صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2017, 05:20 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : العقل عند الإنسان

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
العقل عند الإنسان


والتي تحدَّث فيها عن العقل وضرورة حفظِه والعناية به، مُبيِّنًا أهميتَه في دينِنا،
ومدَى ارتباط العقل الصريح بالنقل الصحيح،
مع مدحِ أُولِي العقول والألبابِ في كتابِ الله تعالى.


إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرورِ أنفسِنا،
ومن سيِّئاتِ أعمالنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له،
وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ].

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

[ النساء: 1 ].

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

[ الأحزاب: 70، 71 ].



فإنَّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة.

معاشرَ المسلمين:

لقد كرَّمَ اللهُ الإنسانَ وفضَّله على كثيرٍ ممن خلَقَ، خلَقَه فأحسنَ خلقَه،
وكرَّمَه بالاستِعدادات التي أودعَها فِطرتَه، هيئةٌ وفِطرَة تجمعُ بين الطينِ والنفخَة،
هيَّأَ له من التسخِير ما يقومُ به في وظيفةِ الاستِخلافِ والتعمير،

{ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

[ الجاثية: 13 ].

وإن من أهمِّ مُهمات الاستِخلاف والتعمير: إصلاحَ التفكير واستِقامتَه،
وضبطَ مسَارِه في كلِ جوانِبِ الحياةِ وميادينِها،
ومنزلةُ الإنسان وقوَّةُ تفكيرِه تظهرُ بقَدرِ إعمالِه فِكرَه، وحُسنِ تصرُّفهِ في عقلِه،
ومدَى تحقيقِه لما ينفَعُه في دُنياه وآخرتِه.
العقلُ - حفظكم الله - هو أُسُّ الفضائِل، وينبُوعُ الآداب، هو للدينِ أصلٌ، وللدنيا عِماد،
وليس أفضلَ من أن يهَبَ اللهُ عبدَه عقلاً راجِحًا، وتفكيرًا مُستقيمًا.

العقلُ قوةٌ وغريزةٌ اختَصَّ الله بها الإنسانَ، وفضَّلَه بها على سائرِ مخلوقاته،
العقلُ قوةٌ مُدرِكة تقومُ بوظائفَ كبرى، من ربطِ الأسباب بمُسبَّباتها،
وإداراكَ الغائِب من الشاهِد، والكلياتِ من الجزئيات، والبدهيَّاتِ من النظريات،
والمصالحِ من المفاسد، والمنافعِ من المضار، والمُستحسَنِ من المُستقبَح،
وإدراكِ المقاصدِ وحسنِ العواقب.
العقلُ نورٌ من الله يُميِّزُ به الحقَّ والباطلَ، والخطأَ والصوابَ في الأقوالِ
والأفعالِ والاعتقاداتِ والعلومِ والمعارفِ.

ومن اللطيفِ - معاشر الإخوة -: أن لفظَ العقل لم يرِد في القرآن الكريم،
وإنما جاءَت مُشتقَّاتُه ومُرادفاتُه، كقولِه - عزَّ شأنُه -:

{ مَا عَقَلُوهُ }
[ البقرة: 75 ]
وقوله:

{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ }

[ الملك: 10 ]
وقوله - عزَّ شأنُه -:

{ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }
[ العنكبوت: 43 ]
وقوله - تبارك وتعالى -:

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
[ النحل: 67 ]
وقوله:

{ وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
[ يوسف: 2 ]

{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
[ الأنعام: 32 ]

{ أَفَلَا يَعْقِلُونَ }
[ يس: 68 ].
كما جاء من المُرادِفات:

{ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[ البقرة: 269 ]
وأُولُو النُّهَى

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى }
[ طه: 54 ]

{ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ }
[ آل عمران: 190 ]

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ }
[ ق: 37 ]

{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ }
[ الفجر: 5 ].

ومما يلفِتُ النظرَ - عبادَ الله -: أن القرآنَ الكريم ربطَ ربطًا واضحًا بين الأذن
وحاسَّةِ السمع، والعَينِ وحاسَّةِ البصَر، والرِّجلِ وقُدرة المشْي، واليدِ وقوةِ البطش،
في مثل قولِه - عزَّ شأنه -:

{ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا
أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا }

[ الأعراف: 195 ].

أمَّا العقلُ فلم يُربَط بشيءٍ من ذلك؛ بل ورَدَ باسم وظيفتِه المُدرِكة، وليس باسمِه أو آلَتِه.
وكأنَّ في هذا دلالةً وإشارةً إلى أن العقلَ يُمثِّلُ مجموعَ أدوات الإدارك
من سمعٍ وبصرٍ وفؤادٍ وقلبٍ وغيرها، فالعقلُ مُرتبطٌ بالإنسان كلِّه،
ومُنتظمٌ لحواسِّه كلِّها، فهو ملَكةٌ وظيفيةٌ يرتبطُ وجودُها وعملُها بوجود أدواتها،
وعلى قَدرِ حُسنِ توظيف الإنسان لهذه الأدوات يكون تعقُّلُه في الأمور،
ونُضجُه في الإدراك، مما يتبيَّن معه ارتِباطُ العقلِ بالأحداث والتصرُّفات.
فالنظرُ العقليُّ عملٌ حيٌّ مُتحرِّكٌ له أبعادُه ومدلُولاتُه التي ترتبِطُ بالأشخاص،
والأزمان، والأحداث، وكلِّ حركات الحياة والأحياء.

عبادَ الله:
وقد جعَلَ الله إعمالَ العقل وحُسنَ استخدامِه بيدِ الإنسان، فمن شاءَ فليتقدَّم،
ومن شاءَ فليتأخَّر، ولا يكون إعمالُ العقل إلا في التفكيرِ والتذكُّر، والاعتِبارِ والتدبُّر،
والنظرِ والتبصُّر، والعلمِ والفقهِ، وكلُّ ذلك جاء الأمرُ به في كتابِ الله - عزَّ وجل
فيه آيات كثيرة، كقوله - عزَّ شأنه -:

{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }
[ الأنفال: 21 ]
وقوله - عزَّ شأنُه -:

{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
[ الملك: 10 ]
وقالَ تعالى:

{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
[ ق: 37 ].

أيها المسلمون:

وإذا كان ذلك كذلك، فإن العقلَ في الإسلام هو مَناطُ التكليف، ومحلُّ الفَهم،
وبه استنباطُ الأحكامُ الشرعية وبيانُ مُرادِ الشارع،
وبه حُسنُ التصرُّف في أمورِ الدينِ والدنيا.
والعقلُ مُكلَّفٌ تكليفًا صريحًا بالنظرِ في ملكوتِ السماوات والأرض،
وإدراكِ العلاقات أسبابًا ومُسبَّبات، واكتسابِ العلوم، والنظر في المصالحِ والمفاسدِ،
والمنافع والمضار، والعدلِ والظلم،
كلُّ ذلك من أجل أن يستَفيدَ من التسخير للقيامِ بمهمة التعمير.

والقرآنُ الكريم والسنةُ المُطهَّرة مليئَان بالدلائلِ البرهانية، والأقيِسةِ العقلية،
وضربِ الأمثال، وحُسنِ الجدال، كلُّ ذلك حتى يتحرَّر العقلُ من تلبيسات الخرافة،
وأساطيرِ الأولين، وتخرُّصاتِ الكهنة والمنجمين، والسحَرةِ والمشعوذين،
والطِّيَرةِ والمُتشائِمين، والتقليدِ الأعمى لما عليه الآباءُ والأسلاف؛
لينطلِقَ إلى آفاقٍ رَحبَة واسِعة من العقيدةِ الصافية، والعملِ الصالح، والعطاءِ المُنتِج،
قال - سبحانه -:

{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات