
12-17-2025, 03:25 PM
|
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 63,355
|
|
يا ابن آدم
من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
يا ابن آدم
أُلقِيَ إبراهيمُ في النار، وسُلِبَ أيوبُ أهلَه ومالَه، وذاقَ يوسفُ لوعات السجن، وكُذٍّب نوحٌ وأوذي في الله ألف سنة إلا قليلاً..
هذه حياة الصالحين تجري عليهم صنوف البلاء بحسب دينهم، الأمثل فالأمثل في دنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة.
فمِن تمامِ نِعمةِ اللهِ على عباده المؤمنين أنْ يُنْزِلَ بهم الشدةَ والضرَ وما يلجِئُهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين،
ويرجونه لا يرجون أحداً سواه، وتتعلقُ قلوبٌهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكلِ عليه والإنابةِ إليه وحلاوةِ الإيمانِ
وذَوقِ طعمِهِ والبراءةِ من الشركِ ما هو أعظمُ نِعمةً عليهم من زوال المرض والخوف أو الجدب أو حصول اليسر
وزوال العسر في المعيشة؛ فإن ذلك لَذّاتٌ بدنيةٌ ونِعَمٌ دنيويةٌ قد يحصلُ للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن.
وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصينَ لله الدينَ، فأعظم من أن يُعَبِّر عن كُنهٍه مَقال، أو يَستحضر تفصيلَه بال،
ولكل مؤمنٍ من ذلك نصيبٌ بِقَدْر إيمانٍه، ولهذا قالَ بعض السلف: *يا ابن آدم،
لقد بورك لك في حاجةٍ أَكْثَرْتَ فيها من قرعِ بابِ سيّدٍكَ.
|