صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-01-2011, 10:49 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي اسوار العفاف قبس من سورةالنور (الجزء الاخير)

اسوار العفاف قبس من سورةالنور (الجزء الاخير)
السور الخامس : العلم اليقيني بمراقبة الله
تكرر اسم (العليم) للرب جل وعلا في "النور" عشر مرات ،
وأما صفة (العلم) وما يدل عليها فأكثر من ذلك بكثير ،
في تأكيد ملحوظ على هذا المعنى في السورة ومن ذلك :
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (18) ، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (19) ،
(وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (21) ، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (28) ،
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (29) ، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (30) ،
(وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (32) ، (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (35) ،
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (41) ، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (53) ،
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58) ، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59) ،
(وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (60) ، وغيرها .
بل ختم الله آيات "سورة النور" بقوله تعالى
(قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
و(قَدْ) هنا للتحقيق أي يعلم علماً محققاً بما أنتم عليه ،
وخَتْمُ السورة بكلمة (عليم) له من الدلالة ما لا يخفى في أهمية بناء هذا السور العظيم وهو "سور المراقبة".

وهذه المراقبة تتحقق في قلب المؤمن من خلال طريقين عظيمين :
الطريق الأول : بكثرة التدبر في آيات الوعد والوعيد ،
ولذا لما قال تعالى (قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أتبعها مباشرة
بقوله (وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا) ،
فهذا التدبر يورث القلب خوفا وطمعا ، ومن كان هذا حاله راقب أقواله وأفعاله ،
فيوم القيامة والحساب والميزان وتطاير الصحف والصراط والجنة والناروسائللا يجوز أن تغيب عن قلب وعقل وسمع وبصر المربي ليستعملها في كل مراحل تربيته .
ولذا تتابعت آيات "النور" بين الوعيد تارة كقوله سبحانه :
(وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (11) ،
وقوله (لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (14) ،
وقوله (لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (19) ،
وقوله (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (23) .
وبين الوعد الجميل تارة أخرى كقوله تعالى
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (22) ،
وقوله (أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (26) ،
وقوله (فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (33) ،
وقوله سبحانه
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ،
وقوله (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (52) ،
وقوله (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (56) ،
وقوله (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) (54) وغيرها كثير .
وبمطلق الحساب تارة ثالثة
(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (25) ،
وكقوله تعالى
(وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (39) .
وهذا الوعد والوعيد يأتي سابقاً قبل تعلم الأمر والنهي أي أن الإيمان لابد وأن يكون قبل تعلم الأحكام ،
وقد أبان عن ذلك أوضح بيان "المثل النوراني" الذي هو واسطة عقد السورة وسيأتي شرح ذلك مفصلاً قريباً ـ
بمشيئة الله ـ وقد جاءت آيات "النور" من مطلعها وهي تنبه على ضرورة الإيمان أولاً ،
فلقد علقت أول أمر فيها بقوله سبحانه
(إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (2) ،
وبعدها بيسير
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (17) ،
بل وتنفي آيات النور الإيمان عمن تولى عن الطاعة فقال جل وعلا
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ
وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (47) .
وبين سبحانه في "النور" أثر ضعف الإيمان أو انعدامه في تلقي الأمر والنهي فيقول سبحانه
(وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)
وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .
وفي مقابل ذلك أثر قوة الإيمان في سرعة الاستجابة للأحكام
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (51) .
وبلغ الأمر منتهاه حين زعموا أنهم سيطيعون فسخر الرب سبحانه من زعمهم هذا فقال : (طاعة معروفة) لأنهم مهما أظهروا من الإذعان وأقسموا الأيمان فلا قوة بهم على الطاعة لأن قلوبهم خاوية
(وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ
قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (53) .
ومما أشارت إليه السورة أنه لا بأس من الحض والحث على الخير بوعد عاجلٍ يتحقق في الدنيا فقد خُلق الإنسان عجولا فقال سبحانه واعداً عباده المؤمنين
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (55) .
وتعظيم الرسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وتعظيم أمره ركن من أركان هذا الإيمان لا يقوم إلا به فقال سبحانه :
(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) ،
ومن تعظيمه ألا نتذاكى بالاحتيال على أمره ونهيه ونفحص بأذهاننا بحثا عن مخرجٍ حاذقٍ ليس عليك فيه في ظاهر الأمر مستمسك فقد قال الله
(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا) قال قتادة : عن نبي الله وعن كتابه .

فمن أصر على الإعراض ومخالفة الأمر بطريق خفي أو جلي فوعيده من ربه
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (63) ،
فتنة الدنيا بزيادة الضلال ، فبعد المعصية تصيبه البدعة ،
وبعد فعلها مع كرهه لها يُشرب قلبه حبها وهكذا ،
أو يؤخر ذلك له فيصيبه عذاب الله في الآخرة ، عياذا بالله من الحالين .

الطريق الثانية لزيادة الإيمان :
تكرار التفكر في الآيات الكونية .
وقد أكدت "النور" هذا المعنى مراراً في آياتها :
ومن ذلك قوله سبحانه
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } (41)
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (42) .
وإنما خص الطير بالذكر لأنها تكون بين السماء والأرض إذا طارت فهي خارجة عن جملة من في السماوات والأرض ولذا نص على هذه الحال (صافات) ،
وقوله (كل قد علم ..) أي أن الله علم صلاتهم وتسبيحهم له ،
وأيضاً هو الذي علمهم كيف يصلون له ويسبحونه ، فكلا المعنيين صحيح .
ومن هذه الآيات قوله تعالى
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ
يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ } (43) .
ومعنى (يزجي) أي يسوق ، (ثم يؤلف بينه) أي يضم بعضه إلى بعض فيجعل المتفرقة قطعة واحدة ،
(ثم يجعله ركاما) أي يجعل السحاب بعضه فوق بعض ،
(فترى الودق) وهو المطر قال الليث : الودق المطر كله شديده وهيّنه .
ومنها قوله تعالى
{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } (44)
وقوله { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ
يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (45)
فلابد للمؤمن من طول الفكرة
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[آل عمران : 191] ،
وقد سأل رجل أم الدرداء بعد موت زوجها حكيم الصحابة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن عبادته
فقالت : كان يقضي نهاره اجمعه في التفكر .
وقيل لإبراهيم بن أدهم : إنك تطيل الفكرة ، فقال الفكرة مخ العقل .
وقال سفيان بن عيينة : "الفكرة نور تدخله إلى قلبك"
وكان كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر :
إذا المرء كانت له فكرة ... ففي كل شيء له عبرة
وقال الحسن في قوله تعالى
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا }
[الأعراف : 146]
قال : أمنعهم التفكر فيها .
وقد جمع بين هذين الطريقين بأوجز عبارة الإمام الرباني الحسن البصري فقال : ما زال أَهل العلم يعودون بالتذكر على التفكُّر،
وبالتَّفكُّر على التَّذكُّر، ويناطقون القلوب حتى نطقت .
وأبلغ منه جمع الله تعالى لهما في آخر آية من سورة النور :
{ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ
فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(64) .



ـ المثل النوراني وأسوار العفة :
جمع الله علم "سورة النور" كاملة من دون نقصان في هذا المثل العظيم الذي هو واسطة عقد السورة ،
وهو من أعظم أمثلة القرآن لمن فهمه وأدراك غوره ،
وذاك أن الطُّهر والفضيلة والعفة "نور" ، وأن أضدادها من الصفات "ظلمة"،
فجاء هذا المثل الرباني ليُـبِين بجلاء لا لبس معه عن ماهية وحقيقة هذا النور وصفاته واستمداده ووسائل تقويته وتنقيته وطُرق حمايته واستدامة جذوته وغير هذا ، وصدق الله إذ يقول
{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }
[العنكبوت : 43] ،
وهاك بيان مُفصلٌ مُجدولٌ لعله يزيل الاشتباك ويدفع الارتباك في فهم هذا المثل وما يرمي إليه .
يقول الله تعالى
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (35)

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات