![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() ويجب أن نفرق بين الحرص على القوة وبين العدوان ، فالقوة في جميع صورها مطلوبة للأمة أفراد وجماعات ، ولكنها قوة مضبوطة بقوانين العدالة ، ومحكومة بأخلاقية عالية ، وليست قوة بطش وإرهاب ، والمسلم أرفع من أن تكون أخلاقه قائمة على مبدأ : إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ، لأنه ينظر إلى أفراد المجتمع على أنهم إخوة له ، يتعاون معهم ولا يتصارع ، ويصفح عنهم إذا أساؤوا ، قال تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (المائدة: من الآية2) وقال تعالى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران: من الآية134) وقال : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } (الشورى:37) وقال : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً } (الفرقان:63) وأما في المجتمعات غير المسلمة فالحال نفسه ، فلا يكون ذئباً أيضاً ، بل هو أكثر التزاماً بالقيم والأخلاق ، لذا فقد أسلم كثير من الشعوب في جنوب شرق آسيا على أيدي تجار المسلمين لما رأوا أخلاقهم الرفيعة ، فالمؤمن يجب أن يحمل إسلامه أين ما ذهب ، وأن يكون قدوة للناس في فعل الخيرات وترك المنكرات ، فإذا ما رأوه أحبوا الإسلام ، وما لم يكن الأمر كذلك فهو المسئول الأول عن ما يقع للإسلام من عقبات في تلك المجتمعات ، لأنه لم يسلك سلوكاً قويماً ، ولم يبين للناس الدعوة بالحسنى ، قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (النحل:125) مرة أخرى نقول : إن المطالبة بالحق والدفاع عنه سواء كان شخصياً أم جماعياً أمر مشروع في الإسلام ، ولكن ليس معنى المطالبة أن يكون المرء ذئباً ، لأن الذئاب فيها الغدر والخسة ، وإنما ليكن كما كان خالد بن الوليد سيفاً من سيوف الله تعالى ، أو كما كان حمزة أسد الله ورسوله ، وليبتعد عن خسة الذئاب . إن عبارة إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب علمت كثيراً من الناشئة أن يكونوا بمنتهى الوقاحة والشراسة مع الآخرين ، وعلمتهم الانتهازية واللا مسئولية ، وهذه العبارة لا ينبغي أن تكون مساغة في أمة الرحمة والنور ، كيف يتصدى الناس للإصلاح إذاً ويتحملون في سبيله التبعات إذا كان هذا منطقهم ؟ إن المصلح يعطي ويتحمل ويصبر على كل ما تثيره ذئاب الشر ضده، فهل يستطيع أداء رسالته إذا كان ذئباً مثلهم ؟ أم يكون عدواً للإصلاح وعدواً للمصلحين ؟ ألا ما أغنانا عن مثل هذه المفاهيم الفاسدة : إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ! وما أحوجنا إلى العودة إلى الأخلاقية الصادقة التي دعا إليها القرآن الكريم ، قال تعالى : {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } (فصلت:34) ما أحوجنا إلى أن نربي أجيالنا الصاعدة على القيم الإيجابية من المحبة والتسامح والتعاون ، أن نربيهم على احترام الآخر والالتزام بالقانون ونبذ الفوضى ، وحب الوطن ، وتلبية النداء ، واجتناب الظلم والعدوان . إن الإنسان في الحياة ينبغي له أن يحصل حقوقه ، ويطالب بها ، فإذا ظُلم ولم ينصفه القانون خير له من أن يَظلم ، لأن الله سينتصر للمظلوم من الظالم ، التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 08-13-2013 الساعة 12:02 AM |
#2
|
|||
|
|||
![]() جاء في حديث نبوي طويل يذكر الثلاثة الذين تكلموا في المهد قصة فيها عبرة نذكرها : (و مروا بجاريةٍ وهم يضربونها ويقولون : زنيتِ . سرقتِ . وهي تقولُ : حسبي اللهُ ونعم الوكيلُ . فقالت أمُّه : اللهم ! لا تجعلْ ابني مثلَها . فترك الرضاعَ ونظر إليها . فقال : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها . فهناك تراجعا الحديثَ . فقالت : حلقى ! مر رجلٌ حسنُ الهيئةِ فقلتُ : اللهم ! اجعل ابني مثلَه . فقلت : اللهم ! لا تجعلني مثلَه . ومروا بهذه الأمَةِ وهم يضربونها ويقولون : زنيتِ . سرقتِ . فقلتُ : اللهمَّ ! لا تجعلْ ابني مثلَها . فقلت : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها . قال : إن ذاك الرجلَ كان جبارًا . فقلت : اللهمَّ ! لا تجعلني مثلَه . وإن هذه يقولون لها : زنيتِ . ولم تزنِ . وسرقتِ . ولم تسرقْ . فقلت : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .) الراوي: أبو هريرة - المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2550 خلاصة حكم المحدث: صحيح وخلاصة القول : إن الأفعال بعواقبها يوم القيامة ، وليست في الدنيا وحسب ، لذا ينبغي أن نربي أجيالنا على المبادرة والمنافسة الشريفة بعيداً عن لغة الصراع والعدوان ، فلم تتطور المجتمعات الأخرى إلا بوجود القانون واحترامه ، ولم يتأخر من تأخر في هذا العالم إلا بسبب الفوضى والصراع الاجتماعي والانتهازية ، حيث يرى كثير من الأفراد في البلاد المتخلفة أن من حقهم أن يفعلوا بالآخرين ما يشاؤون ، طالما أنهم يعتقدون بأن الدنيا غابة وسكانها ذئاب ، متناسين بأن هنالك جزاء عادلاً ينتظر الجميع ، قال تعالى : {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } (ابراهيم:42) كلمة أخيرة: قد يورد بعضهم العبارة السابقة : إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب بقصد المبادرة واليقظة ، ولكن نبل القصد ينبغي أن لا يجعلنا نستخدم هكذا عبارات ، لأن الكلمة قد تفسر حسب سياقها ، وأولى أن نستخدم قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } (النساء:71) وفي المأثور من الشعر العربي ما يثري ويغني ، فأكثره كان في الحماسة والفروسية والنبل واليقظة والإقدام ، قال طرفة ابن العبد : أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونَهُ خشاشٌ كرأسِ الحيةِ المتوقـدِ وقال معن بن أوس المزني : إذا أنتَ لم تنصفْ أخـــــاك وجدتَهُ على طرفِ الهجرانِ إنْ كانَ يَعقـلُ ويركبُ حدَّ السيفِ منْ أنْ تُضيمَهُ إذا لم يكنْ عن شفرةِ السيفِ مزحلُ الكاتب : د. محمّد رفعت زنجير مع الشكر للأخت / راجية الجنة |
![]() |
|
|
![]() |