المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
درس اليوم 3744
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم [ الفرق بين الحمد والشكر ] سوى الإمام الطبري وأبو العباس المبرد: بين الحمد وبين الشكر، فقال: الحمد والشكر بمعنى، أي كلاهما واحد،. ش وذهب جماعة منهم ابن قتيبة والقرطبي وغيرهما: إلى أن الحمد يختلف عن الشكر، وهذا هو القول الصحيح؛ لأن الحمد: هو أن تحمد الممدوح بصفاته أو على صفاته من غير سبق إحسان. بخلاف الشكر: فإنما يتأتى الشكر بعد جميل أولاه إليك فلان، فتشكره على جميله الذي أسداه إليك، بخلاف الحمد، فإن الحمد هو الثناء، ولذلك ترى أن معنى الحمد أوسع، فيصح لك أن تقول: كل حمد يقتضي شكرا، وليس كل شكر يقتضي حمدا. ثم انظر إلى هذا التعريف الذي ساقه الإمام القرطبي رحمه الله قال: ( الحمد هو الثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان،) ولذلك تجد أن الله تبارك وتعالى يحمد نفسه، وأول أية في الفاتحة: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } وتراه تبارك وتعالى يعلمك الحمد، كما قال تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ } [الأنعام: 1]، ويقول تعالى: { لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ } [القصص: 70]. ويقول تعالى: { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } [يونس: 10]، أخذ منها النووي وغيره استحباب أن تحمد الله تعالى في ختام الشيء، فهناك أمر بأن تحمد الله في بدء الشيء، فأخذ الإمام النووي رحمه الله كما في كتاب الأذكار من هذه الآية استحباب أن تختم أيضا بالحمد { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ }. ليس هذا فقط في جملة الإحسان الظاهر للنعم الموجبة للعباد، بل بنعم أخرى يحمد الله تبارك وتعالى نفسه بإهلاك الظالم. لأنها نعمة أيضا وإن لم تكن نعمة موجبة لكثير من الناس، ولكنها نعمة من أجل النعم، كما قال تعالى: { فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } [الأنعام: 45]، فالحمد أن تحمد الله من غير سبق إحسان. وقوله من( غير سبق إحسان) أي فيما يظهر للعبد وإلا فالله تبارك وتعالى هو المحسن، ووجودك نفسه إحسان منه، ثم هدايتك إليه إحسان منه فكل ما يأتي منه تبارك وتعالى إحسان والشر ليس إليه، فهذا معنى أن تثني على الله u من غير إحسان تراه أنت، حتى في المصيبة، في المصيبة يجب عليك أن تحمد الله -عزوجل-. وفي الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا قبض ولد العبد يقول الله -عز وجل- للملائكة هل أخذتم روح ولد عبدي؟ فيقولون: نعم يا رب؟ فيقول: ماذا قال؟ فيقولوا يا رب حمدك واسترجع» يعني قال إنا لله وإنا إليه راجعون برغم أن فقد الولد لا يعد من جملة الإحسان للبشر على الظاهر لأنها مصيبة وقد سمى الله -عزوجل- الموت في كتابه مصيبة. فلا أحد يتصور الإحسان في المصيبة إلا المتعمقون الذين يعلمون أن اختيار الله للعبد أفضل من اختياره لنفسه، فلذلك يقولون يا رب حمدك واسترجع، فلعظم هذا الأمر، «يقول الله - عزوجل- ابنوا لعبدي قصرا في الجنة وسموه قصر الحمد»، فهذا حمد لله تبارك وتعالى ولا يظهر أن فيه إحسان مع أن المتأمل يقطع بأن فيه إحسانا كبيرًا. فالمقصود أن الشيء إذا لم تتخيله أنت إحسانا فهو عند الله تبارك وتعالى من جملة الإحسان إليه، كما أن قطع العضو المتآكل فيه إحسان إلى بقية جسمك، برغم أن قطع العضو في ذاته ليس إحسانا ولكن بقطعه نضمن سلامة بقية الجسد. وكذلك تناولك للدواء المر بغية العلاج، فهذا الشيء قد يعد من جملة المصائب بالنسبة لك ولكن إحسانك الظن بربك تبارك وتعالى يقلبه إلى إحسان، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الشيخان: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله» لأن الله أعظم وأكرم من أنك إن عصيته يوما فأردت أن ترجع أدراجك إليه وأحسنت ظنك أنه يتجاوز عن خطيئتك فالله أكرم من أن يعاقبك عليها. وقد بلغت من رحمة رب العالمين أن يطمع فيها مثل الحجاج بن يوسف الثقفي فإنه بعد هذه المظالم التي ارتكبها في حق المسلمين حتى أنه قتل من المسلمين مائة ألف ظلما وعدوانا، لما كان على فراش الموت قال: (رب اغفر لي فإنهم يزعمون أنك لا تفعل). فبلغت هذه الكلمة الحسن البصري رحمه الله والحسن كما قال بعض العلماء من الطبقة التي تليه قال: كان الحسن يشبه كلامه كلام الأنبياء، فلا يعلم واعظٌ أعظم من الحسن، لما بلغته هذه الكلمة قال: (فضل الله أوسع ورحمته أتم). فما تموت إلا وقد أحسنت الظن بالله - عز وجل-، فهو الممدوح على صفاته الحسنى، بغير سبق إحسان يبدوا لك، ولذلك علمنا النبي – صلى الله عليه وسلم- إذا أصاب المرء مصيبة أن يقول: (الحمد لله على حال)، وفي بعض الأقوال: (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه)، أي على مكروه فيما يظهر للعبد. أما الشكر فهو إسداء جميل ولو بالكلام على نعيم أولاكه بعض البشر، فهنا يظهر الفرق بين الحمد وبين الشكر وهو أن الحمد معناه أوسع من معنى الشكر، ولذلك كما يقول ابن قتيبة في أدب الكاتب تقول: (حمدت للرجل شجاعته ولا تقول شكرت له شجاعته، لأن الحمد هنا بمعنى الثناء والمدح، ولفظة الشكر تفتقر إلى هذا المعنى). تقول: حمدت له شجاعته وحمدت له كرمه ولا تقول شكرت له شجاعته وشكرت له كرمه، والله تبارك وتعالى يحب الحمد ويحب المدح، وكما روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أحد أغير من الله لذلك حرم الفواحش ولا أحد أحب إليه المدح من الله عزوجل ولذلك حمد نفسه» قال بعض العلماء: لما علم الله تبارك وتعالى أن العباد لا يحمدونه حق الحمد على جليل نعمه، حمد نفسه في الأزل نيابة عنهم وجبرا لتقصيرهم. فقال الحمد لله رب العالمين أي حمد نفسه لأنه علم أن العباد لا يحمدونه على نعمه الجليلة، ولذلك كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام وهو ساجد يقول: «لا أحصي ثناءًا عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد» لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك أي في الأزل، فلك الحمد، أي أنني لو وقفت ليل نهار أثني عليك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
|
|