صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل بيت عطاء الخير لنشر رسائل اسلامية تهدف الى إعادة الأخلاق الأسلامية للاسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-30-2016, 07:31 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي نحن بحاجة إلى حوار لا إلى خوار


نحن بحاجة إلى حوار لا إلى خوار



الحوار هو أسلوب الإنسان الرّاقي السوي
في التفاهم مع أخيه الإنسان
وهو لغة التخاطب بين بني البشر،
والخوار هو صياح الثيران في الحظيرة
ولغة التخاطب بين بني البقر،

وقد ذمّ الله الصخب والضجيج الدال
على الهمجية وفقدان الحجة وغياب
الدليل وعدم الثقة بالنفس، فقال تعالى

عن أعدائه عند سماع القرآن:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)،

وقال تعالى ( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)،

ومدح الله الحجة وإقامة البرهان والدعوة بالحكمة والحوار بالحسنى
فقال: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)،
وقال: (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا)
وقال: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)

ومن ينظر إلى واقعنا
يجد أننا في الصف الأول ابتدائي في مسألة الحوار
فصوتنا أعلى من حجتنا وصياحنا أرفع من برهاننا والسّب والشتم
والسخرية والاستهزاء أوسع في قاموسنا من الرحمة
واللطف والرفق والحسنى،
لأسباب كثيرة تاريخيةوجغرافية وتربوية وسلوكية
ونحن بحاجة إلى جولة تاريخية وفترة زمنية
تمر بنا حتى تلين طباعنا ويهذّب ذوقنا وتلطف مشاعرنا،

وانظر إلينا في وسائل التواصل الاجتماعي
إذا اختلفنا حينها تظن أنك في الحراج
مع هذا السيل الجارف من السب الرخيص الساقط
لمن خالفنا والسخرية اللّاذعة والاستهزاء المرير لمن لم يوافقنا

وانظر إلى مجالسنا عند الاختلاف
حتى على أسعار اللحوم ودرجات الحرارة والأسهم
حتى أنك لتسمع للمجلس ضجة وصجة ورجة
على مسائل تافهة حقيرة

إن الحوارالسليم ينقصنا كباراًوصغاراً
وليتنا نقررمادة الحوار في كل فصول الدراسة
حتى يتربى شبابنا وفتياتنا على فنّ التخاطب
وأسلوب التعامل الراقي الذي سبقتنا فيه أمم
حتى ولو لم تكن عندها رسالة سماوية صحيحة
ولكن الحضارة رققتها ودورات التاريخ هذّبتها،
وإذا كان النخبة عندنا من العلماء والكتّاب والمثقفين
والمفكرين هذا أسلوبهم عنداختلافهم
فكيف يكون أسلوب العامة

بل إنك تجد الفجور في الخصومة عندما يخالفك أحد هؤلاء النخبة
إلا من رحم ربك؛
بل يستعين عليك بزمرته وأحبابه،
إن الحوار هو اللغة الرّاقيةوالأسلوب المهذب والعرض الجميل
لحل أيّ خلاف،
وله آداب وآليات كتب عنها أساطين العلم والفكر في العالم
وأورد القرآن والسنة أصولها،
ويوم تجد مجتمعاً يتعامل بالحوار في المدرسةوالجامعة
والمسجد والنادي فاعلم أنه مجتمع مُثُل
ونُبل وفضيلة وريادة

ويوم تجد الصخب والخوار والسب
والشتم حينها تعلم أنه مجتمع جهل وتخلف وتبعية
وسفه وفظاظة وغلظة،
أليس الذي يدور عندنا في التويتر ومشتقاته
والأعمدة الصحفية عند الخلاف خوار وغيبة
ونميمة وسخرية واستهزاء
فأين الإنصاف واحترام المخالف وطلب الحق
وعرض الحجة والاهتمام بالدليل وإقامة البرهان

لكن بدل أن نصل بالخلاف إلى الحقيقة
نترك هذا المطلب ونهاجم المخالف في شخصه
ونسبه ونحقره،
وهذا هو العمى العلمي والسّفه الثقافي، والطيش الاجتماعي
والمجتمعات التي تتربى على الرأي الأوحد
ولا تتسع صدورها للمخالف
تكون دائماً متشنّجة مقلّدة متعصّبة
ترفض الحوار والجدل بالحسنى
وليتنا إذا اختلفنا نخرج المسائل الشخصية والقبلية
والمناطقية والطائفية والحزبية من خلافنا
ونتحدث عن مسألةالخلاف القائمة بتجرّد وإنصاف
مع عرض الحجة والبرهان للوصول إلى الصواب،
لقد أسس رسولنا(صلى الله عليه وسلم) الحوار في أول أيام بعثته
حتى أن الوليد بن المغيرة لما جاءه في الحرم
وتحدث له عن عرض مغرٍ كبير
تقدمه قريش للرسول (صلى الله عليه وسلم)مقابل ترك الرسالة،
أنصت له(صلى الله عليه وسلم) حتى انتهى ولم يقاطعه،
بل قال له لما انتهى من كلامه انتهيت يا أبا المغيرة
قال نعم فأخذ (صلى الله عليه وسلم)يتلو عليه من سورة فصلت
ليعرض عليه الحجة والبرهان بلا صخب ولا ضجيج،

وهذه طريقته (صلى الله عليه وسلم) وهو يستقبل الوفود
أفراداً وجماعات سواء من المشركين أو أهل الكتاب

وكان من وصفه (صلى الله عليه وسلم)
في التوراة ليس فظاً ولا غليظاً ولا صخّاباً في الأسواق
لقدكان (صلى الله عليه وسلم) يتكلم بهدوء
ولطف ورفق ولين
حتى مدحه ربه بذلك
فقال:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)


ولما بال الأعرابي في المسجد أراد الصحابة ضربه
وتأديبه نهاهم (صلى الله عليه وسلم)
واستدعى الأعرابي بلطف وأخذ ينصحه برفق
حتى كسب قلبه وعاد إلى قومه داعياً إلى الله

وجاءه شاب يريدالإسلام واشترط أن لا يترك الزنا
فأخذ(صلى الله عليه وسلم) يحاوره
ويطرح عليه الأسئلة ويقول
«أترضاه لأمك أترضاه لأختك
أترضاه لخالتك أترضاه لعمتك
والشاب يقول عند كل سؤال لا
فيقول (صلى الله عليه وسلم) «وكذلك الناس»
فيتوب الشاب
ويدعو له(صلى الله عليه وسلم) بالهداية

إن الجاهل لغته في يده وبطشه
والعاقل لغته في عقله وحجته ومنطقه،

وإذا لم يقتنع الإنسان بدليلك وبرهانك
فأعرض عنه فلن يقنعه الصراخ والسّب والشّتم

ولهذا أمر الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وسلم)
بالهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل،

وهذه كلها في التعامل مع المخالف،
الهجر الجميل لا عتب فيه
والصفح الجميل لا أذى فيه
والصبر الجميل لا شكوى فيه

فمن رفض الحجة وركب رأسه في الخصومة واستمر في الغي
فاصفح عنه ولا تؤذِه واهجره ولا تعاتبه
واصبرعلى أذاه ولا تشكُه إلى الناس.


الشيخ/عائض القرني

هيفولا


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات