صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2020, 03:36 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 11

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

رمضان وغيث القلوب

هو غيث القلوب، أرأيت قطر السماء حين يلامس خد الأرض، فتبسمت له
وربما ضحكت واهتزَّت، فما تلبث أن تكشف له عن مكنونها، فإذا ببياض
وجهها يخضر، فيُنبت من كل زوج بهيج في منظر يأسر الناظر ويَشْده
المشاهد، فيتساءل حين يرى ألوان زهرها يرسم لوحة الإبداع: أيتها الأرض،
مَن كساك حُلل الجمال؟ فتجيب: إنه الغيث، كذا هو غيث القلوب
وما يفعله بها أعظم مِن فعلِ غيث الأرض بالأرض!

لعلكم تتساءلون: مَن غيث القلوب؟ وأجزم أن الكثر منكم قد عرَفه، ومَن
غيره؟ إنه القرآن وما أدراك ما القرآن حقًّا، وربي إنه غيث القلوب، الذي
يروي ظمأها فتكون جنان وارفة الظلال، وهذا الغيث سر حياتها وجمالها
وخضرتها، وبه تثمر أطايب الجنى، وأعظم موسم لهطول هذا الغيث الشهر
الذي ابتدأ هطوله فيه؛ قال الله تعالى:

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[البقرة: 185]،

وهناك سر عجيب لاقتران ابتداء نزول القرآن في شهر الصيام، فالقرآن كلام
الله، والصوم لله، وهو يجزي به، فالعلاقة بين القرآن وشهر رمضان وطيدة
جدًّا،وصيام رمضان موجب لتقوى الله عز وجل، والقرآن موجب لهداية العبد
وبيان الحق له، وهو فرقان يقيه مِن سبل الضلالة، فما أتَم النعمة على العبد
في هذا الشهر المبارك، ينهل من معين الهداية والتقى، ويعب منها حتى
الري؛ عن ابن عباس قال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في
رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه
القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)؛
رواه البخاري ومسلم.

ففي مدارسة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم القرآنَ في
رمضان - حثٌّ على العناية بمدارسة القرآن وتدبُّره وختمة، ومعرفة هديه
وإرشاده، وإمتاع القلب والعقل به.

قال الإمام ابن رجب:دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان
والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له … وفيه دليل
على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وفي حديث فاطمة
عليها السلام عن أبيها أنه أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه
القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين البخاري ومسلم.

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يطيل القراءة في قيام رمضان
بالليل أكثر من غيره، يؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة قال: أتيت
النبي صلى اللهم عليه وسلم في ليلة من رمضان، فقام يصلي، فلما كبَّر قال:
الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ثم قرأ البقرة ثم النساء
ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها، ثم ركع يقول: سبحان ربي
العظيم مثل ما كان قائمًا...)؛ رواه الإمام أحمد، وصحَّحه الأرنؤوط.

ولذا كان للسلف الصالح أحوال عظيمة مع القرآن في رمضان، كانوا رحمهم
الله يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، وتزيد عنايتهم به
في هذا الشهر العظيم، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل
ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، منهم قتادة، وبعضهم في كل عشرة، منهم
أبو رجاء العطاردي، وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة
وغيرها، كان الأسود يقرأ في كل ليلتين في رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك
في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث، وكان قتادة يختم
في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة،
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة،
وعن أبي حنيفة نحوه، وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان،
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.

قال ابن عبدالحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث
ومجالسة أهل العلم، ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف؛ قال عبدالرزاق:
كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة، وأقبل على قراءة
القرآن، وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر
رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت، وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر
رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه.

دونك عبد الله هذا الغيث، متِّع به قلبك، واشرَح به صدرك، وأسعِد به رُوحك،
ها قد تجمع الغيث، فصار موردًا عذبًا، فاغترف منه، واشرب حتى الري؛
يقول ابن تيمية رحمه الله: "والقرآن مورد يرده الخلقُ كلُّهم،
وكل ينال منه على مقدار ما قسم الله له"

وعلى قدر الورد والنهل من ذلك المورد، تكون اللذة والمتعة، فإذا كان القلب
طاهرًا معافى؛ قال عثمان رضي الله عنه وأرضاه: لو طهرتْ قلوبُنا،
ما شبِعنا من كلام الله.

عبد الله، قد منَّ الله عليك ببلوغ شهر رمضان؛ فأقبِل على كلام الله، متِّع به
نفسك، ونوِّر به قلبك، فإنه روحك، وهل يعيش الإنسان دون روح؟

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ
وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا }
[الشورى: 52].

إنه الروح والنور والهداية، فأي غبن أعظم من تضييع الأوقات
بعيدًا عن هذا الغيث؟!

اللهم اجعَل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونورَ صدورنا، وجلاءَ أحزاننا، وذَهابَ
همومنا وغمومنا، اللهم ذكِّرنا منه ما نسينا، وعلِّمنا منه ما جهِلنا، وارزُقنا
تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يُرضيك عنا.

اللهم اجعَلنا ممن يحل حلاله، ويحرِّم حرامه، ويعلم بمحكمه ويؤمن
بمتشابهه، ويتلوه حقَّ تلاوته، اللهم اجعَلنا ممن يقيم حدوده، ولا تجعلنا
ممن يقيم حروفه، ويُضيع حدوده، اللهم اجعلنا ممن اتَّبع القرآن، فقاده إلى
رضوانك والجنة، ولا تجعلنا ممن اتَّبعه القرآن، فزجَّ في قفاه إلى النار،
واجعَلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتُك يا أرحمَ الراحمين!


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات