صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-27-2013, 11:39 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي عمر بن عبد العزيز

الأخ / مصطفى آل حمد

التابعي عمر بن عبد العزيز
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا
وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
استعبر هذا الكلام :
أيها الأخوة المؤمنون، مع الدرس التاسع عشر من سِيَر التابعين رِضْوان الله
تعالى عليهم أجمعين، وتابعيّ اليوم هو سيّدنا عمر بن عبد العزيز، ولعلَّه
الموضوع الثاني عن هذا الخليفة، الذي عُدَّ بحَقٍّ خامس الخلفاء الراشدين
فالحديث عن هذا التابعيّ الجليل عمر بن عبد العزيز
حديث ذو شُجون، فأنت لا تكاد تُلِمّ بِصُورة من صُوَر حياته الفذَّة
حتى تُسْلمك إلى أخرى أكثر بهاءً .
مرَّةً كنتُ في تَشْيِيع جنازة، دخلنا إلى المسجد, لِنُصلِّي على الجنازة
وقام أحد العلماء يريد أن يؤبِّن المُتَوفَّى، الذي لا أنساهُ أبدًا
قال:
كان أخوكم مؤذِّنًا, ترحَّموا عليه، وانتهى التَّأْبين,
وأنا أعرف المُتوفَّى رحمه الله تعالى إنسانًا حياتهُ غنِيَّة مُتْرفةٌ، وفي بيته
ما لذَّ وطاب، له دخْلٌ كبير، وجالَ في أوروبا كلَّها، مُتمتِّع بالحياة في أعلى درجة
ولكن اسْتوْقفَتْني كلمة المؤبِّن, أنَّه ما استطاع أن يقول إلا كلمتين:
كان أخوكم مؤذِّنًا، ترحَّموا عليه
فقلتُ في نفسي:
الإنسان عليه أن يدَعَ أعمالاً صالحةً, يتحدَّث الناس عنه خمس دقائق أقلّ شيء
عشر دقائق، فكلَّما عظم الإنسان يصبح الحديــث عنه ذا شُجون
يمكن أن نتحدَّث عن الصحابة الكرام سنوات، وعن التابعين سنوات
وتؤلَّف الكتب والمجلَّدات، وتُحلَّلُ الشَّخصِيات، تُدْرس المواقف، وتوصف الملامح
فالإنسانُ العظيم هناك مَن يتحدّث عنه إلى أمدٍ طويل .
فهذا الخليفة الراشد، كتُبٌ مؤلَّفة عن حياته، وتحليلات لِشَخصِيَّاته
ووصْفٌ لبيانه، فالإنسان سيَمْضي، بقيَت بطولته أن يدعَ أثرًا في الحياة
والدليل قول الله عز وجل:
}إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ
وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ{
[ سورة يس الآية: 12]
أيها الأخ الكريم
دقِّقْ في حياتك الدنيا، الحديث عن بيْتك, لا يُقال عند الموت؛ عن مساحته,
وتَزْييناته، الحديث عن دَخلَك، والحديث عن ملاذَّك، وهذا كلّه لا يمكن يُقال
عند الموت، لا يُقال عند الموت إلا الأعمال الطيّبة التي تركتها
الآثار الإيجابيّة التي حقَّقْتها، الخدمات الجلّة التي قدَّمتها للإنسانيَّة
وهذا ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:
( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛
صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )
[أخرجه مسلم في الصحيح]
فالمؤمن العاقل يبحث ويسعى, لِتَرْك أثرٍ يُخلِّدُه بعد الموت
ومَن ترك أثرًا طيِّبًا إيجابيًّا كأّنه ما مات .
قبل حين؛ تُوفِّيَ أحد علماء دمشق، وكانت التَّعزيَة في الجامع الأموي
وأذكر أنَّ وزير الأوقاف وقتها قدَّمَ بِشارة للمُعزِّين، أنَّ ابن هذا العالم عُيِّن
خطيبًا لهذا المسجد، فلمّا ألقى ابنهُ كلمةً، قلتُ: واللهِ، الأب ما مات
ما دام قد تركَ عالمًا، وخطيبًا، وداعِيَةً إلى الله عز وجل
معنى ذلك أنّ الأب لم يمُت .
فأنت أيها
أيها الأخ الكريم
إذا تركْت عملاً طيِّبًا فما مِتَّ ولا تموت
يقول سيّدنا عليّ رضى الله عنه:
( يا بنيّ ماتَ خزان المال وهم أحياء-التخطيط جيّد، والقلب جيّد
والنِّسَب من أعلى النِّسَب- قال: مات خزَّان المال وهم أحياء والعلماء
باقون ما بقيَ الدَّهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة )
معنى ذلك أنَّ الإنسان عليه أن يدَعَ أثرًا في حياته .
نحن بعد أربعةً عشرة قرْنًا, نتحدَّث عن هذا الخليفة العظيم بكلّ طيبٍ،
إذًا: هو لمْ يمُتْ.
مرَّةً سألتُ طُلاَّبي عن اسم تاجر عاش سنة ألف وثمانمئة وثلاثة وثمانين
في دمشق وله عندي علامة تامَّة, فما تذكَّر أحد إطلاقًا
فقلت لهم: وأنا معكم لا أعرف
العلماء باقون ما بقي الدَّهر القوَّاد العظام والفاتحون والذين تركوا
بصماتٍ على الإنسانيّة هؤلاء ما ماتوا لذلك اِجْهَدوا أن تعملوا عملاً
يُخلِّدُكم إلى أبد الآبدين وما من عملٍ أعظم من أن تضع علمًا نافعًا،
أو ولدًا صالحًا، أو صدقةً جاريَة
إليكم هذه الصور الثلاث الأخرى التي يرويها لنا الرواة
عن الخليفة عمر بن عبد العزيز :
1- ما رواه دكين بن سعيد الدارمي :
الأولى :
يَرْويها دُكَيْن بن سعيد الدارمي, أحد الشعراء الرجاز البداة،
وهذا شاعر تعامل مع هذا الخليفة, يروي هذه القصَّة
قال:
( امْتدَحْتُ عمر بن عبد العزيز, يوم كان واليًا على المدينة، فأمر لي
بِخَمس عشرة ناقةً من كرائم الإبل ، فلمَّا صِرْن في يدي, تأمَّلْتهنّ فراعني
منظرهنّ، وكرهْتُ أن أمْضي بهنّ وحدي في فِجاج الأرض, خوْفًا عليهِنّ
ولم تَطِبْ نفسي بِبَيْعِهِنّ وفيما أنا كذلك قدِمَت علينا رُفْقةٌ تبتغي السَّفر نحْوَ
دِيارنا في نَجد، فسألتهم صحبةً، فقالوا: مرحبًا بك، ونحن نخرج الليلة
فأعِدَّ نفسك للخروج معنا فمَضَيْت إلى عمر بن عبد العزيز مُوَدِّعًا،
فألْفَيْتُ في مجلسهِ شيخَين لا أعرفهما ، فلمَّا هَمَمْتُ بالانصراف الْتفتَ إليّ،
وقال:
( يا دُكَين, إنَّ لِيَ نفسًا توَّاقة، فإذا عرفْت أنِّي بلغت أكثر
مِمَّا أنا فيه الآن فأْتِني، ولك منِّي البرّ والإحسان )
أيها الأخوة الكرام
أتظنّ أنّ المؤمن غير طَموح؟ والله الذي لا إله إلا هو
لطموح المؤمن الواحد يعْدل طموح ملايين من أهل الدنيا
لأنَّ أهل الدنيا يطْمحون إلى الدنيا، والدنيا زائلة، ولكنَّ المؤمن يطْمحُ
لِحَياةٍ أبدِيَّة بعد الموت، فأيُّهما أشدُّ طموحًا؟ المؤمن نفسهُ توَّاقة
وطموحة، وهِمَّتُهُ عالِيَة، وعزيمتهُ صلبة، المؤمن لا يشيخُ أبدًا
ولو بلغَ من الكِبَر عِتِيًّا، نفسهُ شابَّة لأنَّ هدفهُ كبير، وطموحهُ كبير
ونفسيَّتُهُ عالِيَة جدًّا، لِدَرجة أنَّه لا يرضى بالأكل والشرب فقط
كعامَّة الناس، يريد أن يُحقِّق مبدأً، ويعيشُ لِهَدفٍ نبيل
فقلتُ: أشْهِدْ لي بذلك أيها الأمير؟
فقال:
( أُشْهِدُ الله تعالى على ذلك )
أيْ إذا أتَيْتني وأنا في مرتبةٍ أعلى من هذه المرتبة لك مِنِّي البرّ
والإحسان، -هذا الكلام كان لمَّا كان واليًا- فقلتُ: من خلقهِ؟ -أيْ أريد
شاهدًا من خلْقه- فقال:
( هذين الشَّيْخَين )
فأقْبلْتُ على أحدهما، وقلتُ: بأبي أنت وأمِّي, قلْ لي: ما اسْمك حتى أعْرفك؟
فقال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب, فالْتَفَتُّ إلى الأميــر
وقلتُ: لقد اسْتسْمَنْتُ الشاهد -أي هذا الشاهد جيّد- ثمَّ نظرْتُ إلى الشيخ الآخر
وقلتُ: ومن أنت جُعِلْتُ فداك؟ فقال: أبو يحيى مولى الأمير
فقلْت: وهذا شاهدٌ من أهله، كان شاعرًا ذو دعابة .
قال: ثمَّ حيَّيْت وانْصرفْتُ بالنُّوق إلى ديار قومي في نَجْد
قال : فرمى الله فيهنّ البرَكة, حتى اقْتَنَيْتُ من نِتاجهنّ الإبل والعبيد،
-أي هذه الخمس عشرة ناقة طرحَ الله فيهنّ البرَكة-
ثمَّ دارَت الأيَّام دوْرتها، فبَين أنا بِصَحراء ثلجٍ من أرض اليَمامة في نجْد
إذْ ناعٍ ينعي أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك, فقلْتُ للناعي:
ومَن الخليفة الذي قام بعدَهُ؟ فقال: عمر بن عبد العزيز، فما إن سمعْتُ مقالتهُ
حتَّى شدَدْتُ رحالي نحو بلاد الشام، فلمَّا بلغْتُ دمشق, لقيتُ جريرًا
منْصرفًا عند الخليفة فحيَّيْتُهُ وقلــتُ: من أين يا أبا حمزة؟
فقال: من عند خليفة يعطي الفقراء، ويمنعُ الشعراء, اِرْجِعْ من حيث أتَيْتَ
فذلك خير لك، فقلتُ: ليَ شأنٌ غير شأنِكم، أنا لي وضْع خاصّ، لي معه
شاهدين وعهْد، فقال: أنت وما تريد, فانطلقتُ حتى بلغتُ دار الخليفة
فإذا هو في باحة الدار، وقد أحاط به اليتامى, والأرامل, وأصحاب الظلمات
فلم أجِد سبيلاً إليه من تزاحمهم عليه, فرفعْتُ صوتي مرتفعًا:
يا عمر الخيرات والمكارم وعمر الدسائع العظائم
-الدسائع جمعُ دسيعة: وهي الجفنة العظيمة، والقدر الذي يُقدَّم فيه الطعام- .
قال:
إنِّي امرؤٌ من قطنٍ من دارم طلبْتُ دَيني من أخي المكارم
فنَظَرَ إليّ مَولاه أبو يَحيى نظْرة طويلة، ثمَّ الْتفتَ إليه
وقال: يا أمير المؤمنين, إنَّ عندي لهذا البدويّ شهادةً عليك, كان أحد
شهوده مولاه أبو يحيى، فقال: أعرفها, ثمَّ الْتفتَ إليّ وقال: اُدْنُ مِنِّي يا دُكَين
فلمّا صِرْت بين يديه مال عليّ, وقال: أتَذْكرُ ما قلتهُ لك في المدينة:
(من أنَّ نفسي ما نالَت شيئًا قطّ، إلا أنَّها تاقَتْ إلى ما هو أعلى منه؟)
فقلتُ: نعم، يا أمير المؤمنين, فقال:
( وهذا أنا ذا نِلْتُ غايَةَ ما في الدنيا
وهو المُلك، فنَفْسي الآن تتُوقُ إلى غايَة ما في الآخرة، وهي الجنَّة )
ومرَّةً قال:
( تاقَت نفسي إلى الإمارة, فلمَّا بلغْتُها, تاقَت نفسي إلى الخلافة، فلمَّا بلغتها
تاقَت نفسي إلى الجنَّة، ولئن كان الملوكُ يجعلون الملك سبيلاً لِبُلوغ عزِّ الدنيا
فلأجْعلنَّهُ سبيلاً إلى بلوغ عزّ الآخرة )
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات