![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() معاشر المُسلمين: الإسرافُ يُفضِي إلى الفقر والفاقَة، وكم من بُيوتٍ أسَّسَها آباءٌ مُقتدِرون وفي إنفاقِهم راشِدون، فخلفَهم أبناءُ يُسرِفون غلبَ عليهم التَّرَف، فأطلقوا لشهواتهم العنان، فتقوَّضَت البيوت، وهلكَ المُسرِفون. الإسرافُ يُنبِتُ في النفوس أخلاقًا مرذولة؛ من الجُبن، والجَور، وقلَّة الأمانات، والإمساك عن البذل في وجوه الخير. إن شدَّة التعلُّق باللذَائِذ من العيش يُقوِّي الحِرصَ على الحياة، ويُبعِدُ عن مواقِع البذل والفِداء والعطاء. وللإسراف أثرٌ على الصحَّة؛ فقد دلَّت المُشاهَدات على أن المُسرِف في مأكلِه لا يتمتَّع بالصحَّة التي يتمتَّعُ بها المُقتصِدُ المُعتدِل، وفي الحديث: ( ما ملأَ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من بطنِه، بحسبِ ابنِ آدم لُقيمات يُقِمنَ صُلبَه فإن كان لا محالَة فثُلُثٌ لطعامه، وثُلُثٌ لشرابِه، وثُلُثٌ لنفَسِه ) صدق المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي. الإسراف يُسهِّل على النفوس ارتِكابَ الجَور؛ لأن المُنغمِس في الإسراف يحرِصُ على إشباع رغبَاتِه ولا يُبالِي أن يأخُذه من أي طريقٍ، فتمتدُّ يدُه إلى ما في يدِ غيرِه بطُرقٍ مُلتوية ووسائل مُريبة. الإسراف يدفعُ بصاحبِه إلى الإمساك عن فعل الخير وبذل المعروف؛ لأن من أخذَت ملذَّاتُه بمجامِع قلبِه كان أعظم همِّه إعطاءَ نفسه مُشتهاها في مطعومِه وملبُوسِه ومركوبِه ومفروشِه. معاشر المسلمين: إن من جالِبات الهُموم والغُموم للبيوت: التفاخُرَ في الإنفاق، والمُباهاة في الصَّرف، في تنافُسٍ مُشين، وإسرافٍ ظاهرٍ، مما يقودُ إلى تراكُم الديون، وإثقال الكواهِل، وفساد الأمزِجة؛ بل قد يقودُ إلى أكل الحرام، وفساد الذِّمَم، والتقصير في جنبِ الله. يستَدينُ ليُسافِر، ويقترِض ليُقيمَ حفلاتٍ باذِخة، ما قادَه إلى ذلك إلا المُباهاة أو العاداتُ السيِّئة، مما أثقَلَ كواهِلَ أرباب الأُسَر ونغَّصَ عيشَهم لسنواتٍ وسنواتٍ؛ بل إن لم يكن مدَى الحياة. وما كان ذلك - وربِّكم - إلا بسبب الإسراف، والتبذير، وعدم الترشِيد. إن البيوت التي تُمعِنُ في التشبُّع والامتِلاء، وتبتكِرُ من وسائل الطَّهي وأنواع المآكِل، وضُروب التجديد والتطوير في المُستهلَكات لا تصلحُ لأعمالٍ جليلة، ولا تُرشَّحُ هِمَمهم لبذلٍ أو تضحية. وبعد، معاشر الأحبَّة: فإليكم شذَرات من ثقافتِنا المُسلِمة وتُراثنا المُؤمن: ثقافة المعِيِّ الواحِد: يقول ابنُ هُبَيْرة: [ لا ينبغي للمُسلم أن يتناوَل فوق حاجتِه؛ لأنه قُوتُه وقوتُ غيره، فالقسمةُ بينَه وبين غيرِه لا يُمكنُ تقديرُها إلا بالإشاعة بحسب الاحتِياج، فإذا أخذَ من شيءٍ هو مشاعٌ بينَه وبين غيره أكثرَ من حاجته فقد ظلمَ غيرَه بمقدار التفاوُت ] وقيل لسمُرة بن جُندب - رضي الله عنه -: إن ابنَك باتَ البارِحة بشِمًا. قال: أما لو ماتَ لم أُصلِّ عليه . يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية مُعلِّقًا: [ يعني: أنه أعانَ على قتل نفسِه فيكونُ كقاتِل نفسِه ] ويقول أبو إسحاق النظَّام: [ رآني جارِي المروَزي وقد مصَصتُ قصبَ سُكّر، فجمعتُ ما مصَصتُه معه لأرمِيَ به. فقال: إن كنت لا تنُّور لك ولا عِيال، فهَبْه لمن له تنُّورٌ وعِيال، وإياك أن تُعوِّد نفسَك هذه العادَة في أيام خِفَّة ظهرِك؛ فإنك لا تدرِي ما يأتيك من العِيال، وتضييعُ القليل يجرُّ إلى تضييع الكثير ] وهل الإسرافُ إلا هدرٌ وخرابٌ، وإفسادٌ للأنفُس والبيئة، وحِرمانٌ للأجيال،وحقٌّ على أمةٍ تُريدُ النُّهوضَ من كبوَتها أن تُقلِعَ عن التبذير والإسراف في الصَّرف والإنفاق، ويكونُ بذلُها في وجوه البِرِّ والإصلاح. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأنعام: 141]. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. |
#2
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله، الحمد لله يُقلِّبُ الليل والنهار، ويُسيِّرُ الأفلاكَ وما تجرِي به الأقدار، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } [آل عمران: 13] وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهَّار، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المُصطفى المُختار، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعِين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ من الصائِمين والقائِمين والمُستغفِرين بالأسحار، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أيها المسلمون: إن من المطلوب أن يعِيَ المُسلم أن النهيَ عن الإسراف والتبذير والأمرَ بالاقتصاد له غايتُه الكُبرى، وأهدافُه العُليا، إن المسلَكَ الوسط لا بُدَّ أن تتجلَّى فيه همَّةٌ عاليةٌ، مشغولةٌ بطُموحاتٍ كُبرى عن صُنوفِ اللَّهو، وأنواع الملذَّات الرَّخيصة، وتتعلَّق بهُموم الأمة وشؤُونِها في أمور دينِها ودُنياها. وفي هذا السِّياق عباد الله يتوجَّهُ المُسلم بهمِّه وهمَّتِه إلى أهلِه في الشام في نجدَتهم، وإغاثتِهم، ونُصرتِهم جهادًا في سبيل الله، وابتِغاءَ مرضاتِه، ولن يكون الشامُ - بإذن الله – ساحةً للطائفيِّين الظالمين. لا بُدَّ من كلمة حقٍّ في وجهِ العُدوان الظالم والطُّوفان الغاشِم. يُريدون للأمة أن تقعَ فريسةَ الضياع في صِراعاتٍ أهليَّة، وحروبٍ مذهبيَّة، واقتِتالٍ طائفيٍّ بغيضٍ. يُريدون أن يسُوؤُا الأمةَ سُوءَ العذاب اقتِتالاً وحُروبًا، وتشريدًا وتدميرًا، وتقطيعًا وتمزيقًا. لقد زوَّرُوا المبادِئَ الإسلامية، وأفسَدوا العلاقات الأخَويَّة، وعبَثُوا بالروابِط الوطنيَّة. إنه ليسُوءُك ثم ليسُوؤُك أن ينبَرِيَ بين فترةٍ وفترةٍ مُتزعِّمٌ ليقُول: إن تحريرَ فلسطين يبدأُ من هنا أو من هُناك، ثم يُشيرُ إلى عاصمةٍ إسلاميةٍ أو شعبٍ مُسلمٍ في عبثيَّة لا يكادُ يُصدِّقُها عاقلٌ - فضلاً عن مسلم -، عبثيَّة وهمجيَّة تجعلُ المُسلمَ هدفًا، والتيارَ الإسلاميَّ جحيمًا، في سُلوكٍ دمويٍّ يُمزِّقُ وحدة الأمة، ويفضحُ مكرَ الأعداء، ويكشِف العُملاء. إنه مشروعٌ مُريبٌ من مشارِيع الاستِقواء بالخارج، وجرِّه لديار المُسلمين. اسألوا الشعبَ السوريَّ: ماذا فعلَ به هؤلاء في تعدٍّ على حدود الشرع، وتجاوُزٍ لكل الأصول والقواعد الإسلاميَّة المُحترَمة. تقتيلٌ وتدميرٌ، وتعذيبٌ وتشريدٌ، يجرُّون الأمةَ كلَّها لتكون وقودًا لحربٍ مُدمِّرةٍ لا نهايةَ لها، ولا مصلحةَ فيها. إنهم أداةٌ طيِّعةٌ لمشروع التضليل الكبير لتكون عِصاباتٍ ضارِبة تحصُدُ رِقابَ المُؤمنين، وتقتُلُ الأبرياءَ من المُسلمين في مسلَك دمويٍّ رهيبٍ. نعم، لا بُدَّ من موقفِ صدقٍ، وكلمةِ حقٍّ في وجهِ هذا الطُّغيان الظالِم والعُدوان الآثِم على إخوانِنا في سُوريا. إنها حروبٌ مُعلَنة على الإسلام والمسلمين. إن الوعيَ بهذه الحقائِق هو الذي يحفظُ على الأمة وحدتَها وتماسُكَها واستِقرارَها ومنعَتَها. إن أهلَ العلم، وقادةَ الفِكر، وأصحابَ الرأي، ورجالَ السياسة، ومُؤسَّسات الإعلام كلُّهم جميعًا مدعُوُّون على الأصعِدة كافَّة للقيام بمسؤوليَّاتهم، وإعلان موقفِهم، وقولِ كلمتِهم من أجل حفِ أمَّتهم، وصيانة وحدتِها، وحماية شعوبِها. يجبُ القيامُ بالمسؤوليَّة ببيان حقيقة ما يجرِي، ووضع النِّقاط على الحرُوف، وحفظِ الشَّعبِ السُّوريِّ الشَّقيق، وإنقاذِه من القتل والقهر والعذاب والتشريد، جهادًا في سبيل الله، وإعلاءً لكلمته، ونُصرةً لإخواننا المظلومين. فإننا نعلمُ علمَ اليقين أن من وقعَ في مراتِع الظُّلم هو الذي يشربُ من كأسِها، والشرُّ لا يأتِي بخيرٍ، ولا غرْوَ فإن الابتِلاءَ الذي تُبتلَى به الأمة ليُمحِّصُ الله الذين آمنوا، وليَميزَ الخبيثَ من الطيب، ويُديلَ أهل الحق على أهل الباطل ممن استحوَذَ عليهم الشيطان { فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المجادلة: 19]. ألا فاتقوا الله - رحمكم الله -، ثم صلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في محكم تنزيله، فقال - وهو الصادقُ في قِيلِه - قولاً كريمًا: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملَّة والدين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتَك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافيةِ، ومُدَّ في عُمره على طاعتك، ووفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى. اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتَهم على الحق والهُدى يا رب العالمين. اللهم وأبرِم لأمةِ الإسلام أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطاعة، ويُهدَى فيه أهلُ المعصية، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر، إنك على كل شيءٍ قديرٌ. اللهم يا وليَّ المؤمنين، ويا ناصر المُستضعَفين، ويا غِياثَ المُستغِيثين، يا عظيمَ الرجاء، ويا مُجيرَ الضُّعفاء، اللهم أغِث أهلَنا في سُوريا، اللهم أغِث أهلَنا في سُوريا، اللهم اكشِف كربَهم، وعجِّل فرَجَهم، وألِّف بين قلوبِهم، اللهم مُدَّهم بمدَدك، وأيِّدهم بجُندك، وانصُرهم بنصرِك. اللهم إنا نسألُك لهم نصرًا مُؤزَّرًا، وفرَجًا ورحمةً وثباتًا، اللهم سدِّد رأيَهم، وصوِّب رميَهم، وقوِّ عزائِمَهم، واجمع كلمتَهم. اللهم ارحم الأطفال الرُّضَّع، والشيوخَ الرُّكَّع. اللهم عليك بطُغاة سُوريا الظالمين، ومن شايعَهم، ومن أعانَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كلَّ مُمزَّقٍ، اللهم اجعل تدميرَهم في تدبيرِهم. اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين، اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم. اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبوابَ القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا، ودعاءَنا، وأصلِح أعمالَنا، وكفِّر عنا سيِّئاتِنا، وتُب علينا، واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحِمين. { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [البقرة: 201] { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23]. سبحان ربِّك عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين. لمشاهدة الخطبة والإستماع إليها أو لتحميلها مكتوبة |
![]() |
|
|
![]() |