![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() قال ابن رجبٍ - رحمه الله -: [ الأعمالُ كلُّها تُضاعَفُ بعشر أمثالِها إلى سبعمائةِ ضعفٍ إلا الصيام؛ فإنه لا ينحصِرُ تضعيفُه في هذا العدَد؛ بل يُضاعِفُه الله أضعافًا كثيرةً بغير حصرِ عدَد ] وكما أن الصائِمَ أجورُه بلا حصرٍ، فذنوبُه بالصوم تُغفَرُ وتحطُّ، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( من صامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه ) متفق عليه. فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، من قامَها إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه. وتحفُّ الصيامَ أعمالٌ عظيمةٌ في رمضان؛ فالقرآنُ الكريمُ نزلَ في رمضان، وكان جبريلُ يُدارِسُ نبيَّنا القرآنَ في ليالِي رمضان، ومن تلاه نالَه من البركة والضياء والهداية بقدر قُربِه منه، ومن قرأَه تضاعَفَت له الأجورُ بقدر إخلاصِه فيه. والصائِمُ مُنكسِرٌ بين يدَي ربِّه، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الصائِمُ حتى يُفطِر، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلوم يرفعُها الله فوق الغَمام ويفتَحُ لها أبوابَ السماء، ويقولُ الربُّ: وعزَّتي؛ لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين ) رواه الترمذي. وأنزلَ الله قولَه: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة: 186 ] أنزلَها بين آيات الصيام إيماءً بالإكثار من الدعاء في رمضان. والخيرُ يأتي بالخير؛ فالقرآنُ والصيامُ دليلانِ لكل طاعةٍ وخيرٍ. والإنفاقُ في رمضان يتسابَقُ إليه ذوو النفوس الشَّامِخة، والمُتصدِّقُ موعودٌ بالمغفرة والغِنَى، قال - سبحانه -: { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا } [ البقرة: 268 ]. والمُتصدِّقُ تتيسَّرُ له أعمالُه، قال - عز وجل -: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [ الليل: 5- 7 ]. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظمَ الناس صدقةً، ولا يستكثِرُ شيئًا أعطاه، ولا يرُدُّ سائلاً، وكان العطاءُ والصدقةُ أحبَّ شيءٍ إليه، وكان سُرورُه - عليه الصلاة والسلام - بما يُعطيه أعظمَ من سُرور الآخِذ بما يأخُذه. والزكاةُ من أركان هذا الدين، لا يقومُ الإسلامُ إلا بها، تُطهِّرُ المالَ وتُنمِّيه وتُزكِّيه؛ فطِب بها نفسًا، وابذُل بها كفًّا، وواسِ بها محرومًا أو يتيمًا، وأخلِص بها قلبًا، واحذَر التسويفَ في إخراجِها، فلا تعلمُ ما يعرِضُ لك. وكما أن أبوابَ المغفرة مفتوحةٌ في أيام رمضان، فهي مُشرَعةٌ أيضًا في ليالِيه؛ فصلاةُ التراويح من أسباب المغفرة في رمضان، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( من قامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه ) متفق عليه. ومن صلَّى مع إمامه حتى ينصرِفَ كُتِبَ له قيامُ ليلة، ( وعُمرةٌ في رمضان تعدِلُ حجَّة ) متفق عليه. وفي لفظٍ: ( تعدِلُ حجَّةً معي ) والطاعاتُ إذا توالَت قدِمَت بشائرُ النصر إلى المؤمنين، وغزوةُ بدر استفتَحَت تلك الانتِصارات في رمضان، وغزوةُ الخندَق كانت العُدَّة لها من السنة الخامِسة في رمضان، وفتحُ مكة ودخولُ الناس في دين الله أفواجًا وكسرُ الأصنام كان في رمضان، وهدمُ مسجِد الضِّرار في رمضان. والعاقلُ لا يهدِمُ أو يُنقِصُ عباداته المُتنوِّعة في رمضان وغيره، ومن كمال الصوم الواجِب حِفظُه من نواقِصِه من الكذِب والغِيبَة والنظر إلى المُحرَّم، أو الانشِغال بالمُلهِيات وإضاعَة الأوقات، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( الصيامُ جُنَّةٌ؛ فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو شاتَمَه فليقُل: إني صائِمٌ ) رواه البخاري. ومن فاتَه الغُفرانُ في رمضان فهو المحروم، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( رغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ عليه رمضان ثم انسلَخَ قبل أن يُغفَر له ) رواه الترمذي. أيها المسلمون: فالُسلمُ يتشوَّفُ إلى العبادة ويفرحُ بأدائِها، وإذا دخلَ فيها أدَّاها بإخلاصٍ لله واتِّباعٍ للنبي - صلى الله عليه وسلم ، إن فعلَ ذلك قبِلَها الله منه وضاعَفَ أجورَه لها. ومن الخُلُق مع الله: المُسارعةُ بأوامره بكلِّ استِبشارٍ وسُرور. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات: 56 ]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المُسلمين. |
#2
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا. أيها المسلمون: من أمارة التوفيق للطاعة: الاستِعدادُ لها بعبادةٍ قبلَها، ومن هديِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: الإكثارُ من صيام شعبان توطِيَةً لصيام أفضل الشُّهور، قالَت عائشةُ - رضي الله عنها -: [ ما رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهرٍ أكثرَ منه صيامًا في شعبان ] متفق عليه. ومن كان يصومُ من أول شعبان فله أن يصومَ في نصفِه الأخير، ولم يثبُت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضلِ شعبان شيءٌ سِوى الإكثار من صومِه، وليست فيه ليلةٌ فاضِلةٌ لا في أولِه ولا مُنتصَفِه ولا آخرِه. قال ابن رجب - رحمه الله -: [ قيامُ ليلة النصف من شعبان لم يثبُت فيها شيءٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابِه ] وخيرُ الهديِ ما شرَعه نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، والمُوفَّقُ من جمعَ بين إخلاصِ العمل لله والاقتِداء بالنبي - عليه الصلاة والسلام . ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: { إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا } [ الأحزاب: 56 ]. اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك وفضلِك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان، اللهم اصرِف عنهم الفتنَ ما ظهر منها وما بطَن، اللهم وحِّد كلمتَهم وصفَّهم على الحق يا رب العالمين، اللهم اصرِف عنهم شرَّ عدوِّك وعدوِّهم يا قوي يا عزيز. اللهم انصُر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان، اللهم كُن لهم مُعينًا ونصيرًا، ومُؤيِّدًا وظهيرًا، اللهم وأدِر دوائِرَ السوء على عدوِّك وعدوِّهم يا قوي يا عزيز. اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك، وتحكيمِ شرعك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نسألُك الإخلاصَ في القول والعمل. { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [ البقرة: 201 ]. عباد الله: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل: 90]. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. للإستماع إلي الخطبة أو لتحميلها مكتوبة |
![]() |
|
|
![]() |