صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2016, 03:31 PM
نسمة أمل نسمة أمل غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 596
افتراضي مدارج السالكين ( الجزء الرابع - 04 )


من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
مدارج السالكين
( الجزء الرابع - 04 )

نبدأ باْذن الله الحلقة الثالثة

من مدارج السالكين بين منازل

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

نسخة منقحة

للإمام العلامة : إبن القيم الجوزية

الدرس الثالث
فصل سر الخلق والأمر والشرائع


* سر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب

انتهى إلى هاتين الكلمتين وعليهما مدار العبودية والتوحيد حتى قيل:

أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب جمع معانيها في التوراة

والإنجيل والقرآن ، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن ،

وجمع معاني القرآن في المفصل ، وجمع معاني المفصل في الفاتحة ،

ومعاني الفاتحة في

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

وهما الكلمتان المقسومتان بين الرب وبين عبده نصفين

فنصفهما له تعالى وهو { إِيَّاكَ نَعْبُدُ }

ونصفهما لعبده وهو { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

والعبادة تجمع أصلين:

غاية الحب بغاية الذل والخضوع

والعرب تقول: طريق معبد أي مذلل والتعبد: التذلل والخضوع

فمن أحببته ولم تكن خاضعا له لم تكن عابدا له ومن خضعت له

بلا محبة لم تكن عابدا له حتى تكون محبا خاضعا

والاستعانة تجمع أصلين:

- الثقة بالله

- والاعتماد عليه

فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ولا يعتمد عليه في أموره

مع ثقته به- لاستغنائه عنه

وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به لحاجته إليه ولعدم من يقوم مقامه

فيحتاج إلى اعتماده عليه مع أنه غير واثق به.

*والتوكل معنى يلتئم من أصلين:

من الثقة والاعتماد وهو حقيقة { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

وهذان الأصلان- وهما التوكل والعبادة

قد ذكرا في القرآن

في عدة مواضع قرن بينهما فيها هذا أحدها.(الفاتحة)

الثاني :

قول شعيب

{ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }.

[ هود : 88 ]

الثالث :

قوله تعالى :

{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ
فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }.


[ هود : 123 ]

الرابع :

قوله تعالى حكاية عن المؤمنين

{ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.

[ الممتحنة : 4 ]

الخامس :

قوله تعالى :

{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا*
رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا }


[ المزمل : 8 , 9 ]

السادس :

قوله تعالى :

{ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }.

فهذه ستة مواضع يجمع فيها بين الأصلين وهما

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } .

* تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل

إذ العبادة غاية العباد التي خلقوا لها والاستعانة وسيلة إليها..

والعبودية محفوفة بإعانتين:

إعانة قبلها على التزامها والقيام بها

وإعانة بعدها على عبودية أخرى وهكذا أبدا حتى يقضي العبد نحبه.

* ولأن { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } له و{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } به

وما له مقدم على ما به لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه

وما به متعلق بمشيئته.

فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } على { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.

فصل: أقسام الناس في العبادة والاستعانة

إذا عرفت هذا فالناس في هذين الأصلين

وهما العبادة والاستعانة وأحوال الناس فيهما أربعة أقسام :

القسم الأول :

أجلها وأفضلها:أهل العبادة والاستعانة بالله عليها

فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه أن يعينهم عليها ويوفقهم

للقيام بها ولهذا كان من أفضل ما يسأل الرب تبارك وتعالى

الإعانة على مرضاته

وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم

لحِبه معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال :

( يا معاذ والله إني لأحبك فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة :
اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ،وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ )


فأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته وأفضل المواهب استجابة

هذا المطلوب وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا

وعلى دفع ما يضاده فتأملها.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله :

تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته

ثم رأيته في الفاتحة في

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.


القسم الثاني :

ومقابل هؤلاء القسم الثاني وهم المعرضون عن عبادته

والاستعانة به

فلا عبادة ولا استعانة بل إن سأله أحدهم واستعان به فعلى حظوظه

وشهواته لا على مرضاة ربه وحقوقه

فإنه سبحانه يسأله من في السماوات والأرض يسأله أولياؤه

وأعداؤه ويمد هؤلاء وهؤلاء

وأبغض خلقه عدوه إبليس ومع هذا فقد سأله حاجة فأعطاه إياها

ومتعه بها (طلبه اللبث في الدنيا إلى يوم البعث)

ولكن لما لم تكن عونا له على مرضاته كانت زيادة له في شقوته

وبعده عن الله وطرده عنه

وهكذا كل من استعان به على أمر وسأله إياه ولم يكن عونا

على طاعته كان مُبعِداً له عن مرضاته قاطعا له عنه ولا بد

وليتأمل العاقل هذا وليعلم أن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة

السائل عليه بل يسأله عبده الحاجة فيقضيها له وفيها هلاكه وشقوته

ويكون قضاؤه له من هوانه عليه وسقوطه من عينه

ويكون منعه منها لكرامته عليه ومحبته له فيمنعه حماية وصيانة

وحفظا لا بخلا وهذا إنما يفعله بعبده الذي يريد كرامته ومحبته

ويعامله بلطفه فيظن- بجهله- أن الله لا يحبه ولا يكرمه

ويراه يقضي حوائج غيره فيسيء ظنه بربه وهذا حشو قلبه

ولا يشعر به

والمعصوم من عصمه الله والإنسان على نفسه بصيرة

وعلامة هذا حمله على الأقدار وعتابه الباطن لها والعاقل خصم نفسه

والجاهل خصم أقدار ربه.

فاحذر كل الحذر أن تسأله شيئا وعاقبته مغيبة عنك

وإذا لم تجد من ذلك شيئاً أن تسيء الظن بربك ،

فعلقه على شرط علمه تعالى فيه الخيرة ، وقدم بين يدي سؤالك

الاستخارة ولا تكن استخارة باللسان بلا معرفة بل استخارة

من لا علم له بمصالحه ولا قدرة له عليها ولا اهتداء له إلى تفاصيلها

ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا بل إن وكل إلى نفسه هلك كل الهلاك

وانفرط عليه أمره.

وإذا أعطاك ما أعطاك بلا سؤال تسأله أن يجعله عونا لك

على طاعته وبلاغا إلى مرضاته ولا يجعله قاطعا لك عنه

ولا مبعدا عن مرضاته

ولا تظن أن عطاءه كل ما أعطى لكرامة عبده عليه ولا منعه

كل ما يمنعه لهوان عبده عليه ولكن عطاءه ومنعه ابتلاء وامتحان

يمتحن بهما عباده

قال الله تعالى :

{ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }


[ الفجر : 15 , 16 ]

القسم الثالث :

فرقة القدرية المنقوصة وظنهم الخاطئ بالله وهؤلاء نوعان :

أحدهما:

القدرية القائلون بأنه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الألطاف

وأنه لم يبق في مقدوره إعانة له على الفعل

{ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }

[ الأنعام : 100 ]

فقد ساوى بين أوليائه وأعدائه في الإعانة

ولكن أولياءه اختاروا لنفوسهم الإيمان وأعداءه اختاروا

لنفوسهم الكفر.

النوع الثاني:

من لهم عبادات وأوراد ولكن حظهم ناقص من التوكل

والاستعانة لم تتسع قلوبهم لارتباط الأسباب بالقدر

وأن القدر كالروح المحرك لها أي القدر هو ما يحركهم فقط

فضعفت عزائمهم وقصرت هممهم فقل نصيبهم من

{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه

وكان مأمورا بإزالته لأزاله.

* فإن قلت : فما معنا التوكل والاستعانة ؟

قلت : هو حال للقلب ينشأ عن معرفته بالله والإيمان بتفرده

بالخلق والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع

وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس ,

وما لم يشأ لم يكن وإن شاءه الناس ، فيوجب له هذا اعتماداً عليه

وتفويضاً إليه وطمأنينة به وثقة به ويقينا بكفايته

فتشبه حالته حالة الطفل مع أبويه فيما ينويه من رغبة ورهبة ،

فانظر في تجرد قلبه عن الالتفات إلى غير أبويه وحبس همه

على إنزال ما ينويه بهما

فهذه حال المتوكل ومن كان هكذا مع الله فالله كافيه ولا بد

قال الله تعالى :

{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

أي كافيه والحسب الكافي فإن كان مع هذا من أهل التقوى

كانت له العاقبة الحميدة

القسم الرابع :

وهو من شهد تفرد الله بالنفع والضر

وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , ولكن لم يدر مع ما يحبه ويرضاه !

فتوكل عليه واستعان به على حظوظه وشهواته وأغراضه

وطلبها منه وأنزلها به فقضيت له ، سواء كانت أموالا أو رياسة

أو جاها عند الخلق

ولكن لا عاقبة له فإنها لا تستلزم الإسلام

فضلا عن الولاية والقرب من الله

فإن الملك والجاه والمال والحال معطاة للبر والفاجر والمؤمن والكافر ،

فمن استدل بشيء من ذلك على محبة الله لمن آتاه إياه

فهو من أجهل الجاهلين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات