المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شرح و تفسير أسماء الله الحسنى 39
شرح و تفسير أسماء الله الحسنى ================================================== === الحلقة التاسعة و الثلاثـــون منتهى سعادتى عندما أجد من يعترض أو يرسل نقد بناء بتصحيح مفهوم أو معنى يكون فى مصلحة الاخوة و الأخوات الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و الصلاة و السلام على من أرسله الله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون و الكافرون و على آله وأصحابه و التابعين لهم باحسان إلى يوم الدين سؤال الحلقة و المعرفة نستكمل العبوديه فى الإسلام للأمام أحمد بن تيميه ... يرحمه الله تعالى و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس و ذلك فى نهاية الحلقة أدناه كالمتبع ******************** الحلَقةَ رقم 39 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ أسم الله الأعظم المُحيي = المُميت = الحىّ أولاً أخى المسلم قال الحق سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذى بيده الملك و هو على كل شئ قدير الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم إيُكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور الملك ( 1 ، 2 ) لقد أخبرنا الله عز و جل فى تلك الآية الكريمة أن الموت مخلوق وأن الحياه مخلوقه أيضا وهذا يدل على ان الموت ظاهرة تنشا بعد عدم ، كما يقتضيه لفظ الخلق و هو الايجاد و الابتكار و الحياه ظاهرة تنشا بعد موت بدليل تقديمه عليها فى الآية فقد كان الله و لا شئ معه ، فخلق الخلق من العدم ، و كتب الموت على كل كائن حى فظل فى دائرة الموت حتى دبت فيه الحياة بقدر الله عز و جل فالموت كان أولاً ، و الحياة جاءت بعده فكان تقديمه عليها فى الآية مقصوداً لبيان هذا الترتيب قال تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه تُرجعون البقرة ( 28 ) و هذا دليل واضح و صريح على أى أنكم كنتم أموات فى اصلاب أبائكم لا حراك بكم ، فأحياكم فى بطون أمهاتكم ثم يميتكم بعد أنتهاء آجالكم فى الدنيا ، ثم يحيكم ليوم لاريب فيه فاذا أحياكم لم تجدوا مرجعاً إلا إليه فلا يكون لكم مفر منه إلا إليه و هذا هو التفسير العقلانى لعقول الناس بأختلاف الفهم و العقل أن جرثومة الحياة تسبح فى الفضاء من مكان الى مكان ، حتى تحل بأرض خصبة فتتعلق بنبتة من نبات الارض و تمر بمراحل زمانية و مكانية حتى تستقر فى أصلاب الرجال و تظل ما شاء الله حتى يخرجها الله من الأصلاب فى صورة منى يُمنى و يقرها الله كيف يشاء و تظل فى بؤرة الانتظار زمناً يسيراً ثم تتحول الى نواة حياة حقيقية لإنسان أو حيوان بعد عشرات و عشرات من الأطوار و ألوف و ألوف من العمليات التكوينية و التصويرية و الهندسية و غيرها من لمسات التعديل و التسوية قال تعالى قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة الجاثية ( 26 ) إنا نحن نحيى و نميت و إلينا المصير ق ( 43 ) ذلك لمحيى الموتى الروم ( 50 ) إن الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون قالوا ربنا أمتنا أثنتين و أحييتنا أثنتين فأعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل غافر ( 10--11 ) صدق الله العظيم قال الخطابى هو الذى يحيى النطفة الميتة فتخرج منها النسمة الحية و يحيى الأجسام البالية باعادة الأرواح إليها بعد المبعث و يحيى الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها بعد المبعث و يحيى القلوب بنور المعرفة و يحيى الأرض بعد موتها بإنزال الغيث و إنبات الرزق و هو الذى يميت الأحياء ، ويهب بالموت قوة الأصحاء الأقوياء يحيى و يميت و هو على كل شئ قدير تمدح سبحانه بالاماتة ، كما تمدح بالأحياء ليعلم أن مصدر الخير و الشر و النفع و الضر من قبله و أنه لا شريك له فى الملك ، أستاثر بالبقاء و كتب على خلقه الفناء أخى المسلم كما أن حياة القلوب بنور العلم و المعرفة و مجالسة الفضلاء و الصالحين كذلك موتها وقسوتها بالجهل و البعد عن الجماعات و مجمع الصالحين و الذاكرين ، و متابعة الخيل و اللهو بالصيد و الأحتيال فى طلب الدنيا إماتة للقلوب بالغفلة أخى المسلم تحدثت الآية الأخيرة عن الموتتين و الإحيائتين يريدون بالموتتين ، و هى الموتة الأولى التى سبقت حياتهم الدنيا ، و الموته التى أنتهت آجالهم فيها و نقلتهم الى الحياة الأخروية و لا يشك عاقل أن وراء عملية الاحياء و الاماتة عالم قادر مدبر حكيم لا يعجزه شئ و لا يغيب عن علمه مثقال ذرة فى الارض ، و لا فى السماء و هو الله الذى لا إلَه إلا هو و العقل وحده لا يستوعب هذه الحقيقة و لا يعيها جيدا إلا إذا كان مزوداً بالعلم فالعلم يدعو للايمان و يقدم له الأدلة المقنعة باسلوب دقيق لا يقبل الجدل و لهذا كان من الواجب على كل أنسان أن ينظر فى هذه الآيات الكونية التى نصبها الله دليلا على وحدانيته و قدرته ليتعرف من خلالها على هذه الحقيقه التى يعرضها القرآن بأسلوبه السهل الممتنع أخى المسلم قد يسأل سائل ما هى الحكمة فى إسناد أمر الموت لملك الموت و أعوانه فى سورة السجدة ، و سورة الأنعام قال تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون السجدة ( 11 ) وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظه حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسُلنا وهم لا يفرطون الأنعام ( 61 ) صدق الله العظيم أن ملك الموت قد أسند الله إليه قبض الأرواح فقط و قبضها يسمى توفية أى إنهاء للأجل بعملية علمه الله أياها أما الموت فهو عملية أخرى علمها عند ربى ، فهى سر من أسراره و لولا أن وكل الله ملك الموت بقبض الأرواح ما أستطاع إلى ذلك سبيلا و لله فى خلقه شئون يبديها و لا يبتديها و الله عزوجل لم يقل ..... يميتكم ملك الموت و لم يقل....أماتته رسلنا و لكن قال يتوفاكم ملك الموت توفته رسلنا و التوفية غير الإماتة و لذا يجب على كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه المُحيى المُميت على الأطلاق و يجب أن يشعر الذاكر و المكلف أنه فى قبضة خالقهم فهو الذى أنعم عليهم بالحياة و هى النعمة الكبرى التى تستحق الشكر مدى الحياة و ينعم عليهم أيضا بالموت فيكون راحة لهم و سبيلاً إلى جنته التى فيها ما لا عين رأت ، و لا أذُن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر فاذا دخلوها حمدوا الله حمدا يوافى نعمه على قدر طاقاتهم اللهم أملأ قلوبنا بذكرك و طاعتك وأشرح صدورنا بحبك و هدايتك وأمتنا على الإيمان و اليقين و أدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين ثانيـــاً :- اخى المسلم أن الحياة التى يوصف بها الله الواحد الأحد مغايرة مغايرة تامة لحياة جميع المخلوقات من جميع الوجوه فحياته جل شانه حياة ذاتية أزلية أبدية ، ليس لها بداية و لا نهاية مجردة عن معنى الزمان و المكان ، منزهة عن الخصائص التى أعتاد الناس أن يعرفوا بها الحياة فالله سبحانه و تعالى ليس كمثله شئ و قد عَرَفَ الله حياته الذاتية الأزلية المجردة عن كل خصائص حياة المخلوقين بقوله تبارك و تعالى وتوكل على الحى الذى لايموت وسبح بحمده الفرقان ( 58 ) فدل سبحانه و تعالى بقوله ...... لا يموت..... على مغايرة حياته لجميع مخلوقاته لأن كل حى يموت و الحياة ضد الموت و الحى ضد الميت فالله سبحانه الحى الباقى الذى لايجوز عليه الموت و الفناء عز و جل سبحانه تعالى عن ذلك علواً كبيراً والحى أسم من أسمائه سبحانه سمى به نفسه و هو من صفات الذات و ليس فى الوجود موجود له حياة من ذاته لذاته إلا الله وحده فصفة الحياة له ذاتية ، و الحياة فى موضوع اللسان تطلق حقيقة فى الملائكة و جميع الحيوان فيقال للشمس ... حية ... مادامت ظاهرة مشرقة فإذا غربت قيل مالت و يقال للأرض الجدبة .... ميتة ..... فإذا نزل عليها المطر فأنبتت قيل ..... حييت قال الخطابى فى صفة الله سبحانه بأنه .... حى..... إلذى لم يزل موجوداً و بالحياة موصوفاً لا تحدث له الحياة بعد الموت ، و لا يعترضه الموت بعد الحياة و سائر الأحياء يعتورهم الموت و العدم فى أحد طرفى الحياة أو فيهما معا قال الغزالى الحى هو الفعال المدرك حتى أن من لا فعل له أصلاً و لا إدراك فهو ميت و أقل درجات الإدراك أن يشعر المدرك بنفسه ، فما لا يشعر به نفسه فهو الجماد و الميت فالحى الكامل المطلق ، هو إلذى تندرج جميع المدركات تحت إدراكه و جميع الموجودات تحت فعله حتى لا يشذ عن علمه مدرك ، ولا عن علمه مفعول و ذلك هو الله تعالى فهو الحى المطلق المتصف بجميع الاسماء الحسنى ، و الصفات العُلىَ بنهاياتها و حقائقها على الكمال الأقصى فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن الله سبحانه حى ، كما أخبر عن نفسه و أن كل حياة فمن عنده ، و إن أشرف أنواع الأحياء الملائكة و بنو أدم السعداء لبقائهم أحياء بقاء مؤبدا فى حياة طيبة و عيشة راضية و الكافر بعكس هذا فى نار الجحيم لا يموت فيها و لايحيا و لو مات لإستراح و لكنه يأتيه الموت من كل مكان و ما هو بميت فهو حى و لكن أمرُه متشتت فالحى حقيقة إنما هو من جاور الرفيق الأعلى و ينعم فى الحياة الهنية برؤية الله تعالى فأجتهد أن تنال من هذا الأسم أوفر قسم فما قسمه الله إلا لك و لنوع الملك و مهما نلت هنا الحياة الحقيقية بإدراك المعارف اليقينية جاورت الحى الأعلى فى ملكوته متنعما برؤية ذاته و نوره ثم قيل أن هذا الأسم هو أسم الله الأعظم روى أنس بن مالك قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم جالساً فى الحلقة و رجل قائم يصلى فلما ركع و سجد و دعا قال فى دعائه اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إلَه إلا أنت المنان بديع السموات و الأرض يا ذا الجلال و الأكرام ياحى ياقيوم فقال النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لقد دعا بأسمه العظيم الذى إذا دُعَىّ به أجاب و إذا سُئَل به أعطى صدق رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أخرجه أبو داود و الترمذى أخى المسلم نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط و نسأل الله تعالى من فضله العظيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين الدعـــــــاء اللهم إنى أسأك لك الحمد لا إلَهَ إلا أنت الحنان المنان بديع السموات و الأرض ذو الجلال والأكرام برحمتك يا أرحم الراحمين بسم الله أصبحنا و أمسينا أشهد ان لا إلَهَ إلا الله و أن محمداً رسول الله و أن الجنة حق و النار حق و أن الساعه أتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من فى القبور الحمد لله الذى لا يُرجى إلا فضله و لا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شئ فى الأرض و لا فى السماء و هو السميع البصير اللهم أنى اسألك فى صلاتى و دعائى برقة تطهر بها قلبى و تكشف بها كربى ، و تغفر بها ذنبى و تصلح بها امرى و تغنى بها فقرى و تذهب بها شرى و تكشف بها همى و غمى و تشفى بها سقمى ، و تقضى بها دينى و تجلو بها حزنى ، و تجمع بها شملى و تبيض بها وجهى ..... يا أرحم الراحمين اللهم إليك مددت يدى و فيما عندك عظمت رغبتى فأقبل توبتى و أرحم ضعف قوتى و أغفر خطيئتى و أقبل معذرتى و أجعل لى من كل خيراً نصيباً و إلى كل خير سبيلا ... برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم لا هادى لمن أضللت و لا معطى لما منعت و لا مانع لما أعطيت و لا باسط لما قبضت و لا مُقدِم لما أخرت ، و لا مؤخر لما قدمت اللهم أنت الحليم فلا تعجل و أنت الجواد فلا تبخل و أنت العزيز فلا تذل و أنت المنيع فلا ترام و أنت المجير فلا تضام و أنت على كل شئ قدير و جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و صلى اللهم على سيدنا محمد حبيب القلوب و على آله و صحبه و سلم صيغة من صيغ الصلاة على رسول الله إن اأت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد عدد الطيور و الهوام و عدد الوحوش و الأكام فى مشارق الأرض و مغاربها اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد عدد الأحياء منهم و الأموات اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد عدد ما أظلم عليه الليل و أشرق عليه النهار من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد عدد من يمشى على رجلين و من يمشى على أربع من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد عدد من صلى عليه من الجن و الأنس و الملائكة من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد عدد من لم يُصلى عليه اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد كما يجب أن يُصلى عليه اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد كما ينبغى أن يُصلى عليه اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد حتى لايبقى شئ من الصلاة عليه اللهم صلِّ على محمد فى الأولين و صلِّ على محمد فى الأخرين اللهم صلِّ على محمد فى الملأ الأعلى إلى يوم الدين ماشاء الله لا قوة الا بالله العلى العظيم وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم اجابة الســــؤال و المعرفـــة نستكمل العبوديه فى الاسلام للامام الجليل / أحمد بن تيميه يرحمه الله تعالى أخى المسلم و لهذا وجد فى التاخرين من أنبسط فى دعوى المحبة حتى اخرجه ذلك إلى نوع من الرعونة و الدعوى التى تنافى العبودية و تدخل العبد فى نوع من الربوبية التى لاتصلح الا لله و يدعى أحدهم دعاوى تتجاوز حدود الانبياء و المرسلين أو يطلبون من الله ما لا يصلح بكل وجه الا الله لا يصلح للانبياء و المرسلين و هذا وقع فيه كثير من الشيوخ و سببه ضعف تحقيق العبوديه التى بينها الرسل و حررها الأمر والنهى الذى جاءوا به بل ضعف العقل الذى به يعرف العبد حقيقيته و اذا ضعف العقل و قل العلم بالدين و فى النفس محبة انبسطت النفس بحمقها فى ذلك كما ينبسط الأنسان فى محبة الأنسان مع حمقه و جهله و يقول أنا محب فلا أوأخذ بما أفعله من أنواع يكون فيها عدوان و جهل فهذا عين الضلال و هو شبيه بقول اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قال تعالى قُل فلم يعذبكم بذنوبكم ، بل أنتم بشر ممن خلق ، يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء المائدة 18 فأن تعذيبه لهم بذنوبهم يقتضى أنهم غير محبوبين و لا منسوبين إليه بنسبة البنوة بل يقتضى أنهم مربوبون مخلوقون فمن كان الله يحبه أستعمله فيما يحبه ، و محبوبه لا يفعل ما يبغضه الحق و يسخطه من الكفر و الفسوق و العصيان و من فعل الكبائر وأصر عليه و لم يتب منها فأن الله يبغض منه ذلك كما يحب منه ما يفعله من الخير إذ حُبه للعبد بحسب إيمانه و تقواه ، و من ظن أن الذنوب لا تضره لكون الله يحبه مع إصراره عليها كان بمنزلة من زعم أن تناول السم لا يضره مع مداومته عليه و عدم تداويه منه بصحة مزاجه و لو تدبر الأحمق ماقص الله فى كتابه من قصص انبيائه و ما جرى لهم من التوبه و الأستغفار وما أصيبوا به من أنواع البلاء الذى فيه تمحيص لهم و تطهير بحسب أحوالهم علم بعض ضرر الذنوب بأصحابها و لو كان أرفع الناس مقاما فأن المحب للمخلوق إذا لم يكن عارفا بمصلحته و لا مريدا لها بل يعمل بمقتضى الحب و أن كان جهلا و ظلما كان ذلك سببا لبغض المحبوب له و نفوره عنه بل و لعقوبته و كثير من السالكين سلكوا فى دعوى حب الله أنواعا من أمور الجهل بالدين فمنهم من تعدى حدود الله ، و منهم من أضاع حقوق الله و منهم من أدعىّ الدعاوى الباطله التى لا حقيقة لها كقول بعضهم أى مريد لى ترك فى النار أحدا فأنا منه برئ فقال الأخر أى مريد لى ترك أحداً من المؤمنين يدخل النار فأنا منه برئ فالأول جعل مريده يخرج كل من فى النار و الثانى جعل مريده يمنع أهل الكبائر من دخول النار و يقول بعضهم إذا كان يوم القيامه نصبت خيمتى على جهنم حتى لا يدخلها أحد وأمثال ذلك من الأقوال المأثورة عن بعض المشايخ المشهورين و هى أما كذب عليهم و أما خطأ منهم و مثل هذا قد يصدر فى حال سكر و غلبة و فناء يسقط فيها تمييز الأنسان أو يضعف حتى لايدرى ما قال و السكر هو لذة مع عدم تمييز ، و لهذا كان بين هؤلاء من إذا صحا أستغفر من ذلك الكلام و الذين توسعوا من الشيوخ فى سماع القصائد المتضمنه للحب و الشوق و اللوم و العذل و الغرام كان هذا أصل مقصدهم و لهذ أنزل الله للمحبة محنة يمتحن بها المحب فقال أن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله آل عمران 31 فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسوله و طاعة الرسول و متابعته تحقيق العبوديه و كثير ممن يدعى المحبه يخرج عن شريعته و سننه و يدعى من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره حتى قد يظن أحدهم سقوط الأمر و تحليل الحرام له و غير ذلك مما فيه مخالفة شريعة الرسول و سنته و طاعته بل قد جعل محبة الله و محبة رسوله الجهاد فى سبيله و الجهاد يتضمن كمال محبة ما أمر الله به ، و كمال بغض ما نهى الله عنه و نكتفى بهذا القدر من العبودية فى الإسلام و نستكمل فى الحلقه القادمة إن شاء الله ========================= و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى / لتهذيب النفوس أعلم أخى المسلم إذا تركت الصلاة أصبحت تطعمها الهرائس و الألوان بقى بعضهم أربعين سنه لا يحضر الجماعة لما يشم من نتن قلوب الغافلين فما أعرفك بمصالح الدنيا و ما أجهلك بمصالح أخرتك مثال الدنيا عندك كمن خرج إلى الضيعة وأجتهد فى خزن الأقوات فقد أتيت بما يعود نفعه عليك فى وقته و أنت خزنت حيات الشهوات و عقارب المعصية فهلكت كفى بك جهلاً أن الناس يخزنون الأقوات لوقت حاجتهم إليها و أنت تخزن ما يضرك و هى المعاصى هل رأيت من يأتى بحيات فيربيها فى داره فها أنت تفعل ذلك و أضر ما يخاف عليك محقرات الذنوب لأن الكبائر ربما أستعظمتها فتبت منها و أستحقرت الصغائر فلم تتب منها فمثالك كمن وجد أسداً فخلصه الله منه ، فوجد بعده خمسين ذئبا فغلبوه قال الله تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم و الكبيرة حقيرة فى كرم الله فاذا أصررت على الصغيرة صارت كبيرة لأن السم يقتل مع صغره و الصغيرة كالشرارة من النار والشرارة قد تحرق بلدة إن من أنفق عافيته و صحته فى معصية الله فمثاله كمن خلف له أبوه ألف دينار فأشترى بها حيات و عقارب و جعلها حوله تلدغه هذه مرة و تلسعه هذه اخرى ... أفما تقتله ؟ و أنت تمحق الساعات فى مخالفته فما مثالك إلا كالحداة تطوف على الجيفه حيثما وجدتها أنحطت عليها فكن كالنحله صغير جرمها عظيمة همتها تبنى طيباً و تضع طيباً طالما تمرغت فى مواطن المحن فتمرغ فى محاب الله عز و جل فهذه الحقيقة تبين طريقك و لكن من أمنته الغفلة لم ترده النكبات لان المرأة الناقصة العقل يموت ولدها و هى تضحك فكذلك أنت تنكب عن قيام الليل و عن صيام النهار و فى جميع جوارحك و لم تتالم و ما ذلك الا لأن الغفلة قد أماتت قلبك لأن الحى يؤلمه نقر الابرة و لو قطع الميت بالسيف لم يتالم فأنت حينئذ ميت القلب فاجلس مجلس الحكمة ففيه نفحة من نفحات الجنه تجدها فى طريقك و فى دارك و فى بيتك فلا يفتك المجلس و لوكنت على معصية فلا تقل ما الفائده فى حضور المجلس و أنا أعصى و لا أقدر على ترك المعصية أخى المسلم نكتفى بهذا القدر البسيط و نستكمل المقالة القادمة إن شاء الله تعالى و أسال الله العلى العظيم أن يمنحنى من العمر لأتمم ما بدأت به فى الحلقة القادمة إذا كان فى العمر بقية أسألك ياربى أن ترحمنى و تغفر لى تقصيرى فهذه قدرتى التى خلقتنى عليها و فى النهايه أذكركم و نفسى فى القلب لكم منزلة علية لا تسكنها سُعدى و لا لبُناء فى الذر عرفتكم فهل يجمل بى أن أنكركم و لحيتى شمطاء و الله أعلى و أعلم و أجــــل اسأل الله رب العرش العظيم أن نكون جميعا فى جنة الفردوس مع أُمة سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و أنتظرونا يوم الخميس المقبل إن شاء الله
كما أسأل الله أن يمد لى فى عمرى و يوفقنى لكتابتها و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخيكم الفقير إلى رحمة الله و غفرانه هشام عباس محمود
|
|
|