![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() سبحان الله الانتصار على النفس يقود إلى انتصار والانهزام أمام النفس يقود إلى انهزام ، الإنسان طبيعته حركية ديناميكية وليست سكونية فأول خطوة إيجابية تقوده إلى خطوة إيجابية ، هذا المعنى أشار النبي عليه الصلاة والسلام إليه حينما سأله أحد أصحابه . قال يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال إيمان بالله ، جاء السؤال الثاني مع الإيمان عمل ؟ قال أن يعطي مما رزقه الله ، قال : فإن كان لا يملك ، قال فليأمر بالمعروف ولينهى عن المنكر قال فإن كان لا يحسن ، قال فليعن الأخرق ، قال فإن كان لا يستطيع ؟ يعني ليس معقول ولا ميزة له الإنسان كان السؤال صار محرج ، قال : فليكف أذاه عن الناس ، فجاء السؤال الأشد إحراجاً ، قال أو إن فعل هذا دخل الجنة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ما من عبد مسلم يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة . ( ما ذا يُنجي العبدُ من النَّارِ ؟ قال : الإيمانُ بالله . قلتُ : يا نبيَّ اللهِ مع الإيمانِ عملٌ ؟ قال : أن تُرضِخَ مما خوَّلك اللهُ ، و تُرضِخَ مما رزقك اللهُ . قلتُ : يا نبيَّ اللهِ فإن كان فقيرًا لا يجدُ ما يرضَخُ ؟ قال : يأمرُ بالمعروفِ ، و ينهى عن المنكرِ . قلتُ : إن كان لايستطيعُ أن يأمرَ المعروفَ ، و لا ينهى عن المنكرِ ؟ قال : " فلْيُعِنِ الأَخْرَقَ " . قلتُ : يا رسولَ اللهِ : أرأيتَ ، إن كان لا يحسنُ أن يصنعَ ؟ قال : فلْيُعِنْ مظلومًا . قلتُ : يا نبيَّ اللهِ أرأيتَ إن كان ضعيفًا لا يستطيعُ أن يُعينَ مظلومًا ؟ قال : ما تريدُ أن تترك لصاحبِك من خيرٍ ؟ لِيُمْسِكْ أذاه عن الناسِ . قلتُ : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن فعل هذا يدخلُه الجنَّةَ ؟ قال : ما من مؤمنٍ يطلبُ خَصلةً من هذه الخصالِ إلا أخذَتْ بيدِه حتى تُدخِلَه الجنَّةَ ) الراوي : أبو ذر الغفاري – المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 876 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح الإنسان طبيعته حركي يعني إذا كف أذاه عن الناس هذا الكف عمل طيب ، نقله إلى أن يعين الناس في حاجاتهم فإذا أعان الناس في حاجاتهم هذا العمل الطيب نقله إلى أن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، الآن ما تكلف شيئاً فإذا أمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر هذا العمل ينقله إلى أن يعطي مما أعطاه الله ، لذلك خطوة نحو المعصية تقود إلى معصية أشد وخطوة نحو الطاعة تقود إلى طاعة أشد، لذلك ابن القيم رحمه الله تعالى قال من جاءته خاطرة . يعني أضعف شيء ممكن أن يرد إليك خاطرة قال : فإن أهملها انقلبت إلى فكرة ، الفكرة أوضح فإن أهملها انقلبت إلى رغبة ، صار فكرة انتهت إلى رغبة ، فإن أهملها أصبحت شهوة ، الشهوة أقوى فإن أهملها أصبحت إرادة فإن أهملها أصبحت فعلاً فإن تابعه أصبحت عادة . هو أصعب شيء أن يدع الإنسان عاداته ، لذلك حينما قال تعالى : } إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ { سورة النساء : 17 معنى ذلك أنه ينبغي أن تقلع عن المعصية فور وقوعها ولا أن تمهل حتى تنقلب هذه المعصية إلى عادة ، هذا المعنى جاء في القرآن الكريم قال تعالى : } فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ{ سورة الحديد : 16 طال عليهم الأمد في المعاصي فقست قلوبهم . ) حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ( يعني الإنسان حينما ينتصر يقوده انتصاره على نفسه إلى انتصار آخر ولا شيء كالنجاح لأنه يقود النجاح إلى نجاح آخر ، أحياناً إنسان يفتح محل ينجح نجاحاً كبيراً فرع ثاني فرع ثالث فرع رابع فرع خامس في كل مكان في العالم النجاح يقود إلى النجاح والانتصار على الذات يقود إلى انتصار أشد والإنسان حركي وليس سكوني . يزداد إيماناً يزداد تألقاً يزداد قوة على نفسه يزداد ثباتاً على الحق فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، (حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا ) يعني لونه كلون الغبرة في ألوان قذرة ، في ألوان هي الحقيقة ليست ألوان لكن تراكم التراب مع الطين مع الزيت مع الدخان ترى البناء لونه قذراً ، لون منفر ، لون مخرش ، قضية الألوان قضية مهمة جداً في ألوان توحي بالراحة في ألوان توحي بالاتساع البيت الصغير قد يطلى بلون سماوي هذا يوحي بالاتساع والبيت البارد يطلى بلون حار اللون السكري يوحي بالدفء والإنسان الذي طوله محدود يجب أن لا يلبس مربعات يقصر أكثر ، يجب أن يلبس مقلم تقليمة ناعمة فقضية الألوان قضية لها تأثير كبير جداً ، القلب الأبيض كما قال عليه الصلاة والسلام : (حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا ) لونه بلون الغبرة قال تعالى : } كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { سورة المطففين: 14 وسبحان الله هذا شيء لا يتخذ مقياساً لكن ترى في وجه صافي في وجه مشرق في وجه متألق في وجه عليه غبرة في وجه أسود وبالنهاية في نهاية النهاية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه . لي صديق يعمل قاضياً للتحقيق في قصر العدل مرة زرته وجدت أمامه إنساناً والله له وجه والعياذ بالله أسود كما قال النبي مرباد كان قاتل يحقق معه ، فتح الباب ودخل صديق القاضي ومكلفه بخدمة وأنجز له إياها وجه متألق هكذا وازنت بين الوجهين أين الثرى من الثريا . يوم تبيض وجوه وتسود وجوه . لذلك قال عليه الصلاة والسلام : ) تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ ( الترمذي ، أبو داود ، أحمد ، ابن ماجه البياض لون ثياب أهل الجنة واللون الأسود يوحي أحياناً بالبعد عن الله عز وجل . ) وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ( الكوز إناء إذا أملت الإناء الماء يندلق منه فيصبح فارغاً ، فلما القلب الذي هو منظر الرب ، الذي هو مهبط تجليات الله ، الذي هو مكان أنوار الله إذا مال إلى الدنيا ، تصور النور خرج منه صار قلب كالكوز مجخياً ، ما صفات هذا القلب ؟ قال : ) لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ( |
#2
|
|||
|
|||
![]() أيها الإخوة : من أروع ما في كلمة معروف أن الفطر السليمة تعرفه ومن أروع ما تعنيه كلمة المنكر أن الفطر السليمة تنكره ما دام قلبك ينكر المنكر على سجيته من دون تعليم ، ما دام قلبك ينكر المنكر على سجيته فهذه نعمة كبرى ، وما دام قلبك يعرف المعروف على سجيته فهذا عمل عظيم ، يعني قلبك سليم يعني قلبك لم يشوه يعني فطرتك سليمة لم تطمس مادمت تعرف المعروف معروفاً وتنكر المنكر إنكاراً ، لكن كما حدثنا النبي عليه الصلاة والسلام قال : من هنا أخطر حالة يعيشها المسلمون اليوم أن المنكر معروف والمعروف منكر ومن أدق الأدعية : اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، هذا القلب مهبط تجليات الله كان هذا القلب ممتلئاً بنور الله لأن الطاعة تملأ القلب نوراً ، من علامات المعصية أنها تذهب النور من الوجه والقلب فهذا القلب كالكوز مجخياً لما مال إلى الدنيا خرج منه نور الله عز وجل ، الآن ما صفات هذا القلب ؟ ) لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا( يقول لك عادي باللغة الدارجة الفتاة جلست بأبهى زينتها أمام صديق زوجها يقول لك عادي ، ممكن أن تفعل المرأة كل شيء عادي ، ممكن أن تلتقي بأي إنسان عادي ، ممكن أن تأكل كل شيء عادي ، يعني إنسان متمسح ) لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا( الآن علامة المؤمن أن الذنب عند المؤمن كالجبل جاثمٍ على صدره علامة المنافق أن ذنبه كالذبابة أمام أنفه ، الآن الذنب كلما صغر في عين الإنسان كبر عند الله قال تعالى : } وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ { سورة النور : 15 وكلما كبر عند الإنسان صغر عند الله ، العلاقة بين رؤيتك للذنب وبين حجم الذنب عند الله علاقة عكسية يعظم الذنب عندك يصغر عند الله ، يصغر عندك يكبر عند الله لهذا قيل : لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار . ) وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) قال تعالى : } أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ{ سورة الفرقان : 43 في سفر بعيد التقيت مع أخ طيب له ابن قال لي هذا الابن أهلكني يا بابا حرام واي حرام ، يا بابا هذا عيب واي عيب ، هذا كالكوز مجخياً ، انتهى ، الحقيقة علامة إيمانك علاقتك بالذنب من هنا قال عليه الصلاة والسلام لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، هل معنى هذا الحديث أن نسارع إلى الذنب ؟ ( والذي نفسي بيدِه ! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون ، فيستغفرون اللهَ ، فيغفرُ لهم ) الراوي : أبو هريرة – المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2749 خلاصة حكم المحدث : صحيح مستحيل وألف مستحيل ، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وأتى بقوم يذنبون ، يعني لو لم تذنبوا ، يعني لو لم تحسوا بذنوبكم ، فلان لعله مات يأتي الطبيب يضع يده على النبض يقول ما في نبض أبداً معناها مات في علامة ثانية يأتي بمرآة يضعها أمام أنفه ما في بخار ماء أبداً معنى هذا أنه ميت في علامة ثالثة يأتي بمصباح شديد ويضعه على بؤبؤ العين ما تقلصت يقول لهم عظم الله أجركم ، هذا ميت . والحقيقة الإنسان إذا ما أنكر منكراً ولا أمر بالمعروف ما تأثر بمنكر فعل الذنب ولم يتأثر انتهى عند الله عز وجل ، هذا معنى لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وأتى بقوم يذنبون معنى يذنبون إذا أذنبوا يبكون يستغفرون يصححون أخطاءهم ، نعيد الحديث مرة أخيرة . عن حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ) تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّىتَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) متفق عليه ولاحظت ملاحظة أن الإنسان إذا أقام إقامة دائمةً مع المتفلتين مع العصاة مع المذنبين كلما مضى أسبوع يقبل معصية لهم ويهضمها وفي النهاية يفعلها وفي النهاية يدافع عنها وفي النهاية يأمر بها ، يقبلها يستحسنها يعذرهم بهذا يفعلها معهم يدافع عن نفسه إذا اتهم ثم يأمر بها لذلك قال تعالى : } وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا{ سورة هود : 113 لذلك من أقام مع المشركين برأت منه ذمة الله . لأنهم ينقلونك إلى سلوك ليس إسلامياً ولا تألفه أنت . أيها الإخوة : هذا الحديث لعله ينطبق على المسلمين اليوم أشد الانطباق وما لم يبادروا إلى بيوتهم أو مساجدهم وما لم يلزموا دروس العلم وما لم تشحن نفوسهم شحنة روحية عالية لن يستطيعوا مقاومة الفتن التي في هذا الزمان ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل . والحمد لله رب العالمين لفضيلة الشيخ / محمد النابلسي جزاه الله عنا كل خير والله المستعان وعليه التكلان . |
![]() |
|
|
![]() |