صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2021, 04:35 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي درس اليوم

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم


علو الهمة في رمضان

الحمد لله، أعطى فأجزل، ومنَّ فأفضل، أتم علينا النعمة ورضي لنا الدِّين
وأكمل، وأتوب إليه وأستغفره من التقصير فيما أقول وأعمل، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الظاهر والباطن والآخِر والأول،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله، صاحب الوجه الأنور،
والجبين الأزهر، والخُلق الأفضل، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
والتابعين ومَن تبعهم بإحسان ما ليل أدبَر وصُبح أقبل،
وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

فالمسلمُ مِن صفاته أن يكون عالي الهمة، وعندما يأتي رمضان تكون همته
أعلى، والقرآن الكريم يدفعنا في كثير من آياته إلى علو الهمة، فهيا نلقي
الضوء على بعضها:

قال تعالى:

{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
[البقرة: 148]،

وقال تعالى:

{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
[آل عمران: 133]، وقال أيضًا:
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
[الحديد: 21]،
وقال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
[العنكبوت: 69]،
وقال تعالى: { لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ } [الصافات: 61]،
وقال تعالى: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات: 50]،
وقال تعالى: { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
[المطففين: 26].

وقد أخبَرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يحب أصحاب الهمة
العالية، فقال صلى الله عليه وسلم:
(إن الله عز وجل يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفْسافها)


وكان مِن دعائه صلى الله عليه وسلم:
(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجُبن والهرَمِ، وأعوذ بك من فتنة
المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر)

ومِن هذا الدعاء نتعلَّم أن المسلم لا يستسلم للعجز، ولا يسلِّم نفسه للكسل،
وإنما عليه أن يتغلب عليهما؛ فلا يعجِز ولا يكسَل، وأن يستعيذ بالله منهما.

فإذا أرادت النفس أن تصعَدَ إلى مراقي العلى، وأن تصل إلى معالي الدرجات،
فالمطلوب الهمة العالية، والهمة العالية يصحبها نَفْس كبيرة؛ فالنفس الكبيرة
مع الهمة العالية تحقق المراد والمنشود، وعلى قدر ما يتعنَّى الإنسان، ينال
ما يتمنَّى؛ يقول المتنبي:
وإذا كانتِ النفوسُ كبارًا ♦♦♦ تعِبَتْ في مرادِها الأجسامُ

عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنَّة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَن أصبَح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، قال:
((فمن تبع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، قال:
((فمَن أطعَم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، قال:
((فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمَعْنَ في امرئٍ إلا دخل الجنة))


قال عمرُ بن عبدالعزيز: "أيها الناس، إن لي نَفْسًا توَّاقةً، لا تُعطَى شيئًا
إلا تاقت إلى ما هو أعلى منه، وإني لما أعطيت الخلافة تاقت نفسي إلى ما
هو أعلى منها، وهي الجنة؛ فأعينوني عليها يرحمكم الله"

كما "اجتمع عبدالله، ومصعب، وعروة - بنو الزبير - وابن عمر، فقالوا: تمنَّوْا،فقال عبدالله بن الزبير: أتمنى الخلافةَ، وقال عروة: أتمنى أن يؤخَذَ عني العلمُ، وقال مصعب: أتمنى إمرةَ العراق، والجمعَ بين عائشةَ بنت طلحة، وسُكينةَ بنت الحسين،فقال ابن عمر: أما أنا، فأتمنى المغفرة،فنالوا ما تمنَّوْا، ولعلَّ ابنَ عمرَ قد غُفِرَ له"[6].

إنه التنافس الشريف في أمر الدين وأمور الآخرة؛ قال الحسن:
"مَن نافسك في دِينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقِها في نحره"، وقال
وهيب بن الورد: "إن استطعت ألا يسبقَك إلى الله أحد، فافعَل".

أيها الصائم، ماذا عن همتك في رمضان هذا العام؟ هل تُكثِر مِن ذكر الله؟
هل ستختم القرآن في رمضان أكثر من مرة؟ هل تتذلل لربك وتدعوه كثيرًا؟
هل تحافظ على صلاة التراويح ولا تنصرف إلا مع الإمام؟ هل بعد الانصراف
تصلي في بيتك ولو ركعتين؟ هل تتصدق وتنفق؟ هل تصِلُ أرحامك؟
هل فكرتَ في إفطار الصائم؟ هل تجلس في المسجد بعد الفجر حتى تطلع
الشمس؟ هل تحافظ على أداء النوافل حتى يبنى لك بيت في الجنة؟
هل تشعر أن همتك هذا العام أعلى من رمضان الماضي؟ لماذا كل هذا؟
لأن أصحاب الهمم يبحثون عن القِمَم، والقِمَم لا تُنال بالملل،
وإنما بالجِدِّ والعمل.

هل يمكن للصائم أن يجمع كل هذه الأعمال؟ والجواب: نعم؛ لأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فعل هذا، كما وصف ابن القيم قائلًا:

"وكان مِن هَدْيِه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
الإكثارُ مِن أنواع العبادات"

وقال ابن القيم:
"وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن مَن آثَر الراحة
فاتته الراحة، وأن بحسَبِ ركوب الأهوال واحتمال المشاقِّ تكون الفرحة
واللذة؛ فلا فرحة لِمَن لا همَّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء
له، ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل
مشقة الصبر ساعةً، قاده لحياة الأبد"

احذَرِ الشيطان! واحذَرْ سَوْفَ!
قال يحيى بن معاذ: "يا بن آدم، احذر الشيطان؛ فإنه عتيقٌ وأنت جديدٌ،
وهو فارغٌ وأنت مشغولٌ، وهمته واحدةٌ، وهي هلاكك، وأنت مع همم كثيرة،
والشيطان يراك وأنت لا تراه، وأنت تنساه وهو لا ينساك، ومِن نفسِك له
عونٌ، وليس مِن نفسِه عونٌ".

لا تقل: متى؟ وكيف؟ وأين؟ وقل: أفعل..أستعين بالله..إن شاء الله..

قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: "وإياك والتسويفَ؛ فإنه أكبرُ جنود
إبليس"،وقال في المدهش: "تزوَّجَ التواني بالكسل؛ فولد بينهما الخسران"،
وقيل لأحد الصالحين: أوصِنا، قال: احذَرْ سوف!

وقال أحمد شوقي: "الطائر يطير بجناحيه، والمرء يطير بهمَّتِه".

فكُنْ رجلًا رِجْله في الثَّرى ♦♦♦ وهامَة همَّته في الثريا

وصية عملية:
راحةُ الآخرة لا تأتي براحة الدنيا، فإذا أردت نعيم الآخرة، فاتعَبْ في الدنيا،
وإذا كانت همتك أن تكون في الصفوف المتقدمة في الجنة،
فكُنْ كذلك في الدنيا.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


ر

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات