| 
			 | 
			
			 | 
		
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
			
  | 
			
			
			
	
		 تسجيل دخول اداري فقط  | 
		
![]()  | 
	
	
| انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 16 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / العِبَرّ فى وفاة سيد البشر لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================= الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره ، و سببا للمزيد من فضله ،  جعل لكل شيء قدرا ، و لكل قدر أجلا ، و لكل أجل كتابا .  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا  شريك له ، شهادة تزيد في اليقين ، و تثقل الموازين ،  و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ، و صفيه و خليله ، أمين وحيه ،  و خاتم رسله ، و بشير رحمته ، و نذير نقمته ، بعثه بالنور المضي ،  و البرهان الجلي ، فأظهر به الشرائع ، و قمع به البدع ، و بين به الأحكام .  صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله مصابيح الدجى ،  و أصحابه ينابيع الهدى ، و سلم تسليما كثيرا . أمّـــا بعــــد :  فاتَّقوا الله تعالى أيّها المسلمون ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا <IMG width=14 height=14> [الأحزاب: 70، 71] أيّها المسلمون ،  دِراسَةُ سِيرةِ النَّبيِّ <IMG width=14 height=14> حَتمٌ لاَزِم لِكلِّ مَن أَرادَ تَرميمَ أمّتِه  و العودةَ بها إلى نَبعِها الأصيل و الّذي لن تقومَ إلاّ بِهِ ،  [الأحزاب: 21] ، يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ <IMG width=14 height=14>  [آل عمران: 164] .  و إنَّ في كلِّ جانب من جوانب حياتِه <IMG width=14 height=14> عِلمًا و حِكمةً و هدًى و رحمة و دَرسًا و عبرة . عبادَ الله ، لما أشرَقَتِ الدَّنيا برسالة النبيِّ <IMG width=14 height=14> ضياءً و ابتهاجًا  و دَخَل الناس في دين الله أفواجًا و سَارَت دَعوتُه مسيرَ الشمس في الأقطار   وليبلُغ دينه القويم ما بلَغ الليل و النهار، بعد أن بلَّغ رسول الله <IMG width=14 height=14> الرسالَةَ  و أدَّى الأمانة و نصح الأمّة و كشف الله به الغمّةَ و أصبح الناس على المحجّة البيضاء  ليلها كنهارِها لا  يزيغُ عنها إلا هالك ، بعد أن قضى ثلاثًا و عشرين سنَة  في عبادة ربِّه و تلقّي وحيه و الجهاد في سبيله و هداية الخلق ،  بعد أن أحبَّه الناس و خالَطَ حبُّه شغافَ قلوبهم ، و قد كان لهم أشفَقَ مِنَ الوَالِدِ و أرحَمَ من الوالِدَة ،  عندها نزَلَت بالمسلمين أعظمُ مصيبة و أكبر فَاجعة ،  و ذلك حين أذِن الله تعالى لنبيِّه بفراقِ هذا العالَم و أنزَلَ عليه سورةَ النصر  إشعارًا له بأنه فرَغ من مهَمَّتِه في الدّنيا ، و أنّه سيودِّع أصحابَه قريبًا ،  و أنه مُفارق لهذا العالم الفاني و راجعٌ إلى الله و لاحِق بالرفيقِ الأعلى  ليجزيَه الجزاء الأوفى : فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا <IMG width=14 height=14> [سورة النّصر] .  و هكذا الأعمالُ الكِبارُ تختَم بالتّسبيح و الاستغفار . عبادَ الله ، إنَّ الحديث عن وفاة سيِّد البشر لأجل ما فيها من العظات و العبر ،  لا  للتَّحزُّن و استدرارِ العواطف ، و كما كانت حياته <IMG width=14 height=14> دعوةً و جهادًا ،  فكذلك وفاتُه كانت هدايةً و إرشادًا . و لقد أشار النبيّ <IMG width=14 height=14> إلى اقتراب أجله بما أعلَمَه الله من قربه  كما في صحيح مسلمٍ أنَّ النبيَّ <IMG width=14 height=14> كان يقول في حجة الوداع :  (( خذُوا عني مناسككم ؛ لعلّي لا ألقاكم بعدَ عامي هذا )) ، و في لفظ : (( فإني لا أَدري لعلّي لا أحجُّ بعد حجّتي هذه )) ،  و طفِق يودّع الناس ؛ لذا سميت حجّة الوداع . و لما نزلت :  [المائدة: 3]  بكَى عمر رضي الله عنه و قال : ليس بعد الكمالِ إلا النقص ؛  مستشعرًا قُربَ أجل النبي <IMG width=14 height=14> بانتهاء مهمّته .  و في حديثِ عائشةَ رضي الله عنها المخرَّج في الصحيحَين  قالت : أقبلَت فاطمة رضي الله عنها تمشِي كأنَّ مشيتَها مشيُ النبيِّ <IMG width=14 height=14> فقال : (( مرحبًا بابنَتي )) الحديث ،  إلى أن قالت فاطمة رضي الله عنها : أَسرَّ لي <IMG width=14 height=14> :  (( إنَّ جبريلَ كان يعارضني القرآن كلَّ سنة مرةً ، و إنه عارَضني العامَ مرتين ،  و لا أُراه إلاّ حَضَر أجلي ، و إنك أوّلُ أهل بيتي لحاقًا بي  ))  فبكيتُ، فقال :  (( أمَا ترضين أن تكوني سيدةَ نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين ؟! ))  فضحكتُ لذلك . أيّها الإخوة ، في آخرِ شهر صفر خرج النبي <IMG width=14 height=14> إلى البقيع  مِن جوف الليل فدعا لهم و استغفَر الله له و لهم ، وقال :  (( ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناسُ فيه ،  أقبلتِ الفتن كقِطَع الليل المظلم  ، يتبع آخرُها أوَّلَها، الآخرة شرٌّ من الأولى ))  رواه الإمام أحمد و الطبراني و الحاكم .  كما دَعَا لشهداءِ أحُد كالمودِّع لهم . ثم أخذتِ النبيَّ <IMG width=14 height=14> حمّى شديدةٌ و صُداع شديد ،  و كان يطوف على نسائِه و قد ثقُل و اشتدَّ به المرض ،  فدعاهنّ و استَأذنهن أن يمرَّض في بيت عائشة، فأذِنَّ له .  فانظر إلى عدلِه <IMG width=14 height=14> و حِرصه على جَبر الخواطر و العشرة الحسنة  حتى في الحالِ التي يُعذر فيها . و مع ما كان به من شدة المرض إلاّ أنه كان يصلّي بالناس ،  فلما عَجز يومًا عن الخروج ـ كما في الصحيحين ـ  قال : (( أصَلَّى الناس ؟ ))  قيل: لا ؛ هم ينتظرونَك يا رسولَ الله ،  قال : (( ضَعوا لي ماءً في المخضب )) ،  ففعلوا فاغتسل ، ثم ذهب لينوب ـ أي: لينهض ـ فأغمِيَ عليه ،  ثم أفاق فقال : (( أصلَّى الناس ؟ ))  قيل : لا ؛ هم ينتظرُونك ،  فاغتسل ثانية ثم أغمِيَ عليه ، و ثالثة كذلك ،  و في كلِّ مرّةٍ يسأل عن الصلاةِ ، فأرسل إلى أبي بكر رضي الله عنه أن يصلّيَ بالناس ، فصلّى بهم أيّامًا ،  ثم إنَّ النبيَّ <IMG width=14 height=14> وجد في نفسِه خفّةً ، فخرج يُهادى بين رجلين  هما العباس و علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ،  فلمَّا رآه أبو بكرٍ رضي لله عنه ذهَب ليتأخّر ،  فأومأ إليه النبي <IMG width=14 height=14> بأن لا يتأخّر ، و أُجلِسَ إلى جنبه ، و أُتِمَّت الصلاة .  و في هذا إشارةٌ إلى فضلِ أبي بكر رضي الله عنه و أحقّيَّته بالإمامة بعدَ النبيِّ <IMG width=14 height=14> ،  و كذا حرصُ النبي <IMG width=14 height=14> على صلاة الجماعة ،  و اهتمامُه بصلاة أصحابه و اجتماعهم على إمام واحد . و في الصحيحين عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه قال :  خرَج علينا رسولُ الله <IMG width=14 height=14> في مرضه الذي مَاتَ فيه و نحن في المسجِد  عاصبًا رأسه بخرقة ، فقعد على المنبر، فحمد الله و أثنى عليه و قال :  (( إنَّ الله خيَّر عبدًا بين الدنيا و بين ما عنده ، فاختار ما عندَ الله )) ،  فبكَى أبو بكر الصدّيق و قال : فدَيناك بآبائِنا و أمّهاتنا يا رسول الله ،  فقال النبيُّ <IMG width=14 height=14> : (( يا أبا بكر ، لا  تبكِ ؛ إنَّ أمنَّ الناسِ عليَّ في صحبتِه و مالِه أبو بكر ،  و لو كنتُ متّخِذًا خليلاً من أمتي لاتَّخذتُ أبا بكر ، و لكن أخوّةُ الإسلام و مودَّته ،  لا يبقَى في المسجد بابٌ إلاّ سُدَّ إلا بابَ أبي بكر )) . و في الصحيحين أيضًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه  أنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه كان يُصلّي لهم في وجَع النبي <IMG width=14 height=14> الذي تُوفِّيَ فيه ،  حتى إذا كان يومُ الاثنين و هم صفوفٌ في الصلاة  فكشَف النبيُّ <IMG width=14 height=14> سِترَ الحجرة ينظرُ إلينا و هو قائمٌ ، ثم تبسَّم يضحَك ،  فهَممنا أن نفتَتِن من الفرح برؤيةِ النبيِّ <IMG width=14 height=14> ،  فنكَص أبو بكر على عقِبَيه ليصِلَ الصفّ ، و ظنَّ أن النبيَّ <IMG width=14 height=14> خارج إلى الصلاة ،  فأشارَ إلينا النبيُّ <IMG width=14 height=14> أن أتِمّوا صلاتَكم ، و أرخى السّترَ ، فتوفِّيَ من يومِه . و قد كان فرَحُهم رضي الله عنهم ظنًّا أنّه شُفيَ <IMG width=14 height=14> ،  و ما علِموا أنها نظرةُ الوداع الأخيرة . لقد تبَسّم النبي <IMG width=14 height=14> حين اطمَأنّ عليهم  و رآهم متراصِّين في الصلاة خلفَ إمامهم أبي بكرٍ رضي الله عنه  ،  وملأَ عينَه و قلبه برؤيتهم . و كانت هذه آخِرَ ابتسامةٍ له في الدنيا ؛  حيث فرِح بحال أمّتِه المستقيمة المجتمِعة المتراصّة خلف إمامها .  و لقد شاء الله تعالى أن تكونَ لحظةُ الوداع تلك في مشهدِ الصلاة . و كان <IMG width=14 height=14> يقول في مرضه الذي مات فيه :  (( يا عائشةُ، ما أزال أجِد ألَمَ الطعام الذي أكلتُ بخيبر،  فهذا أوان وجدتُ انقطاعَ أبهري من ذلك السمّ )).  و هكذا رُزِق النبيُّ <IMG width=14 height=14> الشهادةَ بسبب سُمّ اليهودِ الخوَنَة نقَضَةِ العهود  قَتَلَةِ الأنبياء عليهم من الله ما يستحقون ، فهم أخبثُ الأمَم طويَّةً ،  و أردَاهم سَجِيّة ، وأبعدُهم من الرحمة ، و أقربهم من النِّقمة ، عادَتُهم البغضاء ،  و ديدنهم العداوةُ و الشحناء ، بيتُ السّحر و الكذب و الحِيَل ، لا يرونَ لنبيٍّ حرمةً ،  و لا يرقُبون في مؤمن إلاًّ و لا ذمّة . و لما اشتدَّ الوجعُ على النبيِّ <IMG width=14 height=14> كما في الصحيحين  عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : دَخلتُ على رسولِ الله <IMG width=14 height=14> و هو يوعَك ،  فحسَستُه بيدي ،  فقلت : يا رسول الله ، إنك تُوعَك وَعكًا شديدًا ! فقال <IMG width=14 height=14> : (( أجل ، إني أوعُك كما يُوعَك رَجُلان منكم )) ،  قال : فقلت : ذلك أن لك أجرين ؟  قال <IMG width=14 height=14> : (( أجل ، ذلك كذَلك ، ما مِن مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها  إلا كفّر الله بها سيئاتِه و حُطّت عنه ذنوبه كما تحطُّ الشجرةُ ورقها )) .  و في هذا تعزية لأهل المصائب و الابتلاءات و الأسقامِ و الأمراض . أيّها المسلمون ، و مع مقاساةِ النبي <IMG width=14 height=14> الشدائدَ و معاناته آلامَ الموت  إلاَّ أنه لم يَغفَل عن توجيهِ أمّتِه و لم يَتَوَقَّف عَن أداء رسالتِه ،  بل عاد يؤكّد على القضيِّة الكبرى و التي بدأ بها دعوتَه و سايَرته طولَ حياته ،  إنها قضيةُ التوحيد و سدِّ أبواب الشرك ،  عن عائشةَ و ابن عباس رضي الله عنهما قالا :  لما نُزل برسول الله <IMG width=14 height=14> طفِق يطرَح خميصةً له على وجهه ،  فإذا اغتمّ كشَفَها عن وجهِه ،  و هو كذلك يقول :  (( لعنَةُ الله على اليهودِ و النصارى ؛ اتَّخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ )) ؛  يحذِّر ما صعنوا .  رواه البخاري و مسلم . إنَّ النبيَّ <IMG width=14 height=14> و هو في الكرب العظيم يعرِف مصائدَ الشيطان  و ما يُمكِن أن يسوِّل به للأمّةِ إذا جرّها إلى الجاهليةِ الأولى ؛  إذ إنهم حين يصِلون إلى حالِ عبادتهم للقبور و الطوافِ بها و دعائها  فقد فقَدوا دينهم و هم لا يعلمون . و في الصحيحين أنَّ النبي <IMG width=14 height=14> أوصى عند موته  بقوله : (( أخرِجوا المشركين من جزيرة العرب )) ،  و كان آخر ما أوصى به و كرَّره مرارًا الصلاة ،  ففي حديث أنس بنِ مالك رضي الله عنه قال :  كانَت عامّة وصية رسول الله <IMG width=14 height=14> حين حضَرَه الموت :  (( الصلاةَ الصلاةَ و ما ملكت أيمانكم ، الصلاةَ الصلاةَ و ما ملكت أيمانكم )) ،  حتى جعل يغَرغِر بها صدره ، و ما يكاد يفيض بها لسانُه .  رواه النسائيّ و ابن ماجه بسند صحيح .  و صدَقَ الله : بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ <IMG width=14 height=14> [التوبة: 128] .  
  | 
| 
		 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 فليس لمتهاون عذرٌ و هو يسمَع وصيّةَ النبيّ <IMG width=14 height=14> ،  و التي جاد بها و هو يجود بنفسِه ، ألا يسمَعُ مَن يَتَكَاسَل عَنِ الصَّلاةِ ؟! ألا يَسمَع من يظلِمُ العاملَ و الخادم و الأجيرَ فينتَقِص أجرَه و يهضِم حقَّه  و يؤذِيهم بالكلام و بالفِعال ؟! فليتّق الله كلُّ من ولاّه الله أمرَ ضعيف . و في الصحيحَين أيضًا أنَّ النبيَّ <IMG width=14 height=14> رأى السواك و أخذه ،  و استنّ به أحسنَ ما يكون استنانًا ، و بين يديه ركوةٌ فيها ماء ،  فجعل يدخل يديه في الماء ، فيمسح بهما وجهَه يقول :  (( لا إلهَ إلا الله ، إنَّ للموت سكراتٍ )) ،  ثم نصب يدَه فجعل يقول :  (( اللهم في الرفيق الأعلى )) ،  يردِّدها حتى قبِض و مالت يده . و تسرّب الخبرُ بين الصحابة في لحظاتٍ ، فضجّوا بالبكاء ،  و أظلَمَت عليهم الدنيا ، و اشتدّت الرزيّة ، و عظم الخطبُ ،   وأخذوا يبكون ، لا يدرون ما يصنَعون ، و حُقَّ لهم ؛  لقد غابَ الحبيبُ المصطفى <IMG width=14 height=14> و ماتَ ،  لقد افتقدوا مهجةَ قلوبهم و من كانَ ملءَ أسماعهم و أبصارهم ،  و لكنّ قدَرَ الله نفذ و حكمه نزل ، و الله غالب على أمره  و لكن أكثر الناس لا يعلمون . بارك الله لي و لكم في الوحيَين، و رزقنا مرافقةَ سيِّد الثقلين ،  أقول قولي هذا ،  و أستغفر الله تعالى لي و لكم و لسائر المسلمين و المسلمات من كلّ ذنب ،  فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا  شريك له تعظيماً لشأنه ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدأ عبده و رسوله الداعي إلى جنته و رضوانه ،  صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و إخوانه ،  و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أيّها المسلمون ،  إنَّ الصحابةَ رضي الله عنهم لم يكادوا أن يصدِّقوا خبَرَ الوفاة ،  و لم يستَوعِب بعضُهم هذه الفاجعةَ لِعِظَم المصيبة و هول الصدمة ،  حتى كان عمر رضي الله عنه يهدِّد من يقول : إنَّ رسولَ الله قد مات .  يقول أنسٌ رضي الله عنه : لما ماتَ رسول الله   فما زالَ أبو بكر يشجِّعنا حتى كنّا كالأسودِ المتنمِّرة ،  و كان أبو بكر رضي الله عنه قد خَرَج في الصَّباحِ إلى منزله في طرف المدينة ،  فأقبل بفرسِه سريعًا حين سمِع الخبر ، فنزل و دخَل المسجدَ ، و لم يكلِّم أحدًا ،  حتى دخَل الحجرةَ الشريفة و عيناه تسيلان و زفراتُه تتردّد ،  فقَصَد النبيَّ  ثم قال : بأبي أنت و أمي ، طِبتَ حيًّا و ميّتًا . ثم خرج أبو بكر و عُمَر يكلّم الناس ،  فقال : اسكُت يا عمر ،  فأبى إلاّ أن يتكلّم ،  فأقبل الناسُ إلى أبي بكر و تركوا عمر رضي الله عنهم أجمعين ،  فحمِد الله تعالى و أثنى عليه و قال :  ( أمّا بعد : فمَن كان منكم يعبد محمّدًا فإن محمّدًا قد مات،  ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ) ،  و تلا قولَ الله عز وجل :  أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا  وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ <IMG width=14 height=14>  [آل عمران: 144] ،  قال ابن عباس رضي الله عنهما : و الله ، لكأنَّ الناسَ لم يعلموا أن الله أنزَل هذه الآيةَ  حتى تلاها أبو بكر ، فتلقّاها منه الناس ، فما أسمعُ بشرًا من الناس إلا يتلوها ،  قال عمر : و الله ، ما هو إلاّ أن سمعتُ أبا بكر تلاها فعُقِرت حتى ما تُقلّني رجلاي ،  و حتى أهويتُ إلى الأرض، فحين سمعته تلاها علمتُ أنَّ النبيَّ  و في هذا فضيلةُ العلم و العُلماء ، و أنَّ العلمَ مقدّم على العواطفِ ،  و أنّ قول العالم بكتاب الله المطّلع على حقيقة الواقعة مقدّم على قول غيره . ثم بايَع المسلمون أبا بكر رضي الله عنه بالخلافةِ بالإجماع ،  بعدَ نقاشٍ و حوار لم يدُم طويلاً ،  فرضي المسلمون ما رضيَه لهم ربهم و رضيَه رسوله  و لم يجِدِ الشيطان سبيلاً لتفريق الكلمةِ أو تمزيق الشّمل .  لقد ردَّ أبو بكر رضي الله عنه الناسَ إلى دين الله ، و أوضَحَ لهم المنهجَ الذي دلّ عليه القرآنُ ،  وأنَّ الارتباط يجب أن يكون بالمبادئ لا بالأشخَاص ؛  لأن الأشخاصَ يموتون و من سوى الأنبياء قد يتغيرون . و كانت وفاةُ النبيِّ  في يومِ الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنةِ الحادية عشرة من الهجرة .  و قد غُسِّل النبيُّ  ثم دخَل الناس يصلّون عليه أفرادًا ، ثم دُفن في موضِعِه الذي قبض فيه ليلة الأربعاء . عن أنس رضي الله عنه قال :  لما كانَ اليومُ الذي قدِم فيه النبي  فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلمَ منها كلّ شيء ،  و ما نفَضنا أيديَنا من الترابِ و إنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا ، و يقول رضي الله عنه :  لما رجعنا من دفن رسول الله <IMG width=16 height=14> قالت فاطمة : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله . أيها المسلمون ،  لقد تَرَك النبيُّ <IMG width=16 height=14> الدنيا و هو أكرمُ مخلوق على اللهِ ،  و لم يترك دينارًا و لا درهمًا و لا مالاً إلا بغلتَه البيضاء و سلاحَه ،  و توفي   ذاق اليتم ، و تحملّ أعباء الرسالة ، و واجه التكذيب و الأذى و المطاردةَ  و فراق الأوطان في سبيل الله، صبَرَ و صابر ، و عفا و سامح ،  و ربَّى أمّة خالدة ، فيها الهدايةُ و الإيمان و الشريعةُ الباقية ،  تركَ أمّةً هي خير الأمم و أوسَطُها ،  ترك سيرة عطرةً لتكون منهاجا للأمة إلى يوم القيامة . إنَّ محبّةَ النبيِّ  و من أحبَّ لقاءه فليتبَع سنّتَه حتى يوافِيَه على الحوض ،   [آل عمران: 31]، مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا <IMG width=14 height=14>  [النساء: 69] . و أخيرًا ، فبالرّغم مِن عِظَم المصيبة بموتِ النبيِ   و لم تُضعِفِ المسلمين ، بل انطلق الدين الحقّ يتخطّى الحدود و السدود ،  و يعلو الوِهاد ، و يطوي الأرض ، حتى بلغَ مشارقَ الأرض و مغاربها ،  و أظهَره الله على الدينِ كلّه ،  و لئن ضعُف حال المسلمين في يومٍ فإن الجولةَ الأخيرة للإسلام ، و النصرَ آتٍ لا محالة . هذا و صلّوا و سلّموا على الهادي البشير و السراج المنير . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمد ،  و على آلِه و صحبه أجمعين ،  اللهم ارزقنا شفاعته ،  و احشرنا في زمرتِه ،  و أورِدنا حوضَه ،  و اسقنا من يده الشريفةِ شربةً هنيئة مرئية لا  نظمأ بعدها أبدا . و قال صلى الله عليه و سلم :  (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد  و على زوجاته الطاهرات أمُهات المؤمنين و على آله الطيبين الطاهرين  اللّهمّ صلّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمّد  و على آله و أزواجِه و ذرّيته و صحابتِه و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ،  و أخذل الطغاةَ و الملاحِدة و المفسدين ... و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام و المسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت بعون الله و توفيقه  | 
![]()  | 
	
	
		
  | 
	
		
  | 
			
			![]()  |