![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() وإن أردت المال فاطلبْ منه ما تشاء، وسل منه تُعطَ ما تشاء فالنبي ما قال شيئًا، فتركه وعاد . تركه النبيّ عليه الصلاة والسلام يومين على حاله، يؤتى له بالطعام والشراب، ويحمل إليه لبن الناقة ثم جاءه ثانيةً قال: ( ( ما عندك يا ثمامة؟ ) -مرة ثانية، خطة حكيمة- قال: ليس عندي إلا ما قُلت لك من قبل فتركه النبيّ عليه الصلاة والسلام، حتى إذا كان في اليوم التالي جاءه فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) قال: عنـدي ما قلت لك: إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال، أعطيتك منه ما تشاء . فالتفت النبيّ عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه، وقال: ( أطلِقوا ثمامة، وفكُّوا وثاقه، وأطلقوه( يعني عفا عنه، لكن هذا من شأن النبيّ عليه الصلاة والسلام، فالله عزَّ وجل فتح بصيرته، ولا شك أن النبيّ عليه الصلاة والسلام توسَّم فيه الخير، وهذا موقف غريب جداً، وموقف غير معقول، قاتل نكَّل بأصحابه، عفا عنه، وأكرمه هذا الإكرام، وأطعمه الطعام، وسقاه هذا اللبن! غادر ثمامة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى حتى إذا بلغ نخلاً من حواشي المدينة، قريباً من البقيع، فيه ماءٌ، أناخ راحلته عنده، وتطهَّر من مائه، فأحسن طهوره، ثم عاد أدراجه إلى المسجد، فما إن بلغه، حتى وقف على ملأٍ من المسلمين وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -فهذا الإنسان على جانب عالٍ من الذكاء، ما أراد أن يسلم وهو مقيَّد، وما أحب أن يُسلم تحت ضغط الأسر، لكن حينمـا عفا عنه النبي، أعلن إسلامه وقال: يا محمد، والله ما كان على ظهر الأرض وجهٌ أبغض إليّ من وجهك, -العرب كانوا صرحاء، وما تسمع الآن إلا مديح كاذب ، وزورٌ وبهتان - وقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلُّها إليّ . هذا بالإحسان، وأنت أيها المؤمن, بإمكانك تنقل إنسان من أشد أنواع العداوة والبغضاء إلى أشد أنواع الحب والولاء, بإحسانك، افتح القلوب بإحسانك، قبل أن تفتح الآذان لبيانك، ويتابع ثمامة- فيقول: ووالله يا محمد، ما كان دينٌ أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك اليوم أحبَّ الدين كله إليّ، ووالله يا محمـد، ما كان بلدٌ أبغض إلـيّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ ثم قال: يا محمد، لقد كنت أصبت في أصحابك دماً، فما الذي توجبه عليّ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ( لا تثريب عليك يا ثمامة، فإن الإسلام يجُبُّ ما قبله( -أنت حينما تتوب فكل شيءٍ سبق هذه التوبة عفا الله عنه، وبشَّره بالخير، الذي كتبه الله له بإسلامه، فانطلقت أسارير ثمامة، وانفرجتْ- وقال: والله يا محمد، لأُصيبن من المشركين أضعافَ ما أصبت من أصحابك، ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك، ونصرة دينك وهنا وقفة أُخرى، إذَا أقنعتَ إنسانًا له شأن، فاعتقد اعتقاداً جازماً صحيحًا فإنّ كل أتباع هذا الإنسان يصيرون إلى دينه، وإذا أقنعتَ مثلاً رب أُسرة بالإيمان إذا أقنعت الابن قناعة كافيةً فهذا أجود، لكن يبقى موقفُه ضعيفًا في الأُسرة أمّا لو أقنعت الأب لوجَّه أولاده جميعاً، لو أقنعتَ مدير مؤسسة، أو أقنعت مدير مستشفى مثلاً، فكلما رفعت مستوى الدعوة، هؤلاء لهم أتباع، هؤلاء لهم مراكز قِوى، هؤلاء بإمكانهم أن يؤثروا في الآخرين، ولقد دعا النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربَّه أن يعز الإسلام برجلين، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَر ُ) ]أخرجه الترمذي في سننه عن ابن عمر[ ثمامةيؤدي العمرة على شرع الله ورسوله : كان ثمامةأصلاً متوجِّهًا للعمرة، وبالمناسبة في بعض مواسم الحج السابقة أُلقيتْ بعض الندوات والمحاضرات، وكان في المجلس رجل من العالم الغربي أسلم وحسُن إسلامه، وامتلأ قلبه بالإيمان، وهو على مستوى رفيع جداً من الثقافة، فألقى محاضرة في مكة المكرمة، قال فيها: نحن أقوى أُمم الأرض، فإذا أقنعتمونا بالإسلام، فكل قوتنا تتحوّل لكم، يعني نحن أقوى أُمة، بأيدينا السلاح المدمِّر، السلاح الفتَّاك، التكنولوجيا، الأقمار الصناعية، الكمبيوتر، فإذا أقنعتمونا بالإسلام، وهديتمونا إليه، فكل قوتنا تصبح بين أيديكم, يعني أنت همَّك الأول هداية الناس، فإذا اهتدى إنسان قوي، فكل قوته تصبح للإسلام لذلك يقول الإمام مالك إمام دار الهجرة : ( لو أن ليّ دعوةً مستجابةً، لادَّخرتها لأُولي الأمر ) لأن في صلاحهم، صلاح الأُمة, القوة لها شأن كبير، إذا كان الإنسان قويًّا فأقنعته بالدين، فإنّ كل قوته، وكل ذكائه، وكل أتباعه، وكل إمكاناته، تصبح في خدمة هذا الدين . مضى ثمامة إلى غايته، حتى إذا بلغ بطن مكة وقف يجلجل بصوته العالي، قائلاً: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمـد, والنعمة, لك والملك، لا شريك لك، لا شريك لك فكان أول مسلمٍ على ظهر الأرض يدخل مكة ملبِّياً، ولا تزال مكة بيد الكفار، ولا يزال فيها الأصنام . ما هو موقف قريش حينما سمعت ثمامة يلبي نداء الإسلام ولماذا فرض ثمامة الحصار على قريش, وبمن استنجدوا ؟ سمعت قريشٌ صوتَ التلبية، فهبَّت غاضبةً مذعورة، واستلت سيوفها مِن أغمادها، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها ولما أقبل القوم على ثمامة، رفع صوته بالتلبية رفع العيار، وهو ينظر إليهم بكبرياء، فهمَّ فتىً من فتيان قريش أن يرديه بسهمٍ، فأخذوا على يديه، وقالوا: ويحك أتعلم من هذا؟ إنه ثمامة بن أثال، ملك اليمامة، فقتْلُه يشعل علينا نارَ حربٍ كبيرةٍ، أخذوا على يديه، ومنعوه أن يناله بسهم، وقال الناصح: والله إن أصبتموه بسوءٍ لقطع قومه عنا الميرة، وأماتونا جوعاً ثم أقبل القوم على ثمامة، بعد أن أعادوا السيوف إلى أغمادها وقالوا: ما بك يا ثمامة، أصَبَوْتَ؟ يعني أسلمت، وتركتَ دينك ودين آبائك قال: ما صبوت، ولكني اتبعتُ خير دينٍ، اتبعت دين محمد ثم أردف يقول: أُقسم بربِّ هذا البيت إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبةٌ من قمحها، أو شيءٌ من خيراتها، حتى تتبعوا محمداً عن آخركم . ثم اعتمر ثمامة بن أُثال على مرأى من قريش كما أمره النبيّ عليه الصلاة والسلام أن يعتمر، وذبح تقرباً إلى الله، لا للأنصاب والأصنام ومضى إلى بلاده، فأمر قومه أن يحبِسوا الميرة عن قريش، فصدعوا لأمره واستجابوا له، وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة, لكنّ النبي عليه الصلاة والسلام حينما أكرمه، وحينما عفا عنه، أراد من خلال ذلك أن يهتدي، ويهتدي معه قومه وهذا بالتعبيّر العام ضربة معلم، رحمة، عفو، حنكة، سياسة، عفو عند المقدرة دعوة إلى الله عميقة، لأن هذا إنسان قوي، إذا أسلم فكلُّ أتباعه، يصبحون مسلِمين . أخذ الحصار الذي فرضه ثمامة على قريش، يشتدُّ شيئاً فشيئاً، فارتفعت الأسعار والآن النظام العالمي الجديد يتخذُّ الحصار علاجًا، لكن بغير الحقّ، بل بالباطل، فارتفعت الأسعار وفشا الجوع في الناس، واشتد عليهم الكرب حتى خافوا على أنفسهم وأبنائهم أن يهلكوا جوعاً، عند ذلك كتبوا إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم، صار النًبي ندًّا لهم، كان ضعيفاً مستضعفاً ائتمروا على قتله، أخرجوه من بلاده، نكَّلوا بأصحابه، وهم أشداء أقوياء ولكن الله لهم بالمرصاد ثم أرادوا أن يتوسَّلوا إلى النّبي عليه الصلاة والسلام ليأكلّوا فكتبوا إلى النّبي عليه الصلاة والسلام قائلين: إن عهدنا بك أنك تصل الرحم، وتحضُّ على ذلك، وها أنت قد قطعتَ أرحامنا فقتلتَ الآباء بالسَّيف، وأمتَّ الأبناء بالجوع، وإنَّ ثمامة بن أُثال قد قطعَ عنا ميرتنا، وأضرَّ بنا، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث |
#2
|
|||
|
|||
![]() عرفوا أنّ مفتاحه عند رسول الله، فكتب النّبي عليه الصلاة والسلام
إلى ثمامةبأن يطلق لهم ميرتهم، فأطلَقها، وهذا انضباط. إليكم موقفه وهو ينصح بني حنيفة من دعوة مسيلمة الكذاب مع الأدلة التي استخدمها لبيان الحق ظلَّ ثمامة بن أُثال ما امتدّت به الحياة وفياً لدينه، حافظاً لعهد نبيه، فلّما التحق النبي صلّى الله عليه وسلّم بالرفيق الأعلى، طفق العرب يخرجون من دين الله زرافاتٍ ووحدانًا, الذي دخل بسهولة، يخرج بسهولة، أمّا الذي دخل بعد قناعة عميقة، وبعد محاكمة فكرية، فعزيزٌ عليه الارتداد، ولن يكون. فإذا جاء معك إلى المسجد مِن أول دعوة دعوته بها، فاستجاب، وقعد في مجلس العلم بهذه البساطة، فهذا الإنسان الذي جاء بهذه البساطة يمكن أن يترك لأتفه الأسباب، أما الذي عنده محاكمة، فكَّر، وتأمل، واستمع، وناقش، وسأل، واعترض، وقال: عندي شبهة فاكشفوها لي، وما استسلم إلا بعد محاكمة طويلة، وبعد سؤالٍ وجواب، وبعد حوارٍ مديد، وبعد تبصُّر، وبعد تأمُّل، فهذا الإنسان دخل ساحةَ الدين بقناعةٍ وبحثٍ، ودرسٍ، ومِن رابع المستحيلات أن يتركه بسببٍ تافه، أنت مع مَن؟ مع خالق الكون، ومَن عاهدت؟ عاهدت الله عزَّ وجل، واللهُ عظيم، فاثبتْ واذكرْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثباتهم، وعاقبة أمرهم . من علامات قيام الساعة أن يصبح المرء مؤمناً، ويمسي كافراً، يمسي كافراً ويصبح مؤمناً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل، تجده ترك الصلاة لأتفه الأسباب، ترك الاستقامة بعدما كان مستقيمًا، قَبِلَ مالاً حراماً، يقول لك: عندي أولاد، ماذا أفعل؟ أهذا هو السبب؟. لما قام مسيلمة الكذاب، في بني حنيفة، يدعوهم إلى الإيمان به، وقف ثمامة في وجهه وقال لقومه: يا بني حنيفة، إياكم وهذا الأمر المظلم، الذي لا نور فيه, - كم فرقة إسلامية ظهرت في التاريخ الإسلامي؟ ظهرت وتلاشت، لكن هذا الدين دين الله عزَّ وجل، هذا الدين العظيم، لأنّه دين الله بقي شامخاً كالطود الأشم، فالمؤامرات التي حيكت ضدَّ الإسلام، أكثر مِن أن تحصى، ومع ذلك فالإسلام هو الإسلام، والدين هو الدين، والإسلام كالطود الشامخ وكالسفينة العملاقة التي لا تهتز بأتفه الأمواج- . قال: يا بني حنيفة، إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه، إنه واللهِ لشقاءٌ كتبه الله عزَّ وجل على مَن أخذ به منكم، وبلاءٌ على من لم يأخذ به، ثم قال: يا بني حنيفة، إنه لا يجتمع نبيَّان في وقتٍ واحد، وإن محمداً رسول الله لا نبي بعده، ولا نبي يُشْرَك معه ثم قرأ عليهم: }حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{ (سورة غافر الآية: 1- 3) ثم قال: أين كلام الله هذا من قول مسيلمة؟ يا ضفدع نِقِّي ما تَنِقِّين، لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدَّرين . -هذا كلام مسيلمة، ولما كذَّب مسيلمة الكذاب بالفطرة، فقد تنكر الفطرة القائمة في نفسه، والإيمان بالقرآن يتمّ بالفطرة، من دون دليل، تقرأ القرآن، تشعر أنه كلام خالق الكون، تقرأ كلامًا منحولاً، مفترى، تشعر أنه سخيف، تافه، كلامٌ لا يقف على قدمين، وهناك الأدلة علمية، والأدلة الإعجازية، ولدينا أدلة نقلية وعقلية، مع دليل بسيط، هو دليل الفطرة مثلاً لما قال ربنا عزَّ وجل : }إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ ) سورة آل عمران الآية: 190-191) تشعر أنَّ هذا كلام الله: }إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ{ )سورة يس الآية: 12( } إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلاً * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِماً أَوْ كَفُوراً{ ( سورة الإنسان الآية: 23-24) تشعر بالفطرة، بلا دليل، بلا تعليل، بلا محاكمة، أنَّ هذا كلام الله، أمًّا: يا ضفدع نِقِّي ما تنقِّين، لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدرين فهذا هراءٌ وجزاف- . ثم انحاز لِمَن بقي على الإسلام من قومه، ومضى يقاتل المرتدين، جهاداً في سبيل الله وإعلاءً لكلمة الله في الأرض، فقد أدرك الحقَّ، واستجاب له قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ{ ) سورة الأنفال الآية: 24( الإنسان قبل الإيمان ميت قال سبحانه: }أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا{ )سورة الأنعام الآية: 122( والكافر في ظلماتٍ بعضها فوق بعض، لكنّ المؤمن استنار عقلُه، وطهُرت نفسه، وامتلأ قلبه سعادةً، وضبط سلوكه، وسددَّ خطاه، وامتلك رؤيةً صادقة، وعزماً متيناً، وإرادةً صلبةً، هذا هو الإيمان . إليكم مواقف ثمامة قبل الإسلام وبعده : فهذا ثمامة بن أُثال، فكم كان البَوْنُ شاسعًا بين حياته قبل الإسلام، يوم كان ملِكًا، غاشمًا، حقودًا، قاتلاً، وأراد أن يقتل النّبي، ثمَّ صُرِف عن قتله، وجَمَع نفرًا من الصحابة وقتلهم شرَّ قتله، فلمّا عرف الله عزَّ وجل أصبح إنسانًا آخر، كلُّ طاقاته، وكلُّ إمكاناته موظفةٌ في خدمة الحق . هذا هو المؤمن بذكائه، بلسانه، بعضلاته، بوقته، باختصاصه، بخبراته، بأولاده، بأسرته ، كلُّ إمكاناته سخَّرها في سبيل الله مضحِّيًّا صادقًا، أما قبل ذلك فكانت كلُّ إمكاناته في سبيل الشيطان، في سبيـل المصالح الدنيوية لذلك فالحياة لا تستقيم إلا بالإيمان، ولا يسعد الإنسان إلابالإيمان مِن هنا قال عليه الصلاة والسلام: ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا, وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) ] أخرجه الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ في سننه[ إنْ صاحبتَ المؤمن فالمؤمن منصف، والمؤمن وفي، والمؤمن صادق، وقَّاف عند حدود الله عزَّ وجل، يحب لكَّ ما يحبُّ لنفسه ويكره لك ما يكره لنفسك. هذا ثمامة بن أُثال، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً وأكرمه بالجنة التي وعِد المتقون . والحمد لله رب العالمين لفضيلة الشيخ: محمد النابلسي جزاه الله عنا كل خير في الله اخوكم : مصطفى الحمد |
![]() |
|
|
![]() |