المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الحلَقةَ رقم 41 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ
شرح و تفسير أسماء الله الحسنى ================================================== === الحلقة الحادية و الأربعـون منتهى سعادتى عندما أجد من يعترض أو يرسل نقد بناء بتصحيح مفهوم أو معنى يكون فى مصلحة الاخوة و الأخوات الحمد لله الذي هدانا لكتابه و فضلنا على سائر الأمم بأكرم أحبابه حمداً يستجلب المرغوب من رضائه و يستعطف المخزون من عطائه و يجعلنا من الشاكرين لنعمائه و العارفين لأوليائه و آلائه و صلى الله على سيدنا محمد رسوله المصطفى و نبيه المجتبى و على آله و عترته الطيبين و على أصحابه و أمته أجمعين سؤال الحلقة و المعرفة نستكمل العبوديه فى الإسلام للأمام أحمد بن تيمية ... يرحمه الله تعالى و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس و ذلك فى نهاية الحلقة أدناه كالمتبع ******************** الحلَقةَ رقم 41 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ أسم الله الأعظم القــادر = المقتـــدر أخى المسلم إسمان من أسماء الله الحسنى هما القادر ، المقتدر متساويان في المعنى ، و يؤكد كل منهما جلاله و جماله في نفوس المؤمنين الأخيار فإذا خطر أحدهما على القلب و جرى على اللسان ، تبعه الأخر بالضرورة و ذلك لشعور الذاكر بأن قدرته جل و علا لا تقف عند حد لذا يجد نفسه ناطقا بهما معا بالقلب و اللسان في غير مهلة و لا انتظار يقول علماء اللغة المقتدر أبلغ من القادر و هذا صحيح بالنسبة للبشر و ليس في حق خالق القوى و القدر إذ هو الواحد في ذاته و صفاته و أفعاله فلا يقولن قائل هذا الأسم أبلغ من غيره إلا على سبيل التجوز و التسامح قال تعالى { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } الأنعام65 أيها المسلم إنك تجد نفسك إمام خطر عظيم يهدد كل من تسول له نفسه إن يكفر بالله أو يكفر بنعمة من نعمه أو يظن إن الله ليس بقادر على أخذه و الإنتقام منه في الدنيا و الآخرة و يشعر بسحائب الخوف مقبلة نحوه و بواعث الخشية متجهة إليه و نوازع الشر تنتزع من قلبه ، و دوافع الخير تحل محلها فيه و عندئذ يرى انه في حاجة ماسة إلى تكرارها مرة بعد مرة لما يجد في كل مرة من المعاني التي تلقى في قلبه فجأة و ما كان ليعرفها لو قرأها مرة أو مرتين إنك ستجد نفسك أمام القدرة العليا مثقال ذرة في فضاء واسع لا يتناهى فتقول بلسان حالك و مقالك على الفور من إن في ملك الله الواسع الفسيح ....... و أين قدرتي بل أين قدرة الخلق جميعا من قدرة الخالق جل جلاله و تقدست أسماؤه أخى المسلم إن ليس للخلق إرادة مع إرادة الله سبحانه وتعالى فهو الفعال لما يريد وإنهم ليسوا بمعجزيه في الأرض ولا في السماء وأن أمره بين الكاف والنون ، و أنه قد أحاط علما بالملك و الملكوت و الملك يطلق على ما لاح و ظهر ، و الملكوت يطلق على ما غاب و أستتر و يطلق كل منهما على الأخر عند إرادة الإجمال و قدرة الله عز و جل صفة كمالية منزهة عن ضدها من جميع الوجوه لهذا سمى نفسه ........ القادر المقتدر أي الذي أحاط بكل شيء علما و أحصى كل شيء عددا و أحسن كل شيء خلقاً و إبداعاً وأحكم كل شيء تدبيرا وتصريفا و أقام كل ما خلق و برأ و ذرأ على العدل المطلق و القسطاس المستقيم فبالعدل قامت السموات و الأرض ، فلا عوج و لا أنحراف و لا تناقض و لا أختلاف قال تعالى ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) ( القيامة:40 ) ( بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( الاحقاف:33 ) ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) (الكهف:45) صدق الله العظيم قال الحليما و هذا على معنى أنه لا يعجزه شيء بل يستتب له ما يريد على ما يريد لان أفعاله قد ظهرت ، و لا يظهر الفعل اختيارا إلا من قادر غير عاجز كما لا يظهر إلا من حي عالم و المقتدر .... المظهر قدرته بفعل ما يقدر عليه و قد كان ذلك من الله تعالى فيما أمضاه و ان كان يقدر على أشياء كثيرة لم يفعلها و لو شاء لفعلها فاستحق بذلك أن يسمى مقتدرا قال الخطابي المقتدر ... هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء ولا يحتجز بمنعة ولا قوة إلا إن الاقتدار ابلغ و اعم لأنه يقتضى الإطلاق و القدرة قد يدخلها من التضمين بالمقدر عليه و القادر و القدير و المقتدر ذو القدرة ، لكن المقتدر أكثر بلاغة و القدرة عبارة عن المعنى الذي به يوجد الشيء متقدراً بتقدير الإرادة و العلم واقعا على وفقهما و القادر هو الذي إن شاء فعل ، و إن شاء لم يفعل و ليس من شرطه أن يشاء لا محالة فان الله تعالى قادر على إقامة القيامة الآن ، لأنه لو شاء أقامها فان كان لا يقيمها لأنه لم يشأ ، و لا يشأها لما جرى في سابق علمه من تقدير اجلها و وقتها ..... فذلك لا يقدح في القدرة و القادر المطلق هو الذي يخترع كل موجود اختراعا ينفرد به و يستغنى فيه عن معاونة غيره .... و هو الله تعالى و أما العبد فله قدره على الجملة لكنها ناقصة ، إذ لا يتناول إلا بعض الممكنات و لا يصلح للاختراع بل الله تعالى هو المخترع لمقدور العبد و جمع هذا الأسم يشعر بقوة القهر و الجبروت فتدبر و أنظر كيف يكون لهذا الأسم وقع في نفسك و أنت مؤمن لتعرف كيف يكون وقعه على الكافر لو حكم عقله فيما جاءت به الآيات و النذر قال الله تعالى { ولقد جاء آل فرعون النذر * كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر } [ سورة القمر :41 ، 42 ] إن فرعون قد أخذته العزة بالإثم و أدعى الربوبية و بلغ الغاية في التكبر و الطغيان و أغتر بقوة عناده و كثرة جنوده ، و ظن أنه على كل شيء قدير فجعله الله نكال الآخرة و الأولى فأخذه شر أخذة و هكذا يفعل بالمجرمين إن هذا الاسم في هذا الموضع يوحى بان الذي أهلك فرعون وجنوده هو العزيز الذي لا يغلبه غالب و المقتدر الذي لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء و يشعر المؤمن بأنهم في حوزته ومكامن عزه ، لا يخافون إذا خاف الناس و لا يخشون على أنفسهم الضيعة في الدنيا و لا الهلاك في الآخرة لأنهم جند الله و جند الله هم الغالبون أبدا و هم عباده و لن يخذل الله من عبده و أظهر إفتقاره إليه أخى المسلم القدير هو تام القدرة الذي لا يلابس قدرته بحال ... و هو الله عز و جل فقدرته سبحانه لإيجاد الموجودات من الممكنات و قوته و أمره لاستغنائه عن الاكتساب و المحاولات و استعمال الجوارح والآلات التي تمس من يستعملها في الاكتساب التعب و النصب و اللغو و الضجر فالقادر يدل على من له قدره و تتضمن الحياة و جميع صفات الأفعال و قال البعض أنه أسم الله الأعظم و أجمعت الأمة من أهل السنة إن الله قادر على كل شيء ، مقدور عليه موجودا كان أو معدوما خيرا كان أم شراً ، حسنا كان أو قبيحا لم يشركه في خلق ذلك شريك و لم يستظهر عليه بظهير و ما كان الله ليتخذ المضلين عضدا ، بل هو الغنى الحميد خلق القادرين سواه ، المتصفين بالقدرة ، وخلق قدرهم فهو سبحانه الموصوف بالقدرة على الإبداع كله ، و الإيجاد كله و الخلق كله و القادرون سواه غير موصوفين بالقدرة على شيء من ذلك كله إلا على مقدور يسمى ... الكسب و كل ذلك مقدور للقادر الحق ، خلقهم و خلق قدرهم و عملهم و ما يعملون أخى المسلم يجب على كل مكلف أن يعلم إن الله سبحانه و تعالى قادر له قدرة واحدة بها فعل و يفعل ما يشاء من المقدرات على وفق علمه و اختياره كما هو يعلم المعلومات بعلم واحد ، و يريد المرادات بإرادة واحده و ليس من صفاته قصور و لا في أسمائه نقص و مين ، البريء من كل عيب و شين و يجب أن تعلم إن للعبد قدره يكتسب بها ما قدره الله عليها على مجرى العادة و يجب أن تعلم إن الله عز و جل قادر ، و إنه لا يعجزه مقدور و لا يجوز أن يخرج مقدور عن قدرته ، فيخاف عذابه و أنه قدير على أنواع العذاب والعقوبات ، فلا يأمنه ، و كذلك فلا ييأس من رحمته و أن الله قادر على توصيل كل مرجو ، و إنالة كل محبوب على أحسن المأخذ و ألطف المسالك إن المؤمن إذا أكثر من ذكر هذين الأسمين المقدسين علت همته و قوى عزمه على الطاعة و ترك المعاصي و الصبر على المكاره و مواجهة الشدائد بصدر رحب و قلب مطمئن و غمره شعور صادق بان الله معه و لن يسلمه لعدو ينال منه و أشتاقت نفسه إلى أن يكون من المتقين في ظله يوم لا ظل إلا ظله و هو مقعد الصدق الذي وعد به الله سبحانه و تعالى قال تعالى { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [ 54 ] فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } [ القمر ] . صدق الله العظيم أخى المسلم نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط و نسأل الله تعالى من فضله العظيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين الدعـــــــاء اللهم إني عبدك و أبن عبدك و أبن أمتك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القران العظيم ربيع قلبي و شفاء صدري و جلاء حزني وغمى و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و صلى اللهم على سيدنا محمد حبيب القلوب و على آله و صحبه و سلم صيغة من صيغ الصلاة على رسول الله إن أنت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات اللهم صلِّ على محمد كما صليت على إبراهيم و بارك على محمد كما باركت على إبراهيم اللهم أجعل صلواتك و بركاتك على محمد و على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم أنك حميد مجيد اللهم صلِّ على محمد عبدك و رسولك و صلِّ على المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله عدد ما أحاط به علمك و أحصاه كتابك و شهدت به ملائكتك صلاة تدوم بدوام ملك الله اللهم إني أسألك بأسمائك العِظام ما علمت منها و ما لم أعلم أن تصلى على سيدنا محمد عبدك و نبيك و رسولك عدد ما خلقت من قبل أن تكون السماء مبنية و الأرض مدحية و الجبال مرسية والعيون منفجرة و الأنهار جارية و الشمس مشرقه و القمر مضيئا و الكواكب مستنيرة و البحار مجرية و الأشجار مثمرة اللهم صلِّ على محمد عدد علمك و صلِّ على محمد عدد حلمك و صلِّ على محمد عدد كلماتك و صلِّ على محمد عدد نعمتك و صلِّ على محمد عدد فضلك و صلِّ على محمد عدد جودك و صلِّ على محمد عدد سمواتك و صلِّ على محمد عدد أرضك وصلِّ على محمد عدد ما خلقت في سبع سمواتك من ملائكتك و صلِّ على محمد عدد ما خلقت في أرضك من الجن و الإنس و غيرهما و صلِّ على محمد عدد ما جرى به القلم في علم غيبك و ما يجرى إلى يوم القيامة وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم اجابة الســــؤال و المعرفـــة نستكمل العبودية فى الاسلام للامام الجليل / أحمد بن تيمية يرحمه الله تعالى أخى المسلم و إنما دين الحق تحقيق العبودية لله بكل وجه و هو تحقيق محبة الله بكل درجة و بقدر تكميل العبودية تكمل محبة العبد لربه وتكمل محبة الرب لعبده و بقدر نقص هذا يكون نقص هذا و كلما كان في القلب حب لغير الله كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك و كلما كان فيه عبودية لغير الله كان فيه حب لغير الله بحسب ذلك و كل محبه لا تكون لله في باطله ،و كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان الله و لا يكون لله إلا ما أحبه الله ورسوله و هو المشروع و كل عمل أريد به غير الله لم يكن لله و كل عمل لا يوافق شرع الله لم يكن لله بل لا يكون لله إلا ما جمع الوصفين أن يكون لله وان يكون موافقا لمحبة الله ورسوله و هو الواجب و المستحب قال تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } الكهف 110 فلا بد من العمل الصالح و هو الواجب و المستحب و لابد أن يكون خالصا لوجه الله تعالى قال تعالى { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } البقره 112 قال صلى الله عليه و سلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال صلى الله عليه وسلم أيضا إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه و هذا الاصل هو اصل الدين و بحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين و به أرسل الله الرسل و انزل الكتب و اليه دعا الرسول صلى الله عليه و سلم و عليه جاهد و به أمر و فيه رغب فقال يا أبا بكر ألا أعلمك كلمه إذا قلتها نجوت من دقه و جله قٌل اللهم أنى أعوذ بك أن أشرك بك و أنا اعلم و استغفرك لما لا أعلم وكان عمر ....رضي الله عنه يقول في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحا ، واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا و كثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله و عبوديتها له وإخلاص دينها له كما قال شداد بن أوس يا بقايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء .... و الشهوة الخفية قيل لأبى داود السجستانى ........ و ما الشهوة الخفية قال : حب الرئاسة عنه و هو قطب الدين الذي تدور عليه رحاه ، والشرك غالب على النفوس....وهو كما جاء في الحديث وهو في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وفى حديث أخر قال أبو بكر يا رسول الله كيف ننجو منه و هو أخفى من دبيب النمل و عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال ما ذئبان جائعان أرسلا في حظيرة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحرص على المال والشرف في فساد الدين لا ينقص عن فساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم وذلك يبين إن الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص وذلك إن القلب إذا ذاق حلاوة عبوديته لله ومحبته له لم يكن شيء أحب إليه من ذلك حتى يقدم عليه وبذلك يصرف عن أهل الإخلاص لله السوء والفحشاء قال تعالى { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء،انه من عبادنا المخلصين } يوسف 24 فان المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره و من حلاوة محبته لله ما يمنعه عن حبه غيره إذ ليس عند القلب لا أحلى و لا ألذ و لا أطيب و لا الين و لا انعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له وإخلاص الدين له و ذلك يقتضى انجذاب القلب إلى الله فيصير منيبا إلى الله خائفا منه راغبا راهبا قال تعالى { من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب } ق 33 و نكتفى بهذا القدر من العبودية فى الإسلام و نستكمل فى الحلقه القادمة إن شاء الله ========================= و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى / لتهذيب النفوس أعلم أخى المسلم لو فتح لك باب الكمال لما رجعت إلى الرذائل أرأيت من فتح له باب القصور هل يرجع إلى المزابل لو فتح لك باب الأنس بينك و بينه ما طلبت من تأنس به لو اختارك لربوبيته ما قطعك عنه لو كرمت عليه ما رماك لغيره إذا عزل عنك محبة مخلوق فافرح فهذا من عنايتك بك و لا تكون معصية إلا و الذل معها ...... أتعصيه و يعزك كلا فقد ربط العز مع الطاعة و الذل مع المعصية فصار في طاعته نور و عز و كشف حساب و ضدها معصية و ذل و حجاب بينك و بينه و لكن ما منعك من الشهود إلا عدم وقوفك مع الحدود و اشتغالك بهذا الوجود إذا عصا ولدك فأدبه بالشرع و لا تقطعه بل قابله بالعبوسة ليكف عن المعصية و أكثر ما يدخل على المؤمن الدخل إذا كان عاصيا فأما أن يفضحوه و أما أن يستهزئوا به فإذا فعلوا ذلك فقد اخطئوا الطريق إذا عصى المؤمن فقد وقع في ورطه عظيمة ، و طريقة أن تفعل معه كما فعلت مع ولدك عند عصيانه تعرض عنه في الظاهر و تكون له راجما في الباطن و تطلب له الدعاء بالغيب كفى بك جهلا أن تحسد أهل الدنيا على ما أعطوا و تشغل قلبك بما عندهم فتكون اجهل منهم لأنهم اشتغلوا بما أعطوا ، و اشتغلت أنت بما لم تعط ترمد عينك فتعالجها و ما سبب ذلك إلا انك ذقت بها لذة الدنيا فتعالجها ، حتى لا يفوتك النظر إلى مستحسناتها وترمد بصيرتك أربعين سنه فلا تعالجها و اعلم إن عمرا ضيع أوله حرى أن تحفظ أخره كأمرأة لها عشرة أولاد ، مات منهم تسعه و بقى واحد أليست تزد وجدها على ذلك الواحد و أنت قد ضيعت أكثر عمرك فأحفظ بقيته و هى صبابة يسيره و الله ما عمرك من أول يوم ولدت بل عمرك من أول يوم عرفت الله تعالى شتان بين أهل السعادة و أهل الشقاوة فأهل السعادة إذا رأوا أنسانا على معصيته أنكروا عليه في الظاهر، و دعوا له في الباطن وأهل الشقاوة ينكرون عليه تشفيا فيه و ربما سلموا عليه عرضه فالمؤمن من كان ناصحا لأخيه في الخلوة ساترا له في الجلوه وأهل الشقاوة بالعكس إذا رأوا أنسانا على معصية أغلقوا عليه الباب و فضحوه فيها فهؤلاء لا تنور بصائرهم و هم عند الله مبعدون و إذا أردت إن تختبر عقل الرجل فانظر إليه إذا ذكرت له شخصا فان وجدته يطوف على محل سوء حتى يقول لك خلنا منه ذاك فعل كذا وكذا فاعلم إن باطنه خراب و ليس له معرفه و إذا رايته يذكره بخير أو يذكر له ما يوصف بالذم و يحمله على محمل حسن و يقول لعله سها أو له عذر أو ما أشبه ذلك فاعلم أن باطنه معمور فان المؤمن يعمل على سلامة عرض أخيه المسلم من قارب فراغ عمره و يريد أن يستدرك ما فاته ، فليذكر بالأذكار الجامعة فانه إذا فعل ذلك صار العمر القصير طويلا كقوله سبحان الله العظيم و بحمده عدد خلقه ، و رضا نفسه ، و زنة عرشه ، و مداد كلماته و كذلك من فاته كثرة الصيام و القيام أن يشغل نفسه بالصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم فانك لو فعلت في جميع عمرك كل طاعة ثم صلى الله عليك صلاة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة على كل ما عملته في عمرك كله من جميع الطاعات لأنك تصلى على قدر وسعك و هو يصلى عل حسب ربوبيته ، هذا إذا كانت صلاة واحده فكيف إذا صلى عليك عشرا بكل صلاة كما جاء في الحديث الصحيح فما أحسن العيش إذا أطعت الله فيه بذكر الله تعالى أو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخى المسلم نكتفى بهذا القدر البسيط و نستكمل المقالة القادمة إن شاء الله تعالى و أسال الله العلى العظيم أن يمنحنى من العمر لأتمم ما بدأت به فى الحلقة القادمة إذا كان فى العمر بقية أسألك ياربى أن ترحمنى و تغفر لى تقصيرى فهذه قدرتى التى خلقتنى عليها و فى النهايه أذكركم و نفسى في القلب لكم منزله علية لا تسكنها سعدي و لا لبناء في الذرعرفتكم فهل يجمل بي أن أنكركم و لحيتي شمطاء و الله أعلى و أعلم و أجــــل اسأل الله رب العرش العظيم أن نكون جميعا فى جنة الفردوس مع أُمة سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و أنتظرونا يوم الخميس المقبل إن شاء الله
كما أسأل الله أن يمد لى فى عمرى و يوفقنى لكتابتها و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخيكم الفقير إلى رحمة الله و غفرانه هشام عباس محمود |
|
|