صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 06-07-2013, 12:17 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

يقول الإمام أبو الوفاء ابن عقيل رحمه الله :



" فنعوذ بالله من عيونٍ شاخصة غير بصيرة ،


و قلوب ناظرةٍ غير خبيرة ".



إخوة الإيمان



و من الحثّ اللّطيف على السفر النافع المفيد قولُ الثعالبي رحمه الله :



" من فضائل السفر أنّ صاحبه يرى من عجائب الأمصار و بدائع الأقطار


و محاسن الآثار ما يزيده علمًا بقدرة الله تعالى , و يدعوه شكرًا على نعمه " .



و هل بلغ الصحابة الأجلاء و السلف الصالح ما بلغوا مِن ذُرى القمَم و قصَب السبق


بين الأمم إلا بالرحلة في طلب الحديث و تحصيل العلوم و المعارف .



أيها المصطافون ، أيها المسافرون



يا مَن عزمتم على جَوْب الأمصار و الأقطار و ركوب الأجواء و البحار


و اقتحام الفيافي و القفار و تحدي الشدائد و الأخطار , تلبّثوا مليًّا ،


و تريّثوا فيما أنتم بسبيله ،


و ليكن في نواياكم أسوتكم و نبيكم صلى الله عليه و سلم ،


حيث ارتحل من مكّة إلى المدينة ، حاملاً النورَ و الضياء و الهدى و الإصلاح ،


و كذلك صحابته الكرامُ في أثره ،


حيث كانوا لنشر رسالتهم الربانية المشرقة أجلَّ السفراء ،


و سار في ركابهم جِلّة العلماء ، فشقّوا الأرضَ شقًّا ، و ذرعوها سفرًا و تسيارًا ،


طلبًا للعلم و الإفادة و الصلاح و السعادة ، و تصعّدًا في مراقي الطّهر و النّبل ،


كلّ ذلك على كثرة المخاوف و شُحّ الموارد و خشونة المراكب و قلّة المؤانس ،


فهلاّ اعتبرنا بهم و شكرنا الباري جلّ في علاه على نعمِه السوابغ .



ألا فاعلموا عباد الله



أن السفر في هذه الآونة ، يختلف عن السفر في قرون مضت ،


فقد مهدت الطرق ، و جرت عليها العربات الآلية بشتى أنواعها المبدعة ،


فهي تسير بهم على الأرض إن شاءوا أو تقلّهم الطائرات السابحة في الهواء إن رغبوا ،


أو تحملهم الفلك المواخر في البحر إن أرادوا ، كما أن الأزمنة قد تقاصرت ،


فما كان يتم في شهور بشق الأنفس ، أضحى يتم في أيام قصيرة بل ساعات قليلة ،


و بجهود محدودة بل و ربما عطس رجل في المشرق فشمته آخر في المغرب ،


و هذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه و سلم من أن :


تقارب الزمان من علامات الساعة كما عند البخاري في صحيحه .


و مع هذه الراحة الميسرة فإن الأخطار المبثوثة هنا و هناك لم تنعدم ،


ففي الجو يركب المرء طائرة يمتطي بها صهوة الهواء ، معلقا بين الأرض و السماء ،


بين مساومة الموت و مداعبة الهلاك فوق صفيحة مائجة ،


قد يكون مصيره معلقا بأمر الله في خلخلة مسمار أو إعطاب محرك ،


لاسمح الله .


مما يؤكد الاحتماء بالله و ارتقاب لطفه المترجم بلزوم آداب السفر ،


و البعد عن معصية الله في هوائه بين سمائه و أرضه ، و المستلزمة وجوبا ،


إقصاء المنكرات من الطائرات ، و التزام الملاحين و الملاحات بالحشمة و العفاف


و البعد عما يثير اللحظ أو يستدعي إرسال الطرف .



و إن تعجب أيها المسلم



فعجب ما يفعله مشركو زمان النبي صلى الله عليه و سلم


من اللجوء إلى الله في الضراء



{ فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ


فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }



[ العنكبوت : 65 ] .



و بعض عصاة زماننا سراؤهم و ضراؤهم على حد سواء ، فقبح الله أقواما ؛


مشركو زمان النبي صلى الله عليه و سلم أعلم بلا إله إلا الله منهم .



أيها المسلمون



إن التقارب في الزمان و المكان بما هيأ الله من أسباب السرعة ،


لهو نعمة عظيمة و رحمة جُلَّى ، تستوجبان الشكر للخالق و الفرار إليه ،


في مقابل التذكر ، فيما فعله الله ـ جل و علا ـ بقوم سبأ


الذين كانوا في نعمة و غبطة ، من تواصل القرى ،


بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حمل زاد و لا ماء



{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـٰهِرَةً


وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّاماً ءامِنِينَ }



[ سبأ : 18 ] .



و لكن لما بطروا نعمة الله و مالت نفوسهم إلى ضد حالهم



{ فَقَالُواْ رَبَّنَا بَـٰعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ


فَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَـٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ }



[ سبأ : 19 ] .



ففرق الله شملهم بعد الاجتماع ، و باعد بينهم بعد التقارب ،


حتى صاروا مضرب المثل ؛


و لهذا تقول العرب في القوم إذا تفرقوا : تفرقوا أيدي سبأ .



و بعدُ عباد الله



فإن من أعظم فوائد السفر ، و أكثرها تعلقا بالله ، معرفةَ عظمته و قدرته ،


بالنظر إلى ما ابتدعه ـ جل و علا ـ ، خلقا جميلا عجيبا ،


من حيوان و نبات ، و ساكن و ذي حركات ،


و ماذرأ فيه من مختلف الصور التي أسكنها أخاديد الأرض ،


و خروق فجاجها ، و رواسي أعلامها ، من أوتاد و وهاد ،


فصار فيها جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود ،


و من ذوات أجنحة مختلفة ، و هيئات متباينة



{ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يَخْشَىٰ }



[ النازعات : 26 ] .



كونها بعد أن لم تكن في عجائب صور ظاهرة ،


و نسقها على اختلافها بلطيف قدرته و دقيق صنعه ،


فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه ،


و منها مغموس في لون صبغ ، قد طوِّق بخلاف ما صبغ به



{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَابّ وَٱلاْنْعَـٰمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهُ


كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء }



[ فاطر : 28 ] .



فسبحان من أقام من شواهد البينات على عظمته و قدرته !


فانقادت له العقول معترفة به و مسلمة له ،


فبان لها أن فاطر النملة هو فاطر النخلة .



إخوة الإيمان



و ثمة أمر يغفل عنه كثير من المسافرين و هم في غمرة الاستعداد و التأهب


لخوض غمار السفر و متاعبه ، إنه التأهب و الاستعداد للسفر للدار الآخرة ،


ذلكم السفر الذي ينساه كثير من الخلق ،


و يغفل عنه فئام ممن طال عليهم الأمد فقست قلوبهم .


إنه السفر الذي سوف يخوضه كل واحد منا وحيداً فريداً ،


ليس له من الزاد إلا ماقدمه من عمل صالح في هذه الحياة الدنيا .


فحري بكل من حزم حقيبته لسفر من أسفار الدنيا أن يتذكر يوم سفره إلى الآخرة ،


يوم قدومه على ربه و مولاه ، لا يحمل معه إلا صالح عمله ، و تقواه لربه .


فأعدوا العدة لذلكم رحمكم الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى ،


و اتقوا الله يا أولي الألباب .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،


و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


قد قلت ما قلت إن صوابا فمن الله ، و إن خطأ فمن نفسي و الشيطان


و أستغفروا الله إن الله غفور رحيم .


التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 06-07-2013 الساعة 12:19 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات