المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل بيت عطاء الخير لنشر رسائل اسلامية تهدف الى إعادة الأخلاق الأسلامية للاسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الغايات ام الوسيلة ؟
الغايات ام الوسيلة ؟ في مكان ما ...في أحد الأسواق.. شاهدتُ طفلاً بعيداً عن رقابة أهله .. يتسلّق حاجزاً للعبة خطيرة . .تجمّدتُ في مكاني إثر تخيّلي ما يمكن أن يحصل لرأسه لو اقترب خطوة واحدة .. وبينما أنا في ذهول وتقدير للمسافة التي عليّ فيها إبعاده عن هذا الخطر إذ بطفل مارّ لا يتجاوز عمره الثامنة لفته هذا المنظر وبحركة مباغتة سحب الطفل إلى خارج السياج وأنقذه ثم ذهب لحال سبيله دون أن ينتظر شكراً ولا تقديراً . وأنا أشاهد الموقف ...ترددت في مكاني بضع لحظات أقدم رجلاً وأؤخر أخرى .. .أردت شكر صنيع هذا الطفل المنقذ وتعزيز هذا الحسّ لديه ودعمه على هذه اللفتة الرائعة لكنه غاب عنّي قبل أن أظفر بذلك. وتأملتُ كم نهمل هذه اللفتات الهامة في حياتنا سواءً في التربية أو حين نسعى لتحقيق أهدافنا . فـ في حفل توزيع الجوائز وقف طفل يتيم من بين الجموع يهمس لنفسه: (ليتني كنت مكانكم ) فتسمعه إحدى الفتيات وتحقق رغبته بامتلاك هدية يحبها . وفي تلك الحفلة التي أقامها لطفله أو زوجته.. لم ينسَوا تفاصيل صغيرة أدهشهم بها .. وربما لا أحد يتذكّـر منها سوى فكرة المفاجأة وبعض بالونات مزيّنة وضعت بنسق معين ولربما طبعت في مخيلتهم ذكريات لا تنسى . أو طفل تأخذه للملاهي وتدفع له الكثير من المال للاستمتاع بوقته فيلتفتُ لـ كيس فوشار لا يتعدى ثمنه دراهم معدودة . إن تركيزنا في حياتنا على الغايات دون الوسيلة . .يحرمنا من متعة اللحظة واغتنام سرورها . فإن خرجنا في رحلة انصبّ هدفنا للهدف وهو غاية الرحلة وتناسينا كيف نستمتع بتفاصيل تلك الرحلة فربّ كوب قهوة ترتشفه هنا . .وتأمّل تحت شجرة هناك.. وقراءة أذكار الصباح ... هو ما يعطي تلك الرحلة لمسات تبقى عالقة في الذاكرة ولو بعد حين .. وقد تكون بعض اللفتات مهمة حتى بين ثنايا الكلمات فقد تتكلم مع أحدهم عن عائلتك فيبادرك القول (حفظهم الله ....الله يخليهم لك)... أو تذكر لأحد نعمة أنعمها الله عليك فيبادرك بالقول (ما شاء الله .....الله يبارك فيك ولا يضرّك) .. هذه الأمور البسيطة من التفات الوعي في لحظة ليخصّك أحدهم (بشيء ما) دون بقية الناس هو الأثـر الباقي في أذهاننا مع مرور الزمن. ولذا كانت فكرة عيد الميلاد وأعياد الزواج عند الغرب هي من أجل هذه الالتفاتة التي لا ينتبه لها في حياتهم إلا مرة كل عام .ولذا يعتبر عدم تذكر هذه الأعياد في شرعهم كارثة لا تغتفر .. بينما يزخر ديننا بالنماذج التي تبين لنا حس البديهة وحسن الانتباه .. كقوله صلى الله عليه وسلم للطفل يسأله عن عصفوره : يا أبا عمير ما فعل النغير؟ أو حين يمسك بيد معاذ ليقول له والله إني لأحبك يامعاذ أو حين يحكي سرّاً لحذيفة بن اليمان لا يعلمه إلا هو. أوحين يضم جليبيباً من خلف ظهره في السوق. أو حين يفتقد المرأة التي كانت تقمُّ المسجد .. لفتات بسيطة تدخل فيها منظومة أحب الأعمال إلى الله لا تكلّفك سوى حسّ مرهف... وبصر متّـقد.. وروح وثّابة ....كما جاء في الحديث : (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًّا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع....) تفاصيلكم الصغيرة .. تُبنى حيث تريدون.. . منشؤها اختياركم ... فإن شئتم فازرعوها وارقبوا حصاد نباتكم.. ستجدونه ريّاً بأمـر الله . فاطمة_الجراد هيفولا
|
|
|