المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل بيت عطاء الخير لنشر رسائل اسلامية تهدف الى إعادة الأخلاق الأسلامية للاسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لم أعد أخشى من الموت حتى لو جاء اللحظة
لم أعد أخشى من الموت حتى لو جاء اللحظة (لم أعد أخشى من الموت حتى لو جاء اللحظة) عبارة أطلقها سيد قطب في رسالته لأخته المسماة بـ ( أفراح الروح) لم أكـن لأتخيل كيف يستقبل الموت وهو لايهابه ؟؟!! فصديقتي قد نصحتني بأن أصنع تابوتاً في سطح منزلنا في القرية .. وأدخل فيه كلما شعرت بقسوة القلب . (فكرة هذا التابوت ) مرعبة بحقّ ... فـسطح بيتنا لانور فيه سوى ضوء القمر ....... ونور القمر يلقي بظلاله على السطح كأنّه كومة أشباح ... وصوت الرياح المرتطمة في كل زاوية كأنها خارجة للتوّ من سامريّ... تخالها ريحاً صرصرا عاتية .. والجبل الممتدّ حول بيتنا شاهق أراه من السطح .. يخيّل إليّ أننا في سفينة نوح ... كان المشهد مرعباً ..فكيف إذا أضفت إليه ...الصورة الذهنية التي في أذهاننا عن الموت .. .كـ( دود القبر الذي ينهش لحمك)..( وتآكل عظامك) والتحلل الذي سيجعلك مادة خصبة للتراب وسمادا لكل المحاصيل .. يجعلك تشكّ في كلّ شجرة أنّها كانت من سماد شخص ما .. وصورة العفن والرائحة العفنة التي تزكم الأنوف .. كل هذه الصور جعلتني أتخيل المشهد ماثلاً أمامي .. وزاد من قتامته ذلك الشريط المسموع المسمى ( هادم اللذات) فقد بددّ كل أحلامي بالحياة .. وطرحني أرضا ...وأكل ماتبقى من أحلامي الوردية .... أصبحت أرثي شبابي الضائع ..وشيخوختي المستقبلية .. وصورة الموت تصيبني بالإنكسار والدموع .. أتخيّل الموت كما يقول أبوراتب (يرقص لي في كل منعطف) ومع تكرار الحديث عن الموت ومشاهد الموت أصبت بـ (داء التبلّد ) أصبحت حينها أردد بثقة ... (لم أعد أخشى من الموت حتى لو جاء اللحظة) .. فقد فعلت ما بوسعي أن أفعله من طاعات ورجوت الله أن يتقبلها منّي.. وسعيت في مرضاته وسألته العفو عني... صارت فكرة الموت عندي كـ (نائم) طارت روحه للسماء فرأى جميل الأحلام ونعيما لاينفد .. وأبى أن يفتح عينيه على حقيقة أنه مازال في الدنيا... حدّثتُ نفسي بأنّي على سفر طويل في هذه الحياة .. وأنا في شوق شديد للوصول إلى مكان محبوب ....وآن لي أن أقابل من أحب . .ها هو قلبي يدقّ فرحاً عندما وصل... ( إنّها متعة الوصول ) لله عزّوجل .. وكأنّ الروح تعلو إلى السماء وتربطك بباب رحمة ... ونسيم أنس يهبّ عليك من نفحاته ..حتى تقوم الساعة يالها من صورة جميلة للموت ؟؟ ابتعدوا عن فكرة (فوبيا الموت) والذي يلازمك أينما حللت ...فقد تموت بشرقة ... أو بقرصة ..أو بسقطة ..أو بعضّة ...أو بجلطة ...إلخ ..أينما التفتّ .. .وجدت الموت قادما من كل جهة ..تتجرّعه ولاتكاد تسيغه ... ضع هذه الصورة أمامك.. هل دبّ الرعب في محيّاك !!!... هل انتقلت لحالٍ أفضل في العبادة والطاعة؟؟ الموت حقّ ... طال الزمن أو قصر ... استأذنك في الدخول من باب أو شبّاك .. . لن يغيـّر حقيقته ..النتيجة واحدة ... لن تشعر به ... ماتشعر به هو روحك .. اعتنِ بها ... ولايهمك مايؤول إليه الجسد..بعد وفاتك. تكمن أهمية الموت في أن تراجع حساباتك .. وأن تفعل في حياتك مايفترض بك أن تفعله... وآخر القول..... إخوتني الفسابكة... أثناء ضبط إعدادات الفيسبوك.. وقعت عيناي.... على اقتراح من مارك.... يقترح عليك شخص يدير حسابك ... بعد موتك ... هل جهزت ذلك الشخص...؟!! بقلم: فاطمة الجراد هيفولا
|
|
|