![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم أيها الأحباب، الحج أحد أركان الدين الإسلامي، فرضه الله على كل مسلم عاقل صحيح بالغ مستطيع، يملك ما يتوجب عليه من نفقة السفر في الذهاب والإياب، ونفقة من تلزمه نفقتهم من عياله وأهله مدة غيابه، وقد فرضه الله في العمر مرة في الحديث الصحيح الذي مَرَّ ذِكْرُه. ومن الشروط المُهِمة في العبادات أن تؤدى تامة كاملة الأركان والواجبات التي أمرنا بها المولى سبحانه، والتي بيَّنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته وهديه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر بن عبدالله: (رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه..). وعلى ذلك فمن عزم على أداء فريضة الحج، ونوى ذلك أن يستعد لأداء تلك الفريضة، وليتعلَّم طريقة الأداء ومعرفة المناسك، وسننه، وواجباته، ومُحرَّماته، وما يجوز وما لا يجوز، وذلك عن طريق سؤال أهل العلم، وقد تيسَّرت- ولله الحمد- في هذا الزمان معرفة شعائر الحج وتفاصيله، وأصبح معرفة ذلك ميسرة لكل مسلم ومسلمة، ومما ينبغي التنبيه في هذا الدرس أداءً للنصيحة ما يلي: أولًا: أن يبادر إلى التوبة ويخلص نيَّته لله، وإن كان بينه وبين أحد خلاف وخصومة فليبارد إلى إصلاحها حتى يخرج بريئًا من الذمة المتعلقة به، وأن يحفظ لسانه حتى يرجع بالمغفرة والثواب التي وعد الله بها الحاجَّ في أداء مناسكه. ثانيًا: والأعظم من ذلك أن يبتعد عن المشغلات التي تُعكِّر عليه عبادته وطاعته، ودعاءه وصلاته حتى لا يغلبه الشيطان ويقع فريسة لمصائده، فيرجع من حجِّه صفر اليدين، وخاصة اللغو والنميمة والغيبة، وعدم القناعة بما يجده من طعام ومسكن مع الحملة التي يسافر معها، وليختار من الصحبة الصالحة التي تعينه وتذكره إذا نسي أو غفل، وليكن صبورًا قنوعًا راضيًا بما قسم الله، وكذلك ليبتعد عن داء العصر، وبلاء الزمان وهو الإدمان على التصوير باستخدام الجوال، فإنه إذا صور كل ما تقع عليه عيناه وبصره فربما ذهب حجه، وفات عليه الخير العظيم، والأجر الكبير بسبب انشغاله بذلك، فليحذر من ذلك؛ فإنه من أعظم حبائل إبليس في عصرنا هذا، والله المستعان. أيها الأخوة الكرام، إن الحج رحلة إيمانية روحانية فيها منافع دينية في القلب والنفس والعقل، من تزكية النفس من الأمراض القلبية، وفيه زيادة التقرب إلى الله بالطاعات العظيمة، والعبادات الجليلة؛ كالدعاء، والطواف، والصلاة، والإنفاق والتوبة، فيحلق في أجواء رحبة من فيض الله الكريم ورحمته ورضاه، فتحط عنه أوزاره، وتكون نفسه راضية مرضية زكية، وفي الحج كذلك منافع دنيوية ومجتمعية من الاجتماع بالمسلمين من أقطار الأرض، والتعرف على أحوالهم، فتزداد روابط الأخوة الإسلامية؛ ولذلك يجب أن يكون الحج خاليًا من اللغو والجدال، وأن يكون شعار المسلم فيه هو الإخلاص لله والخشوع والتبتُّل، فالحج المبرور كما أخبرنا سيد الخلق ليس له جزاء إلا الجنة، فلا ينبغي الخوض في حديث لا نفع منه ولا فائدة تعود عليه وعلى دينه، ولا يقوم بفعل يتنافى وحرمة المكان والزمان كما يفعل البعض، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (العُمْرَة إلى العُمْرةِ كَفَّارةٌ لِمَا بيْنهُما، والحجُّ المَبرُورُ لَيس لهُ جزَاءٌ إلَّا الجَنَّةَ)؛ متفقٌ عليهِ. والحج رحلة مباركة مرتبطة بذكريات، ومواعظ وأسرار بليغة، وحكم جليلة؛ كالطواف بين الصفا والمروة، ورمي الجمار الثلاث، والوقوف على عرفات، والشرب من ماء زمزم، ووراء كل مشعر ذكرى ورحمة، وفي كل موقف من مواقف الحج عبرة وعظات، وتجليات وعلامات، فعلى الحاج أن يستحضر ذلك في نفسه ويستثمر وقته، ويكثر من الذكر والدعاء والتهليل والتسبيح والتلبية فإنها والله -أيام الحج - من أعظم أيام الدنيا على الإطلاق، وليتزوَّد الحاج من هذه الدنيا ليوم المعاد، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
![]() |
|
|
![]() |