![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() إخوة الإسلام : المؤمنُ يفرحُ عند الموت بلِقاء الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ( من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كرِهَ لقاءَ الله كرِهَ الله لقاءَه ) فرُوحُ المؤمن تطيرُ فرَحًا عند الموت شوقًا إلى النعيم الذي ترَى بِشارَاته، وتُبصِرُ علاماته. والفرحُ الأكبرُ والنعيمُ الأعظم فرحٌ لا يفنَى، ونعيمٌ لا حدَّ لمُنتهاه، عندما يُوفَّقُ المُسلمُ لسعادة الأبَد في جنَّات النعيم، وهناك يفرحُ المؤمنون دون غيرِهم يوم القيامة، تتلألأُ وجوهُهم نورًا، ومن شدَّة الفرَح تظهرُ ضاحِكةً مُستبشِرَة، قال الله تعالى: { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } [المطففين: 24] وقال: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة: 22، 23] وقال: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ } [عبس: 38، 39]. أيُّ سعادةٍ أعظم ونحن مُنصرِفون إلى جنَّةٍ عالية، قطوفُها دانِية، فيها ما لا عينٌ رأَت، ولا أُذُنٌ سمعت، ولا خطَر على قلب بشر؟! إن غمسةً في الجنة تُنسيك كلَّ شدَّة الدنيا وبُؤسِها، فكيف بنعيمٍ مُقيمٍ لا يحولُ ولا يزول؟! وتستقرُّ الفرحةُ الأخرويَّة بنعيمٍ ليس بعده نعيم، ولذَّةٍ ليس وراءَها لذَّة، وهي: النظرُ إلى وجه الربِّ - تبارك وتعالى -، قال - سبحانه -: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ } [يونس: 26]. فاللهم ارزقُنا لذَّة النظر إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك في غير ضرَّاءَ مُضِرَّة، ولا فتنةٍ مُضِلَّة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، أحمده - سبحانه - وأشكرُه لما أسداهُ وحَباه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ربَّ سِواه، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله قامَ من الليل حتى تفطَّرَت قدَماه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومن والاه. فاتَّقوا الله حقَّ التقوى، وراقِبوه في السرِّ والنجوى. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. عباد الله: وإذا تجاوزَ الفرحُ حدودَ الشرع والعقل غدا مذمومًا؛ فالاستِبشارُ بمُصيبةٍ تحلُّ بأخيك، أو كارِثةٍ تنزلُ به فرحٌ مذمومٌ، كما قال - سبحانه -: { وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا } [آل عمران: 120]. ومن الفرح المذموم وعلامة النِّفاق: الاشمِئزازُ من نصر الإسلام وتمكينه، أو الفرحُ بتحجير دوره وأثره في الحياة، واتِّهامُه بأنه سببُ التخلُّف والرَّجعيَّة، قال الله تعالى: { وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [الزمر: 45]. ومن الفرح المذموم: فرحُ المرء بما لم يفعل رياءً وتكبُّرًا، قال الله تعالى : { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [آل عمران: 188]. ومن ذلك: فرحُ المؤمن بتقصيرِه في طاعة الله، وتخلُّفِه عن رَكب الصالحين، ونُكوصِه عن الدعوة والاستِقامة، قال الله تعالى: { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } [التوبة: 81]. وإذا أدَّى الفرحُ إلى الأشَر والبطَر والتمرُّد والانطِلاق من كل قيدٍ فهو فرحٌ مذمومٌ، قال الله تعالى : { ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ } [غافر: 75]. |
#2
|
|||
|
|||
![]() كان يحيى بن مُعاذ يقول: [ إلهي ! كيف أفرحُ وقد عصيتُك ؟! وكيف لا أفرحُ وقد عرفتُك؟! ] وتشرئِبُّ الأعناقُ إلى أن يكتمِلُ عِقدُ الفرحة يتحسُّن أحوال الأئمة وهي ترزَحُ تحت عِبئٍ ثقيلٍ من تناحُرٍ بين أفرادها، وشِقاقٍ في صُفوفها، وتنازُعٍ يشلُّ حركتَها، وشرخٍ مُمتدٍّ في جسدِها. أمَلُنا أن تتآلَفَ القلوب، وتتحقَّقَ وحدة الصف، وتجتمعَ الكلمةُ، وتُحقَنَ الدماء، ويعلوَ صوتُ الحقِّ والعدل، وتُعظَّمُ حُرمة دم المسلم، { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } [المائدة: 32]. تقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الطاعات، وعيدُكم مُبارك. ثم صلُّوا على خير البريَّة، وأزكى البشريَّة: محمدِ بن عبد الله، { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريَّته كما صلَّيت على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريَّته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد. اللهم إنا نسألُك الجنة وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل. اللهم إنا نسألُك من الخير كلِّه عاجلِه وآجلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجِلِه وآجلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم. اللهم إنا نسألُك فواتِح الخير وخواتِمَه وجوامِعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، ونسألُك الدرجات العُلَى من الجنة يا رب العالمين. اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنى. اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهين مُنيبين. اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبنا. اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، يسِّر أمورَنا، فرِّج همومَنا، ووفِّقنا يا رب العالمين يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير. اللهم انصُر الإسلام وأهلَه في كل مكان، اللهم انصُر من نصر الدين، واخذُل الله من خذلَ الإسلام والمُسلمين، اللهم انصُر دينك وكتابك وسنَّة نبيِّك وعبادك المؤمنين. اللهم احفَظ وانصُر المسلمين في كل مكان، في مصر، وليبيا، واليمن، والعراق، وفي بورما، وفي الشام، وفلسطين، وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا يا رب العالمين. اللهم وحِّد صفوفَهم، واجمع كلمتَهم على الحق يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامَنا لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا رب العالمين يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطك. اللهم ابسُط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلِك ورزقِك يا رب العالمين. { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ الأعراف: 23 ] { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [ الحشر: 10 ] { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [ البقرة: 201 ]. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين. للإستماع إلي الخطبة أو مشاهدتها أو قراءتها |
![]() |
|
|
![]() |