المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
45 - خطبتى عيد الأضحى المبــارك
45 - خطبتى عيد الأضحى المبــارك لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبرُ خَلَقَ الخلق و أحصاهم عدداً ، و كلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عزَّ سلطان ربنا ، و عمَّ إحسان مولانا ، عنت الوجوه لعظمته ، و خضعت الخلائق لقدرته . الله أكبرُ عددَ ما ذكره الذاكرون ، و الله أكبر ما أحرموا بالحج و العمرة ملبين ، و قصدوا البيت الأمين ، و صلوا خلف المقام ، و في الحجر و التزموا الملتزم . الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً . الحمد لله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ، و الحمد لله و كفى، و سلامٌ على عباده الذين اصطفى ، أحمده سبحانه و أشكره ، لا أحصي ثناءً عليه ، فتح أبوابه للتائبين ، و رحمته قريبٌ من المحسنين . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث رحمة للعالمين ، أدى رسالة ربه ، و نصح أمته ، و بلَّغ البلاغ المبين صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله الطيبين الطاهرين ، و على صحابته أجمعين ، و من دعا بدعوتهم و أهتدى بهديهم إلى يوم الدين ، و سلم تسليماً كثيراً . الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد . أمـــا بعـــد : أيها المسلمون ، هاهم حجاج بيت الله يخطون خطواتهم على الأرض الطيبة الآمنة بأمان الله ، مكة المكرمة التي تحكي تاريخ الإسلام المجيد ، تاريخ نشأة هذا الدين في تلك البطاح . قصة الانتصار و الكفاح ، سيرة النماذج المثالية العالية ، و مصارع الشهداء في سبيل الحق ، بلدٌ و تاريخٌ ، قفزت فيه البشرية إلى أبعد الآفاق ، ديناً و دنيا ، علماً و عملاً فقهاً و خلقاً . أرضٌ طيبةٌ ، و جوٌ عابقٌ ، تزدحم فيه المناظر و المشاهد ، حيةٌ نابضةٌ ، تختلط فيه مشاعر العبودية ، و أصوات التلبية ، و الإقبال على الربِّ الرحيم . في هذه الأجواء يغمر قلب المتأمل ، شعورٌ كريمٌ فياضٌ ، بانتماء أفراد هذه الأمة إلى هدفٍ واحدٍ و غايةٍ واحدةٍ ، إنها أمة محمد <IMG width=14 height=14> ، دينها دين الإسلام دين الله رب العالمين . ما أحوج الأمة في أيام محنتها و شدائدها ، و أيام ضعفها و تيهها ، إلى دروسٍ من تاريخها تتأملها ، و إلى وقفاتٍ عند مناسباتها ، تستلهم منها العبر ، و يتجدد فيها العزم على الجهاد الحق ، و يصح فيها التوجه على محاربة كل بغي و فساد . ما أحوجها إلى دروس تستعيد فيها كرامتها ، و تردُّ على من يريد القضاء على كيانها . و إن في حجة نبيكم محمد <IMG width=14 height=14> الوداعية التوديعية لعبراً و مواعظ ، و إن في خطبها لدروساً جوامع . فلقد خطب عليه الصلاة و السلام خطباً في موقف عرفة ، و يوم الحج الأكبر و أيام التشريق – أرسى فيها قواعد الإسلام ، و هدم مبادئ الجاهلية ، و عظَّم حرمات المسلمين . خطب الناس و ودعهم ، بعد أن استقرَّ التشريع ، و كمل الدين ، و تمت النعمة ، و رضي الله هذا الإسلام ديناً للإنسانية كلها ، لا يقبل من أحدٍ ديناً سواه : <IMG width=14 height=14> ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً <IMG width=14 height=14> [ المائدة :3 ] . <IMG width=14 height=14> وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ <IMG width=14 height=14> [ آل عمران :85 ] . ألقى نبيكم محمد <IMG width=14 height=14> في هذا المقام العظيم كلماتٍ جامعةً موجزةً ، تحكي المبادئ الكبرى لهذا الدين . و أنبياء الله حين يبلغون رسالات الله ليسوا تجار كلام ، و لا عارضي أساليب ، فكلماتهم حق و أوعية معانٍ ، و شفاءٌ لما في الصدور ، و دواءٌ لما في القلوب . و لقد كانت عباراتٍ توديعيةً بألفاظها و معانيها و شمولها و إيجازها ، استشهدَ الناسَ فيها على البلاغ . كان <IMG width=14 height=14> من خلال تبليغه كلمات ربه يمتلئ حباً و نصحاً و إخلاصاً و رأفةً : <IMG width=14 height=14> لَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ <IMG width=14 height=14> [ الشعراء :3 ] . لقد عانى و كابد من أجل إخراجهم من الظلمات إلى النور ، حتى صنع منهم – بإذن ربِّه – أمةً جديدةً ، ذات أهدافٍ واضحةٍ ، و مبادئ سامية ، هداهم من ضلال ، و جمعهم بعد فرقةٍ ، و علَّمهم بعد جهل . أيها الإخوة في الله ، إخواني حجاج بيت الله : و هذه وقفات مع بعض هذه الأسس النبوية ، و القواعد المصطفوية ، و الأصول المحمدية . إن أول شيء أكد عليه في النهي من أمر الجاهلية الشرك بالله ، فلقد جاء بكلمة التوحيد : ( لا إله إلا الله ) شعار الإسلام و علّم الملة ، كلمة تنخلع بها جميع الآلهة الباطلة ، و يثبت بها استحقاق الله وحده للعبادة . فالله هو الخالق و ما سواه مخلوق ، و هو الرازق و ما سواه مرزوق ، و هو القاهر و ما سواه مقهور . هذا هو دليل التوحيد و طريقه : <IMG width=14 height=14> ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مّن شَىْء سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ <IMG width=14 height=14> [ الروم :40 ] . و الأموات قد أفضوا إلى ما قدموا ، لا يملكون لأنفسهم نفعاً و لا ضراً : <IMG width=14 height=14> إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ <IMG width=14 height=14> [ فاطر :14 ] . ومن القضايا المثارة في الخطاب النبوي التقرير بأن الناس متساوون في التكاليف حقوقاً و واجباتٍ ، لا فرق بين عربيٍ و لا عجمي إلا بالتقوى ، لا تفاضل في نسب ، ولا تمايز في لون ، فالنزاعات العنصرية و النعرات الوطنية ضربٌ من الإفك و الدجل . و من الواقع الرديء في عصرنا أن توصف حضارة اليوم بحضارة العنصريات و القوميات . و الشعوب الموصوفة بالتقدم تضمر في نفسها احتقاراً لأبناء القارات الأخرى ، و لم تفلح المواثيق النظرية ، و لا التصريحات اللفظية ، فإنك ترى هذا التمييز يتنفس بقوةٍ من خلال المجالات السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية . و يأتي نبينا محمد <IMG width=14 height=14> لينبه منذ مئات السنين على ضلال هذا المسلك ، و يعلن في ذلك المشهد العظيم : (( أيها الناس إن ربكم واحد ، و إن أباكم واحد ، كلكم لآدم ، و آدم من تراب ، و إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى )) . وفي رواية عند الطبراني عن العدَّاء بن خالد قال : قعدت تحت منبره <IMG width=14 height=14> يوم حجة الوداع ، فصعد المنبر فحمد الله ، و أثنى عليه و قال : (( إن الله يقول: <IMG width=14 height=14> يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ <IMG width=14 height=14> [ الحجرات :13 ] ، فليس لعربي على عجمي فضل ، و لا لعجمي على عربي فضل ، و لا لأسود على أحمر فضل ، و لا لأحمر على أسود فضل إلا بالتقوى . يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على رقابكم ، و تجيء الناس بالآخرة ، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً . أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية و تعاظمها بآبائها فالناس رجلان : رجل تقي كريم على الله ، وفاجرٌ شقي هين على الله، و الناس بنو آدم ، و خلق الله آدم من تراب )) رواه الترمذي واللفظ له ، و أبو داود و غيرهما . الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر . لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد . معاشر الأحبة ، حفظ النفوس و صيانة الدماء قضية خطيرة يثيرها خطاب الرسول عليه الصلاة و السلام إلى الأمة في كلماته التوديعية التأصيلية : ذلكم أن حكم القصاص في النفس و الجراحات ، كان من حكمه التشريعية : زجر المجرمين عن العدوان . وقد عجزت الأمم المعاصرة بتقدمها و تقنية و سائلها أن توقف سيل الجرائم ، و إزهاق النفوس ، و زاد سوؤها و أنكشفت سوأتها ، حين ألغت عقوبة الاقتصاص من المجرمين ، و أكتفت بعقوبات هزيلة بزعم إستصلاح المجرمين ، و ما زاد المجرمين ذلك إلا عتواً و إستكباراً في الأرض و مكر السيئ . و لكنه في شرع محمد <IMG width=14 height=14> محسوم بالقصاص العادل : <IMG width=14 height=14> وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ <IMG style="WIDTH: 14px; HEIGHT: 14px" width=14 height=14> [ البقرة :179 ] . إن في القصاص حياة حين يكفُّ من يَهمُّ بالجريمة عن الإجرام ، و في القصاص حياةٌ حين تشفى صدور أولياء القتيل من الثأر الذي لم يكن يقف عند حدٍّ لا في القديم و لا في الحديث . ثأرٌ مثيرٌ للأحقاد العائلية ، و العصبيات القبلية ، يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيلٍ ، لا تكفُّ معه الدماء عن المسيل . و يأتي حسمٌ عمليٌّ و مباشرة تطبيقية من محمد <IMG width=14 height=14> في هذا الموقف العظيم ، و في إلغاء حكم جاهلي في مسألة الثأر ، فأستمع إليه و هو يقول : (( ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميَّ موضوع ، و دماء الجاهلية موضوعة ، و إن أول دم أضع من دمائنا دم أبن ربيعة بن الحارث . كان مُسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل )) . أيها الإخوة ، إن في القصاص و الحدود و أحكام الجنايات في الشريعة ، حياةً و رحمةً ، حياةً أعم و أشمل ، حياة تشمل المجتمع كله ، رحمة واسعة غير مقصورة على شفقة و رِقـَّة تنبت في النفس نحو مستضعفٍ أو أرملةٍ أو طفلٍ ، و لكنها رحمةٌ عامةٌ للقوي و الضعيف و القريب و البعيد ، و الأمن المبسوط في بلاد الحرمين خير شاهد صدقٍ لقوم يتفكرون ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد . معاشر الإخوة ، أما قضية المرأة ، و ما أدراك ما قضية المرأة ، و كأنها قضية كل عصر و كل جيل و كل أمة ، يأتي الخطاب النبوي في هذا الحشد الهائل ممن عاصر الجاهلية ، ليضع الناس على الحق ، و الطريق المستقيم . إن مواريث العرب و الجاهلية قبل الإسلام أحتقرت المرأة و أزدرتها ، بل لعلها رأت أنها شرٌ لا بد منه ، و في أمم التقدم المعاصر أسفَّت بها في شهواتها إلى مدىً منحطٍ . و إذا كانت مواريث الجاهلية قد جعلت المرأة في قفص الاتهام و مظاهر الاستصغار ، فإن مسلك التقدم المعاصر قد جعلها مصيدةً لكل الآثام ، و لكنَّ هدي محمد <IMG width=14 height=14> أعطى كل ذي حق حقه ، و حفظ لكلٍّ نصيبه : <IMG width=14 height=14> لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبْنَ <IMG width=14 height=14> [ النساء :32 ] . في مسلك وسط ، و منهجٍ عدلٍ ، فالنساء شقائق الرجال : <IMG width=14 height=14> وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِى عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ <IMG width=14 height=14> [ البقرة :228 ] ، <IMG width=14 height=14> فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ <IMG width=14 height=14> [ آل عمران :195 ] ، <IMG width=14 height=14> مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ <IMG width=14 height=14> [ النحل :97 ] . و في التوجيه النبوي : (( فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، و أستحللتم فروجهن بكلمة الله ، و لكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرِّح ، و لهنَّ عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف )) . إن إصلاح عوج المرأة راجع إلى زوجها ؛ ليمنع العوج و النشوز ، و ليعيد الاستقرار إلى جوانب البيت في معالجة داخلية . الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله اكبر الله أكبر و لله الحمد . و ثمة وقفةٌ نبويةٌ – أيها الإخوة – في هذا المشهد التوديعي العظيم . إنها قضية وحدة الأمة ، و قضية الخلاف المذموم . يوقف فيها الرسول <IMG width=14 height=14> أمته على أمر حاسم ، و موقف جازم : (( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده- إن أعتصمتم به- كتاب الله )) . (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) متفق عليه من حديث جرير . (( ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ، و لكن في التحريش بينهم )) رواه مسلم و الترمذي و اللفظ له . إنه تحذير مبكر من الرؤوفٍ الرحيم بالمؤمنين من فناءٍ ذريع ، إذا هي أستسلمت للخلاف ، و أسترسلت في الغفلة عن سنن الله ، و الجهل بما يحيكه الشيطان و إخوان الشيطان من مؤامرات . إنها وصايا أودعها النبي <IMG width=14 height=14> ضمائر الناس . لا تتضمن قضايا فلسفية و لا نظريات خيالية . مبادئ بسطها النبي الكريم المبلغ البليغ في كلماتٍ سهلة سائغة ، و إنها على وجازتها أهدى و أجدى من مواثيق عالمية طنانةٍ لا واقع لها . ذلك أن قائلها و واضعها محمداً كان عامر الفؤاد بحب الناس ، و الحرص عليهم و الرأفة بهم . شديد التأكيد على ربطهم بالله و سننه و إعدادهم للقائه . الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد ، أمة الإسلام : ما أحوج الأمة اليوم إلى مثل هذه الدروس النبوية ، أما تتكرر الروح التي سادت حجة الوداع ، لكي تتشبع هذه الكثرة العددية للمسلمين اليوم بكثافةٍ نوعيةٍ ، و طاقات روحيةٍ ؟ أما يحج المسلمون ليشهدوا منافع لهم تمحو فرقتهم ، و تسوي صفوفهم ، و ترد مهابتهم ؟! إن الحج العظيم في معناه الكبير يكون فيه الشيطان و أعوانه أصغر و أحقر . فيغيظ أعداء الله و يرجعون خاسئين ، ناكصين على أعقابهم مذمومين مدحورين ، يغيظ الكفار حين يرون جموع هذه الأمة ، و قد أستسلمت لربها ، و أطاعت نبيها ، و أجتمعت كلمتها . فيا أيها الناس: (( اعبدوا ربكم ـ كما أوصى نبيكم ـ و أقيموا خمسكم ، و صوموا شهركم ، و أدوا زكاة أموالكم ، و أطيعوا ولاة أمركم ، تدخلوا جنة ربكم )) . و أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين من كل ذنبٍ و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد . نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد ، و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . |
|
|