المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
25 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عضل النســاء
25 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عضل النســاء لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله خالق كل شيء ، و رازق كل حيّ ، هدى من شاء من عباده بفضله ، و أضلّ من شاء بعدله ، أحمده سبحانه و أشكره على إنعامه و طَوله ، الخيرُ كلّه بيديه ، و العملُ و الرغبة إليه . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سميعٌ لمن يناديه ، قريبٌ ممّن يناجيه ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله أرجح البريَّة إيماناً ، و أثقلهم ميزاناً ، و أبلغهم حجةً و برهانا . صلـى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله المطهرين تطهيراً ، و أصحابه المعظّمين توقيراً ، و التابعين و من تبعهم بإحسان ، و سلم تسليماً كثيراً . أمـــا بعــــد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ، (فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ > [ لقمان : 33 ] ، النعيم في هذه الدار لا يدوم ، و الأجل فيها على الخلائق محتوم ، أنظروا مصارعَ المنايا ، و تأمّلوا قوارعَ الرزايا ، و رحم الله أمرأً عمّر بالطاعة لياليَه و أيامَه ، و أعدّ العدّة للحساب يوم القيامَة ، قدّم صالحَ الأعمال ، و حاسب نفسَه في جميع الأحوال ، (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ> [ الحشر: 18 ] . أيها المسلمون ، حرَّر الإسلامُ العبادَ من رقِّ الجاهلية و أغلالها ، و أنار عقولَهم من أوهامها و تقاليدها ، نقلهم من ذلِّ الكفر و ظلماته إلى عزّ الدين و نوره و برهانه ، بيَّن حقَّ كلِّ مسلم و مسلمة ، و منحها لهم كاملةً غيرَ منقوصة ، أعطى كلاًّ ما يلائم فطرتَه و طبيعتَه . كانت المرأة في جاهليات الأمم تُشتَرى و تُباع كالبهيمة و سائر المتاع ، تُملَك و لا تَملِك ، و تورَث و لا ترِث ، بل لقد أختلفت أهلُ تلك الجاهليات : هل للمرأة روحٌ كروح الرجل ؟ و هل خُلقت من طينة آدم أو إنها خُلقت من الشيطان ؟ و هل تصحّ منها عبادة ؟ و هل تدخل الجنة ؟ و هل تدخل ملكوت الآخرة ؟ حجـروا عليها في تصرّفاتها ، و جعلوا للزوج حقَّ التصرّف في أموالها من دونها ، كم وضعت لها شرائعُ الجاهلية أحكاماً و أعرافاً أهدرت كرامتَها ، و ألغت آدميتَها ، فعاشت بين تلك التقاليد الباليات بلا شخصية و لا ميزانٍ و لا إعتبار ، قليلةَ الرجاء ، ضعيفةَ الحيلة ، كاسفةَ البال ، ضاعت حقوقُها بين أبواب الذلّ و الإحتقار ، حتى حقّ الحياة كان محلَّ عبث ؛ تُحرَق مع زوجها إذا مات ، و توأَد خشية الفقر و العار ، جسّد ذلك القرآن الكريم في قول الله عز شأنه : (وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ <> يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ <> [ النحل: 58- 59 ] ، و في قوله سبحانه : (قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَـٰدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفْتِرَاء عَلَى ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ<> [ الأنعام : 140 ] . أمَّا حقُّ المرأة في الزواج فحدّث عن الجاهليات و لا حرج ، تُزوَّج على من لا ترتضيه ، في أنواعٍ من أنكحة الشغار و البدل و الإستبضاع و الإكراه على البغاء ، و إذا غضب عليها زوجها تركها معلَّقةً ، لا هي بذات زوج و لا هي بمطلقة . و حين أذن الله لشمس الإسلام أن تطلع ، و لنور رسالة محمد > أن يسطع ، حينذاك أخذت ظلماتُ الجاهلية تتبدّد ، و قوافل المظالم و البغي تتلاشى ، و المواكب من التقاليد البالية يختفي ، و الأعمى من التقليد يتهاوى ، و نادى المنادِي : (إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ<> [ آل عمران : 18 ] . فجاءت التشريعاتُ العادلة ، و تنزّلت الأحكام الحكيمة ، و شاعت الأخلاق الرحيمة ، رُسِمت الحقوق ، وُ حدّدت الواجبات في شمولٍ و كمال ، يسري على الغني و الفقير ، و العظيم و الصعلوك ، و الذكر و الأنثى ، يتحاكم به رعاؤهم كما تتحاكم إليه رعيتهم ، الإحتكام به و إليه واجب ، و الوقوف عند حدوده فرض لازم ، (تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ [ البقرة : 229 ] . دينٌ يُصلح ما أفسدته الأهواء ، و يعالج ما أمرضته الجاهلية ، (صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَ< [ البقرة : 138 ] ، حكم الله (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ< [المائدة:50]. و طبقاً لهذا التشريع المحكَم و الدستور الكامل جاء الحديث عن المرأة كما جاء الحديث عن الرجل : (يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً< [ النساء : 1 ] ،
|
#2
|
|||
|
|||
أيها المسلمون ، لقد قرّر الإسلامُ أن المرأة إنسانٌ مبجّل ، و كيان محترَم ، مشكور سعيُها ، محفوظةٌ كرامتُها ،موفورةٌ عزَّتُها ، ردّ لها حقّها المسلوبَ، و رفع عنها المظالم ، لا تُحبس كُرهاً ، و لا تُعضَل كرهاً ، و لا تورَث كرهاً ، تُنزَّل منزلتَها اللائقة بها أمّاً و أختاً و زوجة و بنتاً ، بل مطلوبٌ المعاشرةُ بالمعروف ، و الصبرُ على السيئ من أخلاقها ، (وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً< [ النساء : 19 ] . معاشر الإخوة ، و هذا حديثٌ عن مسألة من مسائل الزوجية ، يتجلّى فيه موقف الجاهلية و موقف الإسلام ، مسألةٌ كان للإسلام فيها موقفٌ حازم ، مسألةٌ إلتزامُ حكم الإسلام فيها يقود إلى الطهر و الزكاء في الدين و النفس و العرض ، و يتجلى فيها مظهرٌ من مظاهر الإيمان بالله و اليوم الآخر ، و التقصيرُ فيها جنوحٌ إلى مسالك الجاهلية ، و تغليبٌ للمصالح الشخصية . تلكم هي مسألة عَضْل المرأة و منعِها من الزواج من الخاطب الكفء إذا تقدّم إليها أو طلبتْه و رغِب كلُّ واحدٍ منهما في الآخر ، يقول الله عز و جل في محكم تنزيله : (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوٰجَهُنَّ إِذَا تَرٰضَوْاْ بَيْنَهُم بِٱلْمَعْرُوفِ ذٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ< [ البقرة : 232 ] . معاشر المسلمين ، العضلُ تحكّمٌ في عواطف النساء و مشاعرهن ، و إهدارٌ لكرامتهنَّ ، بل هو إلغاءٌ لإنسانيتهنّ من غير خوف من الله و لا حياء من خلق الله ، و من غير نظرٍ في العواقب ، و لا رعاية لحقوق الرَحِم و الأقارب ، مخالفةٌ لدين الله و الفطرة ، و مجانبةٌ لمسلك أهل العقل و الحكمة ، و مجافاةٌ للخلق الكريم . و سُمِّي العضلُ عضلاً لما يؤدّي إليه إمتناع الأولياء من تزويج مولياتهم من الشدّة و الحبس و التشديد و التضييق و التأثير المؤلم ، بل المؤذي للمرأة في نفسها و حياتها و عيشها . العضلُ مسلكٌ من مسالك الظلمةِ الذين يستغلّون حياءَ المرأة و خجلَها و براءتَها و حسنَ ظنّها و سلامةَ نيَّتها ، و ما ذلك إلا لعصبيةٍ جاهلية أو حميَّة قبلية أو طمعٍ في مزيدٍ من المال أو أنانية في الحبس من أجل الخدمة . يجب على الأولياء أن تكون غايتهم تحقيقَ مصالح مولياتهم الدينية و الدنيوية ، مبتعدين عن المصالح الشخصية و الأنانية الذاتية . أيها المسلمون ، العضلُ لا يزحف بظلّه الثقيل على المجتمع بصورةٍ واحدة ، بل إنه يتلوّن بألوان شتى ، و يتشكّل بأشكال عديدة ، في صور قائمةٍ ، و أحوال بشِعة ، تُعلَم شناعتُها و تُدرَك دناءة غايتها من مجرّد تصوّرها . معاشر الإخوة ، من صور العضْل ما جاء في قول الله عز و جل : (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوٰجَهُنَّ إِذَا تَرٰضَوْاْ بَيْنَهُم بِٱلْمَعْرُوفِ< فإذا طُلِّقت المرأة أقلَّ من ثلاث طلقات ثم أنتهت عدّتها و بانت بينونةً صغرى و رغِب زوجُها الذي طلَّقها في العودة إليها بعقدٍ جديد و رغِبت أن ترجع إليه قام وليُّها بمنعها من ذلك من غير سبب صحيح ، لم يمنعه إلا التمسُّكُ ببعض رواسب الجاهلية و العادات البالية و العناد المجرّد . و من أنواع العضل ما بيَّنته الآية الكريمة الأخرى في قول الله عز و جل : (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِى ٱلنّسَاء قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ فِى يَتَـٰمَى ٱلنّسَاء ٱلَّلَـٰتِى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ<> [ النساء : 127 ] ، و في هذه الصورة يمتنع وليّ اليتيمة عن تزوجيها لغيره لرغبته في نكاحها لنفسه من أجل مالها ، ففي صحيح البخاري رحمه الله عن أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت: هذه الآية في اليتيمة التي تكون عند الرجل لعلها أن تكون شريكته ـ أي : في أمواله و تجارته ـ و هو أولى بها ـ أي: يريد أنه أولى بها في نكاحها ـ فيرغب أن ينكحها ، فيعضلها و لا يُنكحها غيرَه كراهيةَ أن يشركَه أحد في ماله . و من صور العضل ما جاء في قول الله عز وجل : (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ< [ النساء : 19 ] ، و معنى ذلك أن يضيّق الزوجُ على زوجته إذا كرهَها ، و يسيء عشرتَها ، أو يمنعها من حقِّها في النفقة و القسْم و حسن العشرة ، و قد يصاحب ذلك إيذاءٌ جسدي بضربٍ و سبّ ، كلّ ذلك من أجل أن تفتدي نفسَها بمال و مخالعة : (لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ< أي: لكي تفتديَ المرأة نفسَها من هذا الظلم بما أكتسبته من مال المهر و الصداق ، و بهذا العضل اللئيم و الأسلوب الكريه يسترجع هؤلاء الأزواج اللُّؤماء ما دفعوه من مهور، و ربما أستردُّوا أكثرَ ممَّا دفعوا ، فكلّ ما أخذوه من هذا الطريق بغير وجه حقٍّ فهو حرام و سحتٌ و ظلم . و من صور العضل المقيت أن يمتنع الولي عن تزويج المرأة إذا خطبها كفء و قد رضيته ، و ما منعها هذا الوليُّ إلا طمعاً في مالها أو مرتَّبها ، أو طلباً لمهرٍ كثير ، أو مطالبات مالية له و لأفراد أسرته . تلكم صورةٌ لئيمة يرتكبها بعض اللؤماء من الأولياء من أجل كسبٍ مادي ، أو من أجل حبسها لتخدمه و تقوم على شؤونه . أيها الإخوة المسلمون ، و ثمَّة تصرفاتٌ من بعض الناس قد تؤدِّي إلى عضل النساء و حرمانهن من الزواج و صرف الخُطاب عنهن ، من ذلك تعزُّز وليّ المرأة و إستكبارُه و إظهار الأنفة للخُطّاب ، فيتعاظم عليهم في النظرات ، و يترفّع عنهم في الحديث ، فيبتعد الرجال عن التقدُّم لخطبة أبنته أو موليته ، لشدّته و تجهُّم وجهه و إغتراره بنفسه و مركزه و جاهه و ثرائه ، يقول شيخ الإسلام أبن تيمية يرحمه الله : " و من صور العضل أن يمتنع الخطاب من خطبة المرأة لشدّة وليِّها " . و من الأخطاء في هذا الباب حصرُ الزواج و حجرُه بأحدِ الأقارب من أبناء العم أو الخال أو غيرهم ، و المرأة لا تريده ، أو أن أقاربها لا يريدونه . كما ينبغي الإبتعادُ عن شروط تؤدِّي إلى تعليق الزواج أو تؤدِّي إلى تعليق الدخول إلى مُدَد طويلةٍ غير معلومة ، بل قد تكون شروطاً لم تعلَم بها المخطوبة ، أو غلبها فيه الحياء ، و ليس فيها مصلحة ظاهرة ، كشرط تأخير الدخول بسنوات طويلة من إنهاءِ دراسةٍ بعيدة النهاية ، أو بحثٍ عن عمل أو تجارة لا ترتبط بوقت محدَّد . عباد الله ، إن المطلوبَ المساعدةُ على الإحصان و العفاف ، و الحرصُ على الأكفاء ذوي الدين و الخلق ، و تحقيقُ الاستقرار النفسي . إن من الظلم البيِّن حرمانَ الفتيات من الزواج بمثل هذه الأساليب و الأعذار الباردة و الحجج الواهية ، حتى ضاع على كثير من البنين و البنات سنوات العمر، و عنس الكثيرون و الكثيرات
|
#3
|
|||
|
|||
فأتقوا الله أيها المسلمون ، و أتقوا الله ـ أيها الأولياء ـ فيما ولاكم الله ، إنكم إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير ، تعرِّضون الفتيان و الفتيات للزيغ و العنوسة ، و الولي راعٍ و مسؤول عن رعيته ، فعليه تفقُّدُ أحوال مولياته ، و تلمُّس حاجاتِهن ، و تقديرُ مشاعرهن ، و إيجاد الأساليب لحمايتهن و وقايتهن ، و بذل ما يجلب الخير و السعادة لهن ، بل لقد قال بعض أهل العلم : إن المرأة إذا اختارت كفئًا ، و أختار الولي كفئًا غيرَه ، فيقدَّم الذي أختارته ، فإن أمتنع كان عاضلاً . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً< نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ، فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله حمدَ من خافه و أتقاه، و أشكره على ما أفاض من نعمه و أولاه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و لا ربّ لنا سواه ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله شرع السبيل الواضحة ،الرابحة و دلّ على التجارة صلـى الله و سلم و بارك عليه و على آله المطهرين من الأرجاس و أصحابه المكرَّمين الأكياس ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمـــا بعـــد: أيها المسلمون ، إن في منع المرأة من تزويجها بالكفْء ثلاثَ جنايات : جنايةَ الولي على نفسه بمعصية الله و رسوله . و جنايةً على المرأة حيث منعها من الكفْء الذي رضيتْه . و جنايةً على الخاطب حيث منعه من حقٍّ أمر الشارع بإعطائه إياه في قوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه )) . و قد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن الولي إذا أمتنع من تزويج موليته بكفْءٍ رضيته سقطتْ ولايتُه ، و أنتقلت لمن بعده الأحقّ فالأحق ، أو أنتقلت إلى السلطان لعموم حديث : (( فإن اشتجروا فالسلطان وليّ من لا وليّ له )) أخرجه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها و قال : "حديث حسن" . كما قال أهل العلم : إذا تكرّر من الوليّ ردّ الخُطاب من غير سبب صحيح صار فاسقاً و دخل عليه النقصُ في دينه و إيمانه . فأتقوا الله أيها الناس ، و أتقوا الله أيها الأولياء، و أحذروا من أفعال بعض الجاهلية من بادية و حاضرة ، من أمورٍ منكرة في دين الله ، و أفعالٍ ممقوتة لدى العقلاء ، في تقاليدَ باليةٍ و نظرات جاهلية و جفاءٍ في المعاملة و ضيقٍ في التفكير . ألا فأتقوا الله ـ رحمكم الله ـ جميعاً ، و قوموا بمسؤولياتكم ، ( وَأَنْكِحُواْ ٱلأيَـٰمَىٰ مِنْكُمْ ) [ النور : 32 ] . ثم صلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله : ( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ) [ الأحزاب : 56 ] . اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ، و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على دربهم إلى يوم الدين و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت |
|
|