| 
			 | 
			
			 | 
		
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
			
  | 
			
			
			
	
		 تسجيل دخول اداري فقط  | 
		
![]()  | 
	
	
| انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 18 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / شهادات رمضانية لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================= إن الحمد لله نحمده تعالى و نستعينه و نستغفره ،  و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيئات أعمالنا ،  من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ،  و أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، إمام المتقين ،  و خاتم الأنبياء و المرسلين ، صلى الله و سلم و بارك عليه ، وعلى آله و أصحابه ،  و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمــــا بعـــــد : فأوصيكُم ـ أيّها النّاس ـ و نفسِي بتقوَى الله عزّ و جلّ ، فاتقوا اللهَ رحمكم الله ،  و اغتنِموا مواسمَ الأرباحِ فقد فُتِحت أسواقها ،  و داوموا قرعَ أبواب التوبة قبل أن يحينَ إغلاقها .  الغَفلةُ تمنَعُ الرِّبحَ ، و المعصيةُ تقودُ إلى الخُسران .  الواقفُ بغير بابِ الله عظيمٌ هوانُه ، و المؤمِّل غيرَ فضلِ الله خائبةٌ آماله ،  و العامِل لغير الله ضائعةٌ أعمالُه . الأسباب كلُّها منقطِعة إلا أسبابه ،  و الأبوابُ كلّها مغلَقة إلا أبوابُه .  النّعيمُ في التلذُّذ بمناجَاةِ الله ، و الرّاحة في التّعَب في خدمةِ الله ،  و الغِنى في تصحيحِ الافتقارِ إلى الله . أيّها المسلمون ، الأيّام تمرُّ عجلَى ، و السّنون تنقضِي سِراعًا ،  و كثيرٌ من الناسِ في غَمرةٍ ساهون و عن التّذكِرة معرِضون ،  و في التنزيل العزيز : [الفرقان:62]. و لما كان العُمر ـ يا عبادَ الله ـ محدودًا و أيّامُ العَبدِ في هذه الدّنيا معدودَة  فقد امتنَّ الله على عبادِه بمواسمِ الخيرات و مِنَح النّفَحات ،  و أكرَمَ بأيّامٍ و ليالٍ خصَّها بمزيدٍ منَ الشَّرَف و الفَضلِ وعَظيمِ الثّوابِ و مُضَاعَفة الأجرِ ،  و جعَل فيها بمنِّه و كرَمِه ما يُعوِّض فيهِ الموفَّق قِصَرَ حياتِه و تقصيرَ أعماله .  و إنّ أيّامَكم هذه من أفضلِ الأيّام ، و هذه العَشرُ الأخيرةُ هي الأفضَلُ و الأكرَم . أيّها المسلمون ، ما أحوجَ العبدَ إلى موقفِ المحاسبة في هذه الأيّام الفاضلة ،  إنها مناسَبَة مناسِبَة من أجل التّغيير و التصحيح و الإصلاحِ في حياة الفرد  و في حياةِ الأمة ، يقول رسول الله صلّى الله عليه و على آلِه و صحبه و سلّم :  (( إذا دخل رمضانُ فتِّحت أبواب الجنّة و غُلِّقت أبوابُ النار و سُلسِلت الشياطين ))  أخرجه الترمذي ،  و في روايةٍ أخرى :  (( إذا كانَ أوّل ليلة من رمضانَ صُفِّدت الشياطين و مردَةُ الجنّ ،  و فُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلَق منها باب ، و غلِّقت أبواب النار فلم يُفتَح منها باب ،  و ينادي منادٍ : يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغيَ الشرِّ أقصر ،  و لله عتقاءُ من النّار ، و ذلك كلَّ ليلة )) .  إنها فرصة للمحاسبة و فرصةٌ للإصلاح و فرصة للتغيير ،  (( يا باغيَ الخير أقبِل ، و يا باغيَ الشرّ أقصر )) . معاشرَ المسلمين ، و من أجلِ مزيدٍ منَ التأمُّل و استشعارٍ جادٍّ للمحاسَبَة  و إدراكٍ عميق لهذه الفرصَة السانحة هل تأمَّلتم في دعاءٍ يردِّده المسلمون  في هذا الشهرِ الكريم ، و بخاصّةٍ في مثل هذه الأيام حين تبدأ أيّام الشهر  في الانقضاءِ و هِلاله بالأفول ، و يستشعرون فِراقَه و يعيشون ساعاتِ الوداع  و مشاعِر الفِراق ، دعاءٌ يصاحبه دفقٌ شعوريّ مؤثِّر من القلوبِ الحيَّة  و النفوسِ المحلِّقَةِ نحوَ السموّ بشعورٍ إيمانيّ فيّاض ،  يرفَعون أيديَهم مُناشدين ربَّهم و مولاهم :  " اللهمَّ اجعله شاهدًا لنا ، لا شاهدًا علينا " .  هل تأمَّلتم هذا الدعاءَ ؟!  و هل فحَصتم مضامينَه و عواقبَه و حقيقتَه و نتيجتَه ؟! أيّها الصائمون ، إنّ شهادةَ شهرِ رمضان غيرُ مجروحةٍ ، إنّه موسم يتكرّر كلَّ عامٍ ،  يشهد على الأفرادِ ، و يشهَد على الأمة ، إنّه يشهَد حالَكم ،  فهل سيشهَد لنا أو يشهَد علينا ؟!  يرقب حالَنا ؛ هل سوف يزدرِينا أو سوفَ يغبِطنا ؟!  ماذا في استقبالنا له ؟! و ماذا في تفريطنا فيه ، بل في كلّ أيّام العام و العُمر ؟  هل نجتهد فيه ثم نضيِّع في سائرِ أيّام العام ؟! عبادَ الله ، الأيّام تشهَد ، و الجوارِح تشهد ، و الزّمان يشهد ، و المكان يشهَد ،  إنّ تأمُّلَنا في شهادة هذا الشهر الكريم لنا أو علينا فرصَة عظيمةٌ صادقة جادّة  في المحاسبة و مناسبةٌ حقيقيّة نحو التغيير و التعويض ،  (( يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغيَ الشرّ أقصر )) .  و قد يكون لشهادةِ رمضان المعظَّم نوعٌ من التميُّز و لونٌ من الخصوصيّة ،  لماذا ؟  لأنَّ شهرَ رمضانَ هو شهر الصّبر ، شهر مقاومة الهوى و ضبطِ الإرادة  و مقاومَة نزوات النفس و نوازعها . شهر رمضان ـ  معاشرَ الصائمين ـ  ميدانُ التفاوت بين النفوسِ الكبيرة و النفوسِ الصغيرة ،  بين الهِمَم العالية و الهِمَم الضعيفة .  هذا الشهرُ الشاهد فرصةٌ حقيقيّة لاختبار الوازِع الداخليّ عند المسلم ،  الوازع و الضمير هو مِحوَر التربية الناجحة . و من أجل مزيد من التأمُّل و النظَر و الفحص في هذه الشهادةِ الرمضانية فلتنظُروا  في بعض خصائصِ الصّيام و أحوال الصائمين . الصّوم سرٌّ بين العبدِ و ربِّه ،  و قد اختصَّه الله لنفسِه في قوله سبحانَه في الحديث القدسي :  (( الصّوم لي و أنا أجزِي به ، يدَع طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجلي )) . أيّها الإخوة في الله ، الصومُ عن المفطّرات الظاهِرَة يسيرٌ غير عسير لكثيرٍ من الناس ،  يقول ابن القيم يرحمه الله :  " و العبادُ قد يطَّلعون من الصائمِ على تركِ المفطرات الظاهرةِ ،  و أما كونه ترك طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجل معبودِه فهو أمر لا يطّلع عليه بشَر ،  و تلك حقيقة الصوم " . و اقرِنوا ذلك ـ يرحمكم الله ـ بقوله  (( من صامَ رمضانَ إيمانًا و احتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه ،  و من قام رمضانَ إيمانًا و احتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه ،  و من قام ليلة القدرِ إيمانًا و احتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه )) .  مَن ـ تُرى ـ يحقِّق الإيمانَ و الاحتساب على وجهه يا عباد الله ؟!  (( يا باغي الخير أقبل ، و يا باغي الشر أقصر )) . تأمّلوا أحوالَ بعض الصائمين مع الطعامِ و فضول الطعام ،  يسرِفون على أنفسِهم في مطاعمهم ومشاربهم ونفقاتهم،  يتجاوَزون حدَّ الاعتدال و الوسَط ، ساعدهم في ذلك إعلامٌ هَزيل قد جعَل مساحاتٍ  هائلةً للأكل و الموائد مع ممارساتٍ غير سويّة من التجارِ و المستهلكين . و تأمّلوا ـ حفظكم الله ـ  و أنتم في رحابِ هذا الشهرِ الشّاهد ،  تأمّلوا أحوالَ بعض الغافِلين الذين يضيِّعون هذه الأوقاتَ الفاضلةَ و الليالي الشريفة  مع اللهوِ و البطّالين فيما لا ينفَع ، بل إنّ بعضها فيما يضرّ و يُهلك و يفسِد الدّينَ  من الغيبة و النميمةِ و المسالك المحرَّمة ، انقلبت عليهم حياتهم ليجعَلوا نهارَهم نومًا  و ليلَهم نهارًا في غير طاعةٍ و لا فائدة ، لا لأنفسِهم و لا لأمّتهم ، تجمّعاتٌ ليليَّة ،  إمّا تضييع للواجباتِ و المسؤوليات ، و إمّا وقوع في المنهيّات و المهلكات ،  يعينهم في ذلك قنواتٌ و فضائيّات في مسلسلاتٍ هابطة و برامجَ للتسلية هزيلة . بل إنَّ التأمّلَ في فضول الكلام ـ أيّها الصائمون ـ لا ينقضي منه العجَب ،  حتى في أحوالِ بعض الصالحين و المتعبِّدين ممن ينتسِب للعلم و الدّين و الدعوة ،  فلا يكاد الغافِل منهم يُفكِّر في فضولِ الكلام فضلاً عن أن يفكِّر في تجنُّبِه ،  و لكثرةِ كلامهم فقَدوا السَّمتَ و قلَّت عندهم الحِكمة و خلَطوا الجدَّ بالهزل ،  ناهيكم في الوقوعِ في داء الغيبةِ و النميمة و الكذِب و الرياء و السمعة . معاشرَ المسلمين ، هذه إشاراتٌ و وقَفَات لما قد تكون عليه هذه الشهادات  في أحوالِ بعض الصائمين و المتعبِّدين ،  (( يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغيَ الشر أقصر )) . أيّها المسلمون ، هل ندرِك و نحن نتأمَّل هذه الشهاداتِ الرمضانية أننا أصبَحنا  في أمسِّ الحاجة إلى التغيير و أننا لا نزال يملؤُنا التفاؤُل بغدٍ أفضَل و واقع أمثَل .  إنَّ وسائلَ العلاج و أدواتِ النجاح ليست عنّا ببعيد ، فنحن أمّةُ القرآن و أمّة محمّد   أمّة هذا الشهر الكريم الشاهدِ ، و نحن الأمّةُ الشاهدة . منهجُ التغيير و الإصلاحِ يتمثَّل في هذه الآيَة الكريمة الجامعة :  [الرعد:11]،  و في النداء الرمضانيّ الصادح :  (( يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغي الشر أقصر )) . ليس الإصلاحُ بالاكتفاء بالنقد و التلاوُم و تحويل المسؤولية على الأعداءِ و الخصوم ،  إنّ على المسلم الصادِقِ الجادّ المحبِّ الخيرَ لنفسه و صادقِ الغيرة على أمّته  أن يتَّقيَ الله ربَّه و يدركَ الغاية من هذه الحياة و الوظيفةَ في هذه الدنيا ،  فيحفظ وقتَه و يستغلّ شريف أيّامِه و فاضلَ أوقاته و ينطلِق نحو التغيير و الإصلاح ،  فيعيش حياةً جادّة حازِمة متوازنَة ، فلا يغرَق في المباحاتِ  على حساب الفرائض و الواجبات ، كما يجب ترويضُ النفس و تدريبها على  ملازَمَة الأعمال الصّالحة و تحَرِّي السنّة و صِدق المتابعة لهديِ المصطفى  أيّها الإخوة المسلمون ، إنّ هذه العشرَ الأخيرة فرصةٌ حقيقيّة لاختبارِ النفس  في التّغيير نحوَ الأفضل و الأحسن . ليس من الصعبِ بتوفيقِ الله و عونه  تغييرُ النفس و قطعُها عمّا اعتادته لمن أخلصَ نيّته و صدقَ في عزيمته ،  يقول المنذِر بن عبيد :  تولى عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعد صلاة الجمعَةِ فأنكرتُ حالَه في العصر . و إنّ من الدلائلِ على التغييرِ و مَظاهر الهِمّة و قوّة العزيمة و ضَبط الإرادة  في هذا الشهرِ شهرِ الصبر الاجتهاد في العمَل و الإحسان في هذه الأيّام العشر  تأسِّيًا بالقدوةِ و الأسوة نبيّنا محمّد   كما خصّ العشرَ باجتهاد ،  
 التعديل الأخير تم بواسطة vip_vip ; 10-21-2010 الساعة 01:45 PM  | 
| 
		 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها :  كان رسول الله  و كان يجتهِد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها . و تسمُو الهمّة و يتجلّى التوجّه نحوَ التغيير حينما يجتهِد العبدُ ليفوزَ  بإدراك ليلة القدر ، فيعمَل و يتحرَّى ، فتسمو النّفس و تعلو الرغائِب للوصول  إلى أسمى المراتِب و أعلى المطالِب ؛ توبةٌ و إقلاع و عزمٌ على الإصلاحِ و الإحسان ،  و تأمّلوا هذا الحديثَ العظيم و ما فيه من الحثِّ و وقفاتِ المحاسبة :  (( رغِم أنفُ رجلٍ دخَل عليه رمضانُ ثم انسلَخَ فلم يُغفر له )) . معاشرَ الأحبَّة ، أَروا الله من أنفسِكم خيرًا ؛ صيامُ نهارٍ و قيامُ ليلٍ و اعتكاف  و قراءةُ قرآن و ذِكرٌ و صدَقات و دُعاء و محاسبة و مراجعة و ندمٌ و توبَة  و عزمٌ على فعلِ الخيرات ،  (( يا باغيَ الخير أقبِل ، و يا باغيَ الشرّ أقصِر )) . و بعد : أيّها الصائمون ، فلِحكمةٍ عظيمة جاءت آيةُ الدعاء في ثنايا آياتِ الصيام : فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ  [البقرة:186]،  و لحكمةٍ عظيمة و سِرّ بليغ خُتِمت آيات الصّيام بهذه الآية الواعظة : [البقرة:187]. بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ،  و نفعَنى وإيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ،  و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ،  فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله، أرشَدَ النفوس إلى هُداها، وحذَّرها من رداها، [الشمس:9، 10]،  أحمده سبحانه و أشكره على نِعمٍ لا تُحصَى و آلاء لا تتناهَى ،  و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له رضينا به ربًّا و إلهًا ،  و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله  أعلى الخلقِ منزلة و أعظمُهم عند الله جاهًا ،  صلى الله و سلّم و بارك عليه و على آله و أصحابه ما طلعت شمس بضحاها ،  و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين ، و سلّم تسليمًا كثيرًا . أمّــــا بعـــد :  أيّها المسلمون ، و الحديثُ عن الشهادةِ الرمضانية و فُرصِ التغيير و الإصلاح ،  فإنّ شهرَ رمضان موسِم عظيمٌ من مواسم الخير و زمَنٌ شريف من أزمِنَة النفحات ،  يغتَنِمه الأتقياء الصالحون للاستزَادَة من صالح العمل ،  و يُلقي بظلِّه الظليل على العصاةِ الغافلين و المقصّرين فيتذكّرون و يندَمون و يتوبون ،  فالسعيدُ السعيد من كان شهرُه مجدِّدًا للعزم و الطاعةِ  و حافزًا للتمسّك بحبل الله و فرصةً للتزوّد بزاد التقوى ،  حاديه في ذلك و سائقُه همّةٌ عالية و نفسٌ أبيّة لا ترضى بالدّون من العزمِ و العمَل ،  يقول ابن القيم يرحمه الله :  " إذا طلع غَيمُ الهمّة في ليل البَطالة و أردَفه نور العزيمةِ  أشرقت أرضُ القلب بنور ربها " . على أنّه ينبغي ـ أيّها المسلمون ـ لذوي الهِمَم العالية و طلاّب الكمالاتِ  أن يعرفوا الطبيعةَ البشرية و الضَعفَ الإنساني ،  يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا  [النساء:27، 28]،  و في مثل هذا يقول بعض أهلِ العلم و الحكمة :  إنّ مِنَ الخطأ والخَطَل أن ينزعَ الرجل إلى خصلَةٍ شريفةٍ من الخير ،  حتى إذا شعَر بالعجز عن بلوغِ غايتِها انصرَف عنها و التحَق بالطائفة الكسولةِ  التي ليس لها همّة في هذه الخَصلة و لا نصيبٌ ، و لكن الطريقَ الصحيح  و نهجَ الحكمة و منهجَ السعادة أن يذهبَ في همته إلى الغاياتِ البعيدة  ثم يسعَى لها سعيَها و لا يقِف دونَ النهاية إلا حيث ينفَد جهده و يستفرِغ وسعَه . ألا فاتقوا الله يرحِمكم الله ،  و اعلموا أنّ إدراكَ هذا الشهر و الإحسان فيه نعمةٌ عظيمة و فضلٌ من الله كبير ،  لا يحظى به و لا يوفَّق إلا مَن منَّ الله عليه بجودِه و إحسانه  و فتَحَ عليه أبوابَ الخيرات ،  فتنافسوا ـ رحمكم الله ـ في الطاعاتِ ، و ازدادوا من الصالحات ،  و جِدّوا و تحرَّوا ليلةَ القدر ، و تعرَّضوا لنفحاتِ ربِّكم . تقبّل الله منا و منكم الصيامَ و القيام و سائرَ الطاعات ، إنه سميع مجيب . هذا و صلّوا و سلّموا على رسول الله الرّحمةِ المهداة و النّعمة المسداة  محمّدِ بن عبد الله صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر . كما أمركم بذلك العلى الأعلى بأمر بدأ فيه بنفسه جل و علا و ثنى بملائكته عليهم السلام ثم أمركم به فيقول سبحانه و تعالى { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [ الأحزاب : 56 ] و قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم  (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً )) . اللّهمّ صلّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمّد و على آله و أزواجِه و ذرّيته و صحابتِه و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ،  و أخذل الطغاةَ و الملاحِدة و المفسدين ... ثم باقى الدعاء الذى ترغبون به و الله سميع مجيب الدعوات اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت بعون الله و توفيقه  | 
![]()  | 
	
	
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
		
  | 
	
		
  | 
			
			![]()  |