صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 03-05-2013, 12:11 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

يُوضح ذلك أن تكذيبه نوع من الكذب فإن مضمون تكذيبه الإخبار عن
خبره أنه ليس بصدق ، وذلك إبطال لدين الله ، ولا فرق بين تكذيبه في خبر
واحد أو في جميع الأخبار، وإنما صار كافرا لما تضمنه من إبطال رسالة الله
ودينه ، والكاذب عليه يُدخل في دينه ما ليس منه عمدا ،
ويزعم أنه يجب على الأمة التصديق بهذا الخبر وامتثال هذا الأمر ،
لأنه دين الله ، مع العلم بأنه ليس لله بدين .
والزيادة في الدين كالنقص منه ، ولا فرق بين من يكذب بآية من القرآن
أو يضيف كلاما يزعم أنه سورة من القران عامدا لذلك .
وأيضا ، فإن تعمد الكذب عليه استهزاء به واستخفاف؛ لأنه يزعم أنه
أمر بأشياء ليست مما أمر به ، بل وقد لا يجوز الأمر بها ، وهذه نسبة
له إلى السفه أو أنه يخبر بأشياء باطلة ، وهذه نسبة له إلى الكذب،
وهو كفر صريح .
وأيضا ، فإنه لو زعم زاعم أن الله فرض صوم شهر آخر غير رمضان ،
أو صلاة سادسة زائدة ، ونحو ذلك ، أو أنه حرم الخبز واللحم،
عالما بكذب نفسه ، كفر بالاتفاق .
فمن زعم أن النبي أوجب شيئا لم يوجبه ، أو حرم شيئا لم يحرمه ،
فقد كذب على الله ، كما كذب عليه الأول ، وزاد عليه بأن صرح بأن
الرسول قال ذلك ، وأنه أفتى القائل - لم يقله اجتهادا واستنباطا.
وبالجملة فمن تعمد الكذب الصريح على الله فهو كالمتعمد لتكذيب الله وأسوأ
حالا ، ولا يخفى أن من كذب على من يجب تعظيمه ، فإنه مستخف به
مستهين بحرمته .
وأيضا ، فإن الكاذب عليه لابد أن يشينه بالكذب عليه وينتقصه بذلك ،
ومعلوم أنه لو كذب عليه كما كذب عليه ابن أبي سرح في قوله
" كان يتعلم مني " أو رماه ببعض الفواحش الموبقة أو الأقوال الخبيثة ،
كفر بذلك، فكذلك الكاذب عليه؛ لأنه إما أن يأثر عنه أمرا أو خبرا أو فعلا ،
فإن أثر عنه أمرا لم يأمر به ، فقد زاد في شريعته ، وذلك الفعل لا يجوز
أن يكون مما يأمر به؛ لأنه لو كان كذلك لأمر به ؛ لقوله :
(ما تركت من شيءٍ يقربُكم إلى الجنةِ إلا وقد حدثتكم به ،
ولا تركتُ من شيءٍ يبعدُكم عن النارِ إلا وقد حدثتكم به )
فإذا لم يأمر به، فالأمر به غير جائز منه ، فمن روى عنه أنه قد أمر به ،
فقد نسبه إلى الأمر بما لا يجوز له الأمر به ، وذلك نسبة له إلى السفه .
وكذلك إن نقل عنه خبرا ، فلو كان ذلك الخبر مما ينبغي له الإخبار به لأخبر
به ، لأن الله تعالى قد أكمل الدين ، فإذا لم يخبر به فليس هو مما ينبغي له
أن يخبر به . وكذلك الفعل الذي ينقله عنه كاذبا فيه لو كان مما ينبغي
فعله وترجح ، لفعله ، فإذا لم يفعله فتركه أولى.
فحاصله أن الرسول أكمل البشر في جميع أحواله ، فما تركه من القول
والفعل فتركه أولى من فعله ، وما فعله ففعله أكمل من تركه ،
فإذا كذب الرجل عليه متعمدا أو أخبر عنه بما لم يكن ، فذلك الذي أخبر به
عنه نقص بالنسبة إليه ؛ إذ لو كان كمالا لوجد منه ،
ومن انتقص الرسول فقد كفر .
واعلم أن هذا القول في غاية القوة كما تراه ، لكن يتوجه أن يُفرق بين الذي
يكذب عليه مشافهة ، وبين الذي يكذب عليه بواسطة ، مثل أن يقول:
حدثني فلان بن فلان عنه بكذا ، فإن هذا إنما كذب على ذلك الرجل ونسب
إليه ذلك الحديث ،
فأما إن قال : هذا الحديث صحيح أو ثبت عنه أنه قال ذلك ، عالما بأنه كذب
، فهذا قد كذب عليه، وأما إذا افتراه ورواه رواية ساذجة ففيه نظر ،
لاسيما والصحابة عدول بتعديل الله لهم ، فالكذب لو وقع من أحد ممن يدخل
فيهم لعظم ضرره في الدين، فأراد قتل من كذب عليه ، وعجل عقوبته ليكون
ذلك عاصما من أن يدخل في العدول من ليس منهم من المنافقين ونحوهم .
وأما من روى حديثا يعلم أنه كذب ، فهذا حرام كما صح عنه أنه قال :
( من روى عني حديثا يعلم أنه كذب فهو أحد الكاذبين )
لكن لا يكفر إلا أن ينضم إلى روايته ما يوجب الكفر؛ لأنه صادق في
أن شيخه حدثه به ، لكن لعلمه بأن شيخه كذب فيه لم تكن تحل له الرواية ،
فصار بمنزلة أن يشهد على إقرار أو شهادة أو عقد وهو يعلم أن ذلك باطل ،
فهذه الشهادة حرام ، لكنه ليس بشاهد زور
ثم ذكر القول الثاني في المسألة فقال :
القول الثاني : أن الكاذب عليه تغلظ عقوبته ، لكن لا يكفر ، ولا يجوز قتله ؛
لأن موجبات الكفر والقتل معلومة ، وليس هذا منها ، فلا يجوز أن يثبت
ما لا أصل له ، ومن قال هذا فلا بد أن يقيد قوله بأن لم يكن الكذب عليه
متضمنا لعيب ظاهر، فأما إن أخبر أنه سمعه يقول كلاما يدل على نقصه
وعيبه دلالة ظاهرة ، مثل حديث "عرق الخيل " ونحوه من الترهات ،
فهذا مستهزئ به استهزاء ظاهر ، ولا ريب أنه كافر حلال الدم.
وقد أجاب من ذهب إلى هذا القول عن الحديث
بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه كان منافقا فقتله لذلك لا للكذب ،
وهذا الجواب ليس بشيء ..
ثم ذكر رحمه الله أوجها في الرد على هذا الجواب .
والله أعلم .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات