[حور العين]

الأخ الدكتور / عبدالله بن مراد العطرجي
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير





وداعاً شهر ربيع الآخر

قال الله تعالى في كتابه العزيز الذي


{ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }



{... وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ... (140) }

(سورة آل عمران)



وقال تعالى



{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ

يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ... (36) }

(سورة التوبة)



هكذا مرت الليالي والأيام والأسابيع وأربعاً من الشهور سرعاً.



هكذا انقضى الثلث الأول من هذا العام الهجري 1435.



هذا شهر ربيع الآخر وسائر الشهور الأخرى

كانت مليئة بالخير واليمن والبركات.

شهر ربيع الآخر تميز هذا العام بكونه ضمن فصل الشتاء، ليذكرنا بأن العرب

سموه ربيعاً لأنه صادف وقت التسمية فصل الربيع كما يقال فلزمه الاسم.

شهر ربيع الآخر عقب شهر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

في ربيع الأول ربيع الخير والبركة،



ربيع الحياة.

شهر ربيع الآخر لأننا لم نكتفي بربيع واحد فجعلناه ربيع آخر.

قيل في أصل تسمية ربيع الآخر بذلك لأن العرب كانوا يرتبعون فيه، أي

لرعيهم فيه العشب، فسمى ربيعاً، ويقال سمي ربيعا لأنه جاء في الربيع

فلزمه هذا الاسم.



وقد ورد في الأثر: لو سمي ربيع الآخر بربيع الثاني لأتبعناه شهران آخران

ربيع الثالث وربيع الرابع ولألغي الجمادان، تيمناً بربيع الأول ربيع الخير،

ربيع الحياة.



فكل ربيع عامة والأمة الإسلامية بخير.



هنيئاً لمن صام في شهر ربيع الآخر أيام الاثنين والخميس والأيام البيض

، أو قام فيه بصيام داود عليه السلام يصوم يوماً ويفطر يوماً، الصيام

عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين

وشعار المتقين، يزكّي النفس ويهذّب الخُلُق، وهو مدرسة التقوى ودار

الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة،

وكان من الناجين في الدنيا والآخرة، فالصوم لله وهو يجزي به،

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :



( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا

إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) ،



وقال صلى الله عليه وسلم



( مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)



وهنيئاً لمن أدى الصلوات المفروضة في جماعة

المسلمين في شهر ربيع الآخر.



وهنيئاً لمن واظب على الصلوات النافلة القبلية والبعدية الاثنا عشر ركعة لكل

فرض يومياً حسب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

في شهر ربيع الآخر.



وهنيئاً لمن واظب على صلاة الضحى في شهر ربيع الآخر.



وهنيئاً لمن قام الليل الطويل في شهر ربيع الآخر بالتهجد.



وهنيئاً لمن ختم القرآن الكريم في شهر ربيع الآخر.



هنيئاً لمن واظب على الأذكار بعد الصلوات المكتوبة في شهر ربيع الآخر.



هنيئاً لمن واظب على أذكار الصباح والمساء في شهر ربيع الآخر.



وهنيئاً لمن أكثر من ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه في شهر ربيع الآخر.



وهنيئاً لمن فعل الصالحات والتقرب إلى الله قولاً وعملاً في شهر ربيع الآخر.



هنيئاً لمن كانت له خبيئة في شهر ربيع الآخر.



هنيئاً لمن أخلص في عمله في شهر ربيع الآخر.



هنيئاً لمن أشفق على أهله في شهر ربيع الآخر.



هناً لمن كان مولده في شهر ربيع الآخر.



هنيئاً لمن كانت وفاته في شهر ربيع الآخر.



وختاماً

اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة

وبعد الموت جنة



اللهم ارزقنا حسن الخاتمة



اللهم ارزقنا الموت ونحن في عبادة أو عمل صالح

يا ارحم الراحمين



اللهم إنا أعوذ بك من فتن الدنيا



اللهم قوي إيماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على أعدائك أعداء الدين.



اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد

كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.



سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين

والحمد لله رب العالمين.

أخوكم المحب

د. عبدالله مراد العطرجي

مكة المكرمة

ضحى الاثنين الثاني من شهر جمادى الأولى عام خمس وثلاثين

وأربعمائة وألف من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.