صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2020, 03:45 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,804
افتراضي درس اليوم 21

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
أنقِذ صيامك من السراق

مِن نِعم الله الجليلة على الإنسان في هذه الحياة أن هيَّأ له فترة زمنية محددة
تَستجيش فيه نفسُه كلَّ عناصر القوة الإيمانية والروحية، فتصلح فيه أحوالُه
وتسمو أعماله، ويغتنم بذلك الأجر المضاعفَ والثواب العظيم، كما تُغفَر فيه
ذنوبُه وتَنمحي خطاياه، خصوصًا إذا كانت مَردةُ الجن والشياطين مغلولةً في
تلك الفترة، فيرتاح الإنسان فيها مِن شرهم وضرهم.

ولكن للأسف الشديد، فبالرغم من غياب شياطين الجن في رمضان، فإن
هناك مَن يُعوضهم ويقوم مقامهم، ألا وهم شياطين الإنس الذين ينشَطون في
هذا الشهر الفضيل أكثر من أي شهر آخر، فيتربصون بالصائم ويحاولون
سرقته؛ لا باختلاس أمواله وممتلكاته المادية، وإنما بقطع طريق العبادة عنه
بإفراغ شهر الصيام من مقاصده، وإهدار الحسنات فيه بفتح أبواب الوِزر
بدل أبواب الأجر.

ولا يهدأ بالُ هؤلاء الذين يمارسون السرقة فيه حين يرون الصائمين في
حالةٍ مِن الأَوْبةِ والإنابة إلى الله، والقرب إليه بكثرة العبادات والطاعات،
فيسعون بكل ما أُوتوا مِن خبثٍ إلى تحويل هذا الشهر الفضيل إلى موسم
للبذخ في المأكل والمشرب، وإهدار الوقت في مجالس اللهو والتسلية،
والسَّمر في المقاهي وأمام التلفاز، والانشغال بكثرة استخدام الهواتف الذكية
والألواح الإلكترونية في التوافه والسفاسف، وقضاء الأوقات في موائد الغيبة
والنميمة والقيل والقال، وبذلك يُصبح رمضان معهم محطةً للهو
ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما أحلَّ الله وحرم.

والسرَّاق الذين أُحذِّر منهم هنا هم أولئك الصِّنف البشري الذين لهم مساعٍ
شيطانية؛ فتجدهم يضاعفون جُهدهم في رمضان، من أجل الإضلال والغواية
بالصائمين، ولا يتركون أي سبيل يقدِرون من خلاله أن يشغلوك فيه
عن الطاعات والعبادات، بمحاولة إفراغ هذا الشهر الفضيل من محتواه
الروحي وبُعده الرباني، فلا يَدَعون لك حظًّا من الصيام سوى الإمساك
عن الطعام والشراب.

والجدير بالذكر أن سارقي صومك في رمضان لا يحملون سيفًا،
ولا يستعملون سلاحًا فتاكًا في عملية سطْوهم، ومع ذلك تجد كثيرًا من
الصائمين يَستسلمون لهم، ويخضعون لهم دون تهديدٍ أو وإكراه، فهؤلاء
اللصوص هم نوَّاب الشيطان، وقد يكونون أشد فتكًا وتأثيرًا عليك بحِرمانك
من أجور وفضائل رمضان، فيُثبطونك ويُعطلونك عن الطاعة؛ حتى لا تتمكن
من استغلال هذا الشهر المبارك الاستغلال الأمثل، بل قد يَصُدون عنك
أبوابَ الطاعة والعبادة.

وكل ما يدخله هؤلاء السراق تحت مسمى ثقافة ترفيهية، سيُبعدك عن
استغلال وقتك وجهدك في العمل الصالح الذي يعود عليك بالنفع الجزيل،
وستكسب من خلال اتِّباعك لهم إثمًا كبيرًا وسيئاتٍ كثيرةً يَعجِزُ إبليس
عن تحقيقها مع ما لديه مِن خبث ووسوسة.

واللافت للنظر أيضًا أن أغلب ما يعرض في رمضان منحطٌّ أخلاقيًّا وفكريًّا
ومُفرَّغٌ قِيَميًّا، ويظل مجرد احتيالٍ واستلاب، فلا تجعل أوقاتك تذهب نهبًا
بين سرَّاق صومك المجنَّدين للتضليل والتضييع، احذَرهم فهم محترفون في
السطو واستلاب الصائم روحيًّا بفتحهم أبواب السيئات؛ ليَستدرجوا الصائم
نحوها، فيَلِجَها وهو غافلٌ لا يدري ما يفعل، ليستفيق بعد ذلك مِن غفلته بعد
ذَهاب رمضان، وهو محرومٌ من أجر وثواب العمل الصالح الذي كان
مصدودًا عنه.

وهؤلاء اللصوص لا يملُّون مِن صنيعهم الدنيء المنحط، ولا يرحمون أحدًا،
فهمُّهم نيلُ ما أرادوا من ربح مادي، ولو على حساب تدمير الآخرين، كما أن
لسرقتهم عواقبَ ونتائجَ خطيرةً جدًّا، وفي مقدمة هؤلاء السراق نجد مَن
يحتكرون وسائل الإعلام والتواصل ويتحكمون فيها؛ أي: الذين يملكون زمام
التوجيه الجماهيري، المروجون لكل ما يمكنه أن يُفسد البيوت، ويدمِّر القيم،
ويُذهب الأخلاقَ، ويتلاعب بالأذواق، فاحذَر أن تكون من ضحايا هؤلاء
اللصوص الذين يسقطون تبعًا واحدًا تِلْوَ الآخر، ولا تدَع لهم فرصة؛ كي
يُضيعوا صيامك ويَهدموا أجورك، ولا تتركهم يقودونك إلى الخسران، فأيام
رمضان معدودةٌ، والصائم منهيٌّ عن قضائها فيما لا فائدة منه، فكيف له
أن يَقضِيَها فيما يعود عليه بالخسارة؟!
وحدوث السعار الإعلامي في رمضان ليس عبثًا، بل له غاية تدميرية
بامتياز، وحقيقة ذلك تظهر في التنافس المخزي لهؤلاء في نشر الرذيلة
ومحاربة الفضيلة، وإفساد رمضان بزرع المفاهيم غير السَّوية في العقول،
والسعي إلى إدخال الدناءة في الوِجدان والسلوك، لهذا كله ينبغي أن تحرِص
على إنقاذ صيامك من هذه السرقة المغلفة بدعوى الترفيه والترويح عن
النفس؛ حتى تحافظَ على صومك، ومكانة هذا الشهر المبارك باعتباره
مدرسةً متميزة بالرقي الأخلاقي والارتقاء القِيَمي.

وكن على يقينٍ أنه حين تُسرَق من صومك التقوى والإخلاصُ والطهر،
فسيحل محلها الفِسق والنفاق والخبث، فلا تنخدع من المسميات التي تضاف
لها كلمة "الرمضانية"، فذلك لا يُبيح لك الاستمتاعَ بها والنظر إليها
والاستماعَ لها، فلا تسمَح لهم بالسطو عليك، فسارقو رمضان حقيقتهم جليَّة
وظاهرة؛ فكفاك تغافلًا، ولتَحمِ نفسَك مِن عُدوانهم ومكرهم وخديعتهم، ولتَعلمْ
أنهم لا يريدونك أن تَزِلَّ وتقعَ في الإثم فقط، بل هدفهم أن يذهب ثباتُك
فتَميل بذلك ميلًا عظيمًا عن الحق.

فبادِر في صيانة صومك وإنقاذه من أي عدوان يمكنه أن يَسلب منك أجرَ
صيامك، ولا تَحرِم نفسَك من الجوائز الرمضانية التي لا مثيل لها، وكن مِن
الذين يفوزون برضوان الله، فإن الشقي مَن حرَم نفسَه من الفضائل العظيمة
والعطايا الإلهية والنفحات الربانية في هذا الشهر المبارك الذي تتنزل فيه
الرحمات، وَتُحُطُّ فيه الخطايا، وتُستجابُ فيه الدعوات، وينظر الله إلى تنافسِك
فيه، فيتباهى بك أمامَ ملائكته، ولا تنسَ أن المقبول من العمل أخلَصُه وأتقنُه،
سواء كان سرًّا، أو علانيةً.

والموفَّق في رمضان هو مَن أنقَذ نفسَه من هؤلاء السراق، فعظَّم ما عظَّم
الله، وملأ صحيفتَه بالأعمال الصالحة، وصرف قلبه عما يُفسده، وارتقى
بنفسه وبروحه في علياء الطهر ومكارم الأخلاق، فالصوم في رمضان ميدانٌ
لمجاهدة الذات والنجاة بها وسط أمواج الفتن المتلاطمة

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات