صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2021, 06:58 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي درس اليوم 5172

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

صيامُ اللسان

اللسان عضو صغير ذو خطر كبير:
إن اللّسان صغيرٌ جِرمُهُ وله *** جُرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل
فهو يُعلي صاحبه أو يُدنيه، ويحبّبه أو يقليه، ويعزه أو يذله، وينفعه أو
يضره، ويبعده أو يقرّبه، ويربِحه أو يخسره. فبنطق اللسان يدخل الإنسان
الإسلام أو يخرج منه، وبه يثقل ميزانه أو ينخفض، وبه يدخل الجنة أو يدخل
النار. وبه تزيد حسناته أو تزيد سيئاته، وبه يزيد أصدقاؤه أو يزيد أعداؤه،
وبه يزيد ماله أو تزيد خسارته.

وبنطق اللسان يُعرف عقلُ الإنسان من حمقه، وعلمه من جهله، وفصاحته
من عيه، وصدقه من كذبه، وعفته من فحشه، وحلمه من طيشه؛ فاللسان
مرآة العقول والقلوب، " إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ".

يدل على جهل الفتى فضلُ نطقه
ونطقُ أخي العقل الرصين قليل
وإنّ لسان المرء ما لم يكن له
حصاة على عوراته لدليل

إن النطق – الذي جُعل اللسان وسيلة له - مِنَّة سامقة، وهِبة باذخة، أُعطيها
الإنسان ليصل به إلى منافعه، ويدفع به مضاره. فهو الحاسة التي اختص بها
الإنسان عن سائر الحيوان فغدت الوسيلة التعبيرية العظمى التي يعبر بها
الإنسان عما يجيش في نفسه، وينقل عبرها ما يريد أن يُفهمه غيره بكل
سهولة، بخلاف الأبكم؛ فإنه متى أراد أن يفهم غيره مراده استخدم
أصواتًا متنوعة، وحركات متعددة، مع صحبة المشقة في ذلك.

فلما كان اللسان في هذا المكان السامي صار محلاً للحسنات والسيئات، وغدا
ما يفوه به من الخير والشر مدونًا في صحيفة الإنسان يحاسب عليها
عند لقاء ربه، قال تعالى:

{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ق: 18]،
وقال:
{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
[الانفطار: 10 - 12].

فمن حسنات اللسان: " النطق بالشهادتين، وتلاوة القرآن، والدعاء والذكر،
والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، وتعلم العلم النافع وتعليمه، وغير ذلك.

ومن سيئات اللسان: النطق بكلمات الكفر والنفاق والزندقة، والإساءة إلى
الناس من كذب وغيبة ونميمة واستهزاء وفحش، وغير ذلك.

إن الإنسان يواجه مشقة شديدة في زمّ لسانه، وتقويم عوجه، ومراقبة ما
يتكلم به، ولكن مع قوة الإيمان وحصافة العقل والتعود يسهل الأمر.
عوّد لسانك قولَ الخير تحظ به
إن اللسان لما عوّدت معتادُ
موكل بتقاضي ما سننتَ له
في الخير والشر فانظر كيف ترتادُ

فمن استطاع أن يكون سيدَ لسانه، وقائد بيانه فلم يفه لسانه إلا بصواب
القول؛ سَلِم دينه، وارتاح ضميره، وكُفي عواقب القول غير المرضي، وأمِنَ
حُرَقَ الندامات، فالعاقل يتذوق الكلام قبل إخراجه، كما يتذوق الطعام قبل
ابتلاعه، ويرجّ عقله قبل الحديث كما يرج مشروبات الدواء،
ومشروبات الغذاء قبل الاستعمال.

فإذا لم يجد المرء مجالاً لقول الخير فليلذْ بحصن الصمت، فالعي في الباطل
فصاحة في ميزان الحق؛ لهذا دعت الشريعة الغراء كما نصح الحكماء بالفيئة
إلى السكوت إلا في الحق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).

سجنُ اللسان هو السلامة للفتى
من كلّ نازلةٍ لها استئصال
إنّ اللسان إذا حللت عقاله
ألقاك في شنعاء ليس تقال

إن من رحمة الله وفضله على عباده المؤمنين أن وهبهم دورة تدريبية- لمن
لم يَسِر عليها من قبل- يتدربون فيها على إمساك اللسان عن كل سوء، وذلك
في رمضان المبارك فهو موسم للصيام الحسي والمعنوي للجوارح، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من لم يدع قول الزور، والعمل به؛ فليس لله حاجة
في أن يدع طعامه وشرابه).

وقال عليه الصلاة والسلام:
(قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام
جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب،
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).

فالمسلم مأمور في رمضان أن يُصيم لسانه عن كل قول مشين في حق الله
تعالى، أو حق الرسول عليه الصلاة والسلام، أو حق الدين،
أو حق الخلق، ابتداء أو رداً.

إن من المشاهد المؤسفة أن يُرى بعض الصائمين في رمضان كثيرَ الذكر،
كثير التلاوة، كثير الإحسان بالمال في رمضان، لكنه ذرِبُ اللسان على الناس
الأقربين والأبعدين، تخرج كلماته إلى الناس شظايا تحرق الأسماع، وتجرح
القلوب، حتى عُدّت جراحات اللسان عند الشرفاء أشد من جراحات السنان؛
ولذلك عبر الشعراء عن ذلك،

فقال أحدهم:
وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ *** وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ
وقال آخر:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ *** وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ
وقال آخر:
وجرحُ اللسان كجرح اليد
وقال آخر:
والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر.

وعلى المسلم كذلك أن يزين لسانه بكل قول حسن من العبادات والأخلاق
القولية الحسنة التي يؤدي بها حق الخالق، وحق المخلوق.
احفظ لسانك واحتفظ من شرّه
إنّ اللسان هو العدوّ الكاشحُ
وزنِ الكلام إذا نطقتَ بمجلس
فيه يلوح لك الصواب اللائح
والصمتُ من سعد السعود بمطلع
تحيا به والنطق سعد الذابح
فمن صام لسانه شهرَ رمضان كله كما صامت بطنه فقد ربح ربحًا جزيلاً،
فذاق في الدنيا حلاوة الصيام، ويرجى له في الآخرة وافر الإكرام.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


ر

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات