![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
|||
|
|||
![]() السؤال وحكمه : إن السؤال على أنواع : مطلوب ومنهيٌّ عنه : أ- أما المطلوب شرعاً ، فهو على درجات : فرض عين على كل مسلم : بمعنى أنه لا يجوز لمسلم تركه والسكوت عنه ، وهو السؤال عما يجهله من أمور الدين وأحكام الشرع ، مما يجب عليه فعله ويطالَب بأدائه ، كأحكام الطهارة والصلاة إذا بلغ ، وأحكام الصوم إذا أدرك رمضان وكان صحيحاً مقيماً ، وأحكام الزكاة والحج إذا ملك المال أو كان لديه استطاعة ، وأحكام البيع والشراء والمعاملات إذا كان يعمل بالتجارة ، وأحكام الزواج وما يتعلق به لمن أراد الزواج ، ونحو ذلك مما يسأل عنه المكلف . وفي هذا يقول الله تعالى : } فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون َ { [ النحل : 43 ] وعليه حمل ما رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ، من قوله صلى الله عليه وسلم : ( طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ، و إنَّ طالبَ العلمِ يستغفرُ لهُ كلُّ شيءٍ ، حتى الحيتانُ في البحرِ ) الراوي : أنس بن مالك - المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 5266 خلاصة حكم المحدث : صحيح فرض كفاية : بمعنى أنه لا يجب على كل مسلم ، بل يكفي أن يقوم به بعضهم ، وهو السؤال للتوسع في الفقه بالدين ، ومعرفة أحكام الشرع وما يتعلق بها ، لا للعمل وحده ، بل ليكون هناك حَفَظَة لدين الله عز وجل ، يقومون بالفتوى والقضاء ، ويحملون لواء الدعوة إلى الله تعالى . وفي هذا يقول الله تعالى : } وَ مَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ { [ التوبة : 122 ] مندوب : معنى أنه يستحب للمسلم أن يسأل عنه ، وذلك مثل السؤال عن أعمال البِرِّ والقربات الزائدة عن الفرائض . ب- سؤال منهي عنه ، وهو على درجات أيضاً : حرام : أي يأثم المكلف به ، ومن ذلك : - السؤال عما أخفاه الله تعالى عن عباده ولم يُطلعهم عليه ، وأخبر أن علمه خاص به سبحانه ، كالسؤال عن وقت قيام الساعة ، وعن حقيقة الروح وماهيتها ، وعن سر القضاء والقدر ، ونحو ذلك. - السؤال على وجه العبث والتعنت والاستهزاء . - سؤال المعجزات ، وطلب خوارق العادات عناداً وتعنتاً ، أو إزعاجاً وإرباكاً ، كما كان يفعل المشركون وأهل الكتاب . - السؤال عن الأغاليط : روى أحمد وأبو داود : عن معاوية رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلوطات ، وهي المسائل التي يغالَط بها العلماء ليزِلّوا فيها ، فيهيج بذلك شر وفتنة ، وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين . - السؤال عما لا يحتاج إليه ، وليس في الجواب عنه فائدة عملية ، وربما كان في الجواب ما يسوء السائل . - السؤال عما سكت عنه الشرع من الحلال والحرام ، ولم يبين فيه طلباً أو نهياً ، فإن السؤال عنه ربما كان سبباً للتكليف به مع التشديد فيه ، فيترتب على ذلك وقوع المسلمين في حرج ومشقة ، كان السائل سبباً فيها ، وهذا في زمن نزول الوحي . والذي يتعين على المسلم أن يهتم به ويعتني هو : أن يبحث عما جاء عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يجتهد في فهم ذلك والوقوف على معانيه ، فإن كان من الأمور العلمية صدق به واعتقده ، وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من الأوامر واجتناب ما ينهى عنه، فمن فعل ذلك حصل السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة . التحذير من الاختلاف والحث على الوحدة والاتفاق : لقد وصف الله تعالى الجماعة المسلمة والفئة المؤمنة بأنها أُمَّة واحدة . فقال سبحانه : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي { [ الأنبياء : 92 ] فينبغي على المسلمين أن يحرصوا على هذه الوحدة ، حتى يكونوا قوة متماسكة أمام قوى الشر والبغي والكفر المتكاثرة . ولقد حذرنا الله تعالى ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من الاختلاف ، وكذلك يقرر القرآن أن هذا شأن الذين كفروا من أهل الكتاب ، قال تعالى : } وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ { [ آل عمران : 105 ] إن من أهم الأسباب التي تفرق الأمة وتشتت شملها أن يُفْتَحَ عليها باب الجدل في العلم والمِراء في الدين ، فتختلف في الأساس . والبلية كل البلية أن يكون الحامل على الاختلاف في الدين المصالح والأهواء ، و العناد و البغي ، ولذا نجد كتاب الله تعالى يخرج أمثال هؤلاء الناس الذين يُثيرون الخلاف في الدين ويريدون أن يجعلوا المسلمين شِيَعاً وفرقاً وأحزاباً ، نجده يخرجهم من دائرة الإسلام ، ويبرئ منهم نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول : } إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ { [الأنعام : 159] والخطر إنما يكمن في هذا النوع من الاختلاف ، الذي لا يحتكم إلى برهان ولا ينصاع إلى حجة ، وهذا الاختلاف هو الذي كان سبب هلاك الأمم ، وإليه يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : )فإنما أهلكَ الذين من قبلكم كثرةَ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ( صحيح مسلم أما الخلاف الناشئ عن دليل ، ويستند إلى أصل ، فليس هو المقصود في الباب ، لأنه خلاف في الفروع وليس في الأصول ، وخلاف ليس من شأنه أن يحدث الفرقة والشتات في صفوف الأمة ، بل هو عنوان مرونة التشريع وحرية الرأي فيه ضمن قواعده وأسسه |
|
|
![]() |