![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
|||
|
|||
![]() المؤمن الصادق لو أن كل أبواب الحلال مغلقة باب الحرام مفتوح يقول : } مَعَاذَ اللَّهِ { ( سورة يوسف الآية: 23 ) } إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ { ( سورة الحشر ) فحينما يعلم الله منه هذا الورع ، وهذا الحرص على طاعة الله ، يفتح له الأبواب المشروعة على مصارعها ،أنا أقول أي إنسان يعاني من ضائقة ، من ضائقة مادية ، من مشكلة صحية ، من مشكلة اجتماعية ، من مشكلة في العمل ، من مشكلة في البيت ، عليه بهذه الآية : } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين . قانون العناية الإلهية يحمي الإنسان من المشكلات و ينال رضوان الله : أيها الأخوة ، كل بلد له خصوصية ، كل مجتمع له خصوصية ، الخصوصية يعني من حركة الحياة تستنبط حقائق ، قد تكون غير مشروعة ، أي بلد له خصوصية ، أو بتعبير آخر له تركيبة خاصة ، فمن حركة الحياة تستنبط قواعد ، هذه القواعد إن فعلت كذا ، إن لم تفعل كذا ، غضب الناس عليك ، وإذا غضب الناس عليك أتعبوك ، هذه القواعد في معظمها قد تكون غير صحيحة ، وتتناقض مع منهج الله عز وجل . الآن دققوا : لما إنسان يواجه مشكلة فإذا أراد حلّها وفق القواعد المستنبطة من حركة الحياة قد لا ينجح عند الله ، قد يسقط ، أما إذا طبق منهج الله ، ولم يعبأ بهذه القواعد هناك حكمة بالغة بالغة يخضعه الله لقانون لا يعلمه ، هذا القانون هو قانون العناية الإلهية فينجو من هذه المشكلات ، وينال رضوان الله عز وجل . أحياناً تجد إنساناً يقول يجب أن أفعل هذا حتى أنجو ، هذا الفعل لا يرضي الله عز وجل ، فالذي لا يعبأ بمنهج الله ، يطبق القواعد المستنبطة من حركة الحياة ، ظناً منه أنها تنجيه هي لا تنجيه ، لكن حينما يصر على طاعة الله ، يصر على منهج الله ، أحياناً طبيعة الحياة تقتضي أن تفعل كذا ، من أجل أن تنجو ، من أجل أن تسلم ، من أجل أن يقوى مركزك ، وقد يكون هذا الفعل لا يرضي الله ، فالمؤمن من حرصه على طاعة الله ، وحرصه على إرضائه، لا ينفذ هذه القاعدة ، فيبدو أنه دمر نفسه ، لكن الله سبحانه وتعالى يخضعه لقانون لا يعرفه هو قانون العناية الإلهية فيزداد مركزه قوة . فلذلك : إن الله يمنعك من يزيد ، ولكن يزيد لا يمنعك من الل ه. هذه حقيقة مهمة جداً . ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه : من هنا أقول مرة ثانية : كن مع الله تـــــرى الله واترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطاك من يمنعه ثـم من يعطي إذا ما منعك * * * الحقيقة التي لابدّ منها في موضوع الحفظ : الله متى يحفظك ؟ ورد في بعض الأحاديث أنه : ( ما ترَك عبدٌ شيئًا لا يترُكُه إلَّا للَّهِ إلَّا عوَّضَه اللَّهُ منهُ ما هوَ خيرٌ لهُ في دينِه ودنياهُ ) [ حديث حسن ] هذه القاعدة قاعدة ذهبية كما يقولون ، قانون . تركت هذا المنصب لله ، تركت هذه الصفقة الكبيرة لأن فيها شبهة ، تركت هذا المكسب الكبير لأنه فيه شبهة ، تركت هذا العمل لأن الله لا يرضى عنه . أنا أتكلم الآن عن أسباب حفظ الله لك ، الله " الحفيظ " متى يحفظك ؟ حينما تدع شيئاً لله ، في صفقة كبيرة أرباحها طائلة ، لكن البضاعة محرمة ، أو طريقة التعامل محرمة فيقول المؤمن : } مَعَاذَ اللَّهِ { } إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ { يركلها بقدمه ، فالله عز وجل يكافئه على هذا الموقف البطولي بعطاء كبير في الدنيا قبل الآخرة . أروي قصة : هناك فلاح أُعطي عشرون دنم من أراضي إنسان أُخذت منه غصباً بسبب أو بآخر ، هذا الفلاح له شيخ ، سعى إليه والفرحة تملأ نفسه ، عاش كل عمره فقيراً الآن أصبح يملك عشرين دنم ، أرض زراعية ، كاد يطير فرحاً ، فشيخه قال : يا بني هذا المال مغتصب ، ولا يجوز أن تأخذه ، كل هذا التألق ، وهذا الفرح انطفأ ، قال له : هذا مال حرام لا تأخذه ، فلما رآه قد علته الكآبة ، قال له : يا بني اذهب لصاحب الأرض ، لعله يبيعها لك تقسيطاً ، افعل ، حاول هذه المحاولة ، وذهب إليه ، قال له : أنا أُعطيت عشرين دنم من أرضك ، ولي شيخ قال لي : إن أخذها حرام ، هل تبيعني إياها بالتقسيط ؟ قال له : يا بني أنا أُخذ مني أربعمئة دنم ، ولم يأتِ أحد إلا أنت ، هذه هدية لك . مرة ثانية : زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً من أجله ثم يضيعك . الله عز وجل هو الوحيد معك ومع أهلك في وقت واحد : الآن أنت مسافر ، ماشي ، أهلك في بلد آخر ، في بلدك الأصلي ، يا ترى أثناء غيابك في مشكلة ، في حادث ، في مرض شديد ، في إنسان اعتدى عليهم ، ابنك بالطريق أصابه مكروه ، في قلق دائم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام علمنا هذا الدعاء : (( اللهم أنت الرفيق في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد )) [ ورد في الأثر] أي لا يوجد جهة بالكون هي معك ومع أهلك في وقت واحد . ولازلنا في حفظ الله لهذا الإنسان ، الدعاء المشهور الذي كان النبي يدعو به : ( اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ، واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا ) الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم : 3502 خلاصة حكم المحدث : حسن هذا الدعاء من أدعية النبي التي كان يكثر الدعاء بها . التولي و التخلي : أيها الأخوة الكرام ، الآن لابدّ من حقيقة دقيقة : أنه من اعتمد على نفسه أوكله الله إياها ، أنت بين كلمتين ، إما أن تقول أنا ، وإما أن تقول الله ، إن قلت أنا تخلى الله عنك وإذا قلت الله تولاك ، أي أنت بين التولي والتخلي ، تقول أنا معي اختصاص ، معي شهادة عليا ، أنا من أسرة فلانية ، أنا عندي خبرات متراكمة ، أنا حجمي المالي كبير ، إذا قلت أنا تخلى الله عنك ، فإذا قلت الله تولاك الله ، أنت بين التولي والتخلي . الله حفيظ لا يخفى عليه شيء فبطولة الإنسان أن يصفي قلبه من كل شيء لا يرضي الله : آخر شيء أيها الأخوة ، من تطبيقات هذا الاسم أن الله حفيظ بمعنى لا يخفى عليه شيء ، فالبطولة أن تصفي قلبك من كل شيء لا يرضي الله . ما منظر الله عز وجل ؟ قلب المؤمن ، طهر قلبك من كل حقد ، من كل احتيال ، من كل كراهية . الشيء الثاني : الله حفيظ ، يحفظ عباده ، وأنت كمؤمن اشتق من هذا الكمال كمالاً تقرب به إلى الله ، احفظ من حولك ، أحفظ أولادك ، أحفظ دينهم ، أحفظ عقيدتهم ، أحفظ عباداتهم ، أحفظ دراستهم ، احفظهم بكل ما تملك حتى الله عز وجل يكرمك بحفظهم بعد موتك . أيها الأخوة الكرام ، هذا الاسم من ألصق الأسماء الحسنى بحاجات الإنسان ، ألا تتمنى أن يحفظك الله ؟ ( احفَظِ اللهَ يحفَظْك ) [ أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ] والحمد لله رب العالمين |
|
|
![]() |