المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
88 خطبتى صلاة عيد الفطر المبارك
88 خطبتى صلاة عيد الفطر المبارك و كل عام و أنتم و كل من تحبون بكل الخير ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ما صام صائم و أفطر ، و الله أكبر ما طائف و اعتمر ، و الله أكبر ماسال دمع و انهمر . الحمد لله بارِئ البريّات و عالم الخفِيَّات ، المطَّلِع على الضّمائر و النيات ، أحمده سبحانه و أشكره وسِع كلَّ شيء رحمة و علمًا ، و قهر كلَّ مخلوق عِزةً و حُكما ، { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [110 طه] ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصة مخلَصة أرجو بها الفوزَ بالجنات ، و أشهد أنَّ سيِّدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله و رسوله المؤيَّد بالمعجزات و البراهين الواضحات ، صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آلِه السادات و أصحابه ذوي الفَضل و المكرُمات ، و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ ما دامت الأرض و السّموات، و سلَّم تسليماً كثيراً . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد . الله أكبر ما أشرقَت شمسُ هذا اليومِ الأغرّ ، و الله أكبر ما تعاقب العيدان : عيدُ الفطر و يومُ الحجّ الأكبر . أمّــا بــعــد : فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتقوا الله رحمكم الله ، فتقوى الله خير زاد ليوم المعاد ، اتّقوه فيما أمر ، و اتّقوه فيما نهى عنه و زجَر ، زيِّنوا بواطنكم بالتّقوى و الإخلاص كما زيّنتم أبدانَكم بجميلِ المظهر و اللّباس ، و تذكَّروا باجتماعِكم هذا يومَ العرضِ الأكبر ، { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } [18: الحاقة] . جعلني اللهُ و إياكم ممن ذكِّر فتذكَّر ، و غفر الله لنا ذنوبَنا ما تقدَّم منها و ما تأخّر ؛ فهو الكريم الجواد ، يقبل التوبةَ عن عبادِه و يغفِر لمن استَغفَر . أيّها المسلمون ، هذا عيدُكم ، فابتهِجوا و افرَحوا و تزاوَروا ، و انشُروا المحبّةَ و الألفةَ ، و ثِّقُوا روابِطَكم ، تبادلوا التهاني و الدّعوات بعُمرٍ مَديد و عملٍ صالحٍ سَديد ، افرَحوا بيوم فِطركم كما تفرَحون بيومِ صومكم ، فَرحةَ القيام بالواجب و امتثالِ الأمر ، و فرحةَ حُسن الظنّ بالله الكريمِ المنّان و الثّقة بحسنِ جزائه ، للصائِم فرحتان : إذا أفطر فرِح لفطره ، و إذا لقيَ ربَّه فرح لصومه . إنه يومُ الجوائز ، و هل يُفرَح إلاّ بالجوائز ؟! أدّيتم فرضَكم، و أطَعتُم ربَّكم ، صمتم و قمتم ، و قرأتم و تصدقتم ، فهنيئًا لكم . عيدٌ سَعيد يستَقبِلُه المسلِمون بالتّكبير ، و تجمعُهُم فيه صلاةٌ جامعة ، يحمَدون اللهَ و يسبّحونه ، و يهلِّلونه ويكبِّرونه ، المسلمون في أعيادهم يتَّصلون بربهم و يتواصَلون مع إخوانهم ، أرأيتم أعظمَ و أجملَ من هذا المنهَج في الاجتماع و الاحتفال الجامِع بين صلاحِ الدّين و الدنيا ؟! الله أكبر ما تنزّلت الرحماتُ من العليّ الكبير ، و الله أكبر ما صلى الأنام على سيِّد الأنام سيدنا و نبينا محمّد عليه الصلاة و السلام ، الله أكبر و لله الحمد . معاشرَ الإخوة ، و في غَمرةِ البهجةِ و الابتهاجِ و الفَرح و الاستبشار يجمل الحديث عن حسن الخلق . و الحديثُ عن حُسن الخلُق حَديثٌ واسِع و مَوطِئ أَنيس ، و من العَسيرِ الإحاطةُ بهِ في كَلِمة أو حَصرُه في مَقامٍ ، غَيرَ أنَّ ثمّةَ صِفةً عظيمةً ، جامِعة لمكارِم الأخلاقِ ، ضابطةً لحسن السّلوك حاكمةً للتصرفات ، صِفةً طالما تحدَّث الناس عنها ، و استحسنتها نفوسهم ، و امتدحتها منتدياتهم ، و لكنّها مع كل أسف ، السلوكُ الغائب و الخلُق المفقود لدى كثير من الناس ، بل إنها غائبةٌ عند بعض الناس حتى في أنفسهم ، ناهيكم بمن حولهم من الأهل و الأقربين . صفةٌ كريمة و خلُق جميل ، فيه سَلامةُ العِرض و راحةُ الجسَد و اجتلابُ المحامد ، خلُقٌ من أشهَر ثمارِ حُسن الخلق و أشهاها ، و من أظهر مظاهِر جميل التعاملات و أبهاها ، خلُقٌ يقول فيه نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه و آله و سلم : ( مَا كَانَ في شيءٍ إلا زَانَه ، وَ مَا نُزِعَ مِنْ شيءٍ إلا شَانَه ) رواه مسلم ، إنه الرّفقُ رحمكم الله . فالرفق تحكُّمٌ في هوى النفس و رغباتها ، و حَملٌ لها على الصبرِ و التحمُّل و التجمُّل ، و كفٌّ لها عن العنف و التعجُّل ، و كظمٌ عظيم لما قد يلقَاه من تطاوُل في قولٍ أو فعل أو تعامل . الله أكبر ما تعالَت الأصواتُ بالتّكبير ، و الله أكبر ما تصافَح المسلمون و تصافَوا في هذا اليومِ الكبير ، و الله أكبر كبيرًا ، و الحمد لله كثيرًا ، و سبحان الله بكرةً و أصيلا . الرفق- حفظكم الله - لين الجانب و لطافةُ الفعل و الأخذُ بالأيسر و الأسهل ، فيه سلامةُ العِرض و صفاءُ الصدر و راحةُ البدن و استجلاب الفوائِد و جميلِ العوائد و وسيلةُ التواصل و التوادّ و بلوغ المراد . إنه مظهرٌ عجيبٌ من مظاهر الرشد ، بل هو ثمرةٌ كبرى من ثمار التديُّن الصحيح . الرفق يلين سَورَة عناد المعاندين و يقهَر عريكةَ ذوي الطغيان ، و في حديث جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله عزّ و جلّ لَيعطِي على الرِّفقِ ما لا يعطي على الْخَرَق – أي : الْحُمقِ -، و إذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الرفق ، و ما كانَ أهلُ بيتٍ يُحرَمونَ الرفق إلا حُرِمُوا الخيرَ كلَّه ) ، و في حديث أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : ( إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ، و يعطِي على الرفقِ ما لا يُعطي على العُنف و ما لا يعطي على سواه ) رواه مسلم ، و عنها رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : ( يا عائشة، ارفقِي ؛ فإن الله إذا أرادَ بأهلِ بيتٍ خيرًا دَلَّهُم على باب الرِّفق ) . معاشرَ الإخوة ، الرفقُ هو منهجُ نبيِّنا و حبيبنا و سيِّدنا محمّد صلى الله عليه و آله و سلّم ، منحه ذلك ربُّه ، و امتنَّ به عليه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } [آل عمران: 159] . فرسولُ الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم هو المثلُ الأعلى و الأسوةُ الأولى في أفعالِه و أقوالِه و معاملاتِه رِقّةً و حُبًّا و عطفا و رِفقًا ، يقول أنس رضي الله عنه : ( خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عشر سنين ، والله ما قال لي أُفًّا قطّ ، و لا قالَ لشيءٍ : لِمَ فعلتَ كَذَا ؟ و هلا فعلتَ كذا ؟ ) متفق عليه. و عنه رضي الله عنه قال : ( كنتُ أمشِي معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و عليه بُرْدٌ غليظُ الحاشية ، فأدركه أعرابيّ فجذبَهُ جذبةً شديدة حتى نظرتُ إلى صَفحةِ عاتِقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و قد أثَّرتْ بها حاشيةُ البردِ من شدّة جذْبتِه ، ثم قال: يا محمد ، مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندَك ، فالتفت رسولُ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و ضحِكَ، و أمرَ له بعطاء ) . أخرجه البخاري . الله أكبر ما لانت القلوب ، و أخبتت لعلام الغيوب ، و الله أكبر ما صفت النفوس و سبحت للملك القدوس ، الله أكبر الله أكبر و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، الله أكبر و لله الحمد . أيّها المسلمون ، الرفقُ سلوكٌ كريم في القول و العملِ و توسّطٌ في المواقف ، و اعتدالٌ و توافق ، و اختيارٌ للأسهل و الألطف . ليس للرفقِ حدودٌ تقيِّده و لا مجالٌ يحصُره ، بل هو مطلوبٌ في كلِّ الشؤون و الأحوال و في الحياة كلِّها و في شأنِ المسلم كلِّه . يأتي في مقدّمة ذلك المطلوباتُ الشرعية ؛ فربّنا - عزَّ شأنه - رفيق بخلقِه رؤوف بعباده كريم في عفوه رفيقٌ في أمره و نهيه ، لا يأخذ عبادَه بالتكاليف الشاقّة ، { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16] ، { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } [البقرة: 286] ، { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة: 185] و من أعظم صوَر الرفق أيها الأحبة : الرفقُ بالأهل و الأسرةِ من الآباءِ و الأمهاتِ و الأطفالِ و الزّوجات . يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " شِدّة الوطأة على النساء مذموم ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه و سلم أخذَ بسيرةِ الأنصار في نسائِهم و تركَ سيرةَ قومه " . أيّها الأبناء ، ارفُقوا بآبائكم و أمهاتكم ، أحسِنوا الصحبة ، و لينوا في المعاملة ، { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء: 24] . أيّها الآباء ، أيّها الأمّهات ، ارفقوا بأبنائكم و بناتِكم ؛ فربكم يعطِي على الرفقِ ما لا يعطِي على العنفِ ، و إذا أراد الله بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق . ترفَّقوا بالخدمِ و العمّال ، و لا تكلِّفوهم ما لا يطيقون ، و أحسِنوا مخاطبتَهم ، و أعطوهم أجورَهم طيِّبةً بها نفوسُكم في مواعيدِها و إذا طلبوها ، و أطعِموهم مما تطعمون . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ؟ فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ، فقال صلى الله عليه و سلم : كل يوم سبعين مرة أيّها المعلِّمون ، أيّها الدّعاة ، أيّها المسؤولون ، ارفقوا و ترفَّقوا ؛ فالرفقُ و الإحسان أسرعُ قبولا و أعظمُ أثرًا . و بعد : عبادَ الله ، فالحلم بالتحلُّم ، و العلم بالتعلُّم ، و الرفق بالترفّق ، و حُسن الخلق كلّه بالتخلّق ، و من يَتوخَّ الخير يُعطَه ، و من يتوقَّ الشر يوقَه ، و أوّل المودّة طلاقةُ الوجه ، و الثانيةُ الرفقُ و التودّد ، و الثالثة قضاء حوائج الناس . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } [الأعراف: 199-201] . الله أكبر ما عنَت الوجوه للحيّ القيوم ، و الله أكبر ما ندِم المقصِّرون ، و استغفر المذنبون ، الله أكبر ، و لله الحمد . بارك الله لي و لكم و نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم . و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
|
#2
|
|||
|
|||
الحمد لله هادِي مَن استهداه و مجيبِ من دَعاه ، أحمده سبحانه و أشكره على جزيلِ ما أفضل و كريم ما أعطاه ، و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له ، لا إلهَ غيره و لا ربَّ لنا سواه ، و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمّدا عبد الله و رسوله و مصطفاه و مجتباه ، صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه ممن هاجر معه و نصرَه و آواه، و التابعين و من تبعهم بإحسان و اقتفى أثرَه و اتبَع هداه ، و سلَّم تسليمًا كثيرًا دائمًا أبدًا لا حدَّ لمنتهاه . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد . الله أكبر كبيرًا ، و الحمد لله كثيرًا ، و سبحان الله بكرة و أصيلاً . أمــا بــعــد : فبارك الله لكم في أعيادِكم ، و دامَت مسرّاتكم ، و تقبّل الله طاعتكم ، و زادَكم إحسانًا و توفيقًا ، و أعانكم على ذكرِه و شكرِه و حسن عبادته . ثم اعلموا رحمكم الله و بارك في أعيادكم ، أن التهنئةَ الصادقة و الابتهاجَ الحقّ يكون لمن قَبِل الله صيامَه وقيامه، و حسُنتْ نيته ، و صلُح عمله . العيدُ عيدُ من عفَا عمّن زلَّ و هفا ، و أحسن لمن أساء . العيد عيدُ من حفِظ النفسَ و كفَّ عن نوازِع الهوى ، يلبس الجديد و يشكر الحميدَ المجيد ، في فرحٍ لا يُنسي و بهجةٍ لا تُطغي . لا يسعَد بالعيدِ من عَقّ والدَيه و حُرِم الرّضا في هذا اليوم المبارك السعيد ، و لا يسعَد بالعيد من يحسُد الناسَ على ما آتاهم الله من فضله ، و ليس العيدُ لخائنٍ غشّاش يسعَى بالفساد بين الأنام ، كيف يفرح بالعيد من أضاع أموالَه في ملاهٍ محرّمة و فسوق و فجور ؟! ليس له من العيد إلا مظاهرُه ، و ليس له من الحظّ إلا عواثرُه . الله أكبر ، لا إله إلا الله . و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد . ثمّ اعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ من أعمالِ هذا اليوم إخراجَ زكاةِ الفطر ، فأخرجوها طيّبةً بها نفوسكم . مقدارها صاعٌ من طعامٍ من غالِب قوتِ البلَد كالأرز و البرّ و التّمر عن كلّ مسلم . و وقت إخراجها الفاضِل يوم العيد قبل الصلاة . و من مظاهرِ الإحسان بعد رمضان استدامةُ العبد على نهجِ الطاعة و الاستقامة و إتباعُ الحسنة الحسنة ، و قد ندبكم نبيُّكم محمدٌ صلى الله عليه و سلم بأن تُتْبِعُوا رمضانَ بستٍ من شوال ، فمن فعل فكأنما صام الدهر كلَّه . تقبّل الله منّا و منكم الصيام و القيامَ و سائرَ الطاعات و الأعمال الصالحات . ثم صلّوا و سلّموا على الرحمةِ المهداة و النّعمة المسداة نبيِّكم محمّدٍ رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربّكم ، فقال عزّ قائلاً عليمًا : { إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّمْ وبارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا محمدٍ ، و على آله و أزواجه و ذرّيّته ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الراشدين الأربعة : أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ، و عن سائر الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، و عنا معهم بعفوك و جودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . اللّهمّ أعزّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ، و احمِ حوزةَ الدين ، و انصُر عبادَك المؤمنين ، و اخذُل الطغاةَ و الملاحِدة و سائرَ أعداء الملة و الدين ... ثم الدعاء بما ترجون و تأملون من الله الجواد الكريم و كل عام و أنتم ترفلون فى حلل من السعادة و الصحة و العافية و الهناء و السرور أنتهت |
|
|