صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2015, 10:31 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي ثم دخلت سنة إحدى وثمانين

الأخ / مصطفى آل حمد





ثم دخلت سنة إحدى و ثمانين للهجرة النبوية الشريفة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

ففيها
فتح عبيد الله بن عبد الملك بن مروان مدينة قاليقلا وغنم المسلمون
منها غنائم كثيرة‏.‏
وفيها
قتل بكير بن وشاح، قتله بجير بن ورقاء الصريمي، وكان بكير من
الأمراء الشجعان ثم ثار لبكير ابن وشاح رجل من قومه يقال له صعصعة
بن حرب العوفي الصريمي، فقتل بجير بن ورقاء الذي قتل بكيراً، طعنه
بخنجر وهو جالس عند المهلب بن أبي صفرة فحمل إلى منزله وهو بآخر
رمق، فبعث المهلب بصعصعة إليه، فلما تمكن منه بجير بن ورقاء
قال ضعوا رأسه عند رجلي، فوضعوه فطعنه بجير بحربته حتى قتله ومات
على إثره‏.‏ وقد قال له أنس بن طارق‏:‏ اعف عنه فقد قتلت بكير بن وشاح،
فقال‏:‏ لا والله لا أموت وهذا حي ثم قتله وقد قيل إنه إنما قتل
بعد موته فالله أعلم‏.‏
فتنة بن الأشعث
قال أبو مخنف‏:‏ كان ابتداؤها في هذه السنة،
وقد ساقها ابن جرير في سنة ثنتين فوافقناه في ذلك، وكان سبب
هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه وكان هو يفهم ذلك ويضمر
له السوء وزوال الملك عنه، فلما أمره الحجاج على ذلك الجيش المتقدم
ذكره، وأمره بدخول بلاد رتبيل ملك الترك فمضى وصنع ما قدمناه من
أخذه بعض بلاد الترك، ثم رأى لأصحابه أن يقيموا حتى يتقووا إلى العام
المقبل، فكتب إلى الحجاج بذلك فكتب إليه الحجاج يستهجن رأيه في ذلك
ويستضعف عقله ويقرعه بالجبن والنكول عن الحرب، ويأمره حتماً
بدخول بلاد رتبيل، ثم أردف ذلك بكتاب ثاني ثم ثالث مع البريد، وكتب
في جملة ذلك يا ابن الحائك الغادر المرتد، امض إلى ما أمرتك به
من الإيغال في أرض العدو وإلا حل بك ما لا يطاق‏.‏
وكان الحجاج يبغض ابن الأشعث ويقول‏:‏
هو أهوج أحمق حسود، وأبوه الذي سلب أمير المؤمنين عثمان ثيابه
وقاتله، ودل عبيد الله بن زياد على مسلم ين عقيل حتى قتله، وجده
الأشعث ارتد عن الإسلام وما رأيته قط إلا هممت بقتله‏.‏ولما كتب الحجاج
إلى ابن الأشعث بذلك وترادفت إليه البرد بذلك غضب ابن الأشعث وقال‏:‏
يكتب إلي بمثل هذا وهو لا يصلح أن يكون من بعض جندي ولا من بعض
خدمي لخوره وضعف قوته‏؟‏ أما يذكر أباه من ثقيف هذا الجبان صاحب
غزالة - يعني أن غزالة زوجة شبيب حملت على الحجاج وجيشه
فانهزموا منها وهي امرأة لما دخلت الكوفة - ثم إن ابن الأشعث جمع
رؤوس أهل العراق وقال لهم‏:‏ إن الحجاج قد ألح عليكم في الإيغال في
بلاد العدو، وهي البلاد التي قد هلك فيها إخوانكم بالأمس، وقد أقبل عليكم
فصل الشتاء والبرد، فانظروا في أمركم أما أنا فلست مطيعه ولا أنقض
رأيا رأيته بالأمس، ثم قام فيهم خطيباً فأعلمهم بما كان رأى من الرأي
له ولهم، وطلب في ذلك من إصلاح البلاد التي فتحوها، وأن يقيموا بها
حتى يتقووا بغلاتها وأموالها ويخرج عنهم فصل البرد ثم يسيرون في بلاد
العدو فيفتحونها بلداً بلداً إلى أن يحصروا رتبيل ملك الترك في مدينة
العظماء، ثم أعلمهم بما كتب إليه الحجاج من الأمر بمعالجة رتبيل‏.‏ فثار
إليه الناس وقالوا‏:‏ لا بل نأبى على عدو الله الحجاج ولا نسمع له
ولا نطيع‏.
‏ قال أبو مخنف‏:‏
فحدثني مطرف بن عامر بن وائلة الكناني، أن أباه، كان أول من تكلم
في ذلك، وكان شاعراً خطيباً، وكان مما قال‏:‏ إن مثل الحجاج في هذا
الرأي ومثلنا كما قال الأول لأخيه أحمل عبدك على الفرس فإن هلك هلك،
وإن نجا فلك، أنتم إذا ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطانه، وإن هلكتم كنتم
الأعداء البغضاء، ثم قال‏:‏ اخلعوا عدو الله الحجاج - ولم يذكر خلع
عبد الملك - وبايعوا لأميركم عبد الرحمن ابن الأشعث فإني أشهدكم
أني أول خالع للحجاج‏.‏ فقال الناس من كل جانب‏:‏ خلعنا عدو الله ووثبوا
إلى عبد الرحمن بن الأشعث فبايعوه عوضاً عن الحجاج، ولم يذكروا خلع
عبد الملك بن مروان، وبعث ابن الأشعث إلى رتبيل فصالحه على أنه إن
ظفروا بالحجاج فلا خراج على رتبيل أبداً‏.‏ ثم سار ابن الأشعث بالجنود
الذين معه مقبلاً من سجستان إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق، فلما
توسطوا الطريق قالوا‏:‏ إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان فخلعوهما
وجددوا البيعة لابن الأشعث فبايعهم على كتاب الله وسنة رسوله وخلع
أئمة الضلالة وجهاد الملحدين، فإذا قالوا‏:‏ نعم بايعهم‏.‏ فلما بلغ الحجاج
ما صنعوا من خلعه وخلع ابن مروان، كتب إلى عبد الملك يعلمه بذلك
ويستعجله في بعثه الجنود إليه، وجاء الحجاج حتى نزل البصرة، وبلغ
المهلب خبر ابن الأشعث، وكتب إليه يدعوه إلى ذلك فأبى عليه، وبعث
بكتابه إلى الحجاج، وكتب المهلب إلى ابن الأشعث يقول له‏:‏ إنك يا
ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل، ابق على أمة محمد
صلى الله عليه وسلم، انظر إلى نفسك فلا تهلكها، ودماء المسلمين
فلا تسفكها، والجماعة فلا تفرقها، والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت أخاف
الناس على نفسي فالله أحق أن تخافه من الناس، فلا تعرضها لله في
سفك الدماء، أو استحلال محرم والسلام عليك‏.‏ وكتب المهلب إلى الحجاج
أما بعد فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علو ليس
شيء يرده حتى ينتهي إلى قراره، وإن لأهل العراق شدة في أول
مخرجهم، وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم، فليس شيء يردهم حتى
يصلوا إلى أهليهم وينبسطوا إلى نسائهم ويشموا أولادهم‏.‏ ثم واقعهم
عندها فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله‏.‏ فلما قرأ الحجاج كتابه قال‏:‏
فعل الله به وفعل، لا والله مالي نظر ولكن لابن عمه نصح‏.‏
ولما وصل البريد بكتاب الحجاج إلى عبد الملك هاله ذلك، ثم نزل
عن سريره وبعث إلى خالد بن يزيد بن معاوية فأقرأه كتاب الحجاج فقال‏:‏
يا أمير المؤمنين إن كان هذا الحدث من قبل خراسان فخفه، وإن كان من
قبل سجستان فلا تخفه، ثم أخذ عبد الملك في تجهيز الجنود من الشام إلى
العراق في نصرة الحجاج وتجهيزه في الخروج إلى ابن الأشعث، وعصى
رأي المهلب فيما أشار به عليه، وكان في شوره النصح والصدق، وجعلت
كتب الحجاج لا تنقطع عن عبد الملك بخبر ابن الأشعث صباحاً ومساءً،
أين نزل ومن أين ارتحل، وأي الناس إليه أسرع‏.‏
وجعل الناس يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب، حتى قيل أنه سار
معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل، وخرج الحجاج
في جنود الشام من البصرة نحو ابن الأشعث، فنزل تستر وقدم بين يديه
مطهر بن حيي الكعبي أميراً على المقدمة، ومعه عبد الله بن زميت أميراً
آخر، فانتهوا إلى دجيل فإذا مقدمة ابن الأشعث في ثلاثمائة فارس عليها
عبد الله بن أبان الحارثي، فالتقوا في يوم الأضحى عند نهر دجيل، فهزمت
مقدمة الحجاج وقتل أصحاب ابن الأشعث منهم خلقاً كثيراً نحو ألف
وخمسمائة، واحتازوا ما في معسكرهم من خيول وقماش وأموال‏.‏
وجاء الخبر إلى الحجاج بهزيمة أصحابه وأخذه مادب ودرج‏.‏ وقد كان
قائماً يخطب فقال‏:‏ أيها الناس ارجعوا إلى البصرة فإنه أرفق بالجند، فرجع
بالناس وتبعهم خيول ابن الأشعث لا يدركون منهم شاذاً إلا قتلوه،
ولا فإذاً إلا أهلكوه، ومضى الحجاج هارباً لا يلوي على شيء حتى أتى
الزاوية فعسكر عندها وجعل يقول‏:‏ لله در المهلب أي صاحب حرب هذا،
قد أشار علينا بالرأي ولكنا لم نقبل، وأنفق الحجاج على جيشه وهو بهذا
المكان مائة وخمسين ألف ألف درهم، وخندق حول جيشه خندقاً، وجاء
أهل العراق فدخلوا البصرة واجتمعوا بأهاليهم وشموا أولادهم، ودخل
ابن الأشعث البصرة فخطب الناس بهم وبايعهم وبايعوه على خلع
عبد الملك ونائبه الحجاج بن يوسف، وقال لهم ابن الأشعث‏:‏ ليس
الحجاج بشيء، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك، لنقاتله، ووافقه على
خلعهما جميع من في البصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب،
ثم أمر ابن الأشعث بخندق حول البصرة فعمل ذلك، وكان ذلك في أواخر
ذي الحجة من هذه السنة
وحج بالناس فيها إسحاق بن عيسى فيما ذكره الواقدي وأبو معشر
والله سبحانه، وتعالى أعلم‏.‏
وفيها
غزا موسى بن نصير أمير بلاد المغرب من جهة عبد الملك بلاد الأندلس
فافتتح مدناً كثيرة، وأراضي عامرة، وأوغل في بلاد المغرب إلى أن
وصل إلى الرقاق المنبثق من البحر الأخضر المحيط، والله أعلم‏.‏
وممن توفي فيها من الأعيان
بجير بن ورقاء الصريمي أحد الأشراف بخراسان، والقواد والأمراء الذي
حارب ابن خازم وقتله، وقتل بكير بن وشاح ثم قتل في هذه السنة‏.‏
سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر
أبو أمية الجعفي الكوفي، شهد اليرموك وحدث عن جماعة من الصحابة،
وكان من كبار المخضرمين ويقال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان مولده عام ولد النبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه، والصحيح
أنه لم يره، وقيل أنه ولد بعده بسنتين، وعاش مائة وعشرين سنة، لم ير
يوماً محتنياً ولا متسانداً، وافتض بكراً عام وفاته في سنة إحدى وثمانين،
قاله أبو عبيد وغيره واحد‏.‏ وقيل إنه توفي في سنة ثنتين وثمانين،
فالله أعلم‏.‏
عبد الله بن شداد بن الهاد
كان من العباد الزهاد، والعلماء، وله وصايا وكلمات حسان،
وقد روى عدة أحاديث عن الصحابة وعن خلق من التابعين‏.‏
محمد بن علي بن أبي طالب
أبو القاسم وأبو عبد الله أيضاً، وهو المعروف بابن الحنفية، وكانت
سوداء سندية من بني حنيفة اسمها خولة‏.‏ولد محمد في خلافة عمر
بن الخطاب، ووفد على معاوية وعلى عبد الملك بن مروان وقد صرع
مروان يوم الجمل وقعد على صدره وأراد قتله فناشده مروان بالله وتذلل
له فأطلقه، فلما وفد على عبد الملك ذكره بذلك فقال‏:‏ عفواً يا أمير
المؤمنين فعفا عنه وأجزل له الجائزة، وكان محمد بن علي من سادات
قريش، ومن الشجعان المشهورين، ومن الأقوياء المذكورين، ولما بويع
لابن الزبير لم يبايعه، فجرى بينهما شر عظيم، حتى هم ابن الزبير به
وبأهله كما تقدم ذلك، فلما قتل ابن الزبير واستقر أمر عبد الملك وبايعه
ابن عمر تابعه ابن الحنفية، وقدم المدينة فمات بها في هذه السنة وقيل‏:‏
في التي قبلها أو في التي بعدها، ودفن بالبقيع‏.‏والرافضة يزعمون أنه
بجبل رضوى وأنه حي يرزق، وهم ينتظرونه، وقد قال كثير عزة في ذلك‏:‏
ألا إن الأئمة من قريشٍ * ولاة الحق أربعة سواءُ
علي والثلاثة من بنيه * هم الأسباط ليس بهم خفاءُ
فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاءُ
وسبط لا تراه العين حتى * تعود الخيل يقدمها لواءُ
ولما هم ابن الزبير بابن الحنفية كتب ابن الحنفية إلى شيعتهم بالكوفة مع
أبي الطفيل وأثلة بن الأسقع وعلى الكوفة المختار بن عبيد الله، وقد كان
ابن الزبير جمع لهم حطباً كثيراً على أبوابهم ليحرقهم بالنار، فلما وصل
كتاب ابن الحنفية إلى المختار، وقد كان المختار يدعو إليه ويسميه
المهدي، فبعث المختار أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف فاستنقذوا
بني هاشم من يدي ابن الزبير، وخرج معهم ابن عباس فمات بالطائف
وبقي ابن الحنفية في شيعته، فأمره ابن الزبير أن يخرج عنه فخرج
إلى أرض الشام بأصحابه وكانوا نحو سبعة آلاف، فلما وصل إلى أيلة كتب
إليه عبد الملك‏:‏ إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي، فكتب إليه
ابن الحنفية‏:‏ أبايعك على أن تؤمن أصحابي، قال‏:‏ نعم، فقام ابن الحنفية
في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه، فقال‏:‏ الحمد لله الذي حقن دماءكم
وأحرز دينكم فمن أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده محفوظاً فليفعل،
فرحل عنه الناس إلى بلادهم حتى بقي في سبعمائة رجل، فأحرم بعمرة
وقلد هدياً وسار نحو مكة، فلما أراد دخول الحرم بعث إليه ابن الزبير خيلاً
فمنعه أن يدخل، فأرسل إليه‏:‏ إنا لم نأت لحرب ولا لقتال دعنا ندخل حتى
نقضي نسكناً ثم نخرج عنك، فأبى عليه وكان معه بدن قد قلدها فرجع
إلى المدينة فأقام بها محرماً حتى قدم الحجاج وقتل ابن الزبير، فكان
ابن الحنفية في تلك المدة محرماً، فلما سار الحجاج إلى العراق مضى
ابن الحنفية إلى مكة وقضى نسكه وذلك بعد عدة سنين وكان القمل يتناثر
منه في تلك المدة كلها، فلما قضى نسكه رجع إلى المدينة أقام بها حتى
مات، وقيل‏:‏ إن الحجاج لما قتل ابن الزبير بعث إلى ابن الحنفية‏:‏ قد قتل
عدو الله فبايع، فكتب إليه إذا بايع الناس كلهم بايعت، فقال الحجاج‏:‏
والله لأقتلنك، فقال ابن الحنفية‏:‏ إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة
في اللوح المحفوظ، في كل نظرة ثلاثمائة وستون قضية، فلعل الله تعالى
أن يجعلني في قضية منها فيكفينيك، فكتب الحجاج إلى عبد الملك بذلك،
فأعجبه قوله، وكتب إليه قد عرفنا أن محمداً ليس عنده خلاف فارفق به
فهو يأتيك ويبايعك، وكتب عبد الملك بكلامه ذلك - إن لله ثلاثمائة وستين
نظرة - إلى ملك الروم، وذلك أن ملك الروم كتب إلى عبد الملك يتهدده
بجموع من الجنود لا يطيقها أحد، فكتب بكلام ابن الحنفية، فقال ملك
الروم‏:‏ إن هذا الكلام ليس من كلام عبد الملك، وإنما خرج من بيت نبوة،
ولما اجتمع الناس على بيعة عبد الملك قال ابن عمر لابن الحنفية‏:‏ ما بقي
شيء فبايع فكتب بيعته إلى عبد الملك ووفد عليه بعد ذلك‏.‏توفي
ابن الحنفية في المحرم بالمدينة وعمره خمس وستون سنة، وكان له
من الولد عبد الله وحمزة وعلي وجعفر الأكبر والحسن وإبراهيم والقاسم
وعبد الرحمن وجعفر الأصغر وعون ورقية، وكلهم لأمهات شتى‏.‏ وقال
الزبير بن بكار‏:‏ كانت شيعته تزعم أنه لم يمت وفيه يقول السيد‏:‏
ألا قل للوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوكَ منا * وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الأرض طراً * مقامك فيهم ستين عاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارث له أرض عظاما
لقد أمسى بمورق شعب رضوى * تراجعه الملائكة الكلاما
وإن له به لمقيل صدق * وأندية تحدثه كراما
هدانا الله ادخرتم لأمر * به عليه يلتمس التماما
تمامٌ ثورة المهدي حتى * تروا راياته تترى نظاما
وقد ذهب طائفة من الرافضة إلى إمامته وأنه ينتظر خروجه في آخر
الزمان، كما ينتظر طائفة أخرى منهم الحسن بن محمد العسكري، الذي
يخرج في زعمهم من سرداب سامراً، وهذا من خرافاتهم وهذيانهم
وجهلهم وضلالهم وترهاتهم، وسنزيد ذلك وضوحاً في موضعه
وإن شاء الله‏.‏

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات