطائِفُون المُسبِّحون المُكبِّرون، أيها المُلبُّون التائِبُون،

أيها الذَّاكِرون المُستغفِرون، أيها المُحلِّقون والمُقصِّرون !

أنتم اليومَ في يومِ النَّحر اليوم العاشِر من شهر ذي الحِجَّة،

في هذا اليوم الأغرّ يتوجَّه الحُجَّاج إلى مِنًى لرمي جمرة العقبة بسبع حصَيَاتٍ مُتعاقبات،

فإذا فرغَ الحاجُّ من رمي جمة العقبة ذبح هديَه - إن كان مُتمتِّعًا أو قارِنًا -،

فإن عجزَ عن الهديِ صامَ عشرة أيام، ثم يحلِقُ الحاجُّ رأسَه، وبذلك يتحلَّل التحلُّل الأول،

فيُباح له كلُّ شيء إلا النساء، ثم يتوجَّه الحاجُّ إلى مكة ليطوفَ طوافَ الإفاضة،

وهو ركنٌ من أركان الحج لا يتمُّ الحجُّ إلا به، لقوله تعالى:


{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }

[ الحج: 29 ].

وبعد الطوافِ يسعَى بين الصفا والمروة إن كان مُتمتِّعًا،

أما القارِنُ والمُفرِد فليس عليهما إلا سعيٌ واحد.


ويحصُل التحلُّل الثاني بثلاثة أمور، هي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير،

وطوافُ الإفاضة، فإذا فعلَ الحاجُّ هذه الأمور الثلاثة حلَّ له كل شيءٍ حرُمَ عليه بالإحرام

حتى النساء، وإن قدَّم أو أخَّر شيئًا منها فلا حرجَ - إن شاء الله -؛

لأنه - صلى الله عليه وسلم - ما سُئِل يوم النحر عن شيءٍ قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال:


( افعل ولا حرج )

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.


حُجَّاج بيت الله الحرام :


إن من واجبات الحجِّ:

أن تَبيتُوا الليلةَ بمِنى اتباعًا لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.


ويوم غدٍ هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة أول أيام التشريق المباركة

التي قال الله - عز وجل - فيها:


{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ }

[ البقرة: 203 ]

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -:


[ هي أيام التشريق ]

وقال فيها - عليه الصلاة والسلام -:


( أيام التشريق أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله - عز وجل )

أخرَّجه مسلم وغيره.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


فأكثِروا - رحمكم الله - من ذكر الله وتكبيره في هذه الأيام المباركة امتثالاً

لأمر ربكم - تبارك وتعالى -، واستنانًا بسنة نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم -،

واقتفاءً لأثر سلفكم الصالح؛ فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم –

يُكبِّرون في هذه الأيام المُبارَكة، وكان عمرُ - رضي الله عنه - يُكبِّر في قُبَّته بمِنى،

فيُكبِّر الناس بتكبيره، فترتجُّ مِنى كلها تكبيرًا.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


وقد كان من هديِه - صلى الله عليه وسلم - وهو القائلُ:


( خُذُوا عنِّي مناسِكَكم )

في هذه الأيام المباركة: رميُ الجِمار الثلاث بعد الزوال مُرتَّبة:

الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى، وهي العقبةُ، كل واحدةٍ بسبع حصَيَاتٍ مُتعاقباتٍ

يُكبِّر مع كل حصاةٍ، والمَبيتُ بمِنى، وهو واجبٌ من واجبات الحج.


ويجوز للحاجِّ أن يتعجَّل في يومين، وله أن يتأخَّر إلى اليوم الثالث - وهو أفضل -،

لقوله - سبحانه -:


{ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى }

[ البقرة: 203 ]

وهو مُقتضَى سُنَّته - عليه الصلاة والسلام -.


فإذا أراد الحاجُّ أن ينصرِفَ من مكة وجَبَ عليه أن يطوف للوداع، لقوله - سبحانه -:


{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }

[ الحج: 29 ]

ولحديث ابن عباس - رضي الله عنهما -:


[ أُمِر الناس أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفِّف عن المرأة الحائض ]

وقفُوا كما ازدَلَفُوا ولاذُوا بالذي خشعَت له الأرواحُ والأجسامُ


ورمَـوا جِـمــارَ مِـنَــى بـالـحـصَــى سـبـعًـا بـهـا تـرفَـضُّ فـهـي رِجــامُ

وتـطـوَّفُـوا بـالـبـيـتِ وهـو مـثـابـةٌ وســعَــوا وتـــمَّ بــذلـــك الإحــــرامُ

نسأل الله أن يتقبَّل من الحُجَّاج حجَّهم، وأن يجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيَهم مشكورًا،

وذنبهم مغفورًا، إنه خير مسؤول، وأكرم مأمول.


هذا وامتثِلُوا - رحمكم الله - أمرَ ربِّكم الذي أثابَكم به أجرًا عظيمًا، وشرفًا عميمًا،

فقال تعالى قولاً كريمًا:


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-17-2013, 09:04 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

[ الأحزاب: 56 ]

وقال - صلى الله عليه وسلم -:


( من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا )


فـمـن يُـصـلِّـي عـلـى الـمُـخـتـار واحِـدةً عـلـيـه عـشــرًا يُـصـلِّــي اللهُ فـافـتَـخِــرِ

يــا ربِّ صــلِّ عـلــيــه كـلــمــا لـمَــعَــت كـواكِــبٌ فــي ظــلام الـلَّـيــل والـسَّـحَــرِ

وآلـــهِ وجـمــيــع الــصَّــحــبِ قــاطِــبــةً الـحـائِـزيــن بـفـضــلٍ أحـســنَ الـسِّـيَــرِ


اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا مُحمِّد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين،

وصحابتِه الغُرِّ الميامين، وزوجات الطاهرات أمهات المُؤمنين،

وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعلي،

وعن الستة الباقين من العشر المُفضَّلين، وعن أهل بدر والعقبة،

وسائر الصحابة والتابعين.


اللهم وفِّقنا والمسلمين إلى كل عملٍ ترضاه يا رب العالمين،

اللهم إياك نقصِد بآمالِنا، وعليك نُثني بصُنوف أقوالنا،

سبحانك وبحمدِك أنت لكل راجٍ ملاذ، ولكل خائفٍ معاذ،

ندعُوك دُعاء المُضطرين،

ندعُوك دُعاء المُضطرين،

ندعُوك دُعاء المُضطرين،

ونتعرَّضُ إلى فضل جودك تعرُّض المُعترِّين،

اللهم فأعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين.


اللهم يا حي يا قيوم برحمتِك نستغيث،

فلا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ وأصلِح لنا شأنَنا كلَّه،

يا بديع السماوات والأرض، تقبَّل من حُجَّاج بيتك الحرام حجَّهم، ووفِّقهم إلى طاعتك.


اللهم يا ذا الجلال والإكرام، أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكانٍ،

اللهم يا ذا العطَاءِ والفضلِ والمنَّة أصلِح أحوالَ هذه الأمة،

واكشِف الغُمَّة، اكشِف الغُمَّة، اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمةِ يا رب العالمين.


اللهم أصلِح ذاتَ بينِ المُسلمين، وارزُقهم الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنَى،

اللهم وفِّقهم للوَحدة والوِئام، وجنِّبهم بمنِّك وكرمِك الشُّرورَ والآثام،

واهدِهم سُبُل السلام، وبلِّغهم فيما يُرضِيك عنهم كلَّ مَرَام.


اللهم وكما جمعتَ هذه الوفود المباركة على السنَّة والبِرِّ والطاعة وفي أشرف مكان،

فاجمعنا بهم في جناتك جنات النعيم إخوانًا على سُرُرٍ متقابلين،

لا يمسُّهم فيها نصَبٌ وما هم منها بمُخرَجين.


اللهم من مكرَ بالمسلمين فامكُر به، اللهم من مكرَ بالمسلمين فامكُر به،

اللهم احقِن دماءَ المُسلمين،

اللهم احقِن دماءَ المُسلمين،

اللهم احقِن دماءَ المُسلمين،

اللهم من كادَهم فكِدْه،

اللهم اجعل شأن الأعداء في سِفال، وأمرَهم في وَبال، وكيدَهم في ضلال،

واصبُب على المعتدين أنواع الخِزي والنَّكال، يا قويُّ يا عزيز.


اللهم وفِّق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى،

وخُذ بناصيته للبرِّ والتقوى،

اللهم وفِّقه من العمل ما ترضَى،

اللهم اجزِه خيرَ الجزاء وأوفرَه على ما قدَّم لحُجَّاج بيتِك الحرام

وللحرمين الشريفين من توسِعاتٍ عِظام،

اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تدلُّه على الخير

وتُعينُه عليه برحمتك يا أرحم الراحمين،

اللهم واشمَلْه بجميعِ الألطاف، وزيِّنْه بكريم الأوصاف،

وكن له على الخير مُعينًا وظهيرًا، ومُؤيِّدًا ونصيرًا،

واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، أسبِغ عليه لباسَ الصحة والعافية.


اللهم أدِم الأمن والاستقرار في ديارنا،

اللهم اجعلها حائزةً على الخيرات والبركات، سالمةً من الشُّرور والآفات.


اللهم وفِّق وليَّ عهده والنائِبَ الثَّانِي وأميرَ البلد الحرام لكلِّ خيرٍ يا رب العالمين.


اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين إلى الحُكم بشريعتك،

واتِّباع سُنَّة نبيِّك - صلى الله عليه وسلم -،

اللهم اجعلهم رحمةً على عبادك المؤمنين،

اللهم اجعلهم مُتَّبِعين لسُنَّة نبيِّك الأمين - صلى الله عليه وسلم -،

اللهم اهدِهم مراشِد البرِّ والسلام يا رب العالمين.


اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان،

الذين يُجاهِدون لإعلاء كلمتِك وإعزاز دينِك في كل مكان،

اللهم انصر إخواننا المُضطهَدين في دينهم في كل مكان.


اللهم أنقِذ المسجد الأقصى،

اللهم أنقِذ المسجد الأقصى،

اللهم أنقِذ المسجد الأقصى من عدوان المُعتدين،

ومن ظُلم الصهاينة المُحتلين، واليهود الغاصِبين،

اللهم اجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين،

اللهم انصر إخواننا في فلسطين،

اللهم انصر إخواننا في الأرض المُباركة،

اللهم أنقِذ المسجد الأسير،

اللهم دمِّر أعداءهم، وشتِّت شملهم، واجعلهم عبرةً للمُعتبِرين،

يا جبار السماوات والأرضين.


اللهم أرِنا في أعدائك أعداء الإسلام والمسلمين عجائب قدرتك

يا قوي يا جبار يا عزيز يا مُنتقم،

اللهم لا ترفع للظالمين في الأرض راية، واجعلهم لغيرهم عبرةً وآية،

اللهم لا تُعلِ لهم دارًا، ولا ترفع لهم منارًا.


اللهم أبرِم لهذه الأمة أمر رشدٍ يُعَزُّ فيه أهل طاعتك،

ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.


اللهم وفِّق علماءنا وقُضاتَنا ودعاتَنا، ورجال أمنِنا، ورجال أمنِنا، ورجال أمنِنا،

واجزِهم خيرًا على ما يبذُلون في حفظِ أمن الحُجَّاج والزائِرين يا رب العالمين.


اللهم وفِّق رجالَ حُسبَتنا، اللهم وفِّق الآمرين بالمعروف والناهِين عن المُنكر،

اللهم وفِّق العامِلين في خدمة وشؤون الحرمين الشريفين،

اللهم وفِّق العامِلين في شؤون الحرمين الشريفين،

واجزِهم خيرَ الجزاء وأعظمَ المَثُوبَة يا رب العالمين،

اللهم ارفع لهم في الخير كلَّ راية، وبلِّغهم من الحقِّ كلَّ غاية.


اللهم اجعَل عيدَنا سعيدًا،

اللهم اجعَل عيدَنا سعيدًا،

اللهم اجعَل عيدَنا سعيدًا رغيدًا، وعملَنا صالحًا رشيدًا،

اللهم أعِده على الأمة الإسلامية بالعِزِّ والنَّصر والتَّمكين،

اللهم أعِده على الأمة الإسلامية بالعِزِّ والنَّصر والوحدة والتَّمكين،

وكُن لهم خيرَ حافظٍ ومُعين.


اللهم سلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين،

اللهم سلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين،

اللهم احفَظ الحُجَّاج والمُعتمِرين، وكُن لهم خيرَ مُعينٍ يا رب العالمين.


ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم،

واغفِر لنا إنك أنت الغفورُ الرَّحيم.


{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار }

[ البقرة: 201 ]


{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }

[ البقرة: 286 ].


فـيـا عـالـمَ الأسـرار يـا فـالِـقَ الـنَّــوى يـا مَـن لــه الأكــوانُ تـعـنُــو تـخـضــعُ

أفَـضـنــا وضـحَّـيْـنَــا ومِـلــئُ قـلـوبِـنــا شُـجُـونًـا بـهـا الـشُّـمُّ الـرواسِـي تُـدفـعُ

دعـونــاكَ والـرُّجـعَــى إلــيــك فـوقِّــنــا مـن الـنـارِ وارحَـمـنـا فـعـفـوُك أوســعُ


اللهم فصلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وحبيبِنا وسيِّدنا وقُدوتِنا محمد بن عبد الله،

وعلى آلِه الأطهار، وصحابَتِه الأخيار، المهاجرين منهم والأنصار،

ما أظلم ليلٌ وأشرق نهار، وعنَّا معهم بجُودك وكرمِك يا عزيز يا غفار.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.


سبحان ربك رب العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين،

وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين،

وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات