[حور العين]

من: الابن الدكتور / ماجد الياس
علامات تؤكد احتياجك لـ الكالسيوم


الكالسيوم هو أحد أهم المعادن التي يعتمد عليها جسم الإنسان ليبقى قويًا ومتوازنًا في وظائفه الحيوية،
لا تقتصر أهميته على العظام والأسنان فحسب، بل يمتد تأثيره إلى كل خلية في الجسم تقريبًا،
بدءًا من العضلات ووصولًا إلى الأعصاب والجلد.

ورغم أن الجسم يحتوي على وفرة من الكالسيوم، إلا أن أي اضطراب في توازنه قد ينعكس مباشرة على
صحتك ومظهرك الخارجي، وخاصة على البشرة والأظافر اللتين تُعدان مرآة لحالة الجسم الداخلية.

لماذا يعد الكالسيوم ضروريًا للجسم؟

يُسهم الكالسيوم في مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية الدقيقة، مثل انقباض العضلات،
وتنظيم نبضات القلب، ونقل الإشارات العصبية، وتخثر الدم، وإفراز الهرمونات. لكن معظم هذا المعدن – نحو 99% منه –
يُخزَّن في العظام والأسنان كاحتياطي دائم.
عندما يقل ما يحصل عليه الجسم من الكالسيوم عبر الغذاء أو المكملات، يبدأ في سحب احتياجه
من هذا المخزون الصامت في العظام. ومع مرور الوقت، تُصبح العظام أكثر هشاشة، بينما تبدأ إشارات أخرى بالظهور،
تنبهك بأن جسمك لم يعد يحصل على كفايته.

كيف يمكن أن يظهر نقص الكالسيوم

يُعدّ الجلد والأظافر من أكثر الأعضاء حساسية لتغيرات الجسم الداخلية، فعندما يهبط مستوى الكالسيوم
في الدم، يمكن أن تظهر علامات دقيقة على السطح الخارجي قبل أن تتطور الأعراض الداخلية.

وفيما يلي أهم العلامات التي يمكن أن تلاحظها:

1. أظافر هشة وسريعة التكسر

إذا لاحظت أن أظافرك أصبحت ضعيفة، تتكسر بسهولة أو تنمو ببطء أكثر من المعتاد، فربما يشير ذلك إلى نقص في الكالسيوم.
الكالسيوم يدخل في تكوين طبقات الكيراتين المسئولة عن صلابة الظفر، وعندما تقل نسبته،
تفقد الأظافر مرونتها ولمعانها. في الحالات الشديدة، قد تظهر خطوط أو تموجات دقيقة على
سطح الظفر نتيجة ضعف بنية الخلايا الجديدة.

2. بشرة جافة أو باهتة

يُساهم الكالسيوم في تنظيم تجديد الخلايا الجلدية، وفي حماية الطبقة الخارجية من فقدان الرطوبة.
وعندما يعاني الجسم من نقصه، تبدأ البشرة في الجفاف وتفقد إشراقها الطبيعي.
قد تشعرين بحكة أو تشقق خفيف في الجلد، خصوصًا في اليدين والساقين، حتى مع استخدام
كريمات الترطيب المعتادة. هذه الإشارات لا تعني بالضرورة نقصًا حادًا، لكنها مؤشر قوي على
أن بشرتك تحتاج إلى دعم غذائي من الداخل.

3. ظهور مشكلات جلدية مزمنة

تشير بعض الدراسات إلى أن نقص الكالسيوم المزمن يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في ظهور أمراض
جلدية مثل الإكزيما والصدفية. فالكالسيوم يلعب دورًا في ضبط استجابة الجلد للالتهابات،
وغيابه قد يجعل البشرة أكثر حساسية تجاه العوامل البيئية والمهيجات.


أعراض داخلية قد ترافق نقص الكالسيوم

لا تقتصر تأثيرات نقص الكالسيوم على المظهر الخارجي فحسب، بل تمتد إلى وظائف الجسم الحيوية أيضًا.
قد تشعر بتقلصات عضلية متكررة، أو خدر ووخز في الأصابع، أو إرهاق دائم لا يُفسَّر بقلة النوم أو الإجهاد.
في بعض الحالات، قد يؤدي النقص المزمن إلى ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز، أو اضطراب في نبض القلب.

الأسباب الشائعة لنقص الكالسيوم

قد ينتج النقص عن أكثر من عامل، منها:

قلة تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان، والأسماك، والخضراوات الورقية.

سوء امتصاص الكالسيوم في الأمعاء بسبب أمراض الجهاز الهضمي أو بعض الأدوية.

خلل في الغدة جار الدرقية المسئولة عن تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم.

التغيرات الهرمونية، خصوصًا لدى النساء بعد سن الأربعين.

وفي بعض الحالات، قد يكون السبب وراثيًا أو مرتبطًا بتناول أدوية معينة تقلل امتصاص الجسم لهذا المعدن.

ماذا تفعل إذا ظهرت هذه العلامات؟

إذا لاحظت أي تغيّر في مظهر أظافرك أو بشرتك لا يمكن تفسيره بسهولة، فلا تتجاهله.
قد يكون الفحص البسيط لمستوى الكالسيوم في الدم كافيًا لتحديد المشكلة.
ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر لنقص الكالسيوم يساعد في تجنب مضاعفات خطيرة
مثل هشاشة العظام أو اضطرابات الأعصاب والعضلات.

طرق طبيعية لتعويض الكالسيوم

لتحسين مستويات الكالسيوم، يمكن اتباع خطة غذائية متوازنة تتضمن:

الحليب والزبادي والأجبان بأنواعها.

السردين والسلمون وعظام السمك الطرية.

الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير والبروكلي.

المكسرات، وبذور السمسم، واللوز.

كما أن ممارسة التمارين التي تعتمد على حمل الوزن، مثل المشي السريع أو صعود السلالم،

تساعد في تقوية العظام وتحفيز امتصاص الكالسيوم.

متى تحتاج إلى تدخل طبي؟

في بعض الأحيان لا يكفي النظام الغذائي وحده لتعويض النقص، خصوصًا إذا كان السبب هرمونيًا

أو متعلقًا بالغدة جار الدرقية. عندها يُنصح بمراجعة طبيب متخصص لإجراء التحاليل الدقيقة ووصف المكملات المناسبة بالجرعة الصحيحة.