![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() ومع شدَّة الكربِ والبلاءِ العظيم تحتاجُ الأمةُ إلى الأمل، ويبُثُّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأملَ في النفوس، والتفاؤُلَ بالغلَبَة، واليقينَ بوعد الله ونصرِه؛ بل زادَهم ذلك إيمانًا ويقينًا، { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } [ الأحزاب: 22 ] عن البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه قال : ( أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندَق، وعرَضَ لنا صخرةٌ في مكانٍ من الخندَق لا تأخُذ فيها المعاوِل، فشكَوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم فأخذ المِعوَلَ فقال: بسم الله فضربَ ضربةً فكسرَ ثُلُثَ الحجر، وقال: الله أكبر، أُعطِيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأُبصِرُ قصورَها الحُمرَ من مكاني هذا ثم قال: بسم الله وضربَ أخرى، فكسرَ ثُلُثَ الحجر، فقال: الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأُبصِرُ المدائِن، وأُبصِرُ قصرَها الأبيضَ من مكاني هذا ثم قال: بسم الله وضربَ ضربةً أخرى، فقطعَ بقيَّة الحجر، فقال: الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأُبصِرُ أبواب صنعاء من مكاني هذا ) رواه أحمد. ربَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه والمسلمون من بعدهم على أن النصرَ لا يتحقَّقُ بعد كلِّ هذا إلا من عند الله، هو مصدرُ النصر رغم التضحِيات والقِتال، { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } [ آل عمران: 126 ] ليس بتخطيطِنا ولا عُدَّتنا ولا عَتَادنا؛ بل بما سخَّرَه الله - تبارك وتعالى - من أسبابٍ، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } [ الأحزاب: 9 ] النصرُ من عند الله، ولو خذَلَكم الشرقُ والغربُ، وقلَّ العددُ والعتَاد، قال الله تعالى : { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [ آل عمران: 160 ] الدعاءُ - عباد الله - أساسُ النصر ورُوحُه؛ فعندما اشتدَّ الكربُ بالمُسلمين حتى بلَغَت القلوبُ الحناجِر، وزُلزِلُوا زِلزالاً شديدًا دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب: ( اللهم مُنزِل الكتاب، سريعَ الحساب، اهزِم الأحزاب، اللهم اهزِمهم وزلزِلهم ) واستجابَ الله الدعاء؛ فشتَّت الله شملَهم بالخلاف، وأرسلَ عليهم الرِّيحَ البارِدة الشديدة، وألقَى الرُّعبَ في قلوبِهم، وأنزلَ جنودًا من عنده، قال الله تعالى: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا } [ الطارق: 15، 16 ]. ولله - سبحانه وتعالى - جندٌ لا يعلمُهم البشرُ ولا يرَونَهم، جنودٌ في السماء وجنودٌ في الأرض، { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } [ المدثر: 31 ] { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } [ الأحزاب: 25 ]. إخوة الإسلام: إن الباطلَ مهما صالَ وجالَ، أو انتفشَ زيفُه في زمان، فسيعُود إلى الذلِّ والصَّغَار، هذه سُنَّةُ الله الماضِيَة، قال الله تعالى: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } [ الأنبياء: 18 ] وقال: { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [ الإسراء: 81 ]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمة، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين. فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران: 102 ]. وفي كل محنةٍ وبليَّة يبقَى في الموقف رجالٌ يُشارُ إليه بالبَنان. رجالٌ يصدُقُون في العهد، ويُوفون بالوعد. رجالٌ يكون مِحور النصر، ومنبَع الثبات، ومصدرَ الأمل والتفاؤُل، يشحَذُون الهِمَم، ويشدُّون العزائِم، ويتلفُّ حولَهم الصادِقون، ولا يصِلُ إليهم المُخذِّلون. |
#2
|
|||
|
|||
![]() وفي الأحزاب امتدَحَ الله المؤمنين على مواقِفِهم في مُواجَهة جيوش الأحزاب بإيمانٍ صادقٍ، قال الله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [ الأحزاب: 23 ]. وفي اجتِماع الأحزاب في أزمِنةٍ مُختلفة حكمةٌ في الرُّجوع إلى الله، وصدقِ التوكُّل عليه والإنابَة والذلِّ، ويبقَى على مرِّ العصور قولُ الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ( بشِّر هذه الأمةَ بالسَّناء والرِّفعة والنصر والتمكين في الأرض ) رواه أحمد. ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب: 56 ]. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين : أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآل والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحِمِين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين. اللهم انصُر دينك وكتابَك وسنَّة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، اللهم كُن للمسلمين مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا يا رب العالمين. اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنى. اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ، ونعوذُ بك من النار وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ. اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين. اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا. اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنيبين. اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمَةَ قُلوبِنا. اللهم اغفِر لجميع موتى المسلمين يا رب العالمين، اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وتولَّ أمرَنا، وفرِّج همومَنا يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا أرحم الراحمين. { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [ الحشر: 10 ] { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ الأعراف: 23 ] { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [ البقرة: 201 ]. { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ النحل: 90 ]. للإستماع إلي الخطبة أو لتحميلها مكتوبة |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |