|  |  | 
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
| 
 | تسجيل دخول اداري فقط | 
|  | 
| انشر الموضوع | 
|  | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|  ( العفاف ) 92 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( العفاف )92 خطبتى صلاة الجمعة                بعنوان : ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم                الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية -                جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية                الشقيقة  و سمح للجميع بنقله إبتغاء                للأجر و الثواب 92 - خطبتى                الجمعة بعنوان  ( العفاف )                 الحمد لله وسع كل شيء برحمته، و عمّ كُلَّ حي بنعمته،                 لا إله إلا هو خضعت الخلائق لعظمته،  سبحانه يسبّح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته،                 أحمده سبحانه و أشكره على سوابغ آلائه و جلائل منته ،                 و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته                وألوهيته ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله خيرتُه                من بريته ،  و مصطفاه لرسالته ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله                و أصحابه و عترته ،  و التابعين و من تبعهم بإحسان و سار على نهجه و طريقته                . أمّــا بــعــد :  فاتّقوا الله تعالى أيها المسلمون ، و اعلموا أنّكم إليه                راجعون ، و بأعمالكم مجزِيّون ،  و عليها محاسَبون ، و أنّ المصيرَ حقٌّ إما إلى جنّةٍ أو                إلى نار ،  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا                اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *  يُصْلِحْ لَكُمْ                أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا                عَظِيمًا }                 [الأحزاب:70، 71] ،  { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي                جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *                 آخِذِينَ مَا                آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ                مُحْسِنِينَ }                 [الأحزاب:15، 16] . عباد الله ، ما طعِمَ الطّاعِمون كالحلالِ الكفافِ ، و ما                رِداءٌ خيرٌ من رِداء الحياءِ و العفاف .  العَفافُ و العِفَّة ـ أيّها المسلمون ـ سِيمَا                الأنبياءِ و حِليةُ العلماء و تاجُ العُبَّاد و الصّلَحاء .                 العفافُ سلطان من غيرِ تاجٍ و غِنًى من غير مالٍ و قوّة                من غيرِ بَطش و خُلُق كريم و صِفة نبيلة .  هو عنوان الأسَرِ الكريمة و النفوسِ الزّكية الشريفةِ و                دَليل التربية الصالحة القويّة .  هو موجِبٌ لظلِّ عرش الرحمنِ ذِي الجلال كما في حديثِ                الذي دَعَته امرأةٌ ذات منصب و جمال  فقال : إني أخاف الله . و العِفّة و العَفاف سببُ                إجابة الدعاءِ و تجاوز الأخطارِ  كما ورَد في حديثِ الثلاثة الذين انطبَقت عليهم                صخرةُ الغار .  الحِرصُ عليه جِبِلّة في البشر و طبعٌ عند أصحابِ                العقول و سليمِ الفِطَر . العِفّة ـ أيّها المؤمنون ـ كفُّ النفس عمّا لا يحِلّ و                لا يجمُل و ضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة  و قصرُها على الحلال مع القناعةِ و الرِّضا . إنّه خلُق                زَكِيّ ، يَنبُت في روضِ الإيمان ،  و يُسقى بماءِ الحياء و التقوى . إنّه سُمُوّ النفس على                الشّهواتِ الدنيئة و ترفُّع الهِمّة عما لا يليق ،  بل يفيض هذا الخلُق بكلِّ الخصال النبيلةِ ، فصاحبُه ليس                بالهلوعِ و لا الجَزوع و لا المنوع ،  كما في سورة المعارج :  { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } [المعارج:29] ،  ثم قال :  { أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ                مُكْرَمُونَ }                 [المعارج:35] .  إنها جنّةٌ و كرامة ؛ لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله حيث                أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا ،  فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ و أحسَنِ                العطايا ، و استحقَّ ميراثَ الجِنان ؛  لأنَّ الميراثَ للطاهرين كما في سورة المؤمنون                :  { أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ                * الَّذِينَ يَرِثُونَ                الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [المؤمنون:10، 11] .  و في صحيح مسلم لما ذكَر النبيّ صلى الله عليه و سلم أهلَ الجنة                 فقال :  ( منهم عفيفٌ متعفِّف ) . و حين تُعرَض القصَصُ فإنّ أحسَنَها قصّةُ يوسفَ الكريم                ابن يعقوبَ ابن خليلِ الله إبراهيم  حين يكون العفافُ سيّدَ الموقِف في ظرفٍ تتهاوَى فيه                عزائمُ الرّجال الأشدّاء ،  فضلاً عن فتًى غريبٍ نائي الأهلِ و الديار ، حين راودته                التي هو في بيتها عن نفسه ،  { وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ                وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ  قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ                مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }  [يوسف:23] .  [ مَعَاذَ اللَّهِ ] ،  كلِمةٌ عظيمة في موقفٍ عصيب لا يقوَى عليه إلا صاحبُ                الإيمان ،  فيصبِر عليه السلام رغمَ الوَعدِ و الوعيد و السّجنِ و                التهديدِ ، و يتجاوَزُ المحنةَ ،  فآتاه الله الملكَ و علَّمه من تأويل الأحاديث ، و أعظم                من ذلك أنّه من عبادِ الله المخلَصين . و فيه من العِبَر أنّ العِفَّةَ عاقبتُها الغناءُ و                الاستغناء و نورُ القلب و البصيرةُ  و الضياء و العِلمُ و الفراسة و التّوفيق ؛ ذلك أنَّ                العِفّةَ في حقيقتها مراقبةُ الله تعالى و خوفُه ،  و مَن راقب الله في خواطِرِه عصَمَه في حركاتِ جوارحه و                أسبغ عليه رضاه ،  { رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ                وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }  [البينة:8] ،  { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ                جَنَّتَانِ }                 [الرحمن:46] ،  { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ                رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ                الْمَأْوَى }                 [النازعات:40، 41] . أيّها المسلمون ، و لإهتِمامِ الإسلام بهذا الجانِبِ                العظيم و لإمتداحِ الله المؤمناتِ بقوله :  { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ                حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }  [النساء:34]                 فقد حمى الله تعالى أعراضَ المؤمنات ،  و صانَ سُمعَتَهن أشدَّ صيانةٍ لكرامتِهن عند الله و                حرمةِ جنابِهنّ  فقال سبحانه :  { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ                الْمُؤْمِنَاتِ  لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ                عَذَابٌ عَظِيمٌ *                 يَوْمَ تَشْهَدُ                عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا                كَانُوا يَعْمَلُونَ *                 يَوْمَئِذٍ                يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ                اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ *                 الْخَبِيثَاتُ                لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ                لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ  أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ                مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ                }  [النور:23-26]                . بل إنّ مَن قدح في عِرض العفيفة فقد استوجَبَ الحدَّ و                سقوطَ العدالة و استحقَّ صِفةَ الفِسق ،  { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ                يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ  فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا                وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ                }  [النور:4] . ثمّ تأمّلوا ـ رعاكم الله ـ كيف وصَف العفيفاتِ بالغافلات                ،  و هو وصفٌ لطيفٌ محمود يصوِّر المجتَمَع البريء و البيتَ                الطاهر الذي تشِبّ فيه فتياتُه  بعيداتٍ عن الدنايا و الآثام ، يصوِّرُهنّ غافلاتٍ عن                لوثَاتِ الطِّباع السّافلة ،  غائباتٍ عن المعاني الرّديئة ، ثمّ تأمَّل كيف تتعاوَن                الأقلام السّاقِطة و الأفلام الهابِطة  لتمزِّقَ حجابَ الغفلةِ هذا ، و يتسابقون و يتنافَسون في                هَتكِ الأستار و فتحِ عيونِ الصّغار  على ما يستحِي منه الكبار ،  و صدق الله العظيم إذ يقول :  { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ                عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ                تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا                }  [النساء:27] . أيها الأحبة في الله : إنَّ العالَم المنفَتِح على الجنسِ                المتحلِّلَ منَ الفضيلةِ يئِنّ اليومَ  تحت وطأةِ الأمراضِ الوبائية و يجأرُ من التشتُّت                الاجتماعيّ و التفكُّك الأسريّ و التحلّل الأخلاقيّ ،  كما تشكو نساؤه و أطفالُه آلافَ الحالات من                الاغتصابِ و تجارةِ الرذيلة ،  و التي نافَسَت تِجارةَ الأسلحة و المخدِّرات ،                 و يسمّونها تجارةَ الرقيقِ الأبيض ، فأين الحرّيّة و                الأمان ؟!  و أين الطّمأنينةُ و الاستقرار في هذه الفوضَى العارِمة                في اختلالِ الأخلاق و القيَم ؟! إنَّ الحريّةَ الحقيقيّة التي بناهَا الإسلام هي عندَما                يحِسّ أفرادُ المجتمع بالأمنِ في حياتهم و أعراضِهم ، فيتحرَّكون                بحرّيّةٍ و أمن ، و تنتشِر الثِّقة و الطمأنينة و حُسنُ الظنّ ، و                يتفرَّغ الناس لمعاشِهِم  و ما يصلِح دينَهم و دنياهم ، و ذلك حين يتربَّى المجتمعُ                رجالاً و نساء و ينشؤونَ  على مظاهِرِ العِفّة و الحِشمة و الورَع و لزومِ أمر الله                تعالى ، فلا شكَّ و لا رِيبةَ ،  و لا خيانةَ و لا خَوف ، إنه الأمنُ و الطمأنينةُ و                الحريّة ، و لذلك في صدرِ الإسلامِ الأوَّل  لم يمنَع ذلك صلاةَ المرأة في المسجِد و مشاركتَها                الجيشَ في المعركة و طلَبَها للعِلم  و مداواةَ الجَرحى و طلَبَ الرِّزق ، و لم يكُن في أحكامِ                الشَّرع ما يمنعُها مصلحةً لها أو لغَيرها ،  بل كلُّه حِفظٌ وصيانة كما قال تعالى                :  { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ                فَلا يُؤْذَيْنَ }                 [الأحزاب:59] .  و إذا تحرَّكتِ المرأة الطاهرةُ و الرجلُ الطاهر في                البِيئة الطاهرة وفقَ ما رسمَه الله من أحكامٍ  بعيدًا عن الشّبُهات و الملوِّثات فلا سبيلَ                لجرثومةٍ أن تنفذَ . أيّها المسلمون ، و حيثَّ إن أعظمَ أبوابِ الشّرّ و أوّلَ                مدخلٍ للشيطان هو إطلاقُ البَصَر  و الاختلاط لذا صارت أحكامُ الحجابِ و القَرار في البيوت                و الأمر بغَضِّ البصر للرجال و النساء ،  قال الحقّ سبحانه :  { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ                وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ  ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا                يَصْنَعُونَ *                 وَقُلْ                لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ                فُرُوجَهُنَّ } [النور:30، 31] ،  بل حتى في                الحديثِ العابِر بين الرّجل و المرأة الأجنبيّة عنه : 
 | 
| 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|   و إذا تحرَّكتِ المرأة الطاهرةُ و الرجلُ الطاهر في                البِيئة الطاهرة وفقَ ما رسمَه الله من أحكامٍ  بعيدًا عن الشّبُهات و الملوِّثات فلا سبيلَ                لجرثومةٍ أن تنفذَ . أيّها المسلمون ، و حيثَّ إن أعظمَ أبوابِ الشّرّ و أوّلَ                مدخلٍ للشيطان هو إطلاقُ البَصَر  و الاختلاط لذا صارت أحكامُ الحجابِ و القَرار في البيوت                و الأمر بغَضِّ البصر للرجال و النساء ،  قال الحقّ سبحانه :  { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ                وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ  ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا                يَصْنَعُونَ *                 وَقُلْ                لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ                فُرُوجَهُنَّ } [النور:30، 31] ،  بل حتى في                الحديثِ العابِر بين الرّجل و المرأة الأجنبيّة عنه :  { إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا                تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ                وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا                }  [الأحزاب:32] .  إنّه سدٌّ لمنافِذِ الشيطان كما في قولِ الله سبحانه :                 { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ                وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ                وَقُلُوبِهِنَّ }                 [الأحزاب:53] . أيّها المسلمون ، إنَّ الحياةَ الطاهِرة تحتاج إلى                عزائِمِ الأخيارِ ،  و أمّا عيشةُ الرذيلة فطريقُها سهلُ الانحدار ، و البيوتُ                التي تظِلّها العفّةُ و الحِشمة  تورِق بالعزِّ و الكرامة ، أمّا البيوتُ التي يملؤهَا                الفحشاء و المنكرُ فلن تنبُتَ إلاّ بالذّلِّ و المهانة ،                 و إذا أمَر الله تعالى بوقايةِ النفس و الأهل من النارِ                التي وقودُها الناس و الحجارة  و أخبر النبيُّ صلى الله                عليه و سلم  ( أنَّ كلَّ راعٍ مسؤول عن رعيّته                ) فإنَّ المسلِمَ يجب أن تكونَ له وقفةٌ للهِ لتجنيبِ نفسِه                و من يَليه ما جلبته وسائلُ الاتِّصال  و البَثِّ مِن ذبحٍ للفضيلة و نشرٍ للرذيلة وإماتةٍ                للغيرة ،  و كيف يستسيغُ مسلمٌ هذا الغثاءَ المدمِّر ؟!                 أين الحياء ؟! أين المروءةُ ؟!  أين الحِفظُ و الصِّيانة مِن بيوتٍ هيَّأت لناشِئَتها                أجواءَ الفتنة و جلَبت لها محرِّضاتِ المنكَر ؛  تجرُّها إلى مستنقَعات الفُحش جرًّا و تَدُعُّها إلى                الخطيئةِ دَعًّا ؟!  و مع أنَّ شهوةَ الجِنس كشهوةِ الطّعام قد تمتلِئ المعِدة                فتفتُر وقتًا عن طلَبها  إلاّ أنَّ الذين يحِبّون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا                لم يَفتروا ،  بل ملَؤوا الفضاءَ بكلِّ أنواع المثيراتِ و المغرِيات ،                 و تفنَّنوا في إثارةِ الشّهَوات و إيقادِ لهيبِ الغرائزِ                في سُعارٍ أذهل الشيطان . عباد الله : إذا طغتِ الشهواتُ و اختلطَتِ النيات ،                فسدَتِ الأوضاع و اضطَرَبت الأحوال  و حقَّ العذاب ، و إن تُرِك الحبلُ على الغارِب ، يعيش                الناسُ بشَهَواتهم و يعبَثون بأخلاقِهم  متجاوِزين حدودَ الله بلا وازعٍ و لا ضابطٍ و بلا رادِعِ                و لا زاجر ، فإن وعد الله حق ،  و سنة الله لا تحابي أحداً ،  { فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ                مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي                الأَرْضِ  إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ }  [هود:116] . و مع كل ذلك التحذير ، فإنَّ التحصين من الداخلِ و                التربيةَ الذاتية  و زرعَ المراقبةِ لله في السّرِّ و العلَن مسؤولية الجميع                ،  { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ                الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }  [هود:117]                . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعنا                بسنة سيد المرسلين ،  أقول قولي هذا ، و أستغفر الله تعالى لي و لكم                ولسائر المسلمين و المسلمات من كلّ ذنب ،  فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم                .  الحمد لله ربِّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم                الدين ،  أحمده تعالى و أشكره ، و أثني عليه و أستغفره ،                 و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،                 و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ،                 صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين                . أمّــا بــعــد :  أيّها المسلمون ، إنَّ الغريزةَ الجنسيّةَ مطبوعةٌ في دمِ                الإنسان ،  و الله تعالى هو الذي خلَقَها بأمرِه و عِلمِه و حِكمتِه                و ابتلائِه لخَلقِه ،  و جعلها وسيلةَ البقاء البشريّ ، و هو سبحانه أعلَمُ بما                يُصلِحها ،  { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ                وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ                }  [الملك:14] . إنَّ الإسلامَ لم يتجاهَل هذه الغريزةَ ، و لم يقتُلها                بالرّهبانيّة ، و لا أطغاهَا بالإباحيّة ،  بل جَعَل لها شاطئًا آمنًا تسبَح إلى بحره ، و تطهُر في                مائِه و تحيَا ببقائِه ، إنّه الزواج ،  أنبلُ صِفةٍ عرَفَتها الإنسانيّة لتكوينِ الأسرةِ و                تربيةِ الأولاد و نشرِ الألفةِ و الرّحمة  و سكينةِ النفس في جوٍّ زّكيٍّ طهور ، مع ضبطِ المشاعر و                ترشيدِها نحوَ مكانها الصّحيحِ  بدلاً من ضَياعِها و تيهِها في العَبَث و الفساد .                 و المسلمُ مأمورٌ ببلوغ هذا المدَى حتى يتحصَّنَ بالحلال                :  { وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى                يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ                }  [النور:33] . و قد كان مِن دعاءِ عباد الرحمن في القران                : { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا                قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان:74] . و حتى بعدَ الزواج فينبغِي تنميةُ جانبِ العفّة و الصيانة                ،  و مِنه ما يُشرَع للمرأة مِنَ التحبُّب لزوجِها و                التودُّد و حُسن التبعُّل و قصرِ عينه لئلاَّ يتطلَّع لغيرها                .  و كذلك الزوجُ ، يكفِي زوجتَه ، و يشبِع عاطفتَها                بالكَلِمة الطيّبة و العِشرة الحسنة  و جبرِ الخواطر و سدِّ مداخل الشيطان و أداءِ أمانة                القِوامة في الأهل و الأولادِ  و القيام بأمرِ الله في كل شؤون الحياة . و المؤمنُ أسيرٌ                في الدنيا يسعَى في فكاكِ رقبته ،  لا يأمن نفسَه حتى يلقَى الله عزّ و جلّ ،                 يعلَم أنّه مأخوذٌ عليه في سمعِه و بصرِه و لسانِه و                جوارحِه ، و من يستعفِف يعفّه الله ،  و في الحديث :  ( احفَظِ                اللهَ يحفَظك )  و مَن كرُم عند الله فلن يخزيَه و لن يسوؤَه                .  أسأل الله تعالى لي و لكم الهدى و التّقَى و                العفافَ و الغنى . هذا و أعلموا عباد الله أن الله قد أمركم بأمر بدأ فيه                بنفسه و ثنى بملائكته ثم أمركم به ،  فصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم                التنزيل فقال جلّ مِن قائل سبحانه :  { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى                النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ                وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }  [الأحزاب:56]                . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا                محمد  و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات                المؤمنين  و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و                عمر و عثمان و علي ،  و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى                يوم الدين ،  و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين يا                أرحم الراحمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه                :  ( مَن صلّى                عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )                . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم                خيرَ الجزاء و أوفاه ،  و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً                تكون له رِضاءً ،  و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و                تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء                . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله                عليه و سلم ،  و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .                 اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ                إلينا  من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين                . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و                المشركين ،  و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و                أحفظ  لنا ولاة أمورنا                ،  و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من                بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،                 و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم                 اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...                 ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى                العظيم الكريم . أنتهت | 
|  | 
| 
 | 
 | 
|  |