| 
			 | 
			
			 | 
		
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
			
  | 
			
			
			
	
		 تسجيل دخول اداري فقط  | 
		
![]()  | 
	
	
| انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
	 | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 87 خطبتى صلاة الجمعة              بعنوان :( و لذِكر              الله أكبر )              ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم              الرفاعى                           أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية -              جدة              حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية              الشقيقة               و سمح للجميع بنقله إبتغاء              للأجر و الثواب              ==================================================  ================================               87 - خطبتى الجمعة بعنوان               ( و لذِكر              الله أكبر ) الحمد لله الكبير المتعال ، الموصوف بالجلال و الكمال ،              أحمده سبحانه و أشكره ،  و أتوب إليه و أستغفره ، حث على ذكره و شكره بالغدو و              الآصال ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و لا نظير و              لا مثال ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ،  المنعوت بأشرف الخصال ، أنقذ أمته من  الضلال ، و أرشدهم إلى سبيل              الاستقامة و الاعتدال .  صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و صحبه ، خير صحب و              آل ،  و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المآل              . أمّا بعد : فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ              و جلّ ، فاتّقوا الله رحِمكم الله ،  و اجعَلوا مراقبتَكم لمن لا تغيبون عن ناظرِه ، و اصرِفوا              شكرَكم لمن لا تنقطِع عنكم نعمُه ،  و اعملوا بطاعةِ من لا تستغنون عنه ، و ليكُن خضوعكم لمن لا              تخرجُون عن ملكِه و سلطانه ، { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ              فَاحْذَرُوهُ  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }  [البقرة:235] . الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله              أكبر و لله الحمد . أيها المسلمون ، يقول الله عز و جل :  { فَإِذَا              قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ              ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا  فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى              ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍ *  وِمِنْهُم مَّن              يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ              حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ *               أُولَـئِكَ لَهُمْ              نَصِيبٌ مّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }  [البقرة:200-202] . عباد الله : منذ فجر التاريخ و قديم الزمن ، و لكل أمة من              الأمم ما تفاخر به في مفاهيم ضيقة ،  و أهداف محددة ، و همم قاصرة فلا رسالة كبرى و لا              غايات عليا ،  لم يكن للبشرية رسالة في الأرض و لا ذكر في السماء              . و أمة العرب كانت من هذا القبيل ، يجتمعون بعد حجهم في              أسواقهم و منتدياتهم ؛  ليفاخروا بآبائهم ، و يتعاظموا بأنسابهم              . ثم جاء الإسلام فرفع الهمم ، و أنار الفكر ، و أنشأهم              إنشاءً جديداً .  سلك بأتباعه مسلك عز لا يطاول ، و قادهم إلى مجد لا يضاهى ،              جاءهم الكتاب ،  و تنزل عليهم الوحي ؛ فكان لهم الذكر و الخلود :  { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ              كِتَـٰباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }  [الأنبياء:10] .  { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ              وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـئَلُونَ              }  [الزخرف:44] .  في هذا الذكر، و هذا الكتاب أعطاهم الميزان :  { يأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا              خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً              وَقَبَائِلَ  لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ              أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }  [الحجرات:13] .  فميزان الرفعة و التكريم ، و مقياس المفاخرة و الذكر ،              التقوى و الصلة بالله ،  و التلبس بذكره و شكره ، و العمل الصالح              . إذا كان الأمر كذلك ، فمن أحق بالذكر و الشكر من أهل              الإسلام ،  الذين أتم الله عليهم نعمته و أكمل لهم دينه ، و جعله              مهيمناً على الدين كله ؟!  { فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ              وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ              }  [البقرة:152] . و حقنا ـ نحن أهل الإسلام ـ أن نقف مع مفهوم الذكر ، لنتبين              معناه ؛ لعلنا أن نقوم بحقه  { فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ              فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ }               [البقرة:200] . الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله              بكرةً و أصيلاً . عباد الله : العلاقة بين العبد و بين ربه  ليست محصورة في ساعة مناجاة              في الصباح أو في المساء فحسب ،  ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا              ، يفعل ما يريد دون رقيب و لا حسيب ؛  العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ، و أن يكون              هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر و النواهي ،  و مُشعراً الإنسان بضعفه البشري ، و معينا له على              اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه . لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ، ليحيا              ضميره ، و تزكوا نفسه ،  و يطهر قلبه ، و يستمد منه العون و التوفيق ؛ و لأجل هذا ،               جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ، ما يدعوا إلى              الإكثار من ذكر الله عز و جل على كل حال ؛  فقال عز و جل :  { يا أيها الذين              ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة              وأصيلاً  } [سورة الأحزاب:41-42] . و قال سبحانه : { والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا              ًعظيماً } [سورة الأحزاب:35] .  و قال جل شأنه :  { واذكروا الله              كثيراً لعلكم تفلحون } [سورة الأنفال :45].  وقال تعالى :    {              فاذكروني أذكركم } [سورة البقرة:152] .  و قال سبحانه :  { ولذكر الله أكبر              } [سورة العنكبوت :45] . و قال صلى الله عليه و على              آله و صحبه و سلم :  ( كلمتان              حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان              :  سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم )               متفق عليه . وقال صلى الله عليه و سلم              : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في              درجاتكم  و خير لكم من إعطاء الذهب و الورق ،  و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا              أعناقكم ؟  قالوا : و ذلك ما هو يا رسول الله ، قال : ذكر الله عز و جل              ) رواه أحمد . وقال :  ( من قال :              سبحان الله و بحمده غرست له نخلة في الجنة )  رواه الترمذي و حسنه الحاكم و صححه . الله أكبر ما ذكره الذاكرون الأبرار، و الله أكبر ماتعاقب              الليل و النهار ،  الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله              أكبر و لله الحمد . عباد الله : ذكر الله تعالى ، منزلة من منازل هذه الدار ، يتزود منها              الأتقياء ، و يتجرون فيها ،  و إليها دائما يترددون ، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها              صارت الأجساد لها قبورا ،  و عمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا              . بالذكر أيها المسلمون ، تُستدفع الآفات ، و تستكشف الكربات              ، و تهون به على المصاب الملمات ،  زين الله به ألسنة الذاكرين ، كما زين بالنور أبصار              الناظرين . ذكر الله عز و جل ، باب مفتوح بين العبد و بين ربه ، ما لم              يغلقه العبد بغفلته . قال الحسن البصري رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة              أشياء : في الصلاة ، و في الذكر ،  و قراءة القرآن ، فإن وجدتم ، و إلا فاعلموا أن الباب              مغلق . إن الذنوب كبائرها و صغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ،               إلا في حال الغفلة و النسيان لذكر الله عز و جل ؛ و على              الضد من ذلك ، التارك للذكر ،  و الناسي له ، فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقي به في              مكان سحيق . { ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين              } [سورة الزخرف:36] .  { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة              أعمى } [سورة طه :124] . قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب ابن              آدم ، فإذا سها و غفل و سوس ،  فإذا ذكر الله خنس . و كان رجل رديف النبي صلى              الله عليه و سلم على دابة ، فعثرت الدابة بهما ،  فقال الرجل : تعس الشيطان ؛ فقال له النبي عليه الصلاة و السلام :               ( لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل              البيت ،  و لكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل              الذباب )  رواه أحمد و أبو داود و هو صحيح . و حكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا : إذا              تمكن الذكر من القلب ،  فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ، كما يُصرع الإنسان              إذا دنا منه الشيطان ،  فيجتمع عليه الشياطين ، فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه              الإنسي . معاشر المؤمنين الذاكرين : الإكثار من ذكر الله ، براءة من              النفاق ، و فكاك من أسر الهوى ،  و جسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، و ما أعده له من النعيم              المقيم ، بل هو سلاح مقدم ،  من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ،               فقد ثبت عن النبي عليه              الصلاة و السلام في فتح القسطنطينية أنه قال              :  ( فإذا جاءها              نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح و لم يرموا بسهم ،  قالوا : لا إله إلا الله و الله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ،               ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط              جانبها الآخر ،  ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله و الله أكبر فيفرج لهم              فيدخلوها فيغنموا .. الحديث )  رواه مسلم في صحيحه . أيها الناس : ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال ، و أطهر ما يمر بالفم              ، و تنطق به الشفتان ،  و أسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي ، و الناس بعامة قد              يقلقون في حياتهم  أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ، و هم              أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ،  أو يدفعوها               إذا أوشكت ، و مع ذلك فإن ذكر الله عز و جل ، يحيي في نفوسهم              استشعار عظمة الله ،  و أنه على كل شيء قدير ، و أن شيئا لن يفلت من قهره و              قوته ،  و أنه يكشف ما بالمعنّى إذا ألم به العناء ،  حينها يشعر الذاكر بالسعادة و بالطمأنينة يغمران قلبه و              جوارحه  { الذين آمنوا وتطمئن              قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [سورة الرعد:28] . أيها المسلم : لا تخش غما ، و لا تشك هما ، و لا يصبك قلق ، ما دام قرينك              هو ذكر الله .  يقول جل و علا في الحديث القدسي :  (( أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ،  فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،  و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))               رواه البخاري و مسلم . و اشتكى علي و فاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،  ما تواجهه من الطحن و العمل المجهد ، فسألته خادما ،               فقال رسول الله صلى الله              عليه و سلم :  ( ألا أدلك              على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ،  فسبحا الله ثلاثا و ثلاثين ، و احمداه ثلاثا و ثلاثين . و              كبراه أربعا و ثلاثين ؛  فتلك مائة على اللسان و ألف في الميزان )              . قال علي رضى الله عنه              : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي عليه الصلاة و السلام ،  فقال رجل : و لا ليلة صفين ؟ قال : و لا ليلة صفين .               و ليلة صفين : ليلة حرب ضروس دارت بينه و بين خصومه رضي              الله عنهم أجمعين . عباد الله : لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة و              يسرة ، مشاهد متكررة ،  من صرعى الغفلة و قلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات              الخاوية من ذكر الله تعالى ،  أولا ينظر إلى من تسللت إليهم أيدي السحرة و المشعوذين ، و              الدجاجلة الأفاكين ،  فانتشلوا منهم الهناء و الصفاء ، و اقتلعوا أطناب الحياة              الهادئة ،  فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم . أو لا يتفكر الواحد منا في أولئك المبتلين بمس الجان و مردة              الشياطين يتوجعون ،  و يتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من              المس فلا يقر لهم قرار ،  و لا يهدأ لهم بال ، أرأيتم عباد الله ، لو كلف كل واحد              منكم نفسه بهذا ،  أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز و جل ؟!               أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، و الحروز الأمينة              ،  التي تعتقهم من عبودية الغفلة و الأمراض الفتاكة ؟!!              أما علم هؤلاء جميعا ،  أن لدخول المنزل ذكرا و للخروج منه ؟! أما علموا أن للنوم              ذكرا و للاستيقاظ منه ؟!  أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، و للمساء منه ؟ !              بل حتى في مواقعة الزوج أهله ،  بل و في دخول الخلاء  – أعزكم الله – و الخروج منه ؟  بل و في كل شيء ذكر لنا منه الرسول عليه الصلاة و السلام أمرا ،               علمه من علمه و جهله من جهله . الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله              بكرةً و أصيلاً .  | 
| 
		 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 أيها الناس : في حضارتنا المعاصرة ، كثر المثقفون ، و شاعت              المعارف الذكية ،  و مع ذلك كله ، فإن اضطراب الأعصاب و انتشار الكآبة داء عام              . ما الأمر و ما السبب في ذلك ؟  إنه خواء القلوب من ذكر الله ، إنها لا تذكر الله كي تتعلق              به و تركن إليه ،  بل كيف تذكر ، من تتجاهله ؟!!! إن الحضارة الحديثة ، و الحياة المادية الجافة ، مقطوعة              الصلة بالله إلا من رحم الله ،  و الإنسان مهما قوي فهو ضعيف ، و مهما علم فعلمه قاصر و              حاجته إلى ربه أشد  من حاجته إلى الماء و الهواء ، و ذكر الله في النوازل عزاء              للمسلم و رجاء  { الذين آمنوا وتطمئن              قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [سورة الرعد :28] .  و لو تنبه المسلمون لهذا ، و التزموا الأوراد و الأذكار ،              لما تجرأ بعد ذلك ساحر ،  و لا احتار مسحور ، و لا قلبت بركة ، و لا تكدر صفو ، و لا              تنغص هناء . عباد الله : هناك من الناس من يذكرون الله ، و لكنهم لا يفقهون معنى              الذكر ، فتصبح قلوبهم بعيدة  عن استشعار جلال الله ، و قدره حق قدره ، و إن ذكر الله عز              و جل ، كلام تقشعر منه جلود  الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر              الله ، غير أن الناس مما ألفوا منه ،  و ما جهلوا من معناه ، لا يرددونه إلا كما يرددون              كلاما تقليديا ،  و إلا فهل فكر أحد في كلمة  (( الله أكبر ))  التي هي رأس التكبير و عماده ، و هي أول ما كُلف به الرسول              عليه الصلاة و السلام حين أمر              بالإنذار  { يـا أيها              المدثر * قم فأنذر *              وربك فكبر } [سورة المدثر:1-3] . إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ، لصوتها هدير              كهدير البحر المتلاطم ،  أو هي أشد وقعا . إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق و ناهب ؛ لترتجف              يده ، و يهتز كيانه .  و كذا تدوي ، في أذن كل من يَهمُّ بإثم أو معصية ، ليقشعر و              يرتدع ،  و ينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان              من أهل الذكرى ،  أن هناك إلها أقوى منه ، و أكبر من حيلته و استخفافه و مكره              ،  أخذه أقوى من أخذ البشر و مكرهم و خديعتهم              . فالله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله              أكبر و لله الحمد . ألا فاتقوا الله أيها المسلمون ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم              تفلحون ، و اتق الله أيها المسلم الغافل ،  فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته              ، فلا تيأس من وجوده بذكر الله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  { يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن              ذكر الله  ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } [سورة المنافقون:9]              .  الحمد لله حق حمده ، و الشكر له حق شكره . أحمده سبحانه و              أشكره ،  و أتوب إليه و أستغفره. و أسأله العون على حسن عبادته و              ذكره ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله  قام بحق ربه في سره و جهره ، صلى الله و سلم و بارك عليه و              على آله و صحبه  و  التابعين و              من تبعهم بإحسان إلى آخر دهره . أمــا بــعــد : فاتقوا الله معشر المسلمين ، و اعلموا وفقكم الله ، أن              لسائل أن يسأل : ما بال ذكر الله سبحانه ،  مع خفته على اللسان و قلة التعب منه ،  صار أنفع و أفضل من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها              ؟ و الجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ،              و جعل لها أوقاتا محدودة ،  و لم يجعل لذكر الله مقدارا و لا وقتا ، و أمر              بالإكثار منه بغير مقدار ،  لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات              ؛  لما ثبت عن              النبي صلى الله عليه و سلم أنه              قال :  ( خذوا جُنتكم . قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟               قال : لا ، جنتكم من النار ، قولوا :  سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله              أكبر .  فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات و معقبات و هن الباقيات              الصالحات )  رواه الحاكم و صححه . ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر              باللسان على الدوام ،  مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، و القلب خزانة              مستحفظة للخواطر و الأسرار ،  و من شأن الصدر ، أن ينشرح بما فيه من ذكر ، و يتلذذ              بإلقاءه على اللسان ،  و لا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه ،               متأولا قول الله عز و جل :  { واذكر ربك في نفسك              تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول  بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين              } [سورة الأعراف:205] . فأما الذكر باللسان ، و القلب غافل ، فهو قليل الجدوى ،               قال رسول الله صلى الله              عليه و سلم :  ( اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه )               رواه الحاكم و الترمذي و حسنه . و كذا حضور القلب في لحظة بالذكر ، و الذهول عنه لحظات              كثيرة ، هو كذلك قليل الجدوى ؛  و لذا فإن رسول الله عليه الصلاة و السلام حذر من أن تنفض              المجالس  دون أن يذكر الله عز و جل فيها بقوله              :  ( ما من قوم              يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه  إلا قاموا عن مثل جيفة حمار و كان لهم حسرة )               رواه أبو داود و الحاكم . فهذا رسول الله عليه              الصلاة و السلام يمقت مجالس الغافلين ، و ينهى عن كل تجمع خلا              من ذكر الله ،  و أن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله ، و تنفض عن              لغط طويل ، حول مطالب العيش ،  و شهوات الخلق ؛ هي مجالس نتنة ، لا شيء فيها يستحق الخلود              ،  إنما يخلد ما اتصل بالله سبحانه و تعالى ،  و لذا فقد قال صلوات الله و سلامه عليه              :  ( من جلس في              مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك :  سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ،              أستغفرك و أتوب إليك .  إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك )               رواه الترمذي و ابن ماجة . الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان              الله بكرةً و أصيلاً . هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في              محكَم التنزيل  فقال              جلّ مِن قائل سبحانه :  { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى              النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ              وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }  [الأحزاب:56]              . اللهم              صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد  و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات              المؤمنين  و              أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي              ،  و عن              الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،               و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا              أكرم الأكرمين . و قال              عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه              :  ( مَن صلّى              عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ              الجزاء و أوفاه ،  و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً              تكون له رِضاءً ،  و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،               يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء              . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ              رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،  و              حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .  اللهم              اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا               من              أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و              أذلَّ الشركَ و المشركين ،  و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا              الأمن و الأمان و أحفظ               لنا ولاة أمورنا ،  و رد كيد كل من أراد فتنة فى              بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،               و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...               ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى              العظيم الكريم . أنتهت  | 
![]()  | 
	
	
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
		
  | 
	
		
  | 
			
			![]()  |