صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-29-2016, 02:51 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,818
افتراضي ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة


من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:
‏ كان دخول الروم إلى حلب صحبة الدمستق ملك الروم لعنه الله، في مائتي
ألف مقاتل، وكان سبب ذلك‏:‏ أنه ورد إليها بغتة فنهض إليه سيف الدولة
بن حمدان بمن حضر عنده من المقاتلة، فلم يقو به لكثرة جنوده، وقتل
من أصحاب سيف الدولة خلقاً كثيراً، وكان سيف الدولة قليل الصبر
ففرّ منهزماً في نفر يسير من أصحابه‏.‏

فأول ما استفتح به الدمستق قبحه الله أن استخوذ على دار سيف الدولة،
وكانت ظاهر حلب، فأخذ ما فيها من الأموال العظيمة والحواصل الكثيرة،
والعدد وآلات الحرب، أخذ من ذلك ما لا يحصى كثرة، وأخذ ما فيها
من النساء والولدان وغيرهم‏.‏

ثم حاصر سور حلب فقاتل أهل البلد دونه قتالاً عظيماً، وقتلوا خلقاً كثيراً
من الروم، وثلمت الروم بسور حلب ثلمة عظيمة، فوقف فيها الروم فحمل
المسلمون عليهم فأزاحوهم عنها، فلما جنّ الليل جد المسلمون في
إعادتها فما أصبح الصباح إلا وهي كما كانت، وحفظوا السور
حفظاً عظيماً‏.‏

ثم بلغ المسلمون أن الشرط والبلاحية قد عاثوا في داخل البلد ينهبون
البيوت، فرجع الناس إلى منازلهم يمنعونها منهم قبحهم الله، فإنهم أهل
شر وفساد، فلما فعلوا ذلك غلبت الروم على السور فعلوه ودخلوا البلد
يقتلون من لقوه، فقتلوا من المسلمين خلقاً كثيراً وانتهبوا الأموال
وأخذوا الأولاد والنساء‏.‏

وخلصوا من كان بأيدي المسلمين من أسارى الروم، وكانوا ألفاً
وأربعمائة، فأخذ الأسارى السيوف وقاتلوا المسلمين، وكانوا أضر
على المسلمين من قومهم، وأسروا نحواً من بضعة عشر ألفاً ما بين
صبي وصبية، ومن النساء شيئاً كثيراً، ومن الرجال الشباب ألفين،
وخربوا المساجد وأحرقوها، وصبوا في جباب الزيت الماء حتى فاض
الزيت على وجه الأرض، وأهلكوا كل شيء قدروا عليه، وكل شيء
لا يقدرون على حمله أحرقوه‏.‏

وأقاموا في البلد تسعة أيام يفعلون فيها الأفاعيل الفاسدة العظيمة،
كل ذلك بسبب فعل البلاحية والشرط في البلد قاتلهم الله‏.‏

وكذلك حاكمهم ابن حمدان كان رافضياً يحب الشيعة ويبغض أهل السنة،
فاجتمع على أهل حلب عدة مصائب، ثم عزم الدمستق على الرحيل عنهم
خوفاً من سيف الدولة، فقال له ابن أخيه‏:‏ أين تذهب وتدع القلعة وأموال
الناس غالبها فيها ونساؤهم‏؟‏

فقال له الدمستق‏:‏ إنا قد بلغنا فوق ما كنا نأمل، وإن بها مقاتلة
ورجالاً غزاة‏.‏

فقال له‏:‏ لا بد لنا منها‏.‏

فقال له‏:‏ اذهب إليها، فصعد إليها في جيش ليحاصرها فرموه بحجر فقتلوه
في الساعة الراهنة من بين الجيش كله، فغضب عند ذلك الدمستق وأمر
بإحضار من في يديه من أسارى المسلمين، وكانوا قريباً من ألفين
فضربت أعناقهم بين يديه لعنه الله‏.‏

ثم كر راجعاً وقد دخلوا عين زربة قبل ذلك في المحرم من هذه السنة،
فأستأمنه أهلها فأمنهم وأمر بأن يدخلوا كلهم المسجد ومن بقي في منزله
قتل، فصاروا إلى المسجد كلهم ثم قال‏:‏ لا يبقين أحد من أهلها اليوم
إلا ذهب حيث شاء، ومن تأخر قتل‏.‏

فازدحموا في خروجهم من المسجد فمات كثير منهم، وخرجوا على
وجوههم لا يدرون أين يذهبون، فمات في الطرقات منهم خلق كثير‏.‏
ثم هدم الجامع وكسر المنبر وقطع من حول البلد أربعين ألف نخلة، وهدم
سور البلد والمنازل المشار إليها، وفتح حولها أربعة وخمسين حصناً
بعضها بالسيف وبعضها بالأمان، وقتل الملعون خلقاً كثيراً، وكان في
جملة من أسر أبو فراس بن سعيد بن حمدان نائب منبج من جهة سيف
الدولة، وكان شاعراً مطيقاً، له ديوان شعر حسن، وكان مدة مقامه بعين
زربة إحدى وعشرين يوماً‏.‏

ثم سار إلى قيسرية فلقيه أربعة آلاف من أهل طرسوس مع نائبها ابن
الزيات، فقتل أكثرهم وأدركه صوم النصارى فاشتغل به حتى فرغ منه، ثم
هجم على حلب بغتة، وكان من أمره ما ذكرناه‏.‏

وفيها‏:‏ كتبت العامة من الروافض على أبواب المساجد‏:‏ لعنة معاوية بن
أبي سفيان رضي الله عنه، وكتبوا أيضاً‏:‏ ولعن الله من غصب فاطمة
حقها، وكانوا يلعنون أبا بكر ومن أخرج العباس من الشورى - يعنون
عمر - ومن نفى أبا ذر - يعنون عثمان - رضي الله عن الصحابة، وعلى
من لعنهم لعنة الله، ولعنوا من منع من دفن الحسن عند جده –
يعنون مروان بن الحكم -‏.‏

ولما بلغ ذلك جميعه معز الدولة لم ينكره ولم يغيره، ثم بلغه أن أهل السنة
محوا ذلك وكتبوا عوضه‏:‏ لعن الله الظالمين لآل محمد من الأولين
والآخرين، والتصريح باسم معاوية في اللعن، فأمر بكتب ذلك،
قبحه الله وقبح شيعته من الروافض، لا جرم أن هؤلاء لا ينصرون‏.‏

وكذلك سيف الدولة بن حمدان بحلب فيه تشيع وميل إلى الروافض،
لا جرم أن الله لا ينصر أمثال هؤلاء، بل يديل عليهم أعداءهم لمتابعتهم
أهواءهم، وتقليدهم سادتهم وكبراءهم وآباءهم وتركهم أنبياءهم
وعلمائهم، ولهذا لما ملك الفاطميون بلاد مصر والشام، وكان فيهم
الرفض وغيره، استحوذ الفرنج على سواحل الشام بلاد الشام كلها،
حتى بيت المقدس، ولم يبق مع المسلمين سوى حلب وحمص وحماة
ودمشق وبعض أعمالها، وجميع السواحل وغيرها مع الفرنج، والنواقيس
النصرانية والطقوس الإنجيلية تضرب في شواهق الحصون والقلاع،
وتكفر في أماكن الإيمان من المساجد وغيرها من شريف البقاع‏.‏
والناس معهم في حصر عظيم، وضيق من الدين، وأهل هذه المدن التي
في يد المسلمين في خوف شديد في ليلهم ونهارهم من الفرنج، فإنا لله
وإنا إليه راجعون، وكل ذلك من بعض عقوبات المعاصي والذنوب،
وإظهار سب خير الخلق بعد الأنبياء‏.‏

وفيها‏:
‏ وقعت فتنة عظيمة بين أهل البصرة بسبب السب أيضاً، قتل فيها
خلق كثير وجم غفير‏.‏

وفيها‏:
أعاد سيف الدولة بن حمدان بناء عين زربة، وبعث مولاه نجا فدخل بلاد
الروم، فقتل منها خلقاً كثيراً وسبى جماً غفيراً، وغنم وسلم‏.‏ وبعث حاجبه
مع جيش طرسوس فدخلوا بلاد الروم فغنموا وسبوا ورجعوا سالمين‏.‏

وفيها‏:
فتح المعز الفاطمي حصن طبرمين من بلاد المغرب - وكان من أحصن
بلاد الفرنج - فتحه قسراً بعد محاصرة سبعة أشهر ونصف، وقصد الفرنج
جزيرة إقريطش فاستنجد أهلها المعز، فأرسل إليهم جيشاً فانتصروا على
الفرنج ولله الحمد والمنة‏.‏

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات