![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() إخوةَ الإيمان ، و لسيرةِ النبيِّ المختار صلى الله عليه و سلم مكانتها و مقامها فيِ النفوس التي أحبَّته و أجلّته ، و الأفئدةِ المولعة بشمائله و خصالِه ، و إرضاءً لذلك الحبّ الطهور ، هذه ومضاتٌ و إلماحات من سيرتِه المشربة بالرحمة و الرأفة و الحنان . فيومَ أن اشتدَّ أذى قومِه له ، فانطلَقَ و هو مهمومٌ على وجهه عليه الصلاة و السلام ، فلم يستفِق إلاّ و هو بقرنِ الثعالب ، فناداه ملك الجبال و قال: يا محمّد ، إن شِئتَ أن أطبقَ عليهم الأخشبين ، فقال صلى الله عليه و سلم وهو الرؤوف الرحيم : ( بل أرجو أن يخرِجَ الله من أصلابهم من يعبدُه وحدَه لا يشرك به شيئًا ) أخرجه الشيخان . فسبحان الله عبادَ الله ، انظروا كيفَ قابلوه بالتَّهَجّم و النكران ، فوهبهم العفوَ و الغفران ، و صدق الله العظيم إذ يقول : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء:107] ، و قال عليه الصلاة و السلام : ( إنَّما أنا رحمةٌ مهداة ) أخرَّجه البخاري . و في فتحِ مكّةَ حين اشتدَّ الفزعُ بمشركي قريش و ظنّوا كلَّ الظنّ أنّ شأفتَهم مستأصلة ، وقف منهم الرسولُ الشاكر الرحيم ، المانّ الحليم و قال عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم : ( ما تظنّون أنِّي فاعل بكم ؟ ) قالوا : خيرًا ؛ أخٌ كريم و ابن أخٍ كريم ، قال الحبيب المصطفى : ( اللّهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، اذهَبوا فأنتم الطلقاء ) . الله أكبر ، يا له من نبيٍّ ما أعظَمَه ، و مِن رسولٍ ما أكرمه . إنّه المثل الأعلى للإنسانيّة ؛ انتَصَر فرحِم و عفا ، و قدَر فصفَح و ما جفا . و صفوةُ القول ياعباد الله هو قول الحق سبحانه : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب:21] ، أسوةٌ في جميع ضروب الحياة و تصاريف الأمور و المعاملاتِ ، { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام:124] ، { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُوَيَخْتَارُ } [القصص:68] . إنَّها النفس التي عانَقَت السماء ، و عاشَت على الثَّرى دانيةً من الناس ، مِلؤُها الإحسان المدِيد و العقلُ السديد و الرأي الرّشيد ، في أقصى آمالِ الحِرص و الإخلاص و الصّدق و الأمانة . معاشرَ المسلمين ، ثلاثةٌ و عشرون عامًا مِن الدعوة و الصبر و التعليم و الجهاد تقِف شامخةً على قمَّة الزمنِ و الحضارة و التأريخ ، لا تجِد فيها ساعةً أو خطوَة توصَف بالضياع أو الإهدارِ . أمّةَ الإسلام ، أحباب سيّدِ الأنام ، و مع كلِّ هذا الجلاء و البهاء في سيرةِ خير الورَى ، لا يزالُ أرباب النّفاق و مَردَة الكُفرِ و مُسوخ العولمة و التغريب ينشرون أباطيلَهم و حقدَهم عبرَ الحمَلات و الشبكات حِيالَ الجناب المحمدّيّ الأطهر و الهديِ المصطفويّ الأزهَر ، فيا وَيحهم ، يَرمون من أرسلَه الله رحمةً للعالمين بالقَسوة و الجفاء و الإرهابِ و الغِلظة و الشناءَة ، في رسومٍ ساخِرة و دِعايات سافِرة و حملات ماكِرة ، فالله حسبنا و حسيبُهم . و ما عُدَّتهم إلاّ الافتراء و الزور، و قد علِموا يقينًا قاطعًا أنّ النبيَّ الأمّيَّ الهاشميّ القرشيّ صلوات ربي و سلامُه عليه قد جاء للبشريّة بأسمى الحقائِق و أزكى الآداب ، و أرقى النُّظُم و أجلى الشرائع ، و لكن { وَجَحَدُوا بِهَاوَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًاوَعُلُوًّا } [النمل:14] . الله أكبر ، { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } [الكوثر:3] ،
ولله درُّ حسّانَ رضي الله تعالى عنه : هجوتَ مباركًا برًّا حنيفًا أميـنَ الله شِيمتُه الوفاءُ فإنَّ أبي و والدَه و عِرضي لعِرضِ محمّدٍ منكم وقاء أمّةَ الإسلام في كلّ مكان ، و إذا كانَت المآسي تلفَح وجوهَنا في كلِّ شبرٍ و واد ، فإنّه لِزامًا على الأمّة و قد رضِيَت بالركون إلى هذه الدنيا ، و ضعُف حبلُ صِلَتِها بهذِه السّيرةِ الهادِية ، أن تَنثَنِي إلى السيرة النبوية في شمولٍ و عُمق و جِدٍّ و صِدق ، و أن تكونَ أشدَّ تعلُّقًا بنبيِّها صلى الله عليه و سلم و سيرتِه عليه الصلاة و السلام تأسِّيًا و فهمًا و سلوكًا و استبصارًا و اعتبارًا ؛ لتنتشلَ نفسَها من العجزِ و التمزّق ، و الفِتن و الانحدار التي مُنِيت بها في هذهِ الآونةِ المتأخرة ، و لْتعلِنها مدوّيَة خفّاقةً أنّ السيرة النبويّةَ و المناقب المحمّديّة على صاحبها أزكَى صلاة و سلامٍ ، هي مناط العِزّ و النصر الذي سوف يعرُج بالأمة إلى مراتب السّؤدَد و التمكين ، و هي التي تقضِي على جدلٍ كلِّ عنيد و خداع كلِّ ماكر و نفاق كلِّ دعِيّ ، و هي الحجّة القاطعة لدحرِ المتهجمين على أصولِ الشريعة و أحكامها مِن قليلِي البصيرة و سُفَهاء الأحلام . السيرةُ النبويّة ـ يا رعاكم الله ـ هي الشمسُ الساطعة التي تربَّى عليها الأجيالُ بمنهج الوسَطِ و الاعتدال بعدَ أن تلقَّفَتهم الغرائز و الشهوات في الإعلام و الفضائيّات ، و طوَّقتهم الشّبهات في الشبكاتٍ و المنتدَيَات ، حتى جفَّت في قلوبهم ينابيعُ الحبِّ المورِقِ لنبيِّهم صلى الله عليه و سلم و شمائِلِه و صَحبهِ إلاّ مَن رحم الله . يا أمّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ، و لن يتحقَّق الحبّ النبويّ المكين في أكملِ معانيه و أحكمِ مبانيه إلاّ إذا كانت لُحمتُه الاتِّباعَ و الاقتداء ، و وسيلته العمل و الاهتداء . ألا فاتقوا الله عباد الله ، و تحلًوا بشمائل نبيِّكم صلى الله عليه و سلم و أخلاقِه ، و تزيَّنوا بمناقبِه و آدابِه ، و تمثَّلوا هديَه، و ترسَّموا سنّتَه ، و عَضّوا عليها بالنواجذ ، تغنَموا و تنعَموا و تسودوا و تقودوا . { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [يوسف:21] . أعوذ بالله العلى العظيم من الشيطان الرجيم ، { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَوَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ } [آل عمران:31، 32] . بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ، فاستغفروه و توبوا إليه ؛ سبحانه إنه كان توّابًا رحيما |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |