[adnan]

الأخ / فـضـل الـسـقـا

نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية

لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط

أ. عبدالله بن عمر خياط

بنو النضير

هل يمكن أن نأخذ من رواية أدبية شاهدا من التاريخ ؟

لقد اقتنيت قبل عامين كتاب (محمد رسول الحرية)

لعبد الرحمن الشرقاوي رحمه الله، ووجدته قد لخص وثيقة العهد التي

وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنظيم العلاقات بين سكان

المدينة المنورة .. حيث يقول:

ودعا الناس جميعا إلى المسجد، فحضهم على الوحدة والتعاطف . ثم إنه

اقترح أن تكتب صحيفة يتفق فيها الجميع على أن يتحابوا وعلى أن

يكونوا فيما بينهم صادقين، وعلى أن يكونوا أمة واحدة من دون الناس،

وأن يعطوا المحتاجين، وأن يرعوا حق الجار، وألا يجيروا قريشا ولا من

نصرها، وأنه لا بغي ولا عدوان ولا إثم، فمن قتل يقتل، ومن جرح غيره

أو آذاه جوزي بمثل ما صنع، وأن اليهود والمسلمين حلفاء، وإن اختار

اليهود الإسلام فهو خير، وإن بقوا على دينهم، فلهم أموالهم ومعابدهم

آمنين عليها، ولكن عليهم جميعا أن يحاربوا من يهاجم يثرب، وأن ينفقوا

من أموالهم على الحرب.

ووقع المجتمعون من اليهود والأنصار والمهاجرين هذه الصحيفة،

وتعاهدوا على أن ينزلوا العقاب بمن يخرج عليها.

ويقول الشرقاوي :

إن جلاء بني قينقاع جاء لفائدة يهود بني النضير الذين ذهب منافسوهم

فصاروا يبيعون الخمر على المسلمين .. ثم دارت الأيام وجاء النبي

صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعين بهم على دفع دية قتيلين

من بني عامر قتلهما عامر بن أمية الضمري بعد ما غدر بنو عامر

وقتلوا سبعين من الصحابة جاءوا لتعليمهم.

وقال بنو النضير للنبي :

أبشر يا محمد فلك ما أحببت. ثم لما رأوا النبي جالسا إلى أحد جدرانهم

قالوا لأنفسهم هذه هي الفرصة لقتله فمن يلقي عليه صخرة تريحنا منه.

وأوحى الله إليه بالخبر فقام من فوره دون أن يكلم أصحابه وعاد إلى

المدينة ثم أخبر أصحابه بمؤامرة بني النضير لقتله.

وهكذا ضرب عليهم حصارا .. حتى وقع الرعب في قلوبهم .. فاتفقوا مع

النبي عليه الصلاة والسلام أن يخرجوا من المدينة المنورة بأموالهم

عدا السلاح.وكان فتحا مظفرا للمسلمين بدون قتال.

السطـر الأخـير :

قال الله تعالى :

{ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ

فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ

يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ

فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }