[حور العين]

من الإبنة / إسراء المنياوى



قلق الاختبارات سبب لي حالة نفسية سيئة

السؤال

♦ الملخص:
فتاة تَشعُر بآلامٍ واضطرابات في جسدها، وتأتيها نوباتُ هَلعٍ، وعندما
ذهبت إلى الطبيب قال لها: مجرد قلق من الاختبارات!

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 18 عاماً، أشعر بتعبٍ شديد في جسدي، ولا أعلم هل
ما أشعر به مرضٌ نفسيٌّ أو عُضْويٌّ!
منذ شهرٍ بدأتُ أشعُر بدوارٍ في رأسي، واضطرابٍ في العين (تكرَّر مرات)،
وبعدها كنتُ أُشاهد التلفاز وأَحسستُ أنَّ رُوحي ستخرج مني، مع
وجود دوارٍ قوي!

ذهبتُ إلى أمي وأنا أبكي، فأخذتني للطبيب فقال لي: مجرَّد قلقٍ بسببِ
اقترابِ موعدِ الاختبارات!
لم أعدْ أشعُر بالأمنِ النفسي، وأشعُر أني قلقةٌ بلا سببٍ، ولا أستطيع
النومَ، وصِرتُ أُسائلُ نفسي: هل ما أنا فيه حُلمٌ أم حقيقة؟!

شعَرتُ أنها نهايتي، وأتتْني نوبة هَلَعٍ، لكني تغلَّبتُ عليها، وما زلتُ أشعُر
أني أحلم، حتى عندما أنظُر إلى نفسي في المِرْآة أشعُر أني أُريد أن أبكيَ!
وأشعُر أنَّ رأسي ليس خاليًا مِن الأفكار، وكذلك عندما أَنْظُر إلى أهلي أشعُر أني أريد أن أبكيَ!

عند ذهابي إلى المدرسة أشعر بدُوارٍ في الرأس، والآن أشعُر بحُرقةٍ
في رأسي ولا أعلم سببَها مع ألَمٍ في الظهر، كما يوجد وراءَ أُذني
شيءٌ يُشبه الكرة يُؤلِمني بشدة!

أُحاول التغلبَ على هذه الآلام خلال النهار، وعندما يأتي الليلُ أشعُر أني تحسَّنتُ،
وعندما أنام أَصحو فَزِعةً، وأُحِسُّ نَبضًا في رقبتي قريبًا مِن
الشيء الذي يُشبه الكرة الموجود خلف أُذني!
حاولتُ شَغْلَ نفسي، ولكن لم أَعرِف، فأرجو منكم توجيهي بنصائحكم
الجواب

مرحبًا بكِ أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن نكون عند حُسن
ظنِّكم بنا، وأن نكونَ خير مُعينٍ لكم بعد الله في تجاوُز ما تَمُرين به.
بداية أُخيَّتي، نتعرَّض في هذه الحياة لأوقات ومواقفَ نستطيع أن نُطلق عليها:
الأوقات الصعبة، أو المراحل المصيرية في حياة الإنسان، وهذا بالطبع يتطلَّب
منَّا بذلَ جُهدٍ كبير جدًّا لتجاوزِها وتحقيقِ ما نُريد، مع
الضغوط النفسية وكثرةِ التفكير في كيفيَّة تجاوزِها.

إن ما تَشعرين به يُعتبر حالة نفسيَّة عارضةً، بسبب الاختبارات وقلقِ
المعدَّل والقَبول في الجامعة، ومهم جدًّا أن تتَّبعي ما سأُمليه عليكِ؛
لكيلا تعودَ الحالة مرةً أخرى:
• فوِّضي أمورَك جميعها لله عز وجل، وكوني على يقينٍ بالله سبحانه،
وأحسِني الظنَّ به، واعلَمي أن جميعَ شؤونك بيده سبحانه، وهي مُقدَّرة
مِن قبل أن تَخرُجي إلى الدنيا، وسلِّمي بذلك.
• اعلَمي أُخيَّتي أن النفس تَمرَض كالجسد تمامًا فترةً، ثم تُشفى؛ لذلك
يجب أن يكون لديكِ قناعة تامَّة بأن هذه الحالة مؤقَّتة ويَسيرة،
وستَزول مع الوقت.
• أكثِري من سَماع وقراءة سورة البقرة، خاصةً عند النوم؛ فلها تأثير
ٌ عجيب في إزالة القلقِ.
• مهم جدًّا ممارسةُ الرياضة أغلب أيام الأسبوع؛ بحيث لا تَقِلُّ عن
خمسة أيام، خاصة رياضةَ المشي.
• اعمَلي تمارينَ الاسترخاء (تجدين الكثير منها في اليوتيوب)،
اختاري ما يُناسبك، واستمرِّي عليها فترةً.
• لا تَدَعي لنفسِك مجالًا للفراغ، واشغَلي نفسَك بالبرامج التي تُفضلينها،
أو الأعمال اليدوية، حتى وإن كانتْ تتطلَّب جُهدًا أكبرَ، فهي كفيلةٌ
بإزالة القلقِ.
• خطِّطي لمستقبلك مِن الآن، واصنَعي لكِ أهدافًا في حياتكِ تَسعين إلى تحقيقها؛
فذلك يُساعد في توجيه قدراتك وإمكاناتكِ التوجيهَ الصحيح والوِجهة السليمة.
• إذا كنتِ قد تعرَّضتِ لموقفٍ أو صدمةٍ وأنتِ في مراحل الطفولةِ؛
فذلك قد يكونُ أحدَ مُسببات الحالة، فحاوِلي التخلصَ منه ونسيانَه.
• راجِعي طبيبًا بشأن الكرة الموجودة خلف الأُذن؛ فقد تكونُ من
أسبابِ اللوزتين.
• ضَعِي جدولًا ليومكِ، ولا تَترُكي اليوم يَمُرُّ بعشوائيَّة، وحدِّدي ما تريدين
أن تَفعليه بشكلٍ أُسبوعي، مع تحديد المهام اليومية، واجعَلي فيها مُرونة التغيير
والتقديم والتأجيل، فالمهم أن تَنشغل نفسُك بهذه الأعمالِ.
• حافِظي على أداء الصلاة في وقتها والأذكارِ اليوميَّة.
وختامًا، أنا على يقينٍ بأنك قادرةٌ على تجاوُزِ ما تَمُرين به بسهولةٍ
أتَمنَّى لكِ الاستقرارَ والنجاح