| 
			 | 
			
			 | 
		
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
			
  | 
			
			
			
	
		 تسجيل دخول اداري فقط  | 
		
![]()  | 
	
	
| انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
	 | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 54 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( الساعـــــة ) الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله خالق كل شيء ، و رازق كل حي ، أحاط بكل شيء علماً ،  و كل شيء عنده بأجل مسمى ، أحمده سبحانه و أشكره ،  و أتوب إليه و أستغفره و هو بكل لسان محمود ،  و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و هو الإله المعبود .  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،  صاحب المقام المحمود ، و الحوض المورود ،  صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه الركع السجود ،  و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود ، و سلم تسليماً كثيراً . أمّـــا بعـــد :  فاتَّقوا الله عبادَ الله ، و اعلَموا أنّ الدّنيا تجرِي إلى فنائِها في تعادِيهَا ،  و أنَّ الظَّفَر و الفَلاحَ لمن يعاديها ،  و قد لاحَت ـ يرحمكم الله ـ أمَارَات لدُنُوِّ بوارِها و تلاشِيها ،  فصونُوا النفوسَ عمّا يوبِقها و يُخزيها ،  و تجمَّلوا للسَّاعة بالتقوَى فنِعمتِ الزاد لملاقِيها ، أيّها المسلِمون ، للعقيدةِ التي جاءَت بها شَريعتُنا الغرّاءُ فغرَسَتها في نفوسِ المسلِمين  و أقامت علَيها أجلَى البراهينِ أثرٌ كبير في استقامةِ المسلم و هُداه و بلوغِه  من الرّضا عن ربِّه عُمقَه و مداه ، من ذلكم ـ يرعاكم الله ـ عقيدةُ الإيمانِ باليوم الآخر  و قضيّةُ الساعة و ما يتقدَّمها من أمارات و علاماتٍ ،  من أيقنَها و تدبَّرها غمَرته عظمتُها و رَهبَتها، و أذهَلَته سَطوَتها و هَيبَتُها ،  و استَحكَم في شغَافِه إيمانُه بصاحبِ الرسالة ، و أسلَم مُنقادًا لكلِّ ما أخبر به منَ الغيوبِ ،  صَلَوات ربي و سلامه عليه ،  { ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }  [البقرة: 232] . إخوةَ العقيدة ، و كَونُكم هذا بَديعُ النِّظام المخلُوقُ على أحكمِ دِقّةٍ و أبلغ تصوير  بكواكبِه و شموسِه و أراضيه و محيطاته سيؤول بجبروتِ الله  إلى الانفطارِ و الانتثارِ و الدّمارِ و الاندِثار، ثمّ مصير البرايَا إلى جنّةٍ أو نار ،  جعَلَنا الله و إيّاكم في دار الأبرار . و قد أخبر جلَّت حِكمته عن قربِ ذلك و دنوِّه :  { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }  [الأنبياء: 1] ،  و جعَل الملك الديّانُ لميقات ذلك أشراطًا سابِقَة و فتنًا ممحِّصات و محنًا مبتلِيَات،  يقول تعالى :  { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا }  [محمد: 18] ،  ويقول صلى الله عليه و سلم :  (( إنَّ بين يدَيِ الساعةِ فتَنًا كقِطَع الليل المظلِم ؛  يصبِح الرجل فيها مؤمنًا و يمسِي كافرًا ،  و يمسِي مؤمنًا و يصبح كافرًا )) أخرجه الإمام أحمد و غيره . إخوة الإيمان ، و أشراطُ الساعة قسمان : صغرى و كبرى . أمّا الصغرى فمنها ما مضى و انقضَى ،  كَبعثةِ الرسول صلى الله عليه و سلم لقوله عليه الصلاة و السّلام :  (( بُعِثت أنا والساعة كهاتين )) يشير بأصبعَيه فيمدّهما . أخرجه البخاري .  و في رواية لأحمد :  (( إن كادَت لتسبقني )) .  و فتح بيتِ المقدِس و ظهورِ الخوارج و ظهورِ مُدَّعي النبوّة ،  يقول صلى الله عليه و سلم :  (( لا تقوم السّاعةُ حتى يُبعَثَ دجّالون كذّابون ،  قريب من ثلاثين ، كلّهم يزعم أنّه رسول الله )) أخرجه البخاري .  و قد ظهر على عهده و بَعدَه صلى الله عليه و سلم كثيرٌ منهم . أيها المؤمنون ، و أشراط الساعة الصّغرى التي صحَّت بها الأحاديثُ  وقع كثيرٍ مِنها في هذه العصور ، و لا تزال في ازديادٍ و انتشار ،  مِن أعظمها ظهورُ الشرك في أمّة التوحيد ، و هذه الرزيّة قد استَحَكمت  في كثير مِن الأقطار الإسلامية ؛ حيث بَنَى فِئامٌ منَ الناس المشاهدَ على القبور ،  و طافوا بها و تمسَّحوا بستورها ، و نذروا لها من دونِ الله ،  و أَمُّوها بالتبرُّك و الرجاء و كشفِ الكرباتِ و الالتِجاء ،  و في هذهِ العلامةِ يقول صلى الله عليه و سلم : (( لا تقوم الساعةُ حتى تلحَق قبائل مِن أمّتي بالمشركين ،  و حتى تعبدَ قبائل من أمتي الأوثانَ ))  أخرجه أبو داود و الترمذي . و من أشراطِ الساعة الصُّغرى ظهورُ المعازف و استحلالها و فشوُّها و استِفحالها،  عن سهل بن سعد  أن رسولَ الله صلى الله عليه و سلم قال : (( سيكون في آخرِ الزمان خَسفٌ و قذف و مَسخ )) ،  قيل : و متى ذلك يا رسول الله ؟ قال : (( إذا ظهَرتِ المعازف و القيناتُ ))  أخرجه الهيثميّ في مجمعهِ و الطبرانيّ في معجمه . و القيناتُ المغنِّياتُ ،  و قد عظُم ظهور هذا الفسادِ و انتشر و استشرَى فحشه في الأرض و أضرّ . و مِن العلامات التي ضجَّت منها كثيرٌ من الأفاق  و عمَّ شرُّها الأرجاء فشوُّ الكاسِيات العاريات ، يقول صلى الله عليه و سلم :  (( صنفان من أهل النار لم أرهما )) ،  و ذكر منهما :  (( و نساء كاسياتٌ عاريات مميلات مائلات ،  رؤوسهم كأسنمة البُخت المائلة ، لا يدخلن الجنةَ و لا يجدن ريحها )) أخرجه مسلم .  و هذه الأمارةُ ظهرت قبل عصرِنا ، و هي فيه أكثر ظهورًا و أشدُّ حسورًا . و يدخل في معاني الحديثِ الملابسُ الضيّقَة المخصَّرة التي تصِف و إن لم تُشِف .  و إنك لسامعٌ وَراءٍ عَجبًا ممّا يُبَثّ عبر القنوات و الفضائيات المعاصرة . معاشر المسلمين ، و من الأشراطِ التي أدمت المآقي و قطعت نياط القلوب ،  كثرةُ القتل و إراقةِ الدماء ، عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه أنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  (( بين يدَيِ الساعة أيّامُ الهرج ، يزول العلم ، و يظهَر فيها الجهل )) أخرجه البخاري ،  و الهرجُ القتلُ ، و عند أحمد :  (( إنّه ليس بِقَتلكم المشركين ، ولكن يقتل بعضُكم بعضًا ،  لا يدري القاتل فيم قَتل ، و المقتول فيم قُتِل )) . و هذه العلامةُ قد ظَهَرت بجلاءٍ و وضوح ، و سرَت في كثيرٍ من الأقطار ،  فلم يبقَ في العالم المتحارِب بلدٌ ـ إلا مَن رَحم الله ـ دونَ هرجٍ و سفكٍ و قلاقل ،  و لا تسَل ـ يحماك الباري ـ عن سائر الحروب ،  و ما جرَّته و تجرُّه من هرجٍ و مرج و نَسفٍ و اغتيال و تفجيرٍ و تَدمير و احتيالٍ . و من العلامات ظهورُ موتِ الفجأة ،  فعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه  قال :  قالَ رَسول الله صلى الله عليه و سلم :  (( مِن أماراتِ الساعة أن يظهَرَ موتُ الفجأة )) أخرجه الطبراني .  و هذه الأمارة لم يسلم منه كثيرون ، فكم من مصبّح في أهله معافى أمسى في لحده مدرجًا . و من الأمارات الصغرى التطاول في البنيانِ ،  يقول صلى الله عليه و سلم في حديثِ جبريل المشهورِ : (( و أن ترى الحفاةَ العراة العالةَ رعاءَ الشاء يتَطاوَلون في البُنيان)) ،  الله المستعان ، فكيف بعَصرنا الذي عمَّت فيه الشاهقات و كثُرت فيه الناطِحات . و كذا تقارُب الزمان ، صحَّ عند أحمد و غيره : (( لا تقوم الساعة حتى يتقارَبَ الزمان ، فتكون السنةُ كالشهر ،  و يكون الشهر كالجمعة ، و تكون الجمعة كاليوم )) ,  علّق الحافظ ابن حجر يرحمه الله بقوله :  " فإنّنا نجِد في سرعةِ الأيام ما لم نجِده في العصر الذي قبلنا " ،  الله المستعان ، فكيف ـ يا عبادَ الله ـ  بزماننا الذي طوَّحت فيه السنوات و نُزِعت البركات ؟ ! أمّةَ الإسلام ، و من الأمارات التي نجَمَت في هذه الأوقات و صحَّ خبرها  عن الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم انتشارُ الربا و الزلازل  [ و خَفضُ ] الصالحين و ارتفاعُ الأسافل و ضياعُ الأمانةِ و تَوسِيد الأمرِ إلى غيرِ أهله  و التِماس العلمِ عند الأصاغِر و تقارب الأسواقِ و كثرة النساء و ظهور الفاحشة  و ذيوعُ الكذِبِ و الإشاعاتِ و التهاوُن بالسنن ،  و صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم : (( بدأ الإسلام غريبًا ، و سيعود غريبًا كما بدأ ، فطوبى للغرَبَاء )) . أيّها الإخوة الأحبّةُ في الله ، و يلي ظهورَ الأشراط الصغرى الأشراطُ الكبرى العِظام  التي تَتزَلزَل لها الأركانُ ، و تكون منذِرةً بدُنوِّ قيامِ الأنامِ للمَلِك العلاّم ،  و في تتابُعِها إثرَ بعضها يقول صلى الله عليه و سلم :  (( الآياتُ خَرَزات منظوماتٌ في سِلك ، فإن يقطع السِّلك يتبَع بَعضُه بعضًا ))  أخرجه أحمد بسند صحيح. أولها : خروجُ المهديّ من قبل المشرق يبايَع له عند البيت ،  يملأُ الأرضَ عدلاً و قِسطاسًا بعد أن مُلِئَت جورًا و ظلماً ،  عَن أبي سعيدٍ الخدريّ رضى الله تعالى عنه انه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  (( أبشِّركم بالمهديِّ ، يُبعَث على اختلافٍ من الناسِ و زلازل ،  فيَملأ الأرض قسطًا و عدلاً كما ملِئَت ظلمًا و جورًا ،  يرضَى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض )) أخرجه أحمد و الهيثمي . تَلي تلك الأمارةَ الكبرى ظهورُ المسيح الدَّجّال منبَع الكفر و الإضلال  بفتنَتِه العظمى للخلائق ؛ لما أُوتِيَ مِن معجّباتٍ و معجزات ،  تحيلُ مَن كان من الإسلام على شك إلى ارتدادٍ و كفر و ضلال ،  وقانا الله فِتنَتَه و كفانا محنَتَه ، مسيحُ إحدى العينين ، مكتوب بينهما :  " كافر " ،  عن النواس بن سمعان رضى الله عنه أنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم واصفًا خوارقَ الدجال :  (( يأمر السماء فتمطر ، و الأرض فتنبت ، و يمرّ بالخَرِبة فيقول لها :  أخرجي كنوزَك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيبِ النحل ،  ما من بلدٍ إلا سيدخلُه إلاّ مكّةَ و المدينة ؛ فإنهما محرَّمَتان عليه )) ،  و قد حذَّر النبيُّ المختار تلبِيسَه و تدليسه بأجلَى الأوصاف و أشدِّ الإنذار ،  يقول عليه افضل الصلاة و أزكى السلام في التوقِّي من شرِّه :  (( إذا تشهَّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع )) ،  و ذكر منهن :  (( و أعوذ بك من شرِّ فتنة المسيح الدجال )) ،  و قال عليه الصلاة و السلام :  (( من حفِظ عشرَ آيات من أوّل سورة الكَهف عصِمَ من الدجال )) أخرجه مسلم . و ثالث الأشراطِ العظام نزولُ عيسى ابنِ مريم عليه السلام من السماءِ نزولاً حقيقيًّا  بروحِه و جسده ، حَكَمًا عدلاً ، ماكثًا في الأرض أربعين سنَة ، يقتل الخنزيرَ ،  و يكسر الصليبَ ، و يقتل الدّجّال ، و تُمحَى عن الدنيا أعظمُ فتنة و محنَة ،  و يبارِك الله في الأوقاتِ و الأقواتِ . و مِن الأماراتِ خروجُ يأجوجَ و مأجوج ، و هم قومٌ أقوياء لا قِبَل لأحدٍ بقتالهم ،  كأنَّ وجوهَهم المجان المطرَقَة ، لا يمرّون بماء إلا شرِبوه ، و لا بشيءٍ إلا أفسدوه ،  و ذلك على عهد عيسى عليه السلام ، فيدعو اللهَ عزّ و جلّ فيمِيتُهم بنغَفٍ في أقفائهم ،  ثم يُنبَذون في البحر ، كما في الحديث عند مسلمٍ و غيرِه . و خامس الأشراطِ الكبرى التي يرسِلها الله ابتلاء و اختبارًا  و يظهِرُها تخويفًا و إنذارًا خُسوفاتٌ ثَلاثة تحلُّ دونما تريث ،  فتنبت الخيفةَ من غضب الله و عقابه ، و تحث إلى مرضاته و ثوابه ،  عن حذيفةَ رضى الله تعالى عنه أنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  (( إنَّ الساعة لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آيات )) ،  و ذكر منهن : (( خسفٌ بالمشرق ، و خسف بالمغرب ، و خسفٌ بجزيرة العرب ))  أخرجه مسلم . إخوةَ الإيمان ، و سابعُ تلك الأماراتِ الكبريَات ظهورُ الدخان ، دخانٌ يملأ الأرجاءَ ،  ما بين الثرى و السماء ، تكونُ منه الدّنيَا كبيتٍ أُوقِد فيه ،  يقول الحق سبحانه و تعالى :  ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ )  [الدخان: 10] . و أمّا ثامِنُها فطلوعُ الشمس من مغربها ،  تلك الشمس التي عُلِّقت بين الكواكب ساعَة إلى قيام السّاعَة ،  يظنّ اللاّهون أنَّ في طلوعها فرصة سانحة للتوبة ،  و هي في حقيقتها فيصل بين الكفر و الإيمان ،  يقول صلى الله عليه و سلم :  ((لا تقوم الساعة حتى تطلُع الشمس من مغربها ،  فإذا طلَعَت فرآها الناس آمنوا أجمعون ،  فذاك حين لا ينفَع نفسًا إيمانها لم تكن آمنَت من قبل أو كسَبَت في إيمانها خيرًا ))  أخرجاه. أيّها الخاشون للساعة ، يقول الحقُّ تبارك و تعالى :  ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ )  الآية [النمل: 82] ،  تلكم هي الآيةُ الكبرى التاسِعَة ، دابّةٌ تنطِق و تُدِين بين يدَي يومِ الدين ،  مخرجُها بَلدُ الله الأمين ، تجلو تلك الدابّةُ وجهَ المؤمن ، و تخطِم أنفَ الكافِر ،  فرُحماك ربَّنا رُحمَاك . ألا فاتَّقوا الله عبادَ الله ، و ادَّكِروا بهذه الأشراط في كلِّ الأحوال ،  و ازدَلفوا إلى ربِّكم بصالح الأعمال ما دمتم في فسحة وسعة ،  و الله المسؤولُ أن يوقِظَنا من رقدة الغفلة ،  و أن يتدارَكَنا بالتوبة و الإنابةِ ما دُمنا في زمن المُهلة ، إنّه جوادٌ كريم . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و جعلنا و إياكم بعظاته معتبرين ، و لآياته متدبِّرين ،  أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله العظيم الجليل لي و لكم ،  فاستغفروه ثم توبوا إليه ، إنَّ ربي قريبٌ مجيب .  | 
| 
		 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 الحمد لله وليِّ مَن كان تقيًّا ،  و أصلّي و أسلِّم على سيدنا و نبينا محمّدٍ من قرَّبه ربّه نجيًّا و كان به حفيًّا ،  صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آلِه و صحبِه الذين كان كلٌّ منهم راضيًا مرضيًّا . أمّـــا بعـــد :  فاتقوا الله عباد الله ، فمن لزم التقوى أمِن غِيَر الفِتَن ،  و نجا بإذن الله في صروفِ المحن . أيها المؤمنون ، و عاشرُ الأشراط و ختامُها المؤذِنَة بوشيكِ ساعة القيامِ  ظهورُ نارٍ مِن قَعر عَدَن ، تسوقُ الناسَ إلى أرضِ المحشَر في الشّام ،  تَقيل معهم حيث قالوا ، و تبيت معهم حيث باتوا ،  كما صحّ بذلك الخبر عن سيِّد البشر عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام . يعقُب تلك الآياتِ القاهرات ـ و لله الأمر من قبلُ و من بعد ـ  أمرُ اللهِ للدّنيا بالزوال و الأفُولِ ، و للكَون بالنهاية و القُفول ، فينفَخ في الصور ،  و تبعَث الخلائق من القبور لأهوالِ يومِ النشور . إلى عمل محسوبٍ و ميزانٍ منصوب و مُجَازٍ عظيمٍ ، في يوم يكثر فيه الراجون ، و يقل فيه الناجون ، فيا له من يومٍ هائل عصيب ، يشتدّ فيه الهلعُ و الوجل ، فاللّهمّ سلّم سلّم . أيّها الإخوة الأحبّةُ في الله ، و ممّا يجمُل التنبيهُ إليه كونُ ميعاد الساعة غيبًا لا أحدَ يعلم تأريخه و لا تحديده إلا الله ،  ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا )  [النازعات: 42-44] . و كونُ ظهورِ بعضِ الحوادثِ العالميّة أو الكوارِثِ الكونيّة و تطبيقُها  على أنها المقصودَة في الأشراط فباطلٌ لا يصحّ ، فالحذر الحذَر من الجزمِ  في تنزيل نصوصِ الوحي و أشراطِ الساعة على حوادثِ العصر و قضايا الواقِع  و وقائعِ هذا الزمان ، و التلبيس على الناس في ذلك ، و القطع بتحديدها ،  كما يحصل من بعض المفتونِين على نوازِلَ بأعيانها و أشخاص بذواتهم ،  و مرَدّ بيان ذلك إلى أهلِ العلم الربّانيِّين ،  و تلك الإشاعاتُ ـ على ما سبقَ ـ من صُغرى العلامات . كما يُستَلطَف بالإشارةِ إلى أنّه ينبغي الاتعاظ و الاعتبار بقوارع الدهر و حوادث الكون ، فما حصل بالأمس و يحصل اليوم ما هو إلا من آيات الله و نذره ( وما نرسل بالأيات إلا تخويفاً )  فالله الله في الرجوع إلى الله ، و محاسبة النفس قبل فوات الأوان ،  فالمؤمن كيس فطن ، و العاقل الحصيف من اتعظ بغيره و لم يتعظ به الآخرون . أيها الإخوة في الله ، و مِنَ المبشِّراتِ في زمن التحدّيات  و في سياق الحديث عن أشراط الساعة قولُه صلى الله عليه و سلم  فيما أخرجه الشيخان من حديثِ أبي هريرةَ رضى الله تعالى عنه :  (( لا تقوم الساعةُ حتى تقاتِلُوا اليهودَ ، حتى يقولَ الحجر :  يا مسلم ، هذا يهوديّ ورائي فاقتله )) . اللّهمّ يا مولاَنا و خالِقَنا و رازِقَنا ، انصرنا على أعدائنا ،  و ارحمنا و اغفِر لنا و اعفُ عنّا فضلاً وجودًا و منًّا لا باكتِسابٍ مِنَّا ،  و اختِم لنا أعمارنا بخير ، و اجعل عواقب أمورنا إلى خَير ،  و مُنَّ علينا بالتوبة و الإنابة ، و اجعَل بلادنا آمنة مطمئنة و سائر بلاد المسلمين ، يا خيرَ مسؤول ، و يا أكرمَ مأمول . هذا وصلّوا و سلّموا ـ رحمكم الله ـ على إمامِ الأنبياء و سيِّد البريّات ،  المبعوثِ رحمةً بختامِ الرّسالات ، و المُخبِر عن المغيَّبات بأصدَقِ البيِّنات ،  و على آلِه الطاهرين و زوجاته الطاهرات ، و صحبه البرَرَة بدورِ الدُّجُنّاتِ ، كما أمركم ربكم بذلك في محكمِ الآيات ،  فقال تعالى و هو الصادق فى قيلِه و فى أحسن تنزيله قولاً كريمًا :  { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }  [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله ،  النّبيّ المصطفَى و الرسول المجتَبى و الحبيب المرتَضَى ،  و على آله و أصحابه و من سارَ على نهجِهم و اقتفى ،  يا خير من تجاوز و عفا . اللَّهمّ أعزَّ الإسلام و المسلمين ، و أَذِلّ الشركَ و المشركين ، و دمّر أعداءَ الدين...  و الدعاء بما تحبون و من خالقكم ترجون فأنه بنا لطيف خبير سبحانه و تعالى  أنتهت  | 
![]()  | 
	
	
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
		
  | 
	
		
  | 
			
			![]()  |