المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلسلة الحياة اية-عصرالسكينة
سلسلة عصر السكينة مع جمود الحياة المادية وسطوتها على القلب والروح بل والجسد أيضا فإن أكثر ما نحتاجه هذه الأيام هو ( استراحة محارب) نهجر فيها الفارغين البطالين .. و نبتعد عن كل ما يشغل هذا القلب و يتعبه لنستبدل صخب ( عصر السرعة ) بـهدوء (عصر السكينة) فيجتمع علينا شملنا ، و يهدأ بالنا، ويرتاح خاطرنا (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ..) حينما تقرأ هذه الآية بقلب متدبر ستقف عندها كثيرا وأعذب ما وجدت في تفصيل (حالة السكينة) ما قاله ابن القيم في مدارج السالكين عن معاني السكينة : (هي ثلاثة : 1. النور 2. الروح ـ الحياة ـ 3. القوة فالنور: يكشف له عن دلائل الإيمان (..) ويميز له بين الحق والباطل . والحياة: توجب كمال يقظته (..) وانتباهه من سنة الغفلة والقوة: توجب له الصدق وصحة المعرفة وقهر داعي الغي والعنت ولذلك ازداد بالسكينة إيمانا مع إيمانه والإيمان: يثمر له النور والحياة والقوة وهذه الثلاثة تثمره) وحينما قرأت هذه التحليل تبادر إلى ذهني حالة نمر بها أحيانا حينما نقرأ كتاب الله بتدبر فأحيانا تمر بآية ربما لم تستوقف الكثير ممن قرأها لكنك تشعر أنها تلامس جرحا بداخلك .. أو أمرا يعنيك أو تحوي معنى يجعلك لا تتجاوزها في هذه المرحلة تكون في (مرحلة النور) فقد أكرمك الله وبدأ النور الموجود في الآية يتحسس طريقه إلى قلبك فإذا ما بحثت عن تفسير هذه الآية ـ و لم تؤجل ذلك ـ فإنك ستجد فيها (حياة) فإذا ما تشبعت من الحياة التي حوتها الآية وتركتها تتسلل إلى قلبك وعقلك ووجدانك فإنك ستكتسب قوة في اتخاذ قراراتك و تصحيح مسار حياتك ) المتخصصون النفسيون يسمون هذا التأثر بـ (تعديل السلوك المعرفي) هم يرون أن المعرفة الوافية كافية لتعديل السلوك وهذا صحيح جزئيا لكن الحالة التي تصيبنا مع كلام الله لا تكتفي بالمعرفة فحسب ثمة روح وحياة لا تدرك بالحس تتسلل إلى العبد الأمر ليس معرفي سلوكي فحسب بل هو أشمل من ذلك والعلاقة بين الإيمان و معاني السكينة التي هي ( النور و الحياة و القوة ) علاقة تبادلية وكلما ازداد مرورنا بمراحل السكينة كلما ازددنا إيماننا ما رأيك لو نعيد قراءة الآية مرة أخرى بتدبر أكثر: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ..) ومع استيلاء السكينة عليك ستشعر برحمات تتنزل وراحة عجيبة بل ستجد أنك لم تعد تأبه بالعيش وسط هذا الزخم من جمود الحياة المادية الصرف فالسعادة لم تعد ترتبط عندك بمثل هذا. يقول ابن القيم : ( فإذا باشرت هذه السكينة قلبه سكَّنت خَوفه (….) .. وسلَّت حزنه .. فإنها لا حزن معها فهي سلوة المحزون ومذهبة الهموم والغموم وكذلك تذهب عنه وخم ضجره وتبعث نشوة العزم وحالت بينه وبين الجرأة على مخالفة الأمر) بل الأجمل والأكمل أنها تكون عوض عن اللذة الجسدية والنفسية التي هي مبعث الضعف عند العبد يقول ابن القيم : ( فإذا نزلت عليه السكينة اعتاض بلذتها وروحها ونعيمها عن لذة المعصية فاستراحت بها نفسه وهاج إليها قلبه ووجد فيها من الروح والراحة و اللذة ما لا نسبة بينه وبين اللذة الجسمانية النفسانية فصارت لذته روحانية قلبية بعد أن كانت جسمانية ) كلنا نريد أن يسكن الخوف و يسلى الحزن ويبعث العزم كلنا نسعى بحق أن نتخلص من سطوة اللذة الجسمانية والنفسية ونترقى لتكون لذتنا روحانية قلبية لهذا هيئ نفسك وروحك وقلبك لاستقبال السكينة تذكر أن كل محاولاتك لتنظيم الحياة من حولك لن تجدي مع الفوضى العارمة في قلبك وأن هذه اللحظات التي تعيشها مع كتاب الله وذكره هي زادك الذي تواجه به الحياة فأنت بين فترة وأخرى بحاجة للحظات تختلي بها بذاتك وتعرضها على تلك المعاني في كتاب الله فتُقيم بها نفسك , و تنظف روحك واستحضر وأنت تجاهد نفسك في ذلك ما قاله ابن القيم عن أثر السكينة على القلب : (السكينة إذا نزلت على القلب اطمأن بها وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة وحالت بينه وبين قول الخنا ) طمأنينة و خشوع جوارح ووقار وحكمة وعصمة من اللغو وتسكين خوف, وذهاب هموم وضجر, وبعث للعزم, ووقاية من الإثم من منا لا يتمنى ذلك؟ جاهد نفسك .. وأسأل الله من فضله وردد: اللهم لولا أنت ما اهتدينا و لا تصدقنا .. و لا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام .. إن لا قينا …………………………………………… ما وافق الحق من قولي خذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه كتبته هند عامر
|
|
|