| 
			 | 
			
			 | 
		
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
			
  | 
			
			
			
	
		 تسجيل دخول اداري فقط  | 
		
| انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 49 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عــاشــوراء لفضيلة الأخ الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله، جرَت بالأقدار أقلامُه ، و مضَت في الخلائق أحكامُه ،  أحمده سبحانه وأشكره شكرًا يزيد به فضلُ ربّي و إِنعامه ،  و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ حقٍّ و يقين  يزول بها عن القلبِ غِشاوته و ظلامُه ،  و أشهد أنّ سيّدَنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسوله  ببعثته و رسالته كمل الدِّين و أرتفعت أعلامه ،  صلى الله و سلَّم و بارك عليه و على آله و أصحابِه  صلواتٍ و سلامًا و برَكات دائِمَاتٍ ما دام الدّهرُ ليالِيه و أيّامُه ،  و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين . أمــــا بعـــــد :  فأتقوا الله يا عباد الله ، ثقوا بنصر الله إذا توفرت أسبابه ، من الصدق و الإخلاص و الإستقامة على شرعه  و التضرع بين يديه و رجائه و الخوف منه وحده دون سواه . أيها المسلمون ، عاشوراء يوم النصر العظيم ، و يوم الصراع بين الحق و الباطل ، و بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ، قديم قدم البشرية ذاتها ،  و لن يزال مستعرًا إلى قيام الساعة ، و هذه سنة الله في خلقه ، و هي مقتضى حكمته و رحمته ،  فيقول و قوله الحق سبحانه و تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ  وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ  فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء:76] ،  و قال أيضاً سبحانه و تعالى : { ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [محمد:4] .  فالله تعالى قادر على أن يهلك الظالمين في لحظة ، و يأخذهم على حين غرة ،  و لكنه أبتلى بهم عباده المؤمنين ليكشف معادنهم ،  و يمتحن صدقهم و صبرهم و جهادهم و بذلهم . فبالإبتلاء يتميز المؤمن الصادق  من الدعي المنافق , و يتبين المجاهد العامل من القاعد الخامل .  و لقد قصَّ الله لنا فصولاً كثيرة من هذا الصراع بين المؤمنين و الكافرين . عباد الله ، و من هذه القصص العظيمة قصة موسى عليه الصلاة و السلام  مع فرعون مصر في عهده ، و التي تكرر ذكرها في القرآن فيما يقارب ثلاثين موضعًا ، و هي أكثر القَصص القرآني تكرارًا ؛  و ذلك لمشابهتها لما كان يعانيه الرسول  و لما فيها من التسلية له و للمؤمنين حينما يشتد عليهم أذى الكفار و المنافقين ،  و لما أشتملت عليه من العظات البالغة و الدروس و الحكم الباهرة و الحجج و الآيات القاطعة . إخوة الإيمان : و تبدأ قصة موسى مع فرعون منذ أن كان موسى حملاً في بطن أمه ، فقد قيل لفرعون : إن مولودًا من بني إسرائيل سيولد ،  و سيكون على يديه هلاكك و زوال ملكك .  و إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة و السلام ،  و قد نزح إسرائيل و أولاده من الشام إلى مصر في عهد يوسف بن يعقوب عليهما السلام ، و كان عددهم آنذاك ثمانين شخصًا ، ثم لم يزل عددهم ينمو و نسلهم يتكاثر  حتى بلغوا في عهد فرعون الطاغية ستمائة ألف إنسان . و عندما أخُبِر فرعون أن زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني إسرائيل ،  أصدر أوامره بقتل أبنائهم و أستحياء نسائهم ، حذرًا من وجود هذا الغلام ، و لن يغني حذر من قدر ، { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [يوسف:21] .  و أحترز فرعون كل الأحتراز أن لا يوجد هذا الغلام ، حتى جعل رجالاً و قابلات  يدورون على النساء الحوامل ، و يعلمون ميقات وضعهن ،  فلا تلد أمرأة ذكرًا إلا ذبحه من ساعته .  و كان هارون عليه السلام قد ولد قبل بدء هذه المحنة ، فأنجاه الله من كيد فرعون ، و أما موسى عليه السلام فإنه لما حملت به أمه حرصت على إخفاء حملها  خوفًا عليه من القتل ، و كان خوفها عليه يزداد مع مرور الأيام و قرب و قت المخاض ، و لما وضعته ذكرًا ضاقت به ذرعًا ، و ضاقت عليها الأرض بما رحبت ،  و ركبها من الهمّ و الخوف ما لا يعلمه إلا الله ، و كان خوفها عليه أضعاف فرحها بقدومه ، و لكن الله جل و علا ألهمها بما يثبّت به فؤادها ، { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ  وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } [القصص:7] ،  فأستجابت أم موسى لهذا الإلهام ، و صنعت لأبنها صندوقًا و ألقته في نهر النيل ، حيث كانت دارها مجاورة له ، ألقته في النهر و كأنما ألقت معه عقلها و قلبها ، فأصبح صدرها خاليًا من الطّمأنينة ، { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ  لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [القصص:10] ،  و يمضي الموج بالوليد الضعيف داخل الصندوق ، يحفه الله بعنايته ،  و يكلؤه بحفظه و رعايته ، حتى بلغ قصر فرعون ، فألتقطه آل فرعون ،  و لما فتحوا التابوت وجدوا فيه ذلك الغلام الضعيف ، و لكن رب الأرباب و مالك القلوب و الألباب يلقي في قلب آسية زوجة فرعون  فيضًا من الرحمة و الرأفة و الحنان على هذا الطفل الرضيع ، { وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ  عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } [القصص:9] ،  و قد أنالها الله ما رجت منه من النفع و الخير , فهداها الله بسببه ،  و جعلها من أهل جواره و جنته ،  و لكن هذا الطفل المحفوف بعناية الله يفاجئهم بأنه لا يقبل ثدي امرأة ليرضع ،  فحاروا في أمره ، و أجتهدوا في تغذيته بكل ممكن ،  و هو لا يزيدهم إلا عنتًا و حيرة و رفضًا و أستعصاءً ،  و بينما هم كذلك فإذا بأخته تقبل عليهم ،  و كانت أمها قد أمرتها بأن تتابع أخاها و هو في الصندوق ، و أن تقفوا أثره ، لتعلم مستقره و تستطلع خبره ، { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ  هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } [القصص:11، 12] ،  ففرحوا بذلك فرحًا شديدًا ، و ذهبوا معها إلى منزلهم ،  فلما رأته أمه ما كادت تصدق عينيها ، فأخذته و ضمته إلى صدرها و ألقمته ثدييها ، فأخذ يرضع بنَهَم شديد ، و هم في غاية الدهشة و السرور .  و هكذا يأبى الله عز و جل إلا أن يحمل آل فرعون هذا الوليد إلى أمه  التي خافت عليه منهم ، ثم يعطوها مع ذلك أجرة إرضاعها له ،  و يتعهدوا وليدها بالتربية و الرعاية ، { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ  وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } [القصص:13]. و ما زالت الأيام تمضي و الأعوام تترى ، و كبر موسى و بلغ أشده ،  و آتاه الله حكمًا و علمًا ، فصار يأمر و ينهى ، و يقول فيسمع ، و يشفع فيشفع ،  و لا غرو فهو أبن فرعون بالتبني ، و هو ربيبه و واحد من أهل بيته ،  قال الله تعالى : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا  وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } [القصص:14] . و بعد حين وقع في محنة عظيمة ، حيث قتل رجلاً من قوم فرعون ما كان يريد قتله ، و تخوف من الطلب ، ففر هاربًا إلى أرض مدين ، و لبث فيهم عشر سنين ، تزوج في أثنائها ، ثم عاد إلى أرض مصر مع أهله ،  و في الطريق إليها أكرمه الله برسالته ، و أوحى إليه بوحيه ،  و كلمه من غير واسطة و لا ترجمان ،  و أرسله إلى فرعون بالآيات القاطعات و السلطان المبين ، و لكن فرعون عاند و كابر ، { فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى } [النازعات:21-24] ،  و أدعى أن ما جاء به موسى سحر ، و أن عنده من السحر ما يبطله ،  و جمع السحرة من جميع أنحاء مملكته ، فألقوا ما عندهم من السحر ، { فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ  إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } [يونس:81] ، { فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } [الشعراء:4] ، { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } [الأعراف:118-122] ،  و لما انقطعت حجة فرعون و خاب كيده ، و أنكشف باطله و زيفه  لجأ إلى القوة و البطش و التعذيب و التنكيل و الملاحقة و التشريد  و إرهاب الناس بالنار و الحديد . إنه منطق الطغيان العاتي ،  كلما أعوزته الحجة و خذله البرهان و خاف أن يظهر الحق و يتمكن أهله و رواده . ثم أرسل الله عز و جل على فرعون و قومه آيات عجيبة و عقوبات متنوعة ،  من الطوفان و الجراد و القُمَل و الضفادع و الدم ، { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } [المدثر:31] ،  و لكنها ـ و العياذ بالله ـ لم تزدهم إلا عنادًا و إستكبارًا و ظلمًا و عدوانًا ،  يقول الله تعالى : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } [الأعراف:133] ،  و لما تمادى فرعون في طغيانه و إيذائه لموسى و من معه أوحى الله إلى موسى أن يخرج بالمسلمين من أرض مصر ليلاً ، فخرجوا قاصدين بلاد الشام ،  فلما علم فرعون بخروجهم جمع جيشه و جند جنوده من شتى أنحاء مملكته ليلحقهم و يمحقهم في زعمه ، { فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } [الشعراء:53-56] . فخرج فرعون و جنوده في أثرهم ، حتى أدركهم عند البحر الأحمر ، { فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُون } [الشعراء:61] ،  فالبحر أمامهم ، و العدو خلفهم ، فأجابهم موسى بلسان المؤمن الواثق  بأن الله معه و لن يضيعه ، و قال لهم بكل ثقة و ثبات : { كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء:62] ،  فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه و هو يتلاطم بأمواجه ،  فانفلق ـ بإذن الله ـ أثني عشر طريقًا يابسًا ، و صار هذا الماء السيال  و تلك الأمواج العاتيات كأطواد الجبال الراسيات ، فأنحدروا فيه مسرعين مستبشرين ، و دخل فرعون و جنوده في أثرهم لاهثين سادرين ، فلما جاوزه موسى و قومه  و تكاملوا خارجين و تكامل فرعون و قومه داخلين أطبقه الله عليهم و أغرقهم أجمعين ، { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا  فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى } [طه:77-79] ،  و هذا هو مصير أعداء الله في كل حين ، و تلك هي عاقبة المكذبين الضالين ، و ما ربك بظلام للعبيد ،: { فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا  وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ  وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا  وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [العنكبوت:40] . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،  و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، و بهدي محمد  و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،  فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .  | 
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
		
  | 
	
		
  | 
			
			![]()  |